الف كيلومتر من أجل رسالة إلكترونية في الصين
آخر تحديث: الخميس, 11 فبراير/ شباط, 2010, 13:11 GMT
قوى الامن صينية تنتشر باستمرار في اورومتشي
منعت السلطات الصينية، منذ اكثر من 7 اشهر، الانترنت والرسائل النصية الهاتفية في اقليم تشينجيانج بعد اعمال الشغب التي شهدتها اورومتشي عاصمة الاقليم بين اثنيتي الويجور والهان والتي تعتبر الاخطر منذ عقود.
جاءت اعمال الشغب هذه عقب احتجاجات نظمها الويجور في المدينة ضد مقتل اثنين من ابناء جلدتهم في صدامات عرقية وقعت في مصنع جنوبي الصين.
وسرت شائعات في اورومتشي وقتها مفادها ان اعمال العنف تلك تسببت في مقتل المئات من الويجور.
ويقول دعاة الانفصال من الويجور إن الصين تتعمد جذب الهان للسكن في شينجيانج من اجل اضعاف نفوذ الويغور.
وبعد اشهر من هذه الاحداث، كثفت السلطات الصينية وجود قواها الامنية في عاصمة الاقليم مبررة ذلك بما تسميه "ضرورة التيقظ في محاربة الارهاب والانفصاليين".
التدابير التي اتخذتها السلطات الصينية في اورومتشي انعكست سلبا على الكثيرين، ومنهم اكبر مقهى انترنت في العاصمة والذي يحتوي على 500 جهاز كومبيوتر كان صاحب المكان قد جددها قبل ايام من اندلاع المواجهات خلال الصيف الماضي.
عدد الزبائن في مقهى الانترنت انخفض الى حد كبير حسبما يقول صاحب المكان وانج تشي الذي يكشف كذلك ان الانخفاض الفعلي لزبائنه تخطى الثلثين مقارنة بما كانت عليه الامور عندما كانت السلطات لا تزال تسمح بالانترنت.
تأثر في هذه التدابير اكثر من 20 مليون شخص من سكان الاقليم، وغالبيتهم الساحقة لا علاقة لها باعمال الشغب والعنف التي جرت.
غضب الزبائن
ولكن وانج تشي ليس الوحيد الذي تأثر بقطع الانترنت. وفي سوق البيع بالجملة في اورومتشي، تجلس ما هوي بالقرب من زوجها زو منج بمحاذاة اكياس التمر واللوز والفواكه المجففة التي يشتهر بها اقليم تشينجيانج.
ما وزو يبيعان بضاعتهم بشكل اساسي في مناطق تقع خارج الاقليم، ومنذ دخول الانترنت الى المدينة منذ اعوام، تحولت تجارتهم الى الانترنت بامتياز، فكل الطلبات تأتي عبر الانترنت وكذلك كل عملية تنسيق نقل بضاعتهم وشحنها الى اجزاء اخرى من الصين.
ويقول زو ان ما قامت به السلطات من منع الانترنت وحجب البريد الالكتروني ومحركات البحث يعتبر بمثابة "ضربة قاضية لتجارته".
ولكن زو يحاول ان يبقي عمله على قيد الحياة، والسبيل الوحيد لذلك كان سفره مسافة 1000 كيلومتر الى خارج الاقليم من اجل متابعة رسائله الالكترونية والاستمرار بالعمل.
يعني كل ذلك ان السبيل الوحيد للتواصل بالانترنت يستغرق السفر من اورومتشي برا لمدة تزيد عن 24 ساعة، الى اقليم جيانسو.
لدى وصوله الى هناك الاسبوع الماضي، وبعد ان تمكن من معاينة بريده الالتروني، عرف فعلا حجم الخسارة وضخامتها اذ ان حجم الطلبات التي الغاها الزبائن هائلة، بالاضافة الى غضب الشارين بسبب دفعهم اموال لم يستلموا مقابلها البضاعة، ما يجعلهم يطالبون بأموالهم.
اما جواب الحكومة الصينية على هذا الموضوع جاءت على لسان الناطق باسم وزير الخارجية الصيني الذي قال: "ان الانترنت ليس مغلقا في الصين، انما يخضع للقوانين الصينية".
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2010/02/100211_bk_china_urumqi_emails_uighur.shtml