البابا يلقي بثقله وراء إقامة دولة فلسطينية
البابا دعا لتحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل
مازالت زيارة البابا بنيديكتوس السادس عشر للشرق الأوسط تحظى باهتمام الصحف البريطانية الصادرة اليوم إلى جانب العديد من القضايا الأخرى وعلى راسها مسألة مصروفات نواب البرلمان البريطاني وتطورات الوضع على الساحة الباكستانية.
فتحت عنوان "البابا يتحدى إسرائيل إعطاء وطن للفلسطينيين" قالت الاندبندت إن البابا بنيديكتوس السادس عشر ألقى خلال زيارته لمدينة بيت لحم مسقط رأس المسيح بثقله وراء إقامة دولة فلسطينية.
وكتب دونالد ماكانتاير من بيت لحم يقول إن البابا تحدث من أمام حاجز إسرائيلي خلال زيارته لمخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين موجها نداءا من أجل إقامة دولة مستقلة للفلسطينين.
ونسبت الصحيفة إلى البابا قوله للفلسطينيين خلال هذه الزيارة "أعرف كم عانيتم كما ان معاناتكم مستمرة بسبب المحنة التي ألمت بهذه الأرض منذ عقود، والرب يرى حقكم في دولة مستقلة على أرض أجدادكم، دولة آمنة تعيش في سلام مع جيرانها داخل حدودها الدولية".
كما وجه البابا حديثه لمن جاء من غزة لرؤيته قائلا "قلبي معكم، أطلب إليكم نقل تحياتي الحارة لأسركم واسفي للخسائر والصعوبات التي تعانون منها".
وكان البابا قد تلقى ترحيبا حارا خلال القداس الذي أقيم خارج كنيسة المهد، ومن بين الحضور كان جورج مريا البالغ من العمر 45 عاما، وهو كاثوليكي يعمل فني صوت، وزوجته ناتالي البالغة من العمر 40 عاما وطفليهما.
ونقلت الصحيفة عن جورج القول "نحن سعداء للغاية لوجود البابا بيننا". وقد اعترف جورج مريا بان المسيحيين يهاجرون من الضفة الغربية وقال "كفلسطينيين نواجه مشاكل سواء كنا مسلمين أو مسيحيين، ولدينا هدف واحد هو إقامة دولة مستقلة".
كما اعترف مريا بوجود توتر في بعض الأحيان بين المسلمين والمسيحيين ولكنه أضاف "إن لهذا التوتر طابع اجتماعي وليس سياسي فانا أتشاجر مع زوجتي أحيانا".
ومن جانبه، قال عصام عزيه البالغ من العمر 30 عاما والذ يعمل منذ 20 عاما في سان فرانسيسكو "إن هذه الزيارة مهمة جدا بالنسبة لنا فالبابا هو رأس كنيستنا".
وفي مقالة أخرى بصحيفة الاندبندنت أيضا، كتب زكي كوبر يقول إنه إذا أراد البابا نجاح زيارته لاسرائيل فعليه معالجة أمور حساسة في العلاقات الكاثوليكية اليهودية مثل مسألة معاداة السامية وقد أعلن البابا بجلاء وقوفه ضدها، فتاريخيا كانت الكنيسة وراء اتهام اليهود بانهم يشربون دماء الأطفال المسيحيين مما دفع الكاتب الكاثوليكي ادوارد كيتينج للقول "كنا معادين للسامية لألفي عام، فاصفحوا عنا".
وهناك ايضا مسألة المحرقة وكان قرار البابا رفع الحرمان عن ريتشارد وليامسون الأسقف الذي أنكر المحرقة قد اثار أزمة وقد تزامنت زيارة البابا لنصب ياد فاشيم مع حالة من الارتباك حول عضويته في شبابه المبكر في "الشبيبة الهتلرية".
وقالت الصحيفة إن الكنيسة لم ترتكب المحرقة ولكن وعبر قرون من اضطهاد اليهود ضعف نظام المناعة في أوروبا ليتزامن كل ذلك مع رغبة البابا في تطويب سلفه الذي عاصر المحرقة بيوس الخامس.
وأشارت الاندبندنت إلى أن هناك أمرا آخر يجب أن يعالجه البابا هو القضايا اللاهوتية وقد تناول بالفعل هذا الأمر عندما أشار إلى التزامه بقرارات مجمع الفاتيكان الثاني بين عامي 1962 و1965 والذي وضع خريطة طريق للتفاهم بين الفاتيكان والأديان الأخرى، وقد عدل بالفعل من كلمات صلاة الجمعة الحزينة والتي كانت تدعو من أجل تحول اليهود إلى المسيحية.
وأكدت الصحيفة انه في الوقت الذي يسعى فيه البابا إلى تقوية العلاقات مع اليهود فانه يهدف أيضا إلى تعزيز العلاقات مع المسلمين.
آخر تحديث: الخميس 14 مايو 2009 02:18 GMT
بي بي سي العربية :
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/press/newsid_8049000/8049225.stm