لا يجوز الاستفتاء على الرسول
خبير يرى في تلك الاستفتاءات "أغراضا تجارية" تهدف لجذب المستخدمين فقط
علماء سعوديون: لا يجوز الاستفتاء على الرسول
حسن عبده
جدة- أجمع علماء سعوديون على عدم جواز المشاركة في استفتاءات تضع الرسول صلى الله عليه وسلم في مقارنة مع أحد، واصفين ذلك بنوع من العبث الذي يهدف في بعض منه إلى غايات تجارية.
جاء ذلك على خلفية استفتاء إلكتروني أطلقته منظمة "ستاندرد تاتش" لقياس اتجاهات الرأي العام -مقرها الولايات المتحدة- وذلك لاختيار أفضل إنسان عرفته البشرية من بين عشرة مرشحين وضع موقع "بيست أوف مان" التابع للمنظمة أسماءهم حسب الترتيب الأبجدي، من بينهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأبراهام لنكولن, وألبرت أينشتين, وبوذا, والمسيح, وماركس, ومهاتما غاندي, ومارتن لوثر كنج، ووليم شكسبير.
ففي تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" قال الدكتور سعود الفنيسان، عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا، إن: "الرسول هو خير البشرية على الإطلاق ولا يقبل من المسلم أن يفاضل بينه وبين أحد من الخلق من جانب المسلمين"، وأضاف: "وهذا أمر مسلم به ومقطوع به من رب العالمين، وهو جزء من عقيدة المسلم".
وفيما يتعلق بمن يصوت بدافع النصرة أوضح الفنيسان أن من يصوت من أجل نصرة الرسول ورفع شأنه لا شك أنه يؤجر على هذه النية ،إلا أنه استدرك قائلا: "لكني لا أحبذ أن يصدر هذا الفعل من المسلم الملتزم؛ لأن شخصية الرسول هي بأمر الله لا مجال للمفاضلة بينها وبين أحد من الخلق مهما كان، والدخول في التصويت يعني القبول بأن هناك شخصيات مماثلة للرسول"، وختم حديثه بالقول: "من هذه الشخصية التي تحاذي أو تماثل شخصية المصطفى؟! غفرانك ربنا إن هذا لظلم عظيم".
وكان موقع الاستفتاء قد وضع نبذة موجزة عن المرشحين العشرة، حيث وصف سيدنا محمد بأنه نبي دين الإسلام، وأنه كان "ناشطا دبلوماسيا وتاجرا وفيلسوفا وخطيبا ومشرعا ومصلحا وقائدا عسكريا".
وقال: "إنه ولد بمكة المكرمة عام 570 م، وتيتم في سن مبكرة، وترعرع في كنف عمه أبي طالب، كما عمل بالتجارة والرعي وتزوج قبل الخامسة والعشرين عاما، وذهب إلى كهف في الجبال المحيطة بمكة للتأمل والتفكير، ونزل عليه الوحي في سن الأربعين وفقا للمعتقدات الإسلامية".
وتابع الموقع: "إن محمدا أكد في دعوته أن الإسلام الدين الوحيد الذي يقبله الله، وأدى هذا الأمر إلى تعرضه للعداوة مع بعض القبائل المكية التي تعاملت معه ومع أتباعه بقسوة حتى هاجر إلى المدينة المنورة وتمكن من نشر الإسلام في معظم شبه الجزيرة العربية".
نوع من "العبث"
الدكتور علي بادحدح، الأمين العام المساعد لمنظمة النصرة العالمية، أوضح أن "ما يمرر حاليا من رسائل بريدية إلكترونية بلغت الآلاف تطالب بالتصويت للرسول بهدف اختياره أفضل شخصية في العالم لا تعدو كونها فكرة انفعالية عاطفية تتكرر في كل وقت، ولكن بصور مختلفة"، مشيرا في حديث خاص لـ"إسلام أون لاين.نت" إلى أن هذا العمل نوع من العبث وصرف الأنظار عما هو أهم.
وأوضح بادحدح أن الرسول نبي مرسل موحى إليه، وهؤلاء شخصيات ليست لهم صفة النبوة، فوجه المقارنة مختل ومختلف تماما.
وقال: "نحن كمسلمين لا يمكن بحال من الأحوال أن نقارن الرسول بغيره باعتبار أننا موقنون يقينا جازما بأن الرسول هو خير الخلق أجمعين"، وتابع بادحدح بالقول: "وبالتالي قضية المقارنة والدخول في التصويت ليست ورادة من حيث المبدأ والفكرة".
كما لفت بادحدح إلى أن نتيجة الاستفتاء في الحالتين لن تكون مجدية، حتى لو تم اختيار الرسول أفضل شخصية في العالم، "فكل المعنيين سيدركون أن كل هذه الأصوات جاءت من المسلمين، بمعنى أنها لن تكون حاسمة أو مقنعة أو مؤثرة للآخرين بشكل أو بآخر، لذا فالأولى تركها".
"أهداف تجارية"
من جهته، قال منصور الزهراني، المتخصص في الإعلام الإلكتروني، إنه بغض النظر عن محتوى الاستفتاء الحالي فإنه غالبا ما يكون وراء هذه الاستفتاءات "أهداف تجارية بحتة".
وأوضح في حديث لـ"إسلام أون لاين.نت" أن الأسلوب المتبع في الموقع يُفهم منه القصد الواضح في جمع أكبر عدد ممكن من الزائرين للموقع، وهذه الأرقام تفيد تلك المواقع في كسب "حاجات تجارية" كالإعلانات مثلا.
وتابع الزهراني: "والدليل على هذا أنه يدعوك إلى أن ترسل إلى كل معارفك ليدخل الموقع ويصوت، ويقول لك في نهاية التصويت إن النتيجة ستعلن لاحقا، فمتى يكون هذا اللاحق؟ لا ندري".
وحذر الزهراني من الانجراف بحسن نية إلى تلك المواقع، "حتى لا يتحول المرء إلى مندوب إعلان لمواقع لا نعرف أهدافها أو ما ترمي إليه"، مشيرا إلى أن ما وصفه بـ"ثقافة التمرير" تنتشر عند كثيرين منا من مستخدمي الإنترنت.
وقال: "أصبح المرء منا يمرر أي رسالة تصله وبحسن نية، ولا يدري أنه ربما يمرر معلومات غير دقيقة أو مختلقة أو مسيئة، وبخاصة تلك المتعلقة بأمور الدين والشرائع".
تجدر الإشارة إلى أن عددا من العلماء السعوديين يتقدمهم الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، رئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية، قد حرموا في تصريحات صحفية المشاركة في مثل هذه الاستفتاءات لما فيها من انتقاص في حق الرسول، كما أنه لا يجوز لأصحاب المواقع الإلكترونية التعامل مع هذه التصويتات أو تمريرها
خبير يرى في تلك الاستفتاءات "أغراضا تجارية" تهدف لجذب المستخدمين فقط
علماء سعوديون: لا يجوز الاستفتاء على الرسول
حسن عبده
جدة- أجمع علماء سعوديون على عدم جواز المشاركة في استفتاءات تضع الرسول صلى الله عليه وسلم في مقارنة مع أحد، واصفين ذلك بنوع من العبث الذي يهدف في بعض منه إلى غايات تجارية.
جاء ذلك على خلفية استفتاء إلكتروني أطلقته منظمة "ستاندرد تاتش" لقياس اتجاهات الرأي العام -مقرها الولايات المتحدة- وذلك لاختيار أفضل إنسان عرفته البشرية من بين عشرة مرشحين وضع موقع "بيست أوف مان" التابع للمنظمة أسماءهم حسب الترتيب الأبجدي، من بينهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأبراهام لنكولن, وألبرت أينشتين, وبوذا, والمسيح, وماركس, ومهاتما غاندي, ومارتن لوثر كنج، ووليم شكسبير.
ففي تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" قال الدكتور سعود الفنيسان، عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا، إن: "الرسول هو خير البشرية على الإطلاق ولا يقبل من المسلم أن يفاضل بينه وبين أحد من الخلق من جانب المسلمين"، وأضاف: "وهذا أمر مسلم به ومقطوع به من رب العالمين، وهو جزء من عقيدة المسلم".
وفيما يتعلق بمن يصوت بدافع النصرة أوضح الفنيسان أن من يصوت من أجل نصرة الرسول ورفع شأنه لا شك أنه يؤجر على هذه النية ،إلا أنه استدرك قائلا: "لكني لا أحبذ أن يصدر هذا الفعل من المسلم الملتزم؛ لأن شخصية الرسول هي بأمر الله لا مجال للمفاضلة بينها وبين أحد من الخلق مهما كان، والدخول في التصويت يعني القبول بأن هناك شخصيات مماثلة للرسول"، وختم حديثه بالقول: "من هذه الشخصية التي تحاذي أو تماثل شخصية المصطفى؟! غفرانك ربنا إن هذا لظلم عظيم".
وكان موقع الاستفتاء قد وضع نبذة موجزة عن المرشحين العشرة، حيث وصف سيدنا محمد بأنه نبي دين الإسلام، وأنه كان "ناشطا دبلوماسيا وتاجرا وفيلسوفا وخطيبا ومشرعا ومصلحا وقائدا عسكريا".
وقال: "إنه ولد بمكة المكرمة عام 570 م، وتيتم في سن مبكرة، وترعرع في كنف عمه أبي طالب، كما عمل بالتجارة والرعي وتزوج قبل الخامسة والعشرين عاما، وذهب إلى كهف في الجبال المحيطة بمكة للتأمل والتفكير، ونزل عليه الوحي في سن الأربعين وفقا للمعتقدات الإسلامية".
وتابع الموقع: "إن محمدا أكد في دعوته أن الإسلام الدين الوحيد الذي يقبله الله، وأدى هذا الأمر إلى تعرضه للعداوة مع بعض القبائل المكية التي تعاملت معه ومع أتباعه بقسوة حتى هاجر إلى المدينة المنورة وتمكن من نشر الإسلام في معظم شبه الجزيرة العربية".
نوع من "العبث"
الدكتور علي بادحدح، الأمين العام المساعد لمنظمة النصرة العالمية، أوضح أن "ما يمرر حاليا من رسائل بريدية إلكترونية بلغت الآلاف تطالب بالتصويت للرسول بهدف اختياره أفضل شخصية في العالم لا تعدو كونها فكرة انفعالية عاطفية تتكرر في كل وقت، ولكن بصور مختلفة"، مشيرا في حديث خاص لـ"إسلام أون لاين.نت" إلى أن هذا العمل نوع من العبث وصرف الأنظار عما هو أهم.
وأوضح بادحدح أن الرسول نبي مرسل موحى إليه، وهؤلاء شخصيات ليست لهم صفة النبوة، فوجه المقارنة مختل ومختلف تماما.
وقال: "نحن كمسلمين لا يمكن بحال من الأحوال أن نقارن الرسول بغيره باعتبار أننا موقنون يقينا جازما بأن الرسول هو خير الخلق أجمعين"، وتابع بادحدح بالقول: "وبالتالي قضية المقارنة والدخول في التصويت ليست ورادة من حيث المبدأ والفكرة".
كما لفت بادحدح إلى أن نتيجة الاستفتاء في الحالتين لن تكون مجدية، حتى لو تم اختيار الرسول أفضل شخصية في العالم، "فكل المعنيين سيدركون أن كل هذه الأصوات جاءت من المسلمين، بمعنى أنها لن تكون حاسمة أو مقنعة أو مؤثرة للآخرين بشكل أو بآخر، لذا فالأولى تركها".
"أهداف تجارية"
من جهته، قال منصور الزهراني، المتخصص في الإعلام الإلكتروني، إنه بغض النظر عن محتوى الاستفتاء الحالي فإنه غالبا ما يكون وراء هذه الاستفتاءات "أهداف تجارية بحتة".
وأوضح في حديث لـ"إسلام أون لاين.نت" أن الأسلوب المتبع في الموقع يُفهم منه القصد الواضح في جمع أكبر عدد ممكن من الزائرين للموقع، وهذه الأرقام تفيد تلك المواقع في كسب "حاجات تجارية" كالإعلانات مثلا.
وتابع الزهراني: "والدليل على هذا أنه يدعوك إلى أن ترسل إلى كل معارفك ليدخل الموقع ويصوت، ويقول لك في نهاية التصويت إن النتيجة ستعلن لاحقا، فمتى يكون هذا اللاحق؟ لا ندري".
وحذر الزهراني من الانجراف بحسن نية إلى تلك المواقع، "حتى لا يتحول المرء إلى مندوب إعلان لمواقع لا نعرف أهدافها أو ما ترمي إليه"، مشيرا إلى أن ما وصفه بـ"ثقافة التمرير" تنتشر عند كثيرين منا من مستخدمي الإنترنت.
وقال: "أصبح المرء منا يمرر أي رسالة تصله وبحسن نية، ولا يدري أنه ربما يمرر معلومات غير دقيقة أو مختلقة أو مسيئة، وبخاصة تلك المتعلقة بأمور الدين والشرائع".
تجدر الإشارة إلى أن عددا من العلماء السعوديين يتقدمهم الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، رئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية، قد حرموا في تصريحات صحفية المشاركة في مثل هذه الاستفتاءات لما فيها من انتقاص في حق الرسول، كما أنه لا يجوز لأصحاب المواقع الإلكترونية التعامل مع هذه التصويتات أو تمريرها