الكرد وثقافة التسامح
يعتبر الشعب الكردي من اكثر الشعوب تعرضا للاضطهاد والظلم خلال التاريخ الحديث حرم من وطنه نتيجة صفقة قذرة لدول استعمارية وكان الشعب الوحيد في المنطقة الذي حرم من وطنه دون وجه حق نتيجة مصالح انية لدول ارتكبت بحقه جريمة لا تغتفر عندما منحت لنفسها الحق برسم خارطة المنطقة وتقسيم كردستان الى اجزاء اربعة مما ادى الى تعقيد القضية الكردية وكانت وما تزال السبب بمعاناة هذا الشعب ان بريطانيا وفرنسا تتحملان المسؤولية التاريخية لما ال اليه وضع الشعب الكردي وكل ما تعرض له لاحقا من مجازر و اضطهاد و قتل و تشريد من قبل الانظمة المقتسمة لكردستان
لقد كان الشعب الكردي كغيره من الشعوب يعشق الحرية ويتوق الى الاستقلال وفي اوج قوة الامبراطورية العثمانية كانت الثورات الكردية قائمة على قدم وساق ولم تتوقف رغم كل اشكال القمع التي كانت تمارسها السلطات العثمانية والشاهنشاهية
والتاريخ يشهد فالامارات الكردية التي كانت قائمة انذاك كانت تثور بين الفينة والاخرى لتحرير كردستان وكانت تلك الثورات دوما تقع ضحية لمؤامرات دولية قذرة فكانت تنتهي بمجازر بشعة واعدامات وبطش ولكن الحرية بقيت معشوقة هذا الشعب الحي الصلب صلابة القضية الكردية الشامخ شموخ جبال كردستان الابية
ان تاريخ الشعب الكردي مخضب بالدم والنضال واي نضال انه اشرف نضال عرفه التاريخ
بعد اتفاقية سايكس بيكو رسمت خارطة المنطقة ووضعت حدود الدول و مزقت اشلاء كردستان واصبحت تلك الدول التي تقاسمت كردستان تدعي الحق الالهي بملكيتها لكردستان لقد منحت الدول الغربية وطن الاكراد كحصص لدول اربع وهذه الدول التي بعضها يعتبر اتفاقية سايكس بيكو اتفاقية استعمارية تقدس الواقع الذي افرزته هذه الاتفاقية وتعتبره من المقدسات التي لا يجب المساس بها عندما يتعلق الامر بالشعب الكردي بينما تعتبر الحدود التي بينها وبين الدول الاخرى حدودا مصطنعة و استعمارية وتطالب بازالتها انها النزعة القومية العتصرية انها ازدواجية المعايير
نعم لقد عانى الشعب الكردي الويلات وما يزال نتيجة هذا الخطا التاريخي او على الاصح الجريمة التاريخية جسد كردستان مخضب بالدماء وتراب كردستان مشبع بالدم مئات المجازر ارتكبت بحق هذا الشعب الذي لم يرتكب ذنبا سوى عشقه للحرية و مقاومته للخضوع والاستسلام و مطالبته العيش كبقية الشعوب بحرية وسلام
في تركيا دمرت مئات القرى الكردية وافرغت من سكانها الاصليين على يد الطورانيين و المجازر لا تعد ولا تحصى ( بالو-كينجو-ديرسم-دياربكر----)وطبقت بحق هذا الشعب اقذر السياسات التي عرفها التاريخ حورب في لغته وفي وجوده وفي حياته وفي العراق لم يكن الامر افضل حالا وكان للانظمة ( اسوة حسنة بالطورانيين) (حلبجة خير دليل على بشاعة الجريمة)وسياسات التعريب والتمييز والقتل والتهجير ما تزال اثارها ماثلة للعيان وفي سوريا ( سينما عامودا شاهد على بشاعة الجريمة تم احراق عشرات الاطفال و هم يشاهدون فيلما اطفال بعمر الورد احرقوا بيد عنصرية حاقدة لم يرتكبو أي ذنب سوى انهم اكراد فقط لانهم كرد ذبحوا )وفي ايران ( مهاباد وئدت في المهد وبابشع صورة)
بالنظر الى ما لاقاه الكرد من الانظمة من بشاعة في اساليب القمع التي لم تميز بين طفل او امراة او شيخ يتجلى التسامح بابهى صوره عند الكرد الذين ناضلوا بكل شرف وكان نضالهم ناصعا نصوع الشمس لم يعرف الاكراد الحقد القومي او الكراهية او الانتقام كان نضالهم دوما دفاعا عن النفس و القضية مطالبة بالحقوق المشروعة ليس اكثر و دوما كان خيار السلام حاضرا في عقلية الانسان الكردي
الذي يعشق الحرية والحياة ولنا في القائد الرمز الخالد( مصطفى البارزاني) انبل مثال
لم يقتل الثوار الاكراد يوما مدنيا امراة او طفلا او شيخا لم يخربوا منشاة عامة كان نضالهم وجها لوجه مع القوى العسكرية للانظمة وكانو لا يكتفون بالمطالبة بحقوقهم القومية فقط بل كانوا يطالبون بحقوق اخوتهم من القوميات الاخرى وكانوا يطلبون الديمقراطية لاجلهم
كم اسيرا من الجنود اطلقهم الثوار الاكراد دون المساس بهم البارزاني كان نموذجا للانسان الكردي المناضل كان رمزا للتسامح يد على السلاح دفاعا عن الحق والاخرى ممدودة للسلام لا حقد ولا انتقام هذا هو الانسان الكردي رغم كل اساليب القمع ورغم كل المجازر وحملات الابادة التي مورست بحقه
انها ثقافة التسامح المتجذرة في شخصية الانسان الكردي ثقافة الحب والحياة و التضحية هكذا كنا وهكذا سنبقى يكفينا فخرا تاريخنا النضالي الناصع حتى الذين اضفوا على بعض ثوارنا في جبال كردستان صفة الارهاب يعلمون جيدا اننا ابعد ما نكون عن الارهاب انها جزء من المجاملات القذرة بين الدول من اجل ارضاء الطغمة العسكرية الحاكمة في تركيا
ماذا فعل هؤلاء الابطال حتى يصبحوا ارهابيين هل قتلوا مدنيا طفلا او امراة اليسوا مناضلين شرفاء ام ان الجنود الاتراك اصبحوا الهة لا تمس
هذه هي ثقافتنا ثقافة التسامح والحب منها نهلنا وعليها نسير انها متجسدة في اساليب النضال التي ننتهجها دائما نضع خيار السلام في المقدمة ولكن عندما تنقطع السبل بنا فمن حقنا ان نحمل السلاح وندافع عن انفسنا ولكن سلاحنا لن يكون موجها الا لصدور المعتدين لن نتنازل عن حقنا مهما طال الزمن من يعتقد انه يستطيع ان يقهر الشعب الكردي ويخضعه بالقوة ويلغي وجوده فهو كمن يحلم حلما غبيا والتاريخ يشهد