سياحة قصيرة مع بعض مذيعي قناة الجزيرة الفضائية
بقلم/ توفيق الحاج
القراء الأعزاء.. اسمحوا لي هذه المرة أن أخرج عن المألوف وألا أتناول أيا من المعضلات السياسية التي تسبب الضغط والمشاكل الاجتماعية التي تسبب السكر والانفلاتات الأمنية التي توفر للمواطن كل أنواع الجلطات والانسدادات المحكمة في الشريان التاجي والوريد المادي رغم محاولاتي المخلصة في تقديم المقبلات والمكسرات والسلطات الساخرة...!!
فالسياسيون والمتسيسون كثر والمحللون كالهم علي القلب وأغلبهم الا من رحم ربه يبدون كباعة متجولين يتبعون لدكاكين سياسية انتهي عمرها الافتراضي. تبيع بالجملة وتحاول أن تروج بضائعها في اوكازيونات وحملات حتي لا تتعفن..!!
لذا قرر العبد الفقير إلي الله كنوع من التغيير اصطحابكم في جولة سياحية قصيرة في فضائية الجزيرة لعلها تساهم بتلطيف الخوازيق وترطب نشفان الريق..!!
ولعل ما دفعني الي ذلك مشاهدتي لمذيعات ومذيعي الواسطة في تلفزيوننا الفلسطيني العظيم التي لا تسر عدوا ولا حبيبا فعدا عداوتهم المغلطة لبديهيات اللغة العربية حيث يرفعون المنصوب ويجرون المرفوع فانهم أشبه بملوك نسيتهم الانقلابات وأنهن أشبه بربات بيوت من نوع خشب الجميز خرجن لتوهن من المطبخ ووضعن المساحيق علي عجل بحيث تظهر أحداهن بأحمر الشفايف الفاقع كقطة التهمت لتوها فارا..
والآن استأذنكم في الرسو علي ضفاف قناة الجزيرة ولنتأمل معا ستة من أهم نجومها اللامعين:
جمال ريان
مذيع مشدود الأعصاب..متوتر دائما..متجهم.. لم أتذكر أن رأيته مبتسما لربما يخشي علي وجهه من التشقق..!! متأفف إلي أبعد الحدود تحس بأنه في قمة القرف وهو يلقي الخبر في حجرك ولا ينتظر منك أي رد فعل الي درجة اسماه أصحاب النكتة والقفشة جمال قرفان !
وهو عندما يناقش أو يحاور ضيفه تخاله يستعد لطوشة محتملة ومع ذلك فأنه يقنعك رغم قدراته الطبيعية علي الاستفزاز، ويحترم عقلك وترحب به في بيتك وتكاد تفتقده بشدة لو لم ينقض عليك في حصادين إخباريين متتاليين. وما أن تراه يعتلي صهوة الخبر العاجل حتي تصرخ يا ساتر..!! تسونامي جديد أو اجتياح شامل أو مذبحة عراقية رفيعة المستوى .
خديجة بن قنة
مذيعة غاية في الرقة والهدوء .. موحية بالخفر والطهر.. تمدك بما تحتاجه من دايكلوفين بعد عناء يوم كامل فهي تهمس بالخبر لك لوحدك همسا في لحظة انس وصفاء بعيدا عن مشاكل تدبير نفقات البيت حتي أخر الشهر أو ضوضاء دستة الأولاد أمام سبيس تون.
تحجبها زاد من سحرها وقيمتها في عين المشاهدين والمشاهدات إلي درجة أن الزوجات حتي الغيورات منهن يتركن أزواجهن معها و ينمن وهن مطمئنات دون خوف من أن تغويهم..رغم قدرتها الفائقة علي التخدير لذا انصح بمشاهدتها قبل إجراء عمليات الجراحة الصعبة
إيمان عياد
مذيعة أشبه بفتاة الأحلام ..جمالها يسطل الزاهد..ويشوش رادار الذاكرة..والمشاهد يجد صعوبة شديدة في التركيز علي الخبر وهو يتابعها .. بينما هو يتلفت حوله خوفا من أن تضبطه الزوجة النكدة متلبسا ويا مصيبته لو فكر في مجرد المقارنة بين الواقع واللا متوقع..واعتقد أن هذه المذيعة بما تملك من مقومات تستحق أن تكون سندريللا المذيعات بلا حذاء مفقود ولا غيره..فطلتها علي الأمير المشاهد ولو لثوان كفيلة بنشله من كآبته لبضع دقائق..وهو يغفر لها عن طيب خاطر بعض أخطائها إكبارا لأنوثتها النووية التي تشبه الي حد كبير اسلحة الدمار الشامل.
ايمان.. التي تستأثر بالقسط الأعظم من غيرة النساء وخوفهن الحقيقي علي انفلات بعولهن تذكرني بجاكلين كيندي في عزها وقبل أن يطالها المليونير اونانسيس وتشدني إليها أنا شخصيا أكثر من جمالها ثقتها بنفسها .
كل ما أخشاه أن تقوم جمعية الزوجات المحاربات مستقبلا باستصدار قانون مدعوم امريكيا بمنع مشاهدة نشرات أخبار الجزيرة بسبب السوبر فوتوجينيك ايمان .
جميل عازر
لو لم يكن مذيعا لاخترت كمشاهد أن يكون فيلسوفا أو طبيبا نفسيا..فهو يهيمن عليك باتزانه وجلسته المجنحة ويقول لك قبل أن ينطق سكوت من فضلك .
يقود اللغة حيث يشاء كسيارة كاديلاك فارهة وبدون أن يعرق ، ويضع محاوره أمام خيارات عديدة أسهلها صعب وهو من جيل المذيعين المتمرس ولم يستعن بصديق أو الجمهور ليربح ملايين المشاهدين وانما اعتمد ويعتمد علي مواهبه الفطرية وتجاربه الإذاعية الطويلة في ال بي.بي.سي. لذا يتصور المرء منا أنه مع جميل عازر في صالون ثقافي أكثر من إحساسه أنه أمام برنامج أو نشرة إخبارية.
ليلي الشايب
مذيعة تحترم نفسها فيحترمها المشاهدون أكثر..وهي تبدو لي بقسماتها العادية وبنظاراتها الشفافة شاعرة أو كاتبة جريئة بما تمتلك من قوة شخصية لا تعتمد علي الجمال بقدر ما تعتمد علي الروح والثقة ومبعث ذلك إحساسها المرهف بكل حرف تنطقه
فيروز زياني
مذيعة تخاطب المشاهد بلغة عينيها الخاصة فتسيطر عليه شاء أو أبي وهي أقرب الي ملامح عاشقة عليها مسحة من حزن رقيق وما يزيد من سطوتها علي المشاهد انسجام ملامح وجهها الشرقي مع نبرة صوتها المشروخ والمتعب أحيانا وهذا لا يمنع أن نعترف لها بأسلوب متمكن في التحكم بالمد والجزر علي مدي نطق الخبر أو جمل الحوار، وهي توظف جمالها في الاقتراب من المشاهد بشكل لافت فان لم تفز بقلبه فهي بالتأكيد فائزة لا محالة بمزاجه العام وهي تستطيع بسهوله أن تسقيه ملعقة العلقم الإخباري وكأنها من عسل السدر الأصلي
منقول