الشعائر الحسينية ..... قبس من وهج الثورة ...
كتابات - أحمد الاعرجي
تحيّر المفكرون والفلاسفة بل وحتى العلماء من بلوغ أفق معين وعجزوا من الوصول لحد محدود للإحاطة بنتائج الثورة الحسينية وأصابهم الذهول حينما تعمقوا بقراءة تجربتها حينما وجدوا إن مضامين هذه الثورة قد اخترقت عمق التاريخ طولا و تمددت على جغرافية الواقع عرضا .لا نبالغ اذا قلنا انها قد اختزلت الوجود كله بهذا اليوم ، وكذلك انها تضمنت خاصية التجدد التي تلكأ عقل كل لبيب من تفسيرها وقد رضخ الجميع أمام هذا الواقع حينما رأوا انفسهم انهم يقفون امام بحر متلاطم الامواج لذلك جعلوا من حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )( حسين وأنا من حسين ) متكأ يتكئون عليه كما أصابهم العجز وتحيروا ببلوغ الأسباب فضلا عن النتائج .
كما لا يخفى على كل ذي فكر حر ومنصف في طرح الواقع كما هو ولايحابي على حساب الحق هو الاعتراف بالعجز المقترن بالعز من احصاء نتائج هذه الثورة العملاقة او الاحاطة بطوفان كبريائها فقد تعددت نتائجها ومن تعددها تولدت أعداد أخر وكذلك قد تنوعت صورها ومن تنوعها استحدثت صور إلا أنها بقيت كلها ذو نبع واحد وهو الحسين (عليه السلام) .
وإحدى نتائج هذه النهضة الكربلائية وقبس من نورها المشع هي الشعائر الحسينية تلك الشعائر التي كانت أحد أسباب تجسيد الثورة واستحضارها وتخليدها تاريخيا وكذلك من فيوضاتها انها قد ثبتت الشد العاطفي وحركت المشاعر بالتفاعل الفطري مع تلك المأساة ناهيك عن النتيجة العظمى ألا وهي التمسك العقائدي وتقوية عراه والتشبث به لأنه هو السبب وهو النتيجة .
وكما إن هذه الثورة متجددة في طرح أفكارها فنتائجها أيضا متجددة والشعائر الحسينية انموذجا كما اننا نعلم ان اول من سن سنة البكاء على الحسين (ع) هو جده رسول الله (ص)مما روي : " دخل الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) و هو يوحى اليه ، فبرك عل ظهره و هو منكب و لعب على ظهره . فقال جبرئيل : يا محمد ، إن أمتك ستفتن بعدك و تقتل ابنك هذا من بعدك ، و مدَّ يده فأتاه بتربة بيضاء ، و قال : في هذه الأرض يقتل ابنك ـ اسمها الطف ـ . فلما ذهب جبرئيل خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الى أصحابه و التربة في يده ، و فيهم أبو بكر و عمر و علي و حذيفة و عمار و أبو ذر و هو يبكي .
فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فقال : أخبرني جبرئيل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف ، و جاءني بهذه التربة ، فأخبرني أن فيها مضجعه.
ونلاحظ بان أول من بكى وأبكى صحابته على الحسين الشهيد،هو جده رسول الله حتى قبل استشهاده فكيف يلام من يبكيه بعد استشهاده .
. وكانت للشعائر نتائج واقعية جعلت من أتباعها قوة في التمسك بالعقيدة ومدارس للتزود بالغذاء المعنوي والتطبيقي وطريقا لإصلاح الإنسان دنيويا وأخرويا كما كان لها نتائج حركية وثورية فكانت تلهب قلوب الرافضين للظلم والممقتين للطغاة مما حدى بالطغاة ولمجرد اقتراب هذا الشهر اخذ الحيطة والحذر وتهتز عروشهم وتتزلزل الارض من تحتهم فراحوا يحاربونها بشتى الوسائل واقبح الاساليب وتاريخنا حافل بصوربشعة كثيرة لهذه الاساليب .بل وصل الحد لمنع الشعائر ومنها شعيرة الزيارة وذلك بفرضهم ضرائب و اتاواة بمبالغ طائلة من الأموال واكثر من ذلك وهو قطع الأطراف من الجسد مقابل الزيارة بل حتى القتل والقتل الجماعي ضريبة للزيارة فهذه الشعائر قد خلدت مع الذكرى ومن منعها خلد في مزبلة التاريخ فضلا عن خلوده في جهنم .
كما ونلاحظ ان هذه الشعائر تختلف من مكان لآخر ربما في بعض التفاصل وتتنوع بتنوع اللغة والثقافة على أرجاء المعمورة إلا أنها تشترك من حيث المضمون وتتحد في ذاتية الهدف وتشترك في الوقت فشهري محرم الحرام وصفر الخير تكون موسما لأحياء تلك الشعائر كذلك اننا كشيعة ومناصرين وكمحبين وموالين للحسين عليه السلام فان ديدنا بل ينبغي علينا أن نجعل من كل شعيرة نمارسها وسيلة تقربنا خطوة لرضوان الله تعالى وأن يكون القرب منه سبحانه هو من وراء قصدها وأن تسهم هذه الشعيرة في بناء الإنسان عقائديا وأخلاقياً وتوعية الناس وتوجيههم إلى حقيقة الثورة وغاياتها وحثهم على التمسك بها بل والسعي الحثيث للكون من انصارها بل وحتى قادتها كما يجب أن تنطلق هذه الثورة وتتقد شعلتها من داخل الإنسان اولا فعلى كل إنسان أن يثور على نفسه ويتمرد على سلطان شيطانه وينتفض على هواه مستعينا بالله ومقتديا برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وان يكون تابعا حقيقيا لاهل بيته وبذلك ستكون الثورة الحسينية قد حققت نتائجها وستأتي أوكلها كل حين جيل بعد جيل .
فلنجعل لكل تصرف مادي من أحياء الشعائر يقابله تقرب روحي ومعنوي لله سبحانه وتعالى لنجعل مع بكائنا على المصيبة وما الم بعترة ال محمد (ص) هو أننا لم نكن يومها حاضرين لبذل مهجنا وأجسادنا فداءً لأبي عبدالله ولنجعل بكائنا ايضا من الله سبحانه لانه ربما لم نكن نستحق أن نكون معهم وان نبكي طمعا لكي نكون معهم الآن وإلى الأبد .. ولنتوج سخائنا في بذل الأموال على حب اهل البيت ببذل المحبة للناس ونشر روح التآخي والإحسان للفقراء والمساكين وعلينا ان نستشعر الام اليتامى والثكالى والارامل كما استشعرناها مع واقعة الطف وان نعمل على ازالة هذه الالام على حب ال محمد (ص)على مدى السنة وليس فقط في هذا الشهر . أما اللطم على الصدور هذ الفعل الذي مهما كبر وعظم فانه يبقى يسيرا جدا امام ماقدموا ال محمد (ص)روحي لهم الفداء فلنجعل من تفكيرنا في لحظات وساعات اللطم محطات نستحضر تلك الواقعة ونمزجها مع واقعنا ونجعل لوم أنفسنا والندم على أفعالنا القبيحة والبراءة من ذنوبنا ومعاصينا وإخراج الهوى وحب الدنيا مع كل ضربة نضربها على صدورنا . أما التطبير فاننا اذ نضرب هاماتنا مواساة لعظم الخطب الذي الم بهم كذلك كما فاننا نمسك بسيوف العمل الصالح ونفلق بها هامات الشيطان و مع كل ضربة سلاسل على متوننا وظهورنا نتذكر لوعة السبايا وضربهن فنجعل هذا المنظر المقرح للقلوب امام اعيننا لكي تبقى الغيرة والمروءة مستنفرة دوما في وجداننا وكذلك كي تترسخ مظلوميتهم وتعيش معنا قلبا وقالبا ونمسك بتلك السلاسل لنكبل بها أبليس بدلاً من أن يكبلنا بحبائله ، وأما الركضة (ركضةطوريج) فان ركضنا للحسين (ع) هو نقطة الانطلاق للجنة فكيف لا وهو سيد شبابها وأما السير على ألأقدام في الأربعين فمعلوم ان الزيارة من إحدى علامات المؤمنين بحديث النبي (ص) والاجر على قدر المشقة لذلك فان مسيرنا للحسين ( عليه السلام ) هو سيرنا في طريق الله سبحانه بل هو كذلك .والشيء الاخر ان هذه الشعائر تجاوزت الحدود الجغرافية فنراها تقام في مشارق الارض ومغاربها واليوم لا نرى بقعة من بقاع الارض الا وتوجد للحسين (ع) راية ومنبر كما وان الشعائر ايضا قد تخطت الحواجز النفسية للانسان فنرى عزيز القوم يتشرف ان يكون خادما لخدام الحسين ونراه يتفاخر بان يقوم بغسل اقدام زوار الحسين(ع)بل حتى البعض منهم يقوم بسكب الماء المغسل به على نفسه تبركا به كما وان البذل المادي من الاموال من قبل المساهمين يجعل من سخائهم حدا يجعل من الاخرين يتصورورنه كانه مسرف ولربما الاموال التي تبذل في هذا الموسم من قبل الموالين يضاهي ما يبذل في موسم الحج . و نرى الجميع يسارع باحياء تلك الشعائر بحيث انه يكون هناك نفيرا عاما فالرجال والنساء الشيوخ والاطفال بل حتى المعاقين يشاركون باحيائها ويمارسون جل تفاصيلها بل وصل الحد في الشعائر انها قد قفزت الى الهاب مشاعر اتباع الملل الاخرى مما حدى بهم الى المشاركة باحياء تلك الشعائر ,لذلك فمهما عظمت تلك الشعائر ومهما اتسعت رقعة ادائها ومهما شمخت مآثرها الا انها تبقى اقل من لهفة من لهفات العطش للطفل الرضيع واقل من قطرة من قطرات ماء القربة التي حملها العباس وخرقوها ظلما بل لاتساوي شيئا امام قطرة من دم سيدي ومولاي ابي عبد الله الحسين (ع)ولاتساوي حرفا من حروف الصرخة التي اطلقها حين قال اما من معين يعيننا ..لذلك تبقى الشعائر الحسينية قبس من شعلة الثورة واما الثورة ومضامينها فلا باس ان ان نقول وبكل فخر اننا لسنا سوى اناس واقفون على ساحل بحرها العميق .
حسين الفيلي
كتابات - أحمد الاعرجي
تحيّر المفكرون والفلاسفة بل وحتى العلماء من بلوغ أفق معين وعجزوا من الوصول لحد محدود للإحاطة بنتائج الثورة الحسينية وأصابهم الذهول حينما تعمقوا بقراءة تجربتها حينما وجدوا إن مضامين هذه الثورة قد اخترقت عمق التاريخ طولا و تمددت على جغرافية الواقع عرضا .لا نبالغ اذا قلنا انها قد اختزلت الوجود كله بهذا اليوم ، وكذلك انها تضمنت خاصية التجدد التي تلكأ عقل كل لبيب من تفسيرها وقد رضخ الجميع أمام هذا الواقع حينما رأوا انفسهم انهم يقفون امام بحر متلاطم الامواج لذلك جعلوا من حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )( حسين وأنا من حسين ) متكأ يتكئون عليه كما أصابهم العجز وتحيروا ببلوغ الأسباب فضلا عن النتائج .
كما لا يخفى على كل ذي فكر حر ومنصف في طرح الواقع كما هو ولايحابي على حساب الحق هو الاعتراف بالعجز المقترن بالعز من احصاء نتائج هذه الثورة العملاقة او الاحاطة بطوفان كبريائها فقد تعددت نتائجها ومن تعددها تولدت أعداد أخر وكذلك قد تنوعت صورها ومن تنوعها استحدثت صور إلا أنها بقيت كلها ذو نبع واحد وهو الحسين (عليه السلام) .
وإحدى نتائج هذه النهضة الكربلائية وقبس من نورها المشع هي الشعائر الحسينية تلك الشعائر التي كانت أحد أسباب تجسيد الثورة واستحضارها وتخليدها تاريخيا وكذلك من فيوضاتها انها قد ثبتت الشد العاطفي وحركت المشاعر بالتفاعل الفطري مع تلك المأساة ناهيك عن النتيجة العظمى ألا وهي التمسك العقائدي وتقوية عراه والتشبث به لأنه هو السبب وهو النتيجة .
وكما إن هذه الثورة متجددة في طرح أفكارها فنتائجها أيضا متجددة والشعائر الحسينية انموذجا كما اننا نعلم ان اول من سن سنة البكاء على الحسين (ع) هو جده رسول الله (ص)مما روي : " دخل الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) و هو يوحى اليه ، فبرك عل ظهره و هو منكب و لعب على ظهره . فقال جبرئيل : يا محمد ، إن أمتك ستفتن بعدك و تقتل ابنك هذا من بعدك ، و مدَّ يده فأتاه بتربة بيضاء ، و قال : في هذه الأرض يقتل ابنك ـ اسمها الطف ـ . فلما ذهب جبرئيل خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الى أصحابه و التربة في يده ، و فيهم أبو بكر و عمر و علي و حذيفة و عمار و أبو ذر و هو يبكي .
فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فقال : أخبرني جبرئيل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف ، و جاءني بهذه التربة ، فأخبرني أن فيها مضجعه.
ونلاحظ بان أول من بكى وأبكى صحابته على الحسين الشهيد،هو جده رسول الله حتى قبل استشهاده فكيف يلام من يبكيه بعد استشهاده .
. وكانت للشعائر نتائج واقعية جعلت من أتباعها قوة في التمسك بالعقيدة ومدارس للتزود بالغذاء المعنوي والتطبيقي وطريقا لإصلاح الإنسان دنيويا وأخرويا كما كان لها نتائج حركية وثورية فكانت تلهب قلوب الرافضين للظلم والممقتين للطغاة مما حدى بالطغاة ولمجرد اقتراب هذا الشهر اخذ الحيطة والحذر وتهتز عروشهم وتتزلزل الارض من تحتهم فراحوا يحاربونها بشتى الوسائل واقبح الاساليب وتاريخنا حافل بصوربشعة كثيرة لهذه الاساليب .بل وصل الحد لمنع الشعائر ومنها شعيرة الزيارة وذلك بفرضهم ضرائب و اتاواة بمبالغ طائلة من الأموال واكثر من ذلك وهو قطع الأطراف من الجسد مقابل الزيارة بل حتى القتل والقتل الجماعي ضريبة للزيارة فهذه الشعائر قد خلدت مع الذكرى ومن منعها خلد في مزبلة التاريخ فضلا عن خلوده في جهنم .
كما ونلاحظ ان هذه الشعائر تختلف من مكان لآخر ربما في بعض التفاصل وتتنوع بتنوع اللغة والثقافة على أرجاء المعمورة إلا أنها تشترك من حيث المضمون وتتحد في ذاتية الهدف وتشترك في الوقت فشهري محرم الحرام وصفر الخير تكون موسما لأحياء تلك الشعائر كذلك اننا كشيعة ومناصرين وكمحبين وموالين للحسين عليه السلام فان ديدنا بل ينبغي علينا أن نجعل من كل شعيرة نمارسها وسيلة تقربنا خطوة لرضوان الله تعالى وأن يكون القرب منه سبحانه هو من وراء قصدها وأن تسهم هذه الشعيرة في بناء الإنسان عقائديا وأخلاقياً وتوعية الناس وتوجيههم إلى حقيقة الثورة وغاياتها وحثهم على التمسك بها بل والسعي الحثيث للكون من انصارها بل وحتى قادتها كما يجب أن تنطلق هذه الثورة وتتقد شعلتها من داخل الإنسان اولا فعلى كل إنسان أن يثور على نفسه ويتمرد على سلطان شيطانه وينتفض على هواه مستعينا بالله ومقتديا برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وان يكون تابعا حقيقيا لاهل بيته وبذلك ستكون الثورة الحسينية قد حققت نتائجها وستأتي أوكلها كل حين جيل بعد جيل .
فلنجعل لكل تصرف مادي من أحياء الشعائر يقابله تقرب روحي ومعنوي لله سبحانه وتعالى لنجعل مع بكائنا على المصيبة وما الم بعترة ال محمد (ص) هو أننا لم نكن يومها حاضرين لبذل مهجنا وأجسادنا فداءً لأبي عبدالله ولنجعل بكائنا ايضا من الله سبحانه لانه ربما لم نكن نستحق أن نكون معهم وان نبكي طمعا لكي نكون معهم الآن وإلى الأبد .. ولنتوج سخائنا في بذل الأموال على حب اهل البيت ببذل المحبة للناس ونشر روح التآخي والإحسان للفقراء والمساكين وعلينا ان نستشعر الام اليتامى والثكالى والارامل كما استشعرناها مع واقعة الطف وان نعمل على ازالة هذه الالام على حب ال محمد (ص)على مدى السنة وليس فقط في هذا الشهر . أما اللطم على الصدور هذ الفعل الذي مهما كبر وعظم فانه يبقى يسيرا جدا امام ماقدموا ال محمد (ص)روحي لهم الفداء فلنجعل من تفكيرنا في لحظات وساعات اللطم محطات نستحضر تلك الواقعة ونمزجها مع واقعنا ونجعل لوم أنفسنا والندم على أفعالنا القبيحة والبراءة من ذنوبنا ومعاصينا وإخراج الهوى وحب الدنيا مع كل ضربة نضربها على صدورنا . أما التطبير فاننا اذ نضرب هاماتنا مواساة لعظم الخطب الذي الم بهم كذلك كما فاننا نمسك بسيوف العمل الصالح ونفلق بها هامات الشيطان و مع كل ضربة سلاسل على متوننا وظهورنا نتذكر لوعة السبايا وضربهن فنجعل هذا المنظر المقرح للقلوب امام اعيننا لكي تبقى الغيرة والمروءة مستنفرة دوما في وجداننا وكذلك كي تترسخ مظلوميتهم وتعيش معنا قلبا وقالبا ونمسك بتلك السلاسل لنكبل بها أبليس بدلاً من أن يكبلنا بحبائله ، وأما الركضة (ركضةطوريج) فان ركضنا للحسين (ع) هو نقطة الانطلاق للجنة فكيف لا وهو سيد شبابها وأما السير على ألأقدام في الأربعين فمعلوم ان الزيارة من إحدى علامات المؤمنين بحديث النبي (ص) والاجر على قدر المشقة لذلك فان مسيرنا للحسين ( عليه السلام ) هو سيرنا في طريق الله سبحانه بل هو كذلك .والشيء الاخر ان هذه الشعائر تجاوزت الحدود الجغرافية فنراها تقام في مشارق الارض ومغاربها واليوم لا نرى بقعة من بقاع الارض الا وتوجد للحسين (ع) راية ومنبر كما وان الشعائر ايضا قد تخطت الحواجز النفسية للانسان فنرى عزيز القوم يتشرف ان يكون خادما لخدام الحسين ونراه يتفاخر بان يقوم بغسل اقدام زوار الحسين(ع)بل حتى البعض منهم يقوم بسكب الماء المغسل به على نفسه تبركا به كما وان البذل المادي من الاموال من قبل المساهمين يجعل من سخائهم حدا يجعل من الاخرين يتصورورنه كانه مسرف ولربما الاموال التي تبذل في هذا الموسم من قبل الموالين يضاهي ما يبذل في موسم الحج . و نرى الجميع يسارع باحياء تلك الشعائر بحيث انه يكون هناك نفيرا عاما فالرجال والنساء الشيوخ والاطفال بل حتى المعاقين يشاركون باحيائها ويمارسون جل تفاصيلها بل وصل الحد في الشعائر انها قد قفزت الى الهاب مشاعر اتباع الملل الاخرى مما حدى بهم الى المشاركة باحياء تلك الشعائر ,لذلك فمهما عظمت تلك الشعائر ومهما اتسعت رقعة ادائها ومهما شمخت مآثرها الا انها تبقى اقل من لهفة من لهفات العطش للطفل الرضيع واقل من قطرة من قطرات ماء القربة التي حملها العباس وخرقوها ظلما بل لاتساوي شيئا امام قطرة من دم سيدي ومولاي ابي عبد الله الحسين (ع)ولاتساوي حرفا من حروف الصرخة التي اطلقها حين قال اما من معين يعيننا ..لذلك تبقى الشعائر الحسينية قبس من شعلة الثورة واما الثورة ومضامينها فلا باس ان ان نقول وبكل فخر اننا لسنا سوى اناس واقفون على ساحل بحرها العميق .
حسين الفيلي