الخميس ، 21 كانون الثاني/يناير 2010، آخر تحديث 10:57 (GMT+0400)
بغداد، العراق (CNN) -- لفترة طويلة من الوقت، وقف المخرج السينمائي العراقي محمد الدرادجي وحيدا في الساحة السينمائية العراقية، إذ أن الحرب والدمار والعنف أرهقت البلاد، وبنيتها التحتية، وسكانها على السواء.
فهذا الشاب العراقي، البالغ من العمر 31 عاما، والذي تلقى تعليمه في بريطانيا، هو واحد من قلة من المخرجين الذين أنتجوا أفلاما من العراق منذ بدء الحرب في 2003.
أول أفلام الدرادجي كان فيلم "أحلام"، الذي أنتجه في 2006، ويحكي قصة مريضين نفسيين يهربان من مصحة عقلية وسط الدمار والعنف ببغداد في ذلك الوقت، مما جعله جديرا بالوصول إلى قائمة الأفلام العالمية الأفضل للأكاديمية الأمريكية للفنون.
وفيلم "أحلام" هو واحد من ثلاثة أفلام فقط أنتجت منذ بدء الحرب الأمريكية على العراق.
إلا أن الأحوال تغيرت اليوم بعض الشيء، خصوصا بعد أن أصبح المخرجون العراقيون قادرين على عرض أفلامهم في مختلف المهرجانات العالمية، وهو ما يشير إلى وجود وميض أمل بالنسبة للسينما بالعراق.
ويقود الدرادجي هذا التغيير بفيلم جديد يحمل عنوان "ابن بابل"، الذي عرض العام الماضي في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي بأبوظبي.
ويركز "ابن بابل" على صبي صغير وجدّته، إذ يبدآن رحلة للبحث عن والد الصبي بعد اندلاع الحرب في 2003.
ولا يطرح الفيلم وجهة نظر الصبي وجدته فحسب، بل أيضا وجهة نظر آلاف العراقيين الباحثين عن أقاربهم وأحبائهم بعد الحروب الطويلة التي مرت بها البلاد.
يقول الدرادجي: "الفيلم يحكي ماضي وحاضر العراق، فقد استلهمت القصة من عمتي، التي لم تعثر أبدا على ابنها بعد الحرب العراقية الإيرانية. وعندما كنت على وشك الانتهاء من كتابته، سمعت عن المقابر الجماعية في بابل، وتذكرت عمتي على الفور."
ورغم أنه ليس كرديا، فضل الدرادجي أن يكون بطل الفيلم من كردستان وذلك لإضافة تعقيدات اللغة على معضلات الشخصية.
وعن ظروف صناعة السينما في العراق، يقول الدرادجي: "في الماضي لم يكن تكن هناك سينما مستقلة، واليوم وبعد سقوط نظام صدام، وعودة الحرية، لا زلنا نعاني من العنف والاحتلال، مما جعل صناعة السينما أمرا صعبا للغاية."
إلا أن الدرادجي يؤكد بأن الجيش العراقي والشرطة تعاونوا بشكل كبير مع طاقم الفيلم، مما سهل العملية بأكملها، إذ أن الخوف الأساسي أن يتم إطلاق النار على أحد المشاركين في الفيلم، مما قد يؤخر عمل الجميع.
غير أن هذه الظروف لم تتوافر لدى مخرجين عراقيين آخرين، فالمخرج شوكت أمين كوركي، صاحب فيلم "ضربة البداية" يقول بأن طاقم الفيلم تلقى الكثير من تهديدات الخطف والقتل.
ويضيف: "خلال التصوير، كنا نسمع أصوات الانفجارات المرعبة، وتلقينا تهديدا من أحد المجموعات تقول فيه إنها سترسل مركبة مليئة بالمتفجرات إذا لم نتوقف عن التصوير."
ويؤكد كلا المخرجين أن العقبة الرئيسية اليوم هي التمويل، فقد كان على الدرادجي الاعتماد على تمويل من المجلس البريطاني للأفلام، وعدد آخر من الجمعيات السينمائية العالمية.
يذكر أن فيلم "ابن بابل" سيتم عرضه في مهرجان صن دانس السينمائي الدولي، ليكون بذلك أول فيلم عراقي يتم عرضه في هذا الحدث السينمائي الكبير.
http://arabic.cnn.com/2010/entertainment/1/21/iraqi.cinema/index.html
السينما العراقية تنهض من تحت ركام الحرب
من فيلم ''ابن بابل''
بغداد، العراق (CNN) -- لفترة طويلة من الوقت، وقف المخرج السينمائي العراقي محمد الدرادجي وحيدا في الساحة السينمائية العراقية، إذ أن الحرب والدمار والعنف أرهقت البلاد، وبنيتها التحتية، وسكانها على السواء.
فهذا الشاب العراقي، البالغ من العمر 31 عاما، والذي تلقى تعليمه في بريطانيا، هو واحد من قلة من المخرجين الذين أنتجوا أفلاما من العراق منذ بدء الحرب في 2003.
أول أفلام الدرادجي كان فيلم "أحلام"، الذي أنتجه في 2006، ويحكي قصة مريضين نفسيين يهربان من مصحة عقلية وسط الدمار والعنف ببغداد في ذلك الوقت، مما جعله جديرا بالوصول إلى قائمة الأفلام العالمية الأفضل للأكاديمية الأمريكية للفنون.
وفيلم "أحلام" هو واحد من ثلاثة أفلام فقط أنتجت منذ بدء الحرب الأمريكية على العراق.
إلا أن الأحوال تغيرت اليوم بعض الشيء، خصوصا بعد أن أصبح المخرجون العراقيون قادرين على عرض أفلامهم في مختلف المهرجانات العالمية، وهو ما يشير إلى وجود وميض أمل بالنسبة للسينما بالعراق.
ويقود الدرادجي هذا التغيير بفيلم جديد يحمل عنوان "ابن بابل"، الذي عرض العام الماضي في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي بأبوظبي.
ويركز "ابن بابل" على صبي صغير وجدّته، إذ يبدآن رحلة للبحث عن والد الصبي بعد اندلاع الحرب في 2003.
ولا يطرح الفيلم وجهة نظر الصبي وجدته فحسب، بل أيضا وجهة نظر آلاف العراقيين الباحثين عن أقاربهم وأحبائهم بعد الحروب الطويلة التي مرت بها البلاد.
يقول الدرادجي: "الفيلم يحكي ماضي وحاضر العراق، فقد استلهمت القصة من عمتي، التي لم تعثر أبدا على ابنها بعد الحرب العراقية الإيرانية. وعندما كنت على وشك الانتهاء من كتابته، سمعت عن المقابر الجماعية في بابل، وتذكرت عمتي على الفور."
ورغم أنه ليس كرديا، فضل الدرادجي أن يكون بطل الفيلم من كردستان وذلك لإضافة تعقيدات اللغة على معضلات الشخصية.
وعن ظروف صناعة السينما في العراق، يقول الدرادجي: "في الماضي لم يكن تكن هناك سينما مستقلة، واليوم وبعد سقوط نظام صدام، وعودة الحرية، لا زلنا نعاني من العنف والاحتلال، مما جعل صناعة السينما أمرا صعبا للغاية."
إلا أن الدرادجي يؤكد بأن الجيش العراقي والشرطة تعاونوا بشكل كبير مع طاقم الفيلم، مما سهل العملية بأكملها، إذ أن الخوف الأساسي أن يتم إطلاق النار على أحد المشاركين في الفيلم، مما قد يؤخر عمل الجميع.
غير أن هذه الظروف لم تتوافر لدى مخرجين عراقيين آخرين، فالمخرج شوكت أمين كوركي، صاحب فيلم "ضربة البداية" يقول بأن طاقم الفيلم تلقى الكثير من تهديدات الخطف والقتل.
ويضيف: "خلال التصوير، كنا نسمع أصوات الانفجارات المرعبة، وتلقينا تهديدا من أحد المجموعات تقول فيه إنها سترسل مركبة مليئة بالمتفجرات إذا لم نتوقف عن التصوير."
ويؤكد كلا المخرجين أن العقبة الرئيسية اليوم هي التمويل، فقد كان على الدرادجي الاعتماد على تمويل من المجلس البريطاني للأفلام، وعدد آخر من الجمعيات السينمائية العالمية.
يذكر أن فيلم "ابن بابل" سيتم عرضه في مهرجان صن دانس السينمائي الدولي، ليكون بذلك أول فيلم عراقي يتم عرضه في هذا الحدث السينمائي الكبير.
http://arabic.cnn.com/2010/entertainment/1/21/iraqi.cinema/index.html