شروط الإمام الحسن في الصلح
حكى الصدوق عن كتاب الفروق بين الأباطيل والحقوق تاليف محمد بن بحر الشيباني عن أبي بكر محمد بن الحسن بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري ثنا أبو طالب زيد بن اجزم ثنا أبو داود ثنا القاسم بن فضيل ثنا يوسف بن مازن الراسبي قال : بايع الحسن بن علي معاوية على أن لا يسميه أمير المؤمنين ولا يقيم عنده شهادة وأن لا يتعقب على شيعة علي شيئا ويؤمنهم ولا يتعرض لأحد منهم بسوء ويوصل إلى كل ذي حق منهم حقه وأن يفرق في أولاد من قتل مع أبيه يوم الجمل وصفين ألف ألف درهم وأن يجعل ذلك من خراج دار ابجرد من بلاد فارس اه وكان فيما شرطه أن يترك سب أمير المؤمنين والقنوت عليه في الصلاة .
وقال ابن الأثير انه لم يجبه إلى الكف عن شتم علي فطلب أن لا يشتم وهو يسمع فاجابه إلى ذلك ثم لم يف له به أيضا اه وعاهد معاوية الحسن على ما تم بينهما من الشروط وحلف له بالوفاء وكتب بينه وبينه بذلك كتابا ثم لم يف له بشئ مما عاهده عليه .
صورة كتاب الصلح بين الحسن ومعاوية ذكره ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة .
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان صالحه على أن يسلم إليه ولاية المسلمين على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله وليس لمعاوية أن يعهد إلى أحد من بعده عهدا على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله تعالى في شامهم ويمنهم وعراقهم وحجازهم وعلى أن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم حيث كانوا وعلى معاوية بذلك عهد الله وميثاقه وعلى أن لا يبغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من بيت رسول الله غائلة سوء سرا وجهرا ولا يخيف أحدا منهم في أفق من الآفاق شهد عليه بذلك فلان وفلان وكفى بالله شهيدا .
قال المفيد : فلما تم الصلح سار معاوية حتى نزل النخيلة وهي معسكر الكوفة وكان ذلك يوم جمعة فصلى بالناس وخطبهم وقال أبو الفرج انه جمع الناس بالنخيلة فخطبهم قبل أن يدخل الكوفة خطبة طويلة لم ينقلها أحد من الرواة تامة وجاءت مقطعة فنذكر ما انتهى إلينا منها فقال : ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها ثم انتبه فاستدرك وقال إلا هذه الأمة فإنها وانها .
قال المفيد وأبو الفرج وقال في خطبته إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا انكم لتفعلون ذلك ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون إلا واني كنت منيت الحسن وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي لا أفي بشئ منها .
وفي رواية أبي الفرج أنه قال إن كل شئ أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به قال أبو الفرج قال شريك في حديثه هذا هو التهتك .
وقال المدائني : خطب معاوية أهل الكوفة فقال : أ تراني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج وقد علمت أنكم تصلون وتزكون وتحجون ولكنني قاتلتكم لأتأمر عليكم وعلى رقابكم وقد آتاني الله ذلك وأنتم كارهون إن كل مال أو دم أصيب في هذه الفتنة لمطلول وكل شرط شرطته فتحت قدمي هاتين
--
حكى الصدوق عن كتاب الفروق بين الأباطيل والحقوق تاليف محمد بن بحر الشيباني عن أبي بكر محمد بن الحسن بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري ثنا أبو طالب زيد بن اجزم ثنا أبو داود ثنا القاسم بن فضيل ثنا يوسف بن مازن الراسبي قال : بايع الحسن بن علي معاوية على أن لا يسميه أمير المؤمنين ولا يقيم عنده شهادة وأن لا يتعقب على شيعة علي شيئا ويؤمنهم ولا يتعرض لأحد منهم بسوء ويوصل إلى كل ذي حق منهم حقه وأن يفرق في أولاد من قتل مع أبيه يوم الجمل وصفين ألف ألف درهم وأن يجعل ذلك من خراج دار ابجرد من بلاد فارس اه وكان فيما شرطه أن يترك سب أمير المؤمنين والقنوت عليه في الصلاة .
وقال ابن الأثير انه لم يجبه إلى الكف عن شتم علي فطلب أن لا يشتم وهو يسمع فاجابه إلى ذلك ثم لم يف له به أيضا اه وعاهد معاوية الحسن على ما تم بينهما من الشروط وحلف له بالوفاء وكتب بينه وبينه بذلك كتابا ثم لم يف له بشئ مما عاهده عليه .
صورة كتاب الصلح بين الحسن ومعاوية ذكره ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة .
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان صالحه على أن يسلم إليه ولاية المسلمين على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله وليس لمعاوية أن يعهد إلى أحد من بعده عهدا على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله تعالى في شامهم ويمنهم وعراقهم وحجازهم وعلى أن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم حيث كانوا وعلى معاوية بذلك عهد الله وميثاقه وعلى أن لا يبغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من بيت رسول الله غائلة سوء سرا وجهرا ولا يخيف أحدا منهم في أفق من الآفاق شهد عليه بذلك فلان وفلان وكفى بالله شهيدا .
قال المفيد : فلما تم الصلح سار معاوية حتى نزل النخيلة وهي معسكر الكوفة وكان ذلك يوم جمعة فصلى بالناس وخطبهم وقال أبو الفرج انه جمع الناس بالنخيلة فخطبهم قبل أن يدخل الكوفة خطبة طويلة لم ينقلها أحد من الرواة تامة وجاءت مقطعة فنذكر ما انتهى إلينا منها فقال : ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها ثم انتبه فاستدرك وقال إلا هذه الأمة فإنها وانها .
قال المفيد وأبو الفرج وقال في خطبته إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا انكم لتفعلون ذلك ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون إلا واني كنت منيت الحسن وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي لا أفي بشئ منها .
وفي رواية أبي الفرج أنه قال إن كل شئ أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به قال أبو الفرج قال شريك في حديثه هذا هو التهتك .
وقال المدائني : خطب معاوية أهل الكوفة فقال : أ تراني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج وقد علمت أنكم تصلون وتزكون وتحجون ولكنني قاتلتكم لأتأمر عليكم وعلى رقابكم وقد آتاني الله ذلك وأنتم كارهون إن كل مال أو دم أصيب في هذه الفتنة لمطلول وكل شرط شرطته فتحت قدمي هاتين
--