ترميم الكنيس اليهودي في بيروت يطرح جملة من التساؤلات
آخر تحديث: الاثنين, 1 فبراير/ شباط, 2010, 03:16 GMT
ناتاليا انتيلافا
بي بي سي - بيروت
الكنيس اليهودي في وسط بيروت
اعادة ترميم كنيس الطائفة اليهودية الواقع في حي وادي ابو جميل وسط العاصمة اللبنانية لربما يعتبر من اكثر اعمال العمار المثيرة للجدل في بيروت.
فحتى منتصف سبعينيات القرن الماضي كان آلاف اليهود يسكنون في العاصمة اللبنانية.
ولكن اندلاع الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975 واشتداد النزاع العربي الاسرائيلي واللبناني الاسرائيلي على مراحل دفع غالبية اليهود على الهجرة.
اما الذين قرروا البقاء، فشاؤوا الابتعاد عن الانظار والاضواء، لكنهم على الرغم من ذلك، نجحوا في جمع التبرعات والحصول على التراخيص اللازمة لاعادة بناء هيكلهم.
في المقابل، هناك نوع من التكتم والغموض يلفان اعمال الترميم الجارية في الكنيس الواقع في وادي ابو جميل.
فممثل الطائفة اليهودية الذي سمح لنا بزيارة الكنيس لا يريد الافصاح عن هويته والتحدث الى الاعلام، كما ان العمال الذين يقومون بالترميم يقولون انهم يخافون من اظهار وجوههم للاعلام.
مقبرة لليهود في بيروت
ويدل كل ذلك على مدى حساسية هذا الموضوع بالنسبة للقلة القليلة من اليهود الذين بقوا في لبنان، كما انه وعلى االرغم من اعادة ترميم الكنيس، يصعب تخيل من الذي سيتجرأ على المجيء لرفع الصلاة او حضورها في هذا المكان بعد اعادة افتتاحه.
في حي آخر من العاصمة اللبنانية، تقع مقبرة مهملة للطائفة اليهودية، نادرا ما تجرى فيها مراسم دفن لليهود الذين تشير التقديرات الى ان عددهم في لبنان بات لا يتخطى مئة شخص.
وفي هذا السياق، تقول مراسلتنا في بيروت ندى عبد الصمد التي صدر لها مؤخرا كتاب بعنوان "قصص عن يهود بيروت"، انه من غير المعروف حتى الآن كيف سيستخدم قلة اليهود الذين تبقوا في لبنان الكنيس المرمم: هل سيكون مكانا ترفع فيه الصلوات ام سيكون بمثابة متحف او معلم سياحي ثقافي او بكل بساطة عبارة عن رسالة من السلطات اللبنانية تؤكد طبيعة لبنان كبلد يحترم ويكرس حرية المعتقد الديني".
معلم سياحي ؟
ولكن السؤال الاهم الذي يطرحه ترميم الكنيس فيكمن في معرفة ما اذا سيتمكن هذا المعلم الديني من تفعيل دور الطائفة اليهودية او ما تبقى منها في لبنان.
جانب من اعمال ترميم الكنيس اليهودي في بيروت
على هذا السؤال، اجاب شخصان من الطائفة فضلا عدم الافصاح عن هويتهما وقالا انهما يعتقدان ان الكنيس سوف يشهد صلوات.
ولكن جميع اليهود في لبنان لا يوافقون على ذلك اذ تقول ليزا انها احرقت منذ زمن بعيد كل ورقة تثبت انها يهودية.
ليزا التي تسكن في بيروت تقول ان لديها اصدقاء من الطوائف المسيحية والاسلامية، ولكن حين يتعلق الامر بعائلتها، تقول ليزا انها وحيدة اذ تقتصر اسرتها على بعض القطط في الشارع الذي يقع فيه منزلها، حيث غالبا ما يصادفها المارة وهي تفتح علبة لحم لقطط الحي.
لا تعلم ليزا من سيزور الى الكنيس، وترى ان ذلك يتعلق باستمرار استتباب الامن، الا انها تميل الى الاعتقاد بأن الجانب السياحي للكنيس سيكون اكثر جاذبية، اذ تشير ان السياح "قد يزورونه عندما يزورون بيروت تماما كما يزورون الكنائس والمساجد المنتشرة في لبنان".
على الرغم من كل المشاكل والحروب وخلافا للتوقعات، تمكن من تبقى من يهود لبنان من اطلاق مشروع ترميم الكنيس، لكن الجميع في المنطقة يعرفون ان عدم التوصل الى اتفاقية سلام مع اسرائيل قد لا يبقى يهوديا واحدا في لبنان.
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2010/02/100131_bk_lebanon_jews_synagogue.shtml