سر المهنة
عالمة «التارو» ليلى مقداد: لا أتدخل في مصائر الناس / 3
ليلى مقداد
بيروت - من هيام بنوت
لكل مهنة سرها... وطريقتها التي إن أتقنها صاحبها، سيصبح متميزا، وان مهنة «التنجيم» أو ما يطلق عليها قراءة «الطالع» أو أي تسمية أخرى من المهن التي يمتهنها الكثير من الناس، وانها بحاجة إلى الكثير من الحرفية والمعرفة. والذكاء من أجل الوصول إلى مستويات راقية، تؤهل صاحبها لأن يكون محل ثقة المترددين عليه.
وفي حلقات «سر المهنة»، سنتعرض بالحديث إلى «المنجمين» حياتهم... أسرارهم، وكيف يعملون، وما الأساليب التي يستخدمونها من أجل اقناع من يلجأون إليهم في أوقات الشدة، أو حتى في أوقات الراحة من أجل تحديد مسارات حياتهم وغيرها.
و«سر المهنة»... حلقات ذات نكهة خاصة، سيجد القارئ فيها المزيد من المعلومات عن مهنة «التنجيم»، وما تتضمنه من رؤى وأشياء كثيرة خلال هذه الحلقات.
الحاسة العالية جداً والطاقة الايجابية، صفتان نادرتان تميزان عالمة «التارو» ليلى مقداد، التي اكتشفت ان هذا العلم انتقل اليها بالوراثة، بعدما اخبرها جدها خلال زيارته للاتحاد السوفياتي السابق ان جدته كانت تمارس التارو في هذا البلد بين العامين 1920 و1930.
وتؤكد مقداد ان علم «التارو» يكشف الغيب، لكنه يعتمد على ثلاثة امور هي علم النفس، علم الفلك والطاقة، وما يميزها عن غيرها حاستها القوية وقدرتها على جمع المعلومات وتحليلها وتفسيرها عبر قراءة الورق.
وتوضح مقداد ان كل انسان يعرف نقاط ضعفه ونقاط قوته، ولكنه لا يجيد تفسيرها ويأتي الورق ليلعب هذا الدور، وبمجرد ان يلمس الشخص الورق حتى تنتقل طاقته اليه، ثم تنتقل هذه الطاقة اليها عندما تمسك بالورق وتفتحه.
وترى مقداد، التي تؤمن بالقدر، ان كل انسان يعرف قدره الى حد ما، لانه موجود داخله، ولكن عقله الواعي لا يستطيع استيعاب هذه المسألة، ويكون ورق «التارو» الوسيط بينها وبين الشخص لكشف مستقبله وتحليل المعلومات، مشيرة الى انها تستطيع ان تساعد الناس في حلّ مشاكلهم، لان ورق «التارو» يقدم الحل الامثل لكل مشكلة، وما على الشخص سوى الاختيار، مضيفة انها تتفهم مشاكل الآخرين ولا يقتصر دورها على قراءة الورق، فهي تبحث عن سبب المشكلة وتحاول ايجاد حلول لها، مازجة بين علم النفس وعلم التارو، ومؤكدة ان لا علاقة لها بالارواح والشعوذة ولا تتدخل في مصير الانسان.
«الراي» التقت عالمة التارو ليلى مقداد التي تحدثت عن ميزاتها وأسرارها في هذا الحوار:
• ما ميزتك كعالمة «تارو»، وما سر علمك بالغيب؟
- صحيح ان التارو مهمته ان يعلم الغيب ولكنه يعتمد على ثلاثة امور: علم النفس، علم الفلك والطاقة. كل انسان يتمتع بطاقة معينة، سلبية او ايجابية، تنعكس من خلال التارو. لاوعي الانسان ينتقل بواسطة هذه الطاقة ثم ينعكس على الورق. ما يميزني عن غيري حاستي القوية وقدرتي على جمع المعلومات وتفسيرها عبر قراءة الورق. قبل فترة اكتشفت اثناء احدى الجلسات مع جدي ان جدته كانت تمارس التارو في الاتحاد السوفياتي السابق بين العامين 1920 و1930 .
• اي ان العلم انتقل اليك بالوراثة؟
- هذا ما اكتشفته اخيراً، كما اخبرني جدي ان جدته حاولت ان تعلم اولادها الشبان علم التارو، الا انهم لم ينجحوا. والمعروف ان هذا العلم كان ممنوعاً في الاتحاد السوفياتي لانه مرتبط بالماورائيات. جميع الناس يملكون حاسة، ولكن البعض لا يلفتون اليها والبعض الآخر يعملون على تنميتها. وهذا ما فعلته شخصياً ويبدو ان اهتمامي بورق التارو مسألة وراثية بعدما تعجبت كثيرا لسبب هذا الاهتمام.
• الحاسة والطاقة الموجودتان لديك كيف تتحققان من خلال قراءتك للمستقبل في ورق «التارو»؟
- عندما يقصدني الشخص ويخبرني عن مشكلة معينة، اقوم بخلط الاوراق، ثم يضع يده عليها، فتنتقل طاقته اليها، لتنتقل بعد ذلك اليّ عندما امسكها، فيكون دوري ان اعكس افكاره، لان كل شيء يكون مسجلاً في لا وعيه. كل شيء اقوله يكون مسجلاً في عقل الشخص، وهو يعرف نقاط قوته ونقاط ضعفه، لكنه لا يجيد تفسيرها والورق هو الذي يتولى ذلك. علم التارو مرتبط بنسبة سبعين في المئة بعلم النفس لانه يقوم بتحليل النفس البشرية.
• وكيف تتوقعين للمستقبل من خلال افكار الشخص؟
- اؤمن بالقدر، وبأن هناك امورا يمكن ان نغيرها وأمورا اخرى لا نستطيع ان نفعل حيالها اي شيء. هناك نظريات تقول ان الشخص عندما يولد لا يعرف قدره، ولكن هذا القدر موجود، وهو يعرفه الى حد ما لانه موجود داخله، ولكن لا يستطيع ان يستوعبه في عقله الواعي. ورق التارو هو الوسيط بيني وبين الشخص لكشف مستقبله، ودوري يقوم على تفسير المعلومات.
• وهل يقتصر دورك على الكشف، وهل انت غير قادرة على حل مشاكل الشخص؟
- بل يمكنني ان اساعد في حل المشاكل عبر نقاط القوة والضعف الموجودة عند كل شخص. ورق التارو يقدم الحلول الافضل لكل مشكلة ومن بعدها يأتي دور خيار الشخص، في اتباع هذه الحلول او عدم اتباعها.
• مع ازدياد الاشخاص الذين يكشفون المستقبل من خلال علم «التارو»، ما المقومات التي تجعلك تحتلين مرتبة متقدمة بين هؤلاء؟
- كل انسان لديه ميزة معينة، وما يميزني قدرتي على فهم مشكلة الشخص، وليس مجرد الاكتفاء بقراءة الورق، فأنا ابحث عن اسباب المشكلة، وأحاول ان اساعده لتجاوزها، معتمدة على المزج بين علم النفس وعلم التارو. لا علاقة بي بالارواح والشعوذة، ولا اتدخل في مصير الانسان، حتى ان ممارسة مثل هذه الامور تجلب الشؤم على من يمارسها وعلى الشخص الذي يطلبها.
• هل هناك اشخاص يطلبون تغيير قدرهم؟
- ثمة اشخاص يؤمنون بأن هناك من يستطيع ان يغيّر القدر، وهناك من يقوم بمثل هذا الفعل حتى لو كان الجن موجوداً. مهما كان نوع الجن الذي يتعاطى معه الانسان فهو جن سلبي وينقل طاقة سلبية الى الشخص صاحب المشكلة. الارواح الخيّرة كلها في الجنة، وليس على الارض سوى الارواح الشريرة.
• وهل تؤمنين بالجن؟
- كلا، بل اؤمن بان هناك طاقة ايجابية وسلبية ومعتدلة، ومن وجهة نظري اذا كانت تلك الارواح موجودة على الارض فان تأثيرها سلبي جداً على الانسان.
• هل تقصدك حالات يعاني اصحابها مشاكل غير اعتيادية؟
- ليس ثمة مشكلة «استثنائية» بل ان المشاكل تتكرر وتتنوع بين المشاكل الزوجية، الحياتية، المادية وغيرها من المشاكل. بعض من يقصدونني يعانون مشاكل نفسية تحتاج الى علاج يتجاوز علاج التارو. ومع انني احمل شهادة في علم النفس، الا انني اوجههم الى اهل الاختصاص.
• كيف تساعدين مثلاً شخصا يعاني مشاكل مادية؟
- احاول ان اعرف السبب، وأوجهه بعد ذلك نحو الطريق الافضل. زارني اخيراً شخص طيب القلب يعاني مشاكل السرقة والنصب والاحتيال. وتبين ببساطة ان سبب خسارته عدم معرفته بالاشخاص المحيطين به وطيبة قلبه. احاول ان احول الطاقة السلبية عند الناس طاقة ايجابية عبر كشف شخصية الانسان ومعرفة ما يناسبه، اي انني اسعى لزرع الامل في نفوس الناس لتصبح حياتهم افضل.
• هل نسبة كبيرة من الناس لديهم طاقة سلبية؟
- معظم الناس لديهم طاقة معتدلة اي اقل من الطاقة السلبية، واقل ايضاً من الطاقة الايجابية بسبب المشاكل التي يصادفونها، ودوري ان اعمل على تقويتها عبر اساليب مختلفة.
• وهل تقومين مباشرة بتقوية الطاقة عند الانسان لتصبح ايجابية؟
- ارشده الى الطريق الذي يساعده في تنمية الطاقة داخله لتتحول طاقة ايجابية عبر القيام ببعض النشاطات الذهنية.
• التأمل مثلاً؟
- التأمل هو احد هذه النشاطات، ولكن هناك اشخاصا لا يحبذونه وليسوا مستعدين للقيام به. بالامكان الحصول على الطاقة الايجابية ايضاً عبر التنزه في الطبيعة واشياء اخرى كثيرة ترتبط بشخصية الانسان. هناك مثلاً من يلجأون الى القراءة لتقوية الطاقة عندهم.
• بصراحة كيف تقدرين مستوى الحاسة عندك، هل هي عالية ام متوسطة؟
- بل عالية جداً. لا يمكن لأحد ان يعمل في التارو ويتعمق الا اذا توافرت عنده حاسة قوية جداً وطاقة ايجابية، ولا اعتقد ان الكل لديهم القدرة والوقت على تنميتها.
ليلى مقداد
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=151922