بلير: لو قدر لي لكررت ما تقرر حول العراق
آخر تحديث: السبت, 30 يناير/ كانون الثاني, 2010, 09:54 GMT
بلير امام لجنة التحقيق
قال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير انه سيكرر ما قرره تجاه العراق لو قدر له ذلك مجددا، نافيا وجود صفقة "سرية" مع الرئيس الامريكي السابق جورج بوش لغزوه.
وقال بلير أمام لجنة التحقيق الخاصة بحرب العراق، والتي تعقد جلساتها في لندن، إن الحرب على العراق جعلت العالم مكانا أكثر أمنا وإنه "غير نادم" على الأطاحة بصدام حسين.
واضاف بلير "لقد كان (صدام) متوحشا وأعتقد أنه هدد ليس المنطقة فحسب بل كل العالم".
ولدى مغادرته مقر اللجنة أطلق بعض الحضور صيحات استهجان لما قاله بلير، وصرخت امرأتان في وجهه "أنت كاذب"، "أنت قاتل".
وتكتسب جلسة الاستماع التي يمثل فيها بلير امام اللجنة اهمية خاصة كونه ارفع شخصية سياسية ايدت الحرب التي اثارت جدلا في بريطانيا واوروبا حول مشروعيتها واهدافها.
وقال بلير امام اللجنة انه لم يكن هناك سرا بشأن ما قيل- وجوب التعامل مع صدام حسين وان" الوسيلة للقيام بذلك مفتوحة".
وسئل رئيس الوزراء السابق حول الزعم القائل ان العراق كان قادرا على اطلاق اسلحة الدمار الشامل خلال 45 دقيقة.
وقال بلير " لقد كان من الافضل" اذا كان قد تم تصحيح عناوين الاخبار الخاصة بهذا الامر.
وقال ان هذا الامر" اكتسب أهمية أكبر بكثير" بعد ذلك اكثر مما كان عليه في ذلك الوقت.
وكان شهود قد افادوا في وقت سابق، ان بلير ابلغ بوش في اجتماع عقد في مزرعة الاخير في كراوفورد بتكساس في 2002 ان بريطانيا ستشارك الولايات المتحدة في حربها على العراق.
ولكن بلير قال "ما كنت اقوله - لم اكن اقول ذلك بشكل سري او على نحو عارض، كنت اقول ذلك علنا-هو اننا سنكون الى جانبكم لمواجهة هذا التهديد والتعامل معه".
"خطر صدام"
وقال بلير ان وجهة نظر بلاده تجاه الخطر الذي يمثله صدام حسين الرئيس العراقي السابق قد "تغيرت بشكل كبير" في اعقاب هجمات تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة في سبتمبر/ ايلول عام 2001.
وقال بلير انه دعم الحملة العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة على العراق بسبب ان صدام حسين كان يزدري قرارات الامم المتحدة وليس بسبب "تغيير النظام" العراقي.
وعند اجابته على سؤال من قبل اللجنة حول مقابلة اجراها حديثا وبدا انه قال فيها انه كان سيقدم على غزو العراق حتى اذا كان يعرف انه لا توجد به اسلحة دمار شامل، اكد بلير على انه لم يستخدم عبارة " تغيير النظام" في تلك المقابلة.
واضاف " بوضوح كل ما قلته هو انك لا تستطيع ان تقدر طبيعة الخطر، بنفس الطريقة، اذا عرفنا ما نعرفه الان".
وقال بلير ان العراق اظهر تحديا لمدة عشر سنوات وكان من الضروري ان " يعود الى الامتثال".
واضاف بلير امام اعضاء اللجنة ان الهجمات المدمرة التي وقعت على واشنطن ونيويورك اوضحت انه لم يعد بالامكان المجازفة ان يعيد صدام تنشيط برنامج اسلحته.
وحسبما ذكرت وكالة انباء فرانس برس قال بلير" قيل لنا إن هؤلاء الاشخاص سيستخدمون الاسلحة الكيماوية او الجرثومية او النووية اذا حصلوا عليها ... وهذا غير كل تقديراتنا للتهديدات التي تشكلها دول مثل العراق وايران وليبيا".
ومن المقرر ان يستغرق استجواب بلير امام اللجنة مدة ست ساعات، وسيسأل عن استعدادات بريطانيا لغزو العراق والتداعيات التي تلت ذلك القرار.
وستناقش لجنة التحقيق ملفات الحكومة المثيرة للجدل والتي دافعت عن قرار الحرب.
وذكر نيك روبنسون المحرر السياسي في بي بي سي ان من المتوقع ان يقول رئيس الوزراء السابق ان صدام حسين كانت لديه" القدرة والعزم" لبناء أسلحة الدمار الشامل.
واضاف روبنسون انه نما الى علمه ان تونى بلير سيقول ان سقوط صدام قد ادى الى تحسين وانقاذ حياة العديد من العراقيين.
وقال" انه سيجادل بالقول انه على الرغم من النزف المريع للدماء منذ ذلك الوقت، فان الامر كان يستحق كل هذا العناء من أجل العراق والعالم ككل".
العائلات المفجوعة
وكما اوضح روبنسون سيطالب المتظاهرون خارج مبنى التحقيق ان يعرفوا من بلير اين كانت أسلحة الدمار الشامل التي كان من المفترض ان يحوزها صدام حسين.
"واجابته، كما علمت هي ان مفتشي الاسلحة وجدوا ان صدام كان لديه كل من القدرة والعزم على بنائها بسرعة"
ومن المقرر ان تبدأ جلسة اللجنة في الساعة التاسعة والنصف بتوقيت جرينتش.
ومن المتوقع ان تقوم بعض عائلات الجنود البريطانيين الذين قتلوا في العراق وعددهم 179 جنديا، بالتظاهر خارج مبنى التحقيق في وسط لندن.
وكان رئيس الوزراء البريطاني الحالي جوردون براون، الذي سيواجه هو نفسه انتقادات شديدة من جانب لجنة التحقيق في الأسابيع القليلة المقبلة، قد قال انه لا يشعر بالقلق إزاء مثول بلير امام اللجنة.
وقال لشبكة سكاي نيوز " توني بلير قادر على عرض القضية، وعلى توضيح القرارات التي اتخذها، وقادر على القيام بذلك بأكثر الاساليب مهنية وبلاغة، واعتقد انه سيكون قادرا على الإجابة عن كل الأسئلة التي ستطرحها عليه لجنة التحقيق".
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2010/01/100129_iraq_war_blair_tc2.shtml