سعوديات يتساءلن يوم الفالنتاين: لماذا لا نخصص يوماً للحب؟
سيدة تبحث عن هدية العيد
الرياض - محمد عطيف
يمثّل الأحد 14-2-2010، بالنسبة للكثيرين حدثاً سنوياً مثيراً للجدل والاهتمام في ذات الوقت، حيث سبق الحديث عنه منذ أول تحرك معلن لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، عند تحذيرها من الاحتفال بعيد الحب (الفالنتاين) الذي يوافق ذلك التاريخ، في وقت يتناقل الناس الكثير من الأخبار عن التحذيرات السنوية التي يقال إنها عممت على محلات الزهور للتخلص من الأنواع التي تستخدم في الاحتفال بهذه المناسبة ومنها الورود الحمراء وكل ما هو أحمر، حسب رأي المنتقدين لمنع الاحتفاء بالمناسبة.
وفيما أكد أصحاب المحلات ذاتها ارتفاع المبيعات منذ وقت يسبق ذلك بأيام عديدة تفاديا للمنع، شدد الكثير من روادها من شباب وشابات وغيرهم من مختلف الشرائح العمرية على أن المناسبة بالفعل تلفت انتباههم وأن نسبة لا تقل عن 50% يحتفون بها في منازلهم وخصوصا في المدن الرئيسية مثل العاصمة الرياض وجدة والدمام.
وتشمل التحذيرات أماكن أخرى بخلاف المحلات مثل بعض صالات الفنادق والمقاهي للجنسين، حيث تتعرض هذه الأماكن لمصادرة كل ما يخص المناسبة إن وجد. وتعمد بعض المحلات إلى تخصص قسم خاص للمناسبة خلف المحل حيث يتم البيع في حال التأكد من شخصية المشتري.
وعلى صعيد الفتوى وقبل ست سنوات، كان مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وصف عيد الحب بأنه "عيد وثني"، وقال في فتوى له إن "على كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ألا يحتفل بهذا العيد".
مسكونون بالخوف
من جهته، قال الكاتب والروائي يوسف المحيميد لـ "العربية.نت" "أعتقد أننا مجتمع مسكون بالخوف من أشياء كثيرة، من الجديد ومن كل ما هو مخالف للنمطي والمعتاد حتى أصبحنا نخشى حتى من الحب. نخشى أن نسقط كلمة حب ونتعامل معها بتوجس وحذر وكأنه ارتبط بالجنس فقط بينما هو في معناه الواسع يتخطى الحبيب والمحبوبة. كما أنه في صور أجمل يتمثل في روابط بين الأب والأبناء والعلاقات الإنسانية عموما وبين الأصدقاء، بل يتجاوز ذلك إلى حب الطبيعة والأشياء من حولنا".
ويضيف المحيميد "الحب هو من ضمن الأشياء التي يحرض عليها الإسلام، فليس هناك وجل ولا مأزق من الحب ذاته بقدر ما هي ذهنية سابقة أو تقليدية وقديمة تربط الحب بالجنس. و أعتقد أن الحل هو في تجاهل الأمر من قبل الهيئة والمؤسسات الدينية في البلد ليصبح أمرا عاديا. فلا أعتقد أنه سيحصل مثلا انقلاب في البلد وتتحول إلى مدينة عاشقة أو معشوقة، فهي مسألة سهلة جدا ويجب تجاوزها على كافة المناحي. وعلى سبيل المثال لو كنا في الدراسة لاحظنا في أعوام سابقة تحريم كل ما هو أحمر اللون بدرجة غريبة، وكأننا أصبنا برعب من هذا اللون وربطه بالحب."
ويقول الكاتب يوسف الكويليت "المشكلة في النظر من زاوية معينة وهي أنه "عيد" يحتفل فيه أصحاب الأديان الأخرى مع أنه تقليد أكثر منه دين، وهي حساسية غير مبررة".
ويتابع "الآن هناك دول إسلامية تحتفي بأعياد الإسلام، وفي بعض الدول، المسيحيون يحتفلون مع المسلمين بأعيادهم. عندنا فقط عيدان والبقية يسمونها مناسبات. التطور العالمي يشمل الأثر والتأثير في العادات والتقاليد والقصات والملابس. الطابع العالمي المشترك بدأ يسود ويتداخل خصوصا مع ثورة الاتصالات".
لماذا لا يخصص يوم للحب؟
إلى ذلك، ترى ناهد انديجاني مديرة تحرير مجلة (ماري كلير) السعودية أن "الحب في السعودية يبدو من الأمور الممنوعة. أي شيء فيه الحب محرم! فكيف عندما يكون الحال في عيد للحب. أكيد سيكون هناك صراع بين رجال الدين وبين الشباب والشابات المحتفلين".
وتضيف أنديجاني "أنا متأكدة أن رجال الهيئة ومنذ بداية السنة وكأنه لا يوجد في أجندتهم غير هذا اليوم المدون بكل التفاصيل ومستعدون فيه لمحاربة كل شيء أحمر وباللون الأحمر، وكأنهم لا يعرفون أن الكثير من الشباب والشابات قد قاموا بتأمين احتياجاتهم قبل هذا اليوم بأسبوع على الأقل تفاديا للصدام".
وتتابع "من المؤسف ألا يكون هناك يوم عالمي للحب بغض النظر عن فالنتاين أو غيره .. لماذا لا نخترع نحن السعوديون يوما للحب بعيدا عن أي أمور عقائدية. هم يقولوا أيامنا كلها حب وهذا غير صحيح."
وتقول إن "الصراع الحاصل طبيعي بسبب النظرة القاصرة لكون الحب من المشاعر المحرمة، وحتى لدى شرائح كبيرة في المجتمع السعودي يعتبر من المعيب التصريح بالحب أمام الآخرين والأولاد. لماذا لا يكون لدينا يوم فعلا للتعبير عن الحب ليس فقط نحو الحبيب أو المحبوبة ولكن أيضا نحو الأصدقاء والصديقات والأب والأم وغيرهم . عندنا أيام كثيرة مثل يوم الصحة ويوم الشجرة".
ومن ناحية أخرى، تقول مديرة القسم النسائي في صحيفة "عكاظ" منال الشريف "همومنا صارت أكبر من الاحتفال بعيد الحب، الحديث عنه في وسائل الإعلام يعتبر دعاية له ودعوة للاحتفاء به".
وتضيف أعتقد "أن عيد الحب دخيل علينا، وربما يندرج في السخافات، والفرد السعودي أكبر من الفالنتالين وعيد الحب، وليتنا نأخذ منهم ما يفيدنا وبعدها نلتفت للسخافات".
المصدر : العربية نت
__________________
سيدة تبحث عن هدية العيد
الرياض - محمد عطيف
يمثّل الأحد 14-2-2010، بالنسبة للكثيرين حدثاً سنوياً مثيراً للجدل والاهتمام في ذات الوقت، حيث سبق الحديث عنه منذ أول تحرك معلن لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، عند تحذيرها من الاحتفال بعيد الحب (الفالنتاين) الذي يوافق ذلك التاريخ، في وقت يتناقل الناس الكثير من الأخبار عن التحذيرات السنوية التي يقال إنها عممت على محلات الزهور للتخلص من الأنواع التي تستخدم في الاحتفال بهذه المناسبة ومنها الورود الحمراء وكل ما هو أحمر، حسب رأي المنتقدين لمنع الاحتفاء بالمناسبة.
وفيما أكد أصحاب المحلات ذاتها ارتفاع المبيعات منذ وقت يسبق ذلك بأيام عديدة تفاديا للمنع، شدد الكثير من روادها من شباب وشابات وغيرهم من مختلف الشرائح العمرية على أن المناسبة بالفعل تلفت انتباههم وأن نسبة لا تقل عن 50% يحتفون بها في منازلهم وخصوصا في المدن الرئيسية مثل العاصمة الرياض وجدة والدمام.
وتشمل التحذيرات أماكن أخرى بخلاف المحلات مثل بعض صالات الفنادق والمقاهي للجنسين، حيث تتعرض هذه الأماكن لمصادرة كل ما يخص المناسبة إن وجد. وتعمد بعض المحلات إلى تخصص قسم خاص للمناسبة خلف المحل حيث يتم البيع في حال التأكد من شخصية المشتري.
وعلى صعيد الفتوى وقبل ست سنوات، كان مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وصف عيد الحب بأنه "عيد وثني"، وقال في فتوى له إن "على كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ألا يحتفل بهذا العيد".
مسكونون بالخوف
من جهته، قال الكاتب والروائي يوسف المحيميد لـ "العربية.نت" "أعتقد أننا مجتمع مسكون بالخوف من أشياء كثيرة، من الجديد ومن كل ما هو مخالف للنمطي والمعتاد حتى أصبحنا نخشى حتى من الحب. نخشى أن نسقط كلمة حب ونتعامل معها بتوجس وحذر وكأنه ارتبط بالجنس فقط بينما هو في معناه الواسع يتخطى الحبيب والمحبوبة. كما أنه في صور أجمل يتمثل في روابط بين الأب والأبناء والعلاقات الإنسانية عموما وبين الأصدقاء، بل يتجاوز ذلك إلى حب الطبيعة والأشياء من حولنا".
ويضيف المحيميد "الحب هو من ضمن الأشياء التي يحرض عليها الإسلام، فليس هناك وجل ولا مأزق من الحب ذاته بقدر ما هي ذهنية سابقة أو تقليدية وقديمة تربط الحب بالجنس. و أعتقد أن الحل هو في تجاهل الأمر من قبل الهيئة والمؤسسات الدينية في البلد ليصبح أمرا عاديا. فلا أعتقد أنه سيحصل مثلا انقلاب في البلد وتتحول إلى مدينة عاشقة أو معشوقة، فهي مسألة سهلة جدا ويجب تجاوزها على كافة المناحي. وعلى سبيل المثال لو كنا في الدراسة لاحظنا في أعوام سابقة تحريم كل ما هو أحمر اللون بدرجة غريبة، وكأننا أصبنا برعب من هذا اللون وربطه بالحب."
ويقول الكاتب يوسف الكويليت "المشكلة في النظر من زاوية معينة وهي أنه "عيد" يحتفل فيه أصحاب الأديان الأخرى مع أنه تقليد أكثر منه دين، وهي حساسية غير مبررة".
ويتابع "الآن هناك دول إسلامية تحتفي بأعياد الإسلام، وفي بعض الدول، المسيحيون يحتفلون مع المسلمين بأعيادهم. عندنا فقط عيدان والبقية يسمونها مناسبات. التطور العالمي يشمل الأثر والتأثير في العادات والتقاليد والقصات والملابس. الطابع العالمي المشترك بدأ يسود ويتداخل خصوصا مع ثورة الاتصالات".
لماذا لا يخصص يوم للحب؟
إلى ذلك، ترى ناهد انديجاني مديرة تحرير مجلة (ماري كلير) السعودية أن "الحب في السعودية يبدو من الأمور الممنوعة. أي شيء فيه الحب محرم! فكيف عندما يكون الحال في عيد للحب. أكيد سيكون هناك صراع بين رجال الدين وبين الشباب والشابات المحتفلين".
وتضيف أنديجاني "أنا متأكدة أن رجال الهيئة ومنذ بداية السنة وكأنه لا يوجد في أجندتهم غير هذا اليوم المدون بكل التفاصيل ومستعدون فيه لمحاربة كل شيء أحمر وباللون الأحمر، وكأنهم لا يعرفون أن الكثير من الشباب والشابات قد قاموا بتأمين احتياجاتهم قبل هذا اليوم بأسبوع على الأقل تفاديا للصدام".
وتتابع "من المؤسف ألا يكون هناك يوم عالمي للحب بغض النظر عن فالنتاين أو غيره .. لماذا لا نخترع نحن السعوديون يوما للحب بعيدا عن أي أمور عقائدية. هم يقولوا أيامنا كلها حب وهذا غير صحيح."
وتقول إن "الصراع الحاصل طبيعي بسبب النظرة القاصرة لكون الحب من المشاعر المحرمة، وحتى لدى شرائح كبيرة في المجتمع السعودي يعتبر من المعيب التصريح بالحب أمام الآخرين والأولاد. لماذا لا يكون لدينا يوم فعلا للتعبير عن الحب ليس فقط نحو الحبيب أو المحبوبة ولكن أيضا نحو الأصدقاء والصديقات والأب والأم وغيرهم . عندنا أيام كثيرة مثل يوم الصحة ويوم الشجرة".
ومن ناحية أخرى، تقول مديرة القسم النسائي في صحيفة "عكاظ" منال الشريف "همومنا صارت أكبر من الاحتفال بعيد الحب، الحديث عنه في وسائل الإعلام يعتبر دعاية له ودعوة للاحتفاء به".
وتضيف أعتقد "أن عيد الحب دخيل علينا، وربما يندرج في السخافات، والفرد السعودي أكبر من الفالنتالين وعيد الحب، وليتنا نأخذ منهم ما يفيدنا وبعدها نلتفت للسخافات".
المصدر : العربية نت
__________________