الأربعاء، 20 كانون الثاني/يناير 2010، آخر تحديث 10:25 (GMT+0400)
الرباط، المغرب (CNN)-- يقترح المخرج الأمريكي إدوارد زويك في فيلمه Défiance قصة درامية تستلهم أجواء الحرب العالمية الثانية من خلال معركة بقاء يخوضها عدد من يهود بولندا المطاردين من قبل الجيش النازي.
ويندرج الفيلم المقتبس من رواية بنفس العنوان لتيك نيشيما، في صميم الخط الابداعي الذي اختاره زويك، المراهن على أعمال تجمع بين سمات السينما الشعبية والعمق الفكري والجمالي، على غرار فيلمي Legends of the Fall و Glory، فضلا عن فيلميه الشهيرين the last samourai و blood diamond.
تبدأ حكاية الفيلم المستمدة من أحداث واقعية عام 1941 ببولندا التي تنزف بفظاعات الرايخ الثالث. ثلاث أشقاء من أسرة بيلسكي اليهودية تلجأ الى الغابات الباردة لبيلاروسيا هربوا من الغيستابو، بعد مقتل الأبوين، تنضم إليهم تباعا جماعات من الفارين، معظمهم من اليهود، لتتحول الغابة الى مخيم ثم الى قرية تحت قيادة الأخ الأكبر توفيا بيلسكي الذي أدى دوره النجم دانيال غريغ.
"الحياة وسيلتنا للانتقام"، هكذا يلخص البطل الرئيسي رؤيته للواقع العصيب في مرمى نيران الألمان، وبهذه العبارة أيضا يصنع السيناريو التناقض الدرامي مع موقف الشقيق الأصغر "زوس" (ليف شرايبر). فبينما سيركز توفيا مشروعه على حفظ سلامة الجماعة وبناء صفوفها من جديد قبل المواجهة، سيبدي زوس معارضة لهذا التوجه "المتزن" وينضم سريعا مع أنصاره الى الجيش الروسي لمحاربة النازيين، قبل أن يعود في النهاية الى موقعه الطبيعي مع أبناء جماعته لدحر الهجوم الألماني على المخيم.
ميزة الفيلم هو بعده البيداغوجي، الذي يتجاوز المعالجة النمطية الصدامية لملف الحرب العالمية الثانية والقائمة على تمجيد بطولات المقاومة وشيطنة العسكر النازي.
المخيم الذي سمح بإنقاذ حوالي 1200 شخص من بطش الغزو الألماني، سيصبح مجرد مبرر درامي لتسليط الضوء على عمق المشاعر الانسانية، وطرح التساؤلات الأكثر إيلاما: كيف يمكن الحفاظ على انسانية الكائن في ظل الجوع والبرد والخوف؟.
يكون على توفيا أن يدبر خيانات وصراعات من أجل البقاء وأنانيات متصادمة وتناقضات عويصة بين الحاجة المادية من أجل العيش والأخلاقيات الانسانية، داخل مجتمع تطبعه الهشاشة الشاملة.
وربما فسرت هذه الرهانات الابداعية للمخرج اكتفاءه بمشاهد بسيطة للعمليات الحربية وديكور مخفف، علما أن ميزانية الفيلم لم تتجاوز 50 مليون دولار، وهو مبلغ متواضع مقارنة مع ما تكلفه أعمال تشتغل على مادة مرتبطة بالتاريخ العسكري التقليدي. على أن نقطة ضعف الفيلم تكمن أساسا في فقدانه للايقاع المنتظم، مما قد يكون ناجما عن إقحام قصص عاطفية في خلفية الأحداث، دون أن تكون لها وظيفتها البنائية في الدراما.
أدى الأدوار الرئيسية للفيلم، بالاضافة الى دانيال غريغ وليف شرايبر، النجم الصاعد جامي بيل وأليكسا دافالوس وتوماس أرانا ومارك فويرستاين.
http://arabic.cnn.com/2010/entertainment/1/20/zweck.defiance/index.html
فيلم Défiance : التمسك بالحياة كطريقة للانتقام
خاص بموقع CNN بالعربية
إدوارد زويك إلى جانب ملصق الفيلم
الرباط، المغرب (CNN)-- يقترح المخرج الأمريكي إدوارد زويك في فيلمه Défiance قصة درامية تستلهم أجواء الحرب العالمية الثانية من خلال معركة بقاء يخوضها عدد من يهود بولندا المطاردين من قبل الجيش النازي.
ويندرج الفيلم المقتبس من رواية بنفس العنوان لتيك نيشيما، في صميم الخط الابداعي الذي اختاره زويك، المراهن على أعمال تجمع بين سمات السينما الشعبية والعمق الفكري والجمالي، على غرار فيلمي Legends of the Fall و Glory، فضلا عن فيلميه الشهيرين the last samourai و blood diamond.
تبدأ حكاية الفيلم المستمدة من أحداث واقعية عام 1941 ببولندا التي تنزف بفظاعات الرايخ الثالث. ثلاث أشقاء من أسرة بيلسكي اليهودية تلجأ الى الغابات الباردة لبيلاروسيا هربوا من الغيستابو، بعد مقتل الأبوين، تنضم إليهم تباعا جماعات من الفارين، معظمهم من اليهود، لتتحول الغابة الى مخيم ثم الى قرية تحت قيادة الأخ الأكبر توفيا بيلسكي الذي أدى دوره النجم دانيال غريغ.
"الحياة وسيلتنا للانتقام"، هكذا يلخص البطل الرئيسي رؤيته للواقع العصيب في مرمى نيران الألمان، وبهذه العبارة أيضا يصنع السيناريو التناقض الدرامي مع موقف الشقيق الأصغر "زوس" (ليف شرايبر). فبينما سيركز توفيا مشروعه على حفظ سلامة الجماعة وبناء صفوفها من جديد قبل المواجهة، سيبدي زوس معارضة لهذا التوجه "المتزن" وينضم سريعا مع أنصاره الى الجيش الروسي لمحاربة النازيين، قبل أن يعود في النهاية الى موقعه الطبيعي مع أبناء جماعته لدحر الهجوم الألماني على المخيم.
ميزة الفيلم هو بعده البيداغوجي، الذي يتجاوز المعالجة النمطية الصدامية لملف الحرب العالمية الثانية والقائمة على تمجيد بطولات المقاومة وشيطنة العسكر النازي.
المخيم الذي سمح بإنقاذ حوالي 1200 شخص من بطش الغزو الألماني، سيصبح مجرد مبرر درامي لتسليط الضوء على عمق المشاعر الانسانية، وطرح التساؤلات الأكثر إيلاما: كيف يمكن الحفاظ على انسانية الكائن في ظل الجوع والبرد والخوف؟.
يكون على توفيا أن يدبر خيانات وصراعات من أجل البقاء وأنانيات متصادمة وتناقضات عويصة بين الحاجة المادية من أجل العيش والأخلاقيات الانسانية، داخل مجتمع تطبعه الهشاشة الشاملة.
وربما فسرت هذه الرهانات الابداعية للمخرج اكتفاءه بمشاهد بسيطة للعمليات الحربية وديكور مخفف، علما أن ميزانية الفيلم لم تتجاوز 50 مليون دولار، وهو مبلغ متواضع مقارنة مع ما تكلفه أعمال تشتغل على مادة مرتبطة بالتاريخ العسكري التقليدي. على أن نقطة ضعف الفيلم تكمن أساسا في فقدانه للايقاع المنتظم، مما قد يكون ناجما عن إقحام قصص عاطفية في خلفية الأحداث، دون أن تكون لها وظيفتها البنائية في الدراما.
أدى الأدوار الرئيسية للفيلم، بالاضافة الى دانيال غريغ وليف شرايبر، النجم الصاعد جامي بيل وأليكسا دافالوس وتوماس أرانا ومارك فويرستاين.
http://arabic.cnn.com/2010/entertainment/1/20/zweck.defiance/index.html