تشارلي شابلن - الفنان والإنسان
تشارلي تشابلن في «الطفل»
مذ كنا صغاراً ، اكتشفنا الفنان الكوميدي بأفلامه الصامتة (تشارلي شابلن) فرسخ في أذهاننا كمرادف للضحك وبالأخص الفن الكوميدي الصامت ، جنباً إلى جنب مع الفنانين لوريل وهاردي وغيرهما .. واذكر ان البعض كان يلفظ أسمه بطريقة مخطوءة ومضحكة مثل : شابلي شابلن كما كان يفعل زميل لي في ايام خدمتي للعلم في محافظة كركوك في شمال العراق .
عندما كبرت رحت ابحث عن كل اعمال هذا الفنان الراحل ، وعن سيرة حياته ، وهالني ما عرفته عنه ، فقد كان مفكراً بأسمال كوميدي ، وكان يوصل افكاره ودفاعه عن الفقراء والمحتاجين والمستضعفين بفنه الذي يدخل قلوب الجميع ، فلم يتخذ من فنه مجرد الضحك للضحك او للأسفاف بل ، كانت الكوميديا التي يقدمها لنا هي اصعب انواع الكوميديا (الكوميديا السوداء) فأزداد شغفي بهذا الفنان العبقري الذي كان فنانا شاملا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، فلم يكن يمثل الافلام فحسب ، بل كان يمثل الفلم ويخرجه وينتجه ويكتب قصته والسيناريو الخاص به فضلا عن التعليق بصوته في الفواصل .. ثم اكتشفت (وشاهدت) له افلاماً طويلة بالصوت والصورة (بعد دخول السينما العالمية في عهد جديد وطوي صفحة السينما الصامتة الى الابد على الرغم من الضجة التي اثيرت انذاك بين مؤيد للسينما الناطقة الحديثة وبين رافض لها معتبرا ان فن السينما الحقيقي تجسده السينما الصامتة والتي افسدها ادخال الصوت عليها ! ولانه لا يصح الا الصحيح وان التطور سيفرض نفسه على الجميع ان عاجلا ام اجلا ، فما كان من ابرز (الخاسرين) (كما ظن الجميع انذاك) تشارلي شابلن الا ان يتكيف مع هذه النقلة ويصبح كما هو حاله دوما ، في مقدمة فناني السينما العالمية ، فأخرج ومثل وانتج وكتب العديد من الافلام الناطقة الشهيرة ومنها الفلم الشهير (الدكتاتور العظيم) وهو نسخة ساخرة من شخصية الدكتاتور النازي الالماني ادولف هتلر والذي قال (اي شابلن) عن هذا الفلم : ادفع كل ما املك كي اعرف رد فعل ادولف هتلر بعد مشاهدته للفلم !
(بعد تمثيله لشخصية هتلر في فلم الدكتاتور الأعظم (The Great Dictator) قال: مستعد أن أفعل أي شئ لأعرف ما رأي هتلر في هذا)
لكن المؤسف ان معظم الناس لا يعرف مكانة هذا الفنان العظيمة في تاريخ السينما العالمية واذا ما سمعوا بأسمه فأن ذكره مرادف للاضحاك (والتفاهة) ! وهذا الجهل الفاضح بأهمية ومكانة هذا الفنان الشامل المفكر ليس حكرا على العامة ، بل ذات مرة سمعت هذه الرأي وهذه السخرية من شخص كان زميلا لي ايام الدراسة الجامعية وكان يكمل دراسة الماجستير ومن المحسوبين على الوسط الادبي انذاك ! واعتبر حبي لفن هذا العملاق الشامل (مأخذاً علي وضدي !) !!! فتصوروا الى أي مدى من الحيف الذي طال هذا الفنان الراحل بسبب جهل (المتعلمين والمثقفين) بمكانته !
أخيراً كم كبر بعيني هذا الفنان الراحل عندما قرأت قبل ايام عنه قوله عندما غادر الولايات المتحدة الاميركية وعاش بقية أيام عمره في بيت متواضع في قرية بسويسرا اوصى ان يدفن في حديقة هذا البيت وقد كان :
(لا يوجد لدي أي حاجة في أمريكا بعد الآن. لن أعود لأمريكا ولو ظهر فيها يسوع المسيح)
وليد محمد الشبيبي
بغداد – 8 حزيران/ يونيو 2009
بغداد – 8 حزيران/ يونيو 2009
فيما يلي أدناه سيرة الفنان تشارلي شابلن وبعض صوره :
عدل سابقا من قبل وليد محمد الشبيبي في السبت 13 يونيو 2009, 1:33 pm عدل 3 مرات