الاستاذة الفاضلة الاديبة زينب بابان ..تحياتى من الاسكندرية ..يهمنى جدا رأيك وحيادك وموضوعيتك فى نقد القصة ..لذا ارجو رأيك الشخصى اولا ..مع رجاء التفضل بتقبل تحياتى..مهندس محمد عباس على
:rollرحلة البحث عن اسماعيل
.................................
حين رأيته نسيت ماكنت اريد ..وجهه لوحة مرسوم عليها علامة خطر ..سألت : -
مابك ؟
- قال :- كارثه
- صدتنى الكلمة ..تراجعت محدقا فى وجهه ..قافزا على طرفى شفتيه استشرافا لبقية مالديه..قال :- امى
- سألت : - مالها ؟
- قال جادا:- ضاعت
- .
تصيدت ملامحه بمخلب نظراتى ..عيناه شاردتان ..تغطيان مساحة من الفضاء واسعة ..الميدان حولنا فسيح..وسطه تمثال الكاتب المصرى يجلس القرفصاء مدونا شيئا ما ..عيناه على مدونته ..لا اعرف لحظتها كيف انتبهت انه لايحمل قلما وان المدونة صماء لاحروف بها ..طاف بى انه ربما جلس هكذا للنحت فقط لاغير ..النور حولنا صناعى يغمر المكان ..يرتدى لباس البطولة عدة امتار لأعلى ،بعدها يترك المجال للظلمة لاكتساح كل مايقابلها ..لانجوم هناك ولاقمر ..ارتد الى الارض مدحورا ..العربات تمرق حولنا ..زمجرة محركاتها صراخ الشياطين ..وهناك اناس يتحركون ..وجوههم مطموسة لاتكاد تبين..اعود الى اسماعيل ..عيناه على سفرهما وسط الظلمات ..اتلفع بالصمت ..يأتينى صوته مغلف بالقهر
:- مارأيك ؟
- احدق فى تلافيف الحيرة المنبسطة على بياض عينيه . اعترض :- امك احتلها المرض ..قيدها العجز ..لاتملك حرية قدميها .
يشيح بيده..اسألك الرأى
ارمى بحروفى بين يديه :- وهل هناك رأى؟ ..نبحث عنها
هز رأسه اسف ربما على سمات الغباء المرتسمة على ملامحى وهو يقول انه لم يفته هذا الامر ..مر على الاهل والجيران و..! سألته :- هل توجهت الى مستشفى مثلا؟ .. اتصلت باختك المسافرة اوعائلتكم فى البلد؟
انطفأوميض عينيه ..احنى رأسه هامسا :- لا
تركته ومضيت
................................
وسط الطريق مضيت حاملا رأسى بين يديّ ..عيناى فيهما صورة تلك المرأة بملابسها السوداء ، ووجهها اليابس ، وعينيها المجوفتان .. اقلب فيهم ناظريّ.. شىء فيها تغير ..هذا مؤكد. ..نظرتها ..صمتها ..الضيق التى ينضح به صوتها . اذكر جيدا وجهها القديم.. كلما ذهبت لبيتهم كنت اراها ، كأنما هى قدر لافكاك منه ..احكى لاسماعيل ابنها اننى لاادق الباب ابدا ..بمجرد وصولى الى رأس السلم تفتحه ..ترحب بى..تدعونى للدخول بوجهها الذابل ، وخصلات شعرها الثلجية ، واصابعها المسحوبة ، وتلك البسمة المقددة التى تقابلنى بها ..تفتح فمها المثروم قاصدة الابتسام ..اقابل اسماعيل..تدخل محمولة على المشروبات ..ينهمر نهر حديثها بحروفها المكسرة..الغريب ان لديهاقوة استماع مرعبة ..تفهم برامج التليفزيون بانواعها ..تتحدث عن الخلافة وتناقشها بطريقتها ، وتدور حول مشكلات البلد طالبة منى الحل ، كأننى المسئول عنها وحدى ، وتنتقل الى شخصية اولاد البلد وماجرى لها ،والغد ومايحمله من مفاجآت ..انظر الى اسماعيل مستغيثا ..ليس ضيقا منها ، بل لضرورة خروجى لأعمال اخرى ..يحاول اسماعيل التدخل ..اشعارها بضرورة الانتهاء ..لاتعطيه فرصة لكلام او حتى ابداء رأى .. بل هى فقط تتكلم ..وحين يطول الصمت حولهاتنتبه ..تتسائل ببسمة راضية :- ضايقتك بحوارى ؟،
...................................
رآيتها تجلس على حافة الحياة ..رأسها على صدرها ..تبخل بنظراتها الكليلة على الكون حولها..وامرأة شابةتقف فوق رأسها يمينا. سابحة فى ملكوت شرودها ..تتأمل بيان حالتها ..مرتدية بالطو ابيض يتقافز فوق جسدها زهوا بنصاعته..وفوق رأسها شمالا تقف امرأة اخرى حاملة بين يديها الطب والحقن والبرشام وجهاز قياس الضغط..اتسعت عيناى وهما تبتلعان المرئيات امامى..تحتضنان الجسد المفترش السرير ..تزرعان على خلاياه اشواقهما..تقدمت خطوة ..جابهتنى امطار رعدية من عينى المرأة ذات البالطو ..سألتنى وهى ترمينى بشرر نظراتها المتأججة:
- قريبها؟
انسالت الكلمات دون ارادة منى : - نبحث عنها منذ زمن
اخترقت نظراتها جدار حدقاتى وهى تزمجر :-
- - كيف تتركوها هكذا ؟
تركتها اليها ..رأسها ماتزال على صدرها..اقتربت منها..امسكت يدها المعروقة هاتفا..ام اسماعيل..
رفعت جبالا من فوق عينيها لترانى ..رمتنى بنظرة متعجلة وعادت تحنى رأسها من جديد بعد ان اشاحت بيدها قائلة فى ملل..ماذا تريد ؟
..........................
حملته على جناحى طائرا به الى حيث اريد ..على باب المستشفى القيت به من حالق ..تركته ودخلت ..هرول خلفى ..على بابها تكسرت اجنحتى ..وقفت مهيض الجناح ، تاركا له فرصة التقدم ،ومجابهة امه وحده ..فاض سيل قنواته الدمعية وتوقف الى جانبى ضارعا ..ادخل معى ..رميت بعينى الدهشة فى وجهه معترضا ..لاحظ انها امك انت..دفعنى بيده فاندفعت معه الى حيث تصيدتنى مخالب نظرات البالطو الابيض الذى يزهو بنصاعته ..رمتنى بلمعة استنكار من احداقها ..تراجعت ..تقدم هو ..امى..قبل يديها وهو يغمسها فى بحر دموعه ..رفعت عينيها اليه ..نظراتها رافضة ..حانقة ..انفرجت شفتاها الجافتان عن كلمتين ..من انت ؟..تضرعت همساته ..انا اسماعيل ....لم تبال به ..استدارت الى الطبيبة بجوارها راجية ..اريد اسماعيل ابنى ..قالت الطبيبة بحروف منسوجة بالدهشة ..وهذا ؟؟اشاحت برأسها عنه ..هذا ليس ولدى ..لا اعرفه ..وعادت رأسها تنحنى على صدرها..بخلا على الكون بنظراتها ..!
:
:rollرحلة البحث عن اسماعيل
.................................
حين رأيته نسيت ماكنت اريد ..وجهه لوحة مرسوم عليها علامة خطر ..سألت : -
مابك ؟
- قال :- كارثه
- صدتنى الكلمة ..تراجعت محدقا فى وجهه ..قافزا على طرفى شفتيه استشرافا لبقية مالديه..قال :- امى
- سألت : - مالها ؟
- قال جادا:- ضاعت
- .
تصيدت ملامحه بمخلب نظراتى ..عيناه شاردتان ..تغطيان مساحة من الفضاء واسعة ..الميدان حولنا فسيح..وسطه تمثال الكاتب المصرى يجلس القرفصاء مدونا شيئا ما ..عيناه على مدونته ..لا اعرف لحظتها كيف انتبهت انه لايحمل قلما وان المدونة صماء لاحروف بها ..طاف بى انه ربما جلس هكذا للنحت فقط لاغير ..النور حولنا صناعى يغمر المكان ..يرتدى لباس البطولة عدة امتار لأعلى ،بعدها يترك المجال للظلمة لاكتساح كل مايقابلها ..لانجوم هناك ولاقمر ..ارتد الى الارض مدحورا ..العربات تمرق حولنا ..زمجرة محركاتها صراخ الشياطين ..وهناك اناس يتحركون ..وجوههم مطموسة لاتكاد تبين..اعود الى اسماعيل ..عيناه على سفرهما وسط الظلمات ..اتلفع بالصمت ..يأتينى صوته مغلف بالقهر
:- مارأيك ؟
- احدق فى تلافيف الحيرة المنبسطة على بياض عينيه . اعترض :- امك احتلها المرض ..قيدها العجز ..لاتملك حرية قدميها .
يشيح بيده..اسألك الرأى
ارمى بحروفى بين يديه :- وهل هناك رأى؟ ..نبحث عنها
هز رأسه اسف ربما على سمات الغباء المرتسمة على ملامحى وهو يقول انه لم يفته هذا الامر ..مر على الاهل والجيران و..! سألته :- هل توجهت الى مستشفى مثلا؟ .. اتصلت باختك المسافرة اوعائلتكم فى البلد؟
انطفأوميض عينيه ..احنى رأسه هامسا :- لا
تركته ومضيت
................................
وسط الطريق مضيت حاملا رأسى بين يديّ ..عيناى فيهما صورة تلك المرأة بملابسها السوداء ، ووجهها اليابس ، وعينيها المجوفتان .. اقلب فيهم ناظريّ.. شىء فيها تغير ..هذا مؤكد. ..نظرتها ..صمتها ..الضيق التى ينضح به صوتها . اذكر جيدا وجهها القديم.. كلما ذهبت لبيتهم كنت اراها ، كأنما هى قدر لافكاك منه ..احكى لاسماعيل ابنها اننى لاادق الباب ابدا ..بمجرد وصولى الى رأس السلم تفتحه ..ترحب بى..تدعونى للدخول بوجهها الذابل ، وخصلات شعرها الثلجية ، واصابعها المسحوبة ، وتلك البسمة المقددة التى تقابلنى بها ..تفتح فمها المثروم قاصدة الابتسام ..اقابل اسماعيل..تدخل محمولة على المشروبات ..ينهمر نهر حديثها بحروفها المكسرة..الغريب ان لديهاقوة استماع مرعبة ..تفهم برامج التليفزيون بانواعها ..تتحدث عن الخلافة وتناقشها بطريقتها ، وتدور حول مشكلات البلد طالبة منى الحل ، كأننى المسئول عنها وحدى ، وتنتقل الى شخصية اولاد البلد وماجرى لها ،والغد ومايحمله من مفاجآت ..انظر الى اسماعيل مستغيثا ..ليس ضيقا منها ، بل لضرورة خروجى لأعمال اخرى ..يحاول اسماعيل التدخل ..اشعارها بضرورة الانتهاء ..لاتعطيه فرصة لكلام او حتى ابداء رأى .. بل هى فقط تتكلم ..وحين يطول الصمت حولهاتنتبه ..تتسائل ببسمة راضية :- ضايقتك بحوارى ؟،
...................................
رآيتها تجلس على حافة الحياة ..رأسها على صدرها ..تبخل بنظراتها الكليلة على الكون حولها..وامرأة شابةتقف فوق رأسها يمينا. سابحة فى ملكوت شرودها ..تتأمل بيان حالتها ..مرتدية بالطو ابيض يتقافز فوق جسدها زهوا بنصاعته..وفوق رأسها شمالا تقف امرأة اخرى حاملة بين يديها الطب والحقن والبرشام وجهاز قياس الضغط..اتسعت عيناى وهما تبتلعان المرئيات امامى..تحتضنان الجسد المفترش السرير ..تزرعان على خلاياه اشواقهما..تقدمت خطوة ..جابهتنى امطار رعدية من عينى المرأة ذات البالطو ..سألتنى وهى ترمينى بشرر نظراتها المتأججة:
- قريبها؟
انسالت الكلمات دون ارادة منى : - نبحث عنها منذ زمن
اخترقت نظراتها جدار حدقاتى وهى تزمجر :-
- - كيف تتركوها هكذا ؟
تركتها اليها ..رأسها ماتزال على صدرها..اقتربت منها..امسكت يدها المعروقة هاتفا..ام اسماعيل..
رفعت جبالا من فوق عينيها لترانى ..رمتنى بنظرة متعجلة وعادت تحنى رأسها من جديد بعد ان اشاحت بيدها قائلة فى ملل..ماذا تريد ؟
..........................
حملته على جناحى طائرا به الى حيث اريد ..على باب المستشفى القيت به من حالق ..تركته ودخلت ..هرول خلفى ..على بابها تكسرت اجنحتى ..وقفت مهيض الجناح ، تاركا له فرصة التقدم ،ومجابهة امه وحده ..فاض سيل قنواته الدمعية وتوقف الى جانبى ضارعا ..ادخل معى ..رميت بعينى الدهشة فى وجهه معترضا ..لاحظ انها امك انت..دفعنى بيده فاندفعت معه الى حيث تصيدتنى مخالب نظرات البالطو الابيض الذى يزهو بنصاعته ..رمتنى بلمعة استنكار من احداقها ..تراجعت ..تقدم هو ..امى..قبل يديها وهو يغمسها فى بحر دموعه ..رفعت عينيها اليه ..نظراتها رافضة ..حانقة ..انفرجت شفتاها الجافتان عن كلمتين ..من انت ؟..تضرعت همساته ..انا اسماعيل ....لم تبال به ..استدارت الى الطبيبة بجوارها راجية ..اريد اسماعيل ابنى ..قالت الطبيبة بحروف منسوجة بالدهشة ..وهذا ؟؟اشاحت برأسها عنه ..هذا ليس ولدى ..لا اعرفه ..وعادت رأسها تنحنى على صدرها..بخلا على الكون بنظراتها ..!
: