اغنية "راب" تتسبب في سجن جندي امريكي خدم في العراق
آخر تحديث: الخميس, 14 يناير/ كانون الثاني, 2010, 05:44 GMT
الديلي تلجراف: اللورد جولدسميث غير مشورته القانونية "فعليا" قبل ايام من الحرب
تراجع الاهتمام في الشأن الشرق اوسطي عن عناوين الصحف البريطانية اليوم وصفحاتها الرئيسية، وهيمنت اخبار كارثة الزلزال في هايتي، ومعركة محرك البحث الشهير جوجل مع السلطات الصينية، فضلا عن الشؤون المحلية.
بيد ان متعلقات الشأن العراقي بدت حاضرة مع متابعات لجنة التحقيق في حرب العراق او بعض التقارير الاخرى، كما هي الحال مع صحيفة الجارديان التي ابرزت تقريرا لمراسلها في واشنطن كريس ماكجريل يتحدث عن اعتقال احد الجنود الامريكيين الذين خدموا في العراق بسبب اغنية راب كان قد سجلها وارسلها الى البنتاجون.
واتهم مارك هال، الذي خدم في وحدة مشاة امريكية في العراق بتهمة التهديد بقتل ضباطه على خلفية الاغنية التي سجلها محتجا على سياسة الجيش الامريكي بتمديد فترة بقاء الجنود في العراق او افغانستان او اجبارهم على العودة اليهما.
فهال قضى 14 شهرا في العراق العام الماضي ويتوقع التسريح الشهر القادم ولكن طلب منه العودة الى العراق ثانية.
"تحريض على التمرد"
فكتب وسجل اغنيته محتجا، بيد ان الجيش ادان اغنيته باستخدام كلمات عنيفة والتهديد بقتل الضباط المسؤولين عنه و"رؤية اجسادهم تتهاوى الى الارض" ، وقرر احتجازه في سجن عسكري في جورجيا في انتظار محاكمته، بعد ان وجهت اليه تهمة التهديد بالتمرد.
الاغنية تعبير حر عن ماهية شعور الناس
ازاء الجيش وسياسة "وقف الخسائر"
ازاء الجيش وسياسة "وقف الخسائر"
العسكري الامريكي مارك هال
وقال محامي الجندي المدني جيمس كيلماسكي انه كان يستخدم اسلوب "الهب-هوب" الغنائي الذي غالبا ما يحتوي على كلمات عنيفة ليعكس بشكل شرعي عدم رضا القوات عن سياسة "وقف الخسائر" التي يعتمدها الجيش الامريكي، والتي تقضي بأعادة قوات خدمت سابقا في المكان وباتت لديها خبرة فيه بدلا من ارسال قوات جديدة، او تمديد الخدمة العسكرية لبعض من انتهت فترة تعاقداتهم.
وقد اجبرت هذه السياسة 185 الف عسكري على البقاء في الخدمة العسكرية رغم انتهاء فترة تعاقدهم مع الجيش لتلبية متطالبات الحرب في افغانستان والعراق.
ونفى هال في بيان من سجنه العسكري ان تكون اغنيته قد حملت تهديدا حقيقا وقال انها مجرد اغنية "هب–هوب"، ووصفها بأنها كلام حر او"تعبير حر عن ماهية شعور الناس ازاء الجيش وسياسة (وقف الخسائر)".
اجبرت سياسة "وقف-الخسائر" 185 الف عسكري امريكي على البقاء في الجيش رغم انتهاء فترة تعاقدهم معه
وقال المحامي كيلماسكي ان هال قد كتب الاغنية الصيف الماضي بعد اشهر قليلة من عودته من العراق، وبعد ان عرف جنود وحدته انهم سيعودون الى الشرق الاوسط.
واشار ان الاغنية قد "شاعت بين افراد وحدته، وقد تحدثوا جميعا معه عنها، ويبدو انهم (الجيش) لم يروا فيها تهديدا، ولكن مع اقتراب عودتهم الى العراق قرروا سجنه".
ويقول المراسل ان احتجاز هال يأتي في مرحلة ارتفعت فيها الحساسية ازاء التهديدات داخل الجيش بعد ان اتهم ضباط امريكيون بتجاهل اشارات تحذيرية قبل ان يقوم الرائد في الجيش الامريكي نضال حسن بقتل 13 شخصا في قاعدة فورت هود في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ويشار الى ان الجيش الامريكي كان قد اعلن انه سينهي العمل بسياسة "وقف الخسائر" العام القادم، وهي السياسة التي اعتمدت في ادارة بوش لضمان توفر عدد كاف من الافراد في الخدمة العسكرية للقتال في العراق او افغانستان.
بلير وحرب العراق
وفي متابعتها لوقائع التحقيق في حرب العراق، نشرت الديلي تلجراف عنوانا كبيرا في صفحتها الثانية يقول ان " اللورد جولدسميث غير مشورته القانونية "فعليا" قبل ايام من الحرب.
وتابعت الصحيفة وصحيفة التايمز ايضا وقائع شهادة اللورد تيرنبول الذي كان وزيرا لشؤون مجلس الوزراء في تلك الفترة امام لجنة التحقيق في حرب العراق. ملمحة الى اشارته بأن ثمة فروقات كبيرة بين الرأي القانوني النهائي الذي قدمه اللورد جولدسميث الى مجلس الوزراء والنسخة المبكرة التي قدمها بشكل شخصي الى توني بلير.
واصلت الصحف البريطانية اهتمامها بوقائع جلسات التحقيق في حرب العراق
وتشير الصحيفة الى قوله ان في النسخة الاولى قال المدعي العام يمكن تقديم مبرر للحرب بالاستناد الى خرق صدام حسين لقرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة، بيد انه من الافضل ان يكون هناك قرار اممي ثان يجيز الحرب بشكل محدد.
وفي سياق المتابعة نفسها كتبت صحيفة التايمز على لسان محررها السياسي مايكل سافاج ان "توني بلير قد جمد الرافضين للحرب".
اذ ينقل عن اللورد تيرنبول قوله ان توني بيلر قد احاط نفسه بشكل واسع باولئك الذين لن يختلفوا معه، بينما لم يعط أي وقت لمناقشة اولئك الذين لديهم مخاوف حقيقية.
وان بلير اراد "ان يتحرك بسرعة" وان يبقى النقاش في اقل ما يمكن، ولم تكن هناك اية فرصة للقول ان " ايران هي المشكلة الحقيقية" او " كوريا هي المشكلة الحقيقة " او أي شيء اخر.
واشار الكاتب الى رفض 10 داوننج ستريت لنشر الرسائل السرية التي ارسلها رئيس الوزراء السابق توني بلير الى الرئيس الامريكي جورج بوش في عام 2002 والتي يقترح فيها بأن بريطانيا ستنضم الى الولايات المتحدة في عمل عسكري اذا تطلب الامر. كما اشار الى رفض رئيس الوزراء جوردن براون لدعوات حضوره تطوعيا امام لجنة التحقيق قبل موعد الانتخابات القادمة.
تصاعد وفيات المدنيين الافغان
قتل ما لا يقل عن 2412 شخصا من المدنيين في افغانستان العام الماضي
وتتوقف الاندبندت عند تقرير صادرعن الامم المتحدة يرصد تصاعد عدد الضحايا بين صفوف المدنيين الافغان بفعل هجمات التمرد هناك.
وطبقا للتقرير الاممي، الذي نشر امس بالتزامن مع مقتل ستة مدنيين افغان في اقليم هلمند ومقتل وجرح عدد من المارة في هجمات بالقنابل في مناطق افغانية اخرى، فإن عدد الافغانيين الذين يموتون نتيجة التمرد الدموي والحرب الدائرة في اعلى مستوياته منذ عام 2001 .
وان ما لا يقل عن 2412 شخصا من المدنيين قد قتلوا في العام الماضي واكثر من 3566 شخصا جرحوا من جراء الحرب بين مسلحي طالبان وقوات الحكومة الافغانية المدعومة من الغرب.
واتهم التقرير الاممي طالبان باستخدام العبوات الناسفة التي لاتميز بين مدني او عسكري والمهاجمين الانتحاريين.
ويقول التقرير ان ذلك هو جزء من الحقيقة، اذ من الصعب جدا على الباحثين الوصول الى تلك العوائل المتضررة التي تعيش في مناطق التمرد الخطرة وجمع البيانات والمعلومات عن عدد ضحاياها ومصابيها.
http://www.bbc.co.uk/arabic/multimedia/2010/01/100113_sj_press_tc2.shtml