تقرير: الحروب في افغانستان والعراق اثرت على المستشفيات العسكرية لاستقبال جرحى الجيش
لندن....'القدس العربي'...: تعاني المستشفيات البريطانية التي تستقبل جرحى الحرب من الجنود البريطانيين في افغانستان من قلة في الامكانيات بحيث وصلت قدراتها الاستيعابية الى حد لم تعد فيه بقادرة على استقبال الجنود الذين يجرحون في المواجهات مع حركة طالبان. واظهر تقرير من لجنة رقابة برلمانية صدر يوم امس الاربعاء الاعباء التي تواجهها الخدمات الطبية في الجيش البريطاني باتت كبيرة. فالاعباء التي تتزايد والتحديات التي تواجه القوات البريطانية بسبب المواجهات في افغانستان دفعت وزارة الدفاع للاعلان عن زيادة في عدد الاسرة في اقسام المركز الطبي الذي يستقبل حالات الجرحى في مقاطعة ساري من 66 سريرا الى 96 سريرا، من اجل علاج واعادة تأهيل الجرحى.
وتأتي نتائج تقرير اللجنة البرلمانية في وقت حذر فيه الجيش من امكانية زيادة عدد الجرحى خاصة ان قوات حلف الناتو ومن ضمنها القوات البريطانية والامريكية تحضر لعملية موسعة ضد مقاتلي طالبان في اقليم هلمند في وقت قريب. وسيشارك 4 الاف جندي بريطاني في العملية التي يطلق عليها 'مشترك' مع قوات المارينز ومشاركة من قوات الحكومة الافغانية.
وتهدف العملية والتي تعتبر الاكبر منذ الاحتلال الاجنبي لافغانستان عام 2001 لاخراج المقاتلين الطالبانيين من مدينة مرجا في مركز الاقليم. وينظر للمنطقة على انها مركز للمسلحين اضافة الى تجارة الافيون. وكان وزير الدفاع البريطاني، بوب اونزورث قد حذر من مخاطر حقيقية يتعرض فيها الجنود للقتل او الجرح. وجاء في تقرير 'مكتب المحاسبة الوطني' تفاصيل عن الضغوط التي باتت الوحدات الطبية في الجيش تواجهها بسبب تصاعد المواجهات في افغانستان.
والضغوط الشديدة قد تستدعي سلطات مستشفى سيلي اوك في مدينة بيرمنغهام والذي يستقبل الجرحى القادمين من افغانستان الى اخلاء المرضى المدنيين كي تتم معالجة الجنود من افغانستان حسبما ورد في التقرير. فيما يحاول المستشفى الميداني في كامب بيشون بأفغانستان استيعاب الزيادة النسبية من الجنود الجرحى. ومع اعتراف التقرير ان الخطط الطارئة لمساعدة القطاع الطبي في الجيش كي يواجه متطلبات الوضع قد تحسنت الا انه دعا الى تعزيز الجهود اكثر. وبحسب تقرير لقوات الناتو فقد تعرض اكثر من 520 جنديا لجروح خطيرة في المنطقة في الفترة ما بين 2001 2009 . وبحسب ارقام وزارة الدفاع البريطانية فقد اصيب 158 جنديا في العام الماضي اصابات معظمهم خطيرة، فيما تلقى 1229 جنديا علاجا في المستشفيات الميدانية منهم 700 بأمراض لا علاقة لها بالمعركة. وسجل العام الماضي نسبة عالية في زيارة الجنود في افغانستان والعراق للوحدات الطبية، فحسب تقرير الناتو بلغ العدد 1700 جندي. ويشير التقرير الى نسبة الاصابة بالمرض وجروح بسيطة زادت من 4- 7 بالمئة فيما تضاعف عدد زيارات الجنود لهذه المراكز 125 الف مرة منذ عام 2006.
وسبب الزيارات تتراوح بين شدة العمليات العسكرية والاصابة بامراض بسبب التنقل من قاعدة لقاعدة وجمع المعلومات الطبية. واضافة الى الجراح الجسدية تعاني الوحدات الطبية من مصاعب بسبب زيادة حالات المرض النفسي او صدمة ما بعد الحادث. واشار التقرير البرلماني الى ان هناك زيادة بنسبة 50 بالمئة في اعراض ما بعد الصدمة بين الجنود العاملين في الميدان وذلك حسب استفتاء وزع على الجنود المقاتلين وغير المقاتلين عام 2003.
ونقل عن امياس مورس، رئيس مكتب التدقيق الوطني قوله ان التقرير اشار الى الجوانب الايجابية وضرورة الاستمرار في تحسين الدعم الطبي واعداد الخطط الطارئة لمواجهة تداعيات حرب طويلة وقال ان هناك حاجة لمضاعفة الجهود من اجل منع الامراض العرضية وانتشارها بين الجنود. وتزامن التقرير الجديد مع تقرير اخر للجنة الدفاع في البرلمان واشار الى ان هناك نقصا في عمال الاسعاف والاطباء داخل القوات المسلحة واستمرار اعتماد الجيش على افراد الاحتياط.
واشار التقرير الى ان الاعباء العسكرية الملقاة على الجيش جعلته يعتمد على اسلحة قديمة ومليئة بالعيوب التي تعرض حياة الجنود للخطر ويقول التقرير ان القوات المسلحة ولمدة غير قصيرة مارست عملها في ظل ظروف تظل فوق طاقتها. ونقل عن نواب في المعارضة ان مشكلة الجيش تنبع من انه يشارك في حربين معتمدا على ميزانية الجيش المخصصة له في اوقات السلام. ويركز التقرير على وضع القوات البحرية التي لم تتعاف من قطع الميزانيات الذي تعرضت له وهي تحاول الوفاء بالتزامات مشاركة قواتها في العراق في الفترة ما بين 2004 - 2006 .