اختيار دوبارديو لتأدية دور الكسندر دوما يشعل جدلا عنصريا في فرنسا
آخر تحديث: الجمعة, 19 فبراير/ شباط, 2010, 04:17 GMT
ايما جين كيربي
بي بي سي - باريس
الممثل الفرنسي جيرار دوبارديو
اثار فيلم سينمائي عن حياة الكاتب والروائي الفرنسي الشهير الكسندر دوما جدلا كبيرا بسبب اختيار ممثل ابيض لتأدية دور دوما الذي كان داكن البشرة وينحدر من أصل أفريقي، كما كان يعرف عن نفسه.
وقد وقع الاختيار على النجم السينمائي جيرار دوبارديو، وهو محبوب جدا في فرنسا، ليؤدي دور البطولة في فيلم "دوما الآخر" (L’Autre Dumas)، مما تطلب تغيير لون بشرته لجعلها داكنة وارتداء شعر مستعار مجعد لغرض تأدية دور دوما.
ويقول المشككون ان الشركة السينما المسؤولة عن انتاج الفيلم تعمدت التقليل من شأن اثنية الكاتب الذي عاش في القرن التاسع عشر وينحدر من جد كان "عبدا في هايتي" ويشير الى نفسه على أنه "أسود".
ويعتقد هؤلاء انه كان الاجدى بالسينما الفرنسية اختيار ممثل من اثنية مختلطة لتأدية الدور كما كان دوما فعلا.
"صدمة"
انطلاقا من هنا، جنحت القضية نحو جدل حول العنصرية اذ قال باتريك توزيس رئيس مجلس جمعيات السود في فرنسا ان "تاريخ وإرث دوما الافريقيين يغيبان عمدا عن السينما وهذا امر يسبب الشعور بالإهانة والصدمة".
ويتابع توزيس بالاشارة الى ان "ما جرى هو طريقة للقول انه ليس بين سكان فرنسا السود او من اصحاب الاثنيات المختلطة ممثلون موهوبون مؤهلون لتأدية هذا الدور وهذا امر غير صحيح ابدا".
ويقول المؤرخ الفرنسي كلود شوب انه "على الرغم من تقدير غالبية الادباء الذين عاصروا دوما في القرن التاسع عشر لكتاباته، الا انه كان دوما يتعرض للاستهزاء بسبب لون بشرته"، مضيفا بأن "رسوم الكاريكاتير كانت دوما تصور دوما بشفاه غليظة وشعر افريقي مجعد وكأنه وحش".
حركة وحيوية
في المقابل، رد منتجو ومخرجو الفيلم على هذا الجدل موضحين بان اختيارهم لدوبارديو لتأدية الدور ناتج عن مزاياه المهنية والشخصية والتي تتناسب مع حركة وحيوية شخصية دوما.
وختم المدافعون عن الخيار بالقول: "على الرغم من اختلاف لون البشرة بين دوبارديو ودوما، لكن من هو أفضل وأهم من دوبارديو للعب دور شخصية بحيوية والوان شخصية الكسندر دوما؟".
ومن كتابات دوما التي اكتسبت شهرة عالمية والتي باتت من تلك التي تشكل مصدر فخر للفرنسيين بأدبهم: الفرسان الثلاثة (عام 1844) والكونت دي مونت كريستو (1845 - 1846) والملكة مارجو (1845) والرجل ذو القناع الحديدي (1847).
http://www.bbc.co.uk/arabic/artandculture/2010/02/100218_bk_france_alexandre_dumas_depardieu_cinema.shtml