الـيـتـيـم
اليتم في اللغة : هو الانفراد
واليتيم : هو من فقد أباه قبل البلوغ ، واللقيط هو من فقد كافله
واللطيم هو : من فقد أبويه معا أمه وأباه
وكفالة اليتيم من الأمور التي حث عليها الشرع الحنيف، وجعلها من الأدوية التي
تعالج أمراض النفس البشرية ، وبها يتضح المجتمع في
صورته الأخوية التي ارتضاها له الإسلام
على أنه لابد أن يتنبه أن كفالة اليتيم ليست في كفالته ماديا فحسب، بل الكفالة تعني
القيام بشئون اليتيم من التربية والتعليم والتوجيه والنصح، والقيام بما يحتاجه
من حاجات تتعلق بحياته الشخصية من المأكل والمشرب والملبس والعلاج ونحو
هذا.
وتعتبر كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير وقد جاءت آيات القرآن الكريم دالة
على بيان فضل رعاية اليتيم وعظم أجر كافله
فقال تعالى
يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ
وقال سبحانه و تعالى أيضا
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ
إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا
وقال تعالى
وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ
مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
وقال الله تعالى
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ
وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل كفالة اليتيم والإحسان إليه منها
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما
رواه البخاري
ومنها ما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال
أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك
يلن قلبك وتدرك حاجتك
وقوله صلى الله عليه وسلم
أدنِ اليتيم منك وألطفه وامسح برأسه وأطعمه من طعامك
فإن ذلك يلين قلبك ويدرك حاجتك
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم
ما تكون به كفالة اليتيم
وكفالة اليتيم تكون بضم اليتيم إلى حجر كافله أي ضمه إلى أسرته، فينفق عليه
ويقوم على تربيته، وتأديبه حتى يبلغ؛ لأنه لا يتم بعد الاحتلام والبلوغ،
وهذه الكفالة هي أعلى درجات كفالة اليتيم حيث إن الكافل يعامل اليتيم معاملة أولاده
في الإنفاق والإحسان والتربية وغير ذلك
فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يضمون الأيتام إلى أسرهم
كفالة اليتيم المالية
تقدر حسب مستوى المعيشة في بلد اليتيم المكفول بحيث تشمل حاجات اليتيم
الأساسية
دون الكمالية، فينبغي أن يتوفر لليتيم المأكل، والمشرب، والملبس، والمسكن
والتعليم بحيث يعيش اليتيم حياة كريمة، ولا يشعر بفرق بينه
وبين أقرانه ممن ليسوا بأيتام
وليست هناك شروط لهذه الكفالة إلا العدل والإحسان وتجنب ظلم اليتيم
وهذه الكفالة مرتبطة باليتم ، واليتيم هو الذي مات أبوه ولم يبلغ مبلغ الرجال
فإذا بلغ الصبي الرشد لم يعد يتيما ، إلا إذا كان في عقله سفه أو جنون
فيظل في حكم اليتيم وتستمر كفالته ، والبنت تظل في الكفالة حتى تتزوج
لقوله تعالى
وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ
وضع اليتيم مع الأسرة
فإنه أجنبي عنها ، فإذا بلغ وجب معاملته كأجنبي ، وقدأبطل الله التبني وحرمه
مع الترغيب في كفالته ، فلا يحرم تزوجه من أولاد المتبني ؛
مالم يوجد مانع آخر كالرضاعة، ويجب على زوجته وبناته التحجب أمامه
منذ البلوغ أو انتباهه لأمور النساء ، ويحرم عليهن الخلوة به
وغير ذلك مما ينطبق على الأجنبي
كما يجب أن يفصل بينه وبين أولاد الكافل له المختلفين عن جنسه ؛
في المضجع الذي ينامون فيه ، إذا قارب البلوغ ،لأن الفصل بين الذكور والإناث
واجب منذ بلوغهم العاشرة ولو كانوا إخوة ، فاليتيم الذي هو أجنبي أولى
سؤال
أريد أن أسأل عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم كهاتين
هل كفالة اليتيم مرة واحدة فقط أي لمدة شهر أو شهرين تدخل في معنى الحديث ؟
وهل يأخذ أجرها كاملا؟
أما كفالة اليتيم فغايتها وأمدها إلى أن يستغني اليتيم عن الكفيل
لقوله صلى الله عليه وسلم
من ضم يتيما بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له
الجنة البتة
رواه أحمد
فمن أنفق على يتيم شهرا أو شهرين ثم استغنى اليتيم عن النفقة بالبلوغ أو الغنى
أو ما شابه حصل له أجر كفالة اليتيم، وأما إن كان اليتيم ما زال في حاجة إلى نفقة
فلا يأخذ الكفيل حينئذ الأجر كاملا لظاهر الحديث السابق، إلا أن تكون النفقة قد
قصرت
به ولا يجد ما ينفقه على اليتيم، مع حرصه على النفقة فيكتب له الأجر كاملا ـ إن
شاء الله تعالى ـ
لقوله صلى الله عليه وسلم
إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى
متفق عليه