كتاب سلوى نعيمي الجديد , أول امرأة عربية تكتب عن الجنس وعلاقاتها مع الرجال بهذه الصراحة ؟!
ماذا يعني ان تخوض امرأة عربية في هذا (التابو)
بصراحة عن علاقاتها الجنسية مع الرجال ؟!
[b]
الكاتبة السورية سلوى نعيمي
وحديثها الصريح جداً عن الجنس غير المسبوق !!
هل يعد ابداعاً أم أسفافاً وفجاجة !!!
وحديثها الصريح جداً عن الجنس غير المسبوق !!
هل يعد ابداعاً أم أسفافاً وفجاجة !!!
برهات العسل رواية جريئة لسلوى نعيمي
03/03/07 GMT 6:59
بيروت-الرأي-وكالات:
الوجه المشتهى ليس ذكرى ولا حلما،قد يجمع بينهما ولكنه يتخطاهما.المشتهى هوتدويم اللحظة المرغوبة تدويما بلا انتهاء.
بهذه المقدمة المقتبسة عن الشاعر انس الحاج وبمقاطع اخرى للشاعر كافافي تقدم سلوى نعيمي لكتابها "برهان العسل "الاجرأ جنسيا بين الكتب العربية التي تخوض في هذا التابو العربي ..
وتتجرأ الكاتبة على انتهاك المحرم بطريقة غير مألوفة في السرد العربي في توصيف اللحظات الحميمة حيث تقول في مقطع منمقاطع الرواية
"كنت أصل إليه مبللة وأول ما يفعله هو أن يمد إصبعه بين ساقي يتفقد "العسل" كما كان يسميه، يذوقه ويقبلني ويوغل عميقاً في فمي وأقول له: من الواضح أنك تطبق تعاليم الدين وتوصيات كتب شيوخي القدماء: (أعلم أن القبلة أول دواعي الشهوة والنشاط وسبب الإنعاظ والانتشار، ومنه تقوم الذكور وتهيج النساء، ولا سيما إذا خلط الرجل بين قبلتين بعضة خفيفة وقرصة ضعيفة.) كيف يمكنني ألا أذكر المفكر به؟ لم يكن بحاجة الى من يذكره بتراثه. هنا كان مسلماً بامتياز. وأنا أيضاً."
وتقول الكاتبة والشاعرة السورية سلوى النعيمي في روايتها"كتابها" الصادرة عن رياض الريس للنشر والتوزيع : إن ما ينشر في العالم العربي يشير إلى أن الجنس لم يعد بين الثلاثي المحرم.
قد تكون النعيمي السورية المقيمة في باريس بين الكاتبات العربيات الأكثر جرأة إذا لم نقل "أكثرهن" جرأة في تسجيلها بكتابة فنية وصول الثورة الجنسية -التي عرفها العالم على مراحل زمنية- إلى عالمنا العربي خاصة في السنوات الاخيرة كما نشهد في اعمال كاتبات كثيرات خاصة من البلدان الاكثر تشددا وانغلاقا من حيث هذه الموضوعات.
الكتاب جاء في 150 صفحة متوسطة القطع وبغلاف ملون هو رسم لامرأة عارية عريا "صريحا" كاملا ومدويا.
ويبدو أن سلوى النعيمي شديدة الايمان بالمثل الانجليزي الذي يدعو الى تسمية المعول باسمه اي بالمعول. وقد نقرأ في الكثير من مواد كتابها ما يذكرنا بدعوة ابي نؤاس في خمرياته الى الابتعاد عن الالقاب والتعمية و"التكنية" أي اعطاء الخمر أسماء اخرى حيث يقول "ألا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر/ ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهر."
انعكاس هذه الفلسفة عند الكاتبة يظهر في أن كل الكلمات الجنسية من أعضاء وما يتعلق بها ومن تفاصيل العمل الجنسي تكتب بعيدة عن المألوف في حياتنا الاجتماعية من تستر. إنها تذكر هذه الأمور كما هي مستندة الى ما تدعوه الصدق في التعبير.. ذلك الصدق الذي يتجسد كما تقول عند كثير من ادبائنا وائمتنا القدامى كما يتجسد من ناحية اخرى في أحاديثنا اليومية الصريحة التي نضطر "بين الناس" الى البعد عنها او إلباسها أشكالا أخرى محتشمة بسبب "العيب".
تقول البطلة أو الراوية التي وصفت "الرواية" في تبرير لما فيها من جرأة بأنها كتبت اصلا لتكون دراسة اكايمية عن الجنس في العالم العربي وأعدت لمؤتمر في الولايات المتحدة "كل من التقيت به في مجتمع التقية يحذرني من موضوع الدراسة. لماذا.. الأفكار ليست هي السبب. يمكنني ان اكتب ما اشاء. المشكلة هي الكلمات الكبيرة التي يجب ان تبقى سرية. وأول ما يخطر لهم طبعا هو الرقابة وكأنها متفرغة لقص كل كلمة جنسية تكتب."
وتتابع "يبدو انهم لا يتابعون ما ينشر الآن في العالم العربي. كأنهم لم يكتشفوا بعد انه لم يبق من الثلاثي المحرم الا اثنان.. الدين والسياسة المباشرة بالاسماء الصريحة. سقط الجنس من منخل الرقابة او لنقل.. انها وسعت فتحاته."
عمل سلوى النعيمي الاخير هذا وان كان سمي رواية لا يبدو عملا روائيا متكاملا. الكتاب يتحول الى أبواب مختلفة تجعله احيانا اشبه بابحاث ومقالات وثرثرات اجتماعية جميلة وحكايات تشبه كثيرات مثلها. إنه يبدأ واعدا ويصبح شديد الامتاع والعمق حيث تتناول الكاتبة وجدانيا تلك الهوة القائمة بين الكلمات التي تدور في افكارنا ومشاعرنا وتلك التي نضطر الى استعمالها في مجتمع "التهذيب". وحين يذهب الامر الى المرادفات والاشتقاقات نجد انفسنا امام حالات اشبه بعمليات "سيمانتيكية" في تطور وتوسع لغويين عميقين. لكن الامر كله يبقى في عالم محجوب نوعا ما.
لبطلة النعيمي ولع بهذه الامور وتفاصيلها يخلق في القارىء حالة فيها ارتياح لهتك ضروري لبعض المخبأ بسبب ما تصوره كأنه نفاق اجتماعي.. واجفال او صدمة صغيرة للايغال في هذه الصراحة غير المألوفة. وقد يرافق الاغراق في الامر تردادا وتكرارا واعادة دون مبرر وبلزوم ما لا يلزم.. تساؤل واستغراب لا يقعان في مجال الحكم الخلقي بل في خانة غياب المبرر الفني.
تبدأ بطلة النعيمي بوضع النقاط على الحروف كما يقال فتعلن قائلة "هناك من يستحضر الارواح وانا استحضر الاجساد. لا اعرف روحي ولا ارواح الاخرين اعرف جسدي واجسادهم. هذا يكفيني."
وعلى رغم ان الكتاب عمل جريء وفيه ما فيه من عوامل النجاح الفني.. فان كثرة الكلام السافر حيث لا مبرر فنيا وواقعيا له يجعل الامر كأنه غاية في حد ذاته.
منقول