العلاقات العاطفية عبر الانترنت ...معا نتحاور لنصل الى حقيقة الامر,,
يسعى الجميع لتحقيق النجاح في حياتهم الاجتماعية ليكسبوا الاحترام والسلطة والنفوذ او يحققوا العيش الرغيد ، ان هذه العلاقات مهمة جداً لنا كبشر ، وهي قائمة وفق المنفعة المتبادلة والسعي الى تحقيق مصالحنا الخاصة ، ومعلوم ان السعي لتحقيق هذه المصالح يودي الى وجود المصلحة العامة المشتركة بين الجميع .
ان وجود الفوارق بين الناس كنسبة الذكاء والثروة والجاه والمكان المختلف او الدين و.... الخ أدى الى انحسارِ النجاح في العلاقات الى جزء واحد من المجتمع، اما الجزء الثاني فقد اصابه الفشل في تحقيق علاقات ناجحة في مجتمعه .
ان الحب والميل للجنس الثاني شيء طبيعي عند الانسان ، وعلاقات الحب بين الطرفين التي يتم توطيدها من خلال اللقاءات والمواعيد وكثرة الجلسات حتى يتم التأكد من اهلية الطرف الاخر لمثل هذه العلاقات الجادة .
ان الفاشلين في كسب ود الطرف الاخر وبناء علاقات حميمة معه يلجون للوهم والتخيل ، ربما في كل يوم يواعد احدى حسناوت هوليود !
وبعد ثورة الانترنت والقفزة الهائلة بتطوره نحو الامام فقد اصبح هناك عالم أفتراضي يعيش به الافراد علاقات اجتماعية فالمواقع التي من قبيل ماي سبيس MySpace وفيس بوك Facebook وهاي فايف hi5 وأوركوت Orkut وفريندستر يعد أعضاؤها الآن بمئات الملايين في جميع أنحاء العالم ، كذلك المنتديات في الانترنت يدخلها الكثير من المشتركين ليكتبوا مواضيعهم ويناقشوها مع الاخرين ، اصبح هذا العالم أشبه بالحقيقي وقد بنيت الكثير من العلاقات في هذهِ الشبكة الهائلة ،الا ان المشكلة هو في جدية هذه العلاقات ، وبحسب ما عاشيته خلال 6 سنوات أرى بانها علاقات اغلبها غير جدية ، الا بعد توطيدها في الواقع لا من خلال الشات او البريد الالكتروني .
ان علاقات الحب في العالم الافتراضي غالباً ما يكون نتيجتها الفشل ، فالشخص لايكون جيدا بتوطيدها على ارض الواقع ، للبعد الشاسع بين الاطراف او لعدم جدية احد او كلا الطرفين بهذه العلاقة .
وبحسب ما عاشرت من اصدقاء او متصفحي للنت بحكم عملي في قاعة للانترنت سابقا بأنهم يبحثون عن المتعة والتنفيس عن الرغبات المكبوتة ، فهدفهم من الفتاة هو الضحك عليها وافراغ ما في جعبتها من معلومات من اجل الاستفادة منها باكبر صورة ، او مواعدتهن وتقضية الوقت معهن او توزيع ارقام هواتفهن للاخرين ، او تكوين علاقة غير معروفة الهدف ، وغالباً ما تكون عبر الأثير اما عن طريق قنوات الشات او عن طريق الهاتف الجوال ، دون رؤية الطرفين لبعض ، وان حالفهم الحظ ربما يشاهدون صورة بعض فقط وهنا يتم استخدام الفوتوشوب في تلميع الصورة وأخراجها بأحلى صورة وأجمل هيئة !.
ربما يتم مواعدتهن بالزواج ، لكن المشكلة بان الفتى المراهق او شبه المراهق غير ناجح بحياته فلا عمل يشتغل به ولا شهادة قد توظف من خلالها بالمناصب الحكومية او القطاع الخاص الفني ، ولا يملك اي شيء حقيقي بحياته ، هذا ان لم يصاب بالاكتائب او الامراض النفسية نتيجة ابتعاده عن الواقع .
ان مدمني الانترنت ينعزلون عن الواقع لانهم وجدوا ضالتهم واحلامهم في هذه الشبكة ، وهنا يتدخل الباحثين الاجتماعيين في تحديد نوع المشكلة ومحاولة معالجتها ، لكن الفاشل اجتماعيا هو بالاساس منعزل عن الواقع ، وليس دخوله للنت هو السبب ، انه وجد عالم يستطيع ان يتحكم به ويشغل أعلى المناصب فيه من ادارة منتدى او الاشراف عليه او حتى الحصول على سوبر في غرف الشات وهذا يعطيه شعوراً بالخارقية والتحكم بالاخرين .
انه عالم مفقود في واقعه لكنه حقيقي بالنسبة له ،انها علاقات غير ناجحة لانها علاقات منقوصة التواصل و تقتصر قنوات التواصل فيها على حروف مكتوبة يفكر صاحبها مليا قبل كتابتها.. و لذا فهو بصورة غير واعية يرسم صورة وردية عن نفسه أمام نفسه قبل أن تكون امام الآخر....
العلاقات الإنسانية لا تقوم على حروف مكتوبة. بل من خلال تعامل مباشر فيه إتصال بصري و سمعي و لمسي في بعض الأحيان.. فشخصية الإنسان تظهر من خلال نظرات عينيه و إيماءات وجهه و جسده و نبرات صوته المتناغمة مع مخارج كلماته و أفكاره, و اسلوب لبسه و كلامه... فهل بعد ذلك ممكن أن تكون هناك علاقات حقيقية من خلال الإنترنت.... لا أعتقد.... الإنترنت يظل دائما و أبدا وسيلة إتصال و ليست وسيلة تواصل شخصي.
تحياتي....
منقول
يسعى الجميع لتحقيق النجاح في حياتهم الاجتماعية ليكسبوا الاحترام والسلطة والنفوذ او يحققوا العيش الرغيد ، ان هذه العلاقات مهمة جداً لنا كبشر ، وهي قائمة وفق المنفعة المتبادلة والسعي الى تحقيق مصالحنا الخاصة ، ومعلوم ان السعي لتحقيق هذه المصالح يودي الى وجود المصلحة العامة المشتركة بين الجميع .
ان وجود الفوارق بين الناس كنسبة الذكاء والثروة والجاه والمكان المختلف او الدين و.... الخ أدى الى انحسارِ النجاح في العلاقات الى جزء واحد من المجتمع، اما الجزء الثاني فقد اصابه الفشل في تحقيق علاقات ناجحة في مجتمعه .
ان الحب والميل للجنس الثاني شيء طبيعي عند الانسان ، وعلاقات الحب بين الطرفين التي يتم توطيدها من خلال اللقاءات والمواعيد وكثرة الجلسات حتى يتم التأكد من اهلية الطرف الاخر لمثل هذه العلاقات الجادة .
ان الفاشلين في كسب ود الطرف الاخر وبناء علاقات حميمة معه يلجون للوهم والتخيل ، ربما في كل يوم يواعد احدى حسناوت هوليود !
وبعد ثورة الانترنت والقفزة الهائلة بتطوره نحو الامام فقد اصبح هناك عالم أفتراضي يعيش به الافراد علاقات اجتماعية فالمواقع التي من قبيل ماي سبيس MySpace وفيس بوك Facebook وهاي فايف hi5 وأوركوت Orkut وفريندستر يعد أعضاؤها الآن بمئات الملايين في جميع أنحاء العالم ، كذلك المنتديات في الانترنت يدخلها الكثير من المشتركين ليكتبوا مواضيعهم ويناقشوها مع الاخرين ، اصبح هذا العالم أشبه بالحقيقي وقد بنيت الكثير من العلاقات في هذهِ الشبكة الهائلة ،الا ان المشكلة هو في جدية هذه العلاقات ، وبحسب ما عاشيته خلال 6 سنوات أرى بانها علاقات اغلبها غير جدية ، الا بعد توطيدها في الواقع لا من خلال الشات او البريد الالكتروني .
ان علاقات الحب في العالم الافتراضي غالباً ما يكون نتيجتها الفشل ، فالشخص لايكون جيدا بتوطيدها على ارض الواقع ، للبعد الشاسع بين الاطراف او لعدم جدية احد او كلا الطرفين بهذه العلاقة .
وبحسب ما عاشرت من اصدقاء او متصفحي للنت بحكم عملي في قاعة للانترنت سابقا بأنهم يبحثون عن المتعة والتنفيس عن الرغبات المكبوتة ، فهدفهم من الفتاة هو الضحك عليها وافراغ ما في جعبتها من معلومات من اجل الاستفادة منها باكبر صورة ، او مواعدتهن وتقضية الوقت معهن او توزيع ارقام هواتفهن للاخرين ، او تكوين علاقة غير معروفة الهدف ، وغالباً ما تكون عبر الأثير اما عن طريق قنوات الشات او عن طريق الهاتف الجوال ، دون رؤية الطرفين لبعض ، وان حالفهم الحظ ربما يشاهدون صورة بعض فقط وهنا يتم استخدام الفوتوشوب في تلميع الصورة وأخراجها بأحلى صورة وأجمل هيئة !.
ربما يتم مواعدتهن بالزواج ، لكن المشكلة بان الفتى المراهق او شبه المراهق غير ناجح بحياته فلا عمل يشتغل به ولا شهادة قد توظف من خلالها بالمناصب الحكومية او القطاع الخاص الفني ، ولا يملك اي شيء حقيقي بحياته ، هذا ان لم يصاب بالاكتائب او الامراض النفسية نتيجة ابتعاده عن الواقع .
ان مدمني الانترنت ينعزلون عن الواقع لانهم وجدوا ضالتهم واحلامهم في هذه الشبكة ، وهنا يتدخل الباحثين الاجتماعيين في تحديد نوع المشكلة ومحاولة معالجتها ، لكن الفاشل اجتماعيا هو بالاساس منعزل عن الواقع ، وليس دخوله للنت هو السبب ، انه وجد عالم يستطيع ان يتحكم به ويشغل أعلى المناصب فيه من ادارة منتدى او الاشراف عليه او حتى الحصول على سوبر في غرف الشات وهذا يعطيه شعوراً بالخارقية والتحكم بالاخرين .
انه عالم مفقود في واقعه لكنه حقيقي بالنسبة له ،انها علاقات غير ناجحة لانها علاقات منقوصة التواصل و تقتصر قنوات التواصل فيها على حروف مكتوبة يفكر صاحبها مليا قبل كتابتها.. و لذا فهو بصورة غير واعية يرسم صورة وردية عن نفسه أمام نفسه قبل أن تكون امام الآخر....
العلاقات الإنسانية لا تقوم على حروف مكتوبة. بل من خلال تعامل مباشر فيه إتصال بصري و سمعي و لمسي في بعض الأحيان.. فشخصية الإنسان تظهر من خلال نظرات عينيه و إيماءات وجهه و جسده و نبرات صوته المتناغمة مع مخارج كلماته و أفكاره, و اسلوب لبسه و كلامه... فهل بعد ذلك ممكن أن تكون هناك علاقات حقيقية من خلال الإنترنت.... لا أعتقد.... الإنترنت يظل دائما و أبدا وسيلة إتصال و ليست وسيلة تواصل شخصي.
تحياتي....
منقول