[flash][/flash][img][/img] رائحة ورقة تصلح للكتابة
1-
ارادت ام حسين أن تؤدب زوجها المرسى .. لم تجد افضل من تعليقه عاريا على حبل الغسيل بالشرفة .. قاصدة ان يراه الجيران ..يعرف القاصى منهم قبل الدانى ماجنته يداه..قالت امرأة من الجيران اركب الحذاء واتركه يهرول بى الى هناك ..اعرف من ام حسين ماجرى ..اعلقه على صدرى ليقرأه ويعرفه من لم يعرفه بعد من الاحباب
والاصحاب ..اعتلت حذاءها ومضت الى حيث ارادت .
رأى المرسى اعينا تتسلق الجدران المواجهة لبيته ..تبحث لها عن مواقع مميزة ترى منها ماتشاء ..قذف احداها بمشبك غسيل مجاور ..هوت العين تتدحرج على ارض الطريق
قالت المرأة وهى تعلق على وجهها مجموعة بسمات منتقاة لأم حسين:- اصابنى القلق عليك..ماالذى جرى؟
زعقت ام حسين :- طهقنى ..طول النهار يجرى فوق ورقة كراس ..يشعر بالملل يقفز فى قلب كتاب ..اقول له كفى..يرمينى بنظرة ضيق قائلا ..عدوة الابداع
مصمصت المرأة شفتيها وهى ترميها بنظرة اشفاق هائلة وتدير رأسها مغادرة: اعانك الله على ما ابتلاك
وتركتها مهرولة الى السلم الذى لفظها الى الطريق
..................................
2-
عاد الى الورقة من جديد ..انحدر مع سطر منها الى ادنى رغما عنه..انتبه ..حدقت عيناه غضبا من السطر المراوغ الذى زاغ عنه وحاول الصعود ثانية الى اعلى ..رأى سدودا تمتد امامه تعوق تحركه..ارتجف..مضى بينها يبحث عن مهرب..انسابت من فتحات رأسه شرائط ورقية رفيعة تحمل افكارا ومواضيع شتى ..مضت تتسلق الجدران ..تمسك بطرفها صاعدا حتى وقف على قمة سطر وعب من الهواء مايكفيه لتعويض مافقده فى رحله الصعود....انتبه للشرائط الورقية تتطاير الى انفه مع الهواء ..صرخ ..الافكار ستخنقنى .
...........................................
3-
من ثقب الباب رأى زوجته تنبثق وتتشكل امامه فى صورتها التى يعرفها صارخة ..عاوزين فلوس يامرسى .
اشار الى بنطاله على الجدار..حدجه البنطال مليا..اخرج جيوبه الخاوية هازئا وادار وجهه عنه..وجهت المرأة عينيها واسنانها نحوه..همس ..تصرفى الآن ..ودعينى لأفكارى.
انشبت اظفارها فيه ..رفعته من ياقة قميصه الى مروحة السقف ..ربطته فيها وادراتها بأقصى سرعتها..طارت الافكار عبر النافذة..بقى بدونها شاعرا انه بلا غطاء.
4-
قررت ام حسين تصعيد المواجهة مع المرسى ..قررت عدم السماح لأى ورقة بدخول بيتها..علا صوته ساخطا ..والكتابة؟ ..لم تبال به..هرول خارجا الى الطريق ..قائلا لنفسه سأكتب على اى صفحة متاحة ..ومضى باحثا بعينيه على ارض الطريق عن ورقة تصلح لمعانقة القلم..انتبهت اذناه لصوت خطوات مجاورة ..انصت جيدا ..دقق فى الانصات وهو يكاد يضج من الفرح ..الاقدام تكتب بخطواتهاحروفا..توقعها على الارض ..الحروف تتشكل جملا ..الجمل تتشابك لتصنع عبارات ..الاقدام تكتب ..العبارات تضج بالمشاعر..اكمل سيره متابعا خطوات اخرى ،فأخرى ..اسعده اكتشافه..صار قادرا على قراءة الخطوات..يحدد عن طريقها المشاعر ..عاد يعب من الهواء بقدر مايستطيع .
5-
حينما اتى الليل انسل من عقب الباب الى داخل شقته..احتمى بالظلمة ومضى داخلا ..فتح زجاجة الحبر وقذف بنفسه فيها ..اغترف منها مايكفيه وقفز خارجا..ارسل انفه بتشمم رائحة ورقة تصلح للكتابة..رأى واحدة اسفل مقعد قريب..قفز فوقها ..زغردت السطور ورقص الحبر سعيدا ،اما هو فنسى ام حسين وقرارها المتعسف ،ولم يعد يذكر لها وجود.
محمد عباس على
1-
ارادت ام حسين أن تؤدب زوجها المرسى .. لم تجد افضل من تعليقه عاريا على حبل الغسيل بالشرفة .. قاصدة ان يراه الجيران ..يعرف القاصى منهم قبل الدانى ماجنته يداه..قالت امرأة من الجيران اركب الحذاء واتركه يهرول بى الى هناك ..اعرف من ام حسين ماجرى ..اعلقه على صدرى ليقرأه ويعرفه من لم يعرفه بعد من الاحباب
والاصحاب ..اعتلت حذاءها ومضت الى حيث ارادت .
رأى المرسى اعينا تتسلق الجدران المواجهة لبيته ..تبحث لها عن مواقع مميزة ترى منها ماتشاء ..قذف احداها بمشبك غسيل مجاور ..هوت العين تتدحرج على ارض الطريق
قالت المرأة وهى تعلق على وجهها مجموعة بسمات منتقاة لأم حسين:- اصابنى القلق عليك..ماالذى جرى؟
زعقت ام حسين :- طهقنى ..طول النهار يجرى فوق ورقة كراس ..يشعر بالملل يقفز فى قلب كتاب ..اقول له كفى..يرمينى بنظرة ضيق قائلا ..عدوة الابداع
مصمصت المرأة شفتيها وهى ترميها بنظرة اشفاق هائلة وتدير رأسها مغادرة: اعانك الله على ما ابتلاك
وتركتها مهرولة الى السلم الذى لفظها الى الطريق
..................................
2-
عاد الى الورقة من جديد ..انحدر مع سطر منها الى ادنى رغما عنه..انتبه ..حدقت عيناه غضبا من السطر المراوغ الذى زاغ عنه وحاول الصعود ثانية الى اعلى ..رأى سدودا تمتد امامه تعوق تحركه..ارتجف..مضى بينها يبحث عن مهرب..انسابت من فتحات رأسه شرائط ورقية رفيعة تحمل افكارا ومواضيع شتى ..مضت تتسلق الجدران ..تمسك بطرفها صاعدا حتى وقف على قمة سطر وعب من الهواء مايكفيه لتعويض مافقده فى رحله الصعود....انتبه للشرائط الورقية تتطاير الى انفه مع الهواء ..صرخ ..الافكار ستخنقنى .
...........................................
3-
من ثقب الباب رأى زوجته تنبثق وتتشكل امامه فى صورتها التى يعرفها صارخة ..عاوزين فلوس يامرسى .
اشار الى بنطاله على الجدار..حدجه البنطال مليا..اخرج جيوبه الخاوية هازئا وادار وجهه عنه..وجهت المرأة عينيها واسنانها نحوه..همس ..تصرفى الآن ..ودعينى لأفكارى.
انشبت اظفارها فيه ..رفعته من ياقة قميصه الى مروحة السقف ..ربطته فيها وادراتها بأقصى سرعتها..طارت الافكار عبر النافذة..بقى بدونها شاعرا انه بلا غطاء.
4-
قررت ام حسين تصعيد المواجهة مع المرسى ..قررت عدم السماح لأى ورقة بدخول بيتها..علا صوته ساخطا ..والكتابة؟ ..لم تبال به..هرول خارجا الى الطريق ..قائلا لنفسه سأكتب على اى صفحة متاحة ..ومضى باحثا بعينيه على ارض الطريق عن ورقة تصلح لمعانقة القلم..انتبهت اذناه لصوت خطوات مجاورة ..انصت جيدا ..دقق فى الانصات وهو يكاد يضج من الفرح ..الاقدام تكتب بخطواتهاحروفا..توقعها على الارض ..الحروف تتشكل جملا ..الجمل تتشابك لتصنع عبارات ..الاقدام تكتب ..العبارات تضج بالمشاعر..اكمل سيره متابعا خطوات اخرى ،فأخرى ..اسعده اكتشافه..صار قادرا على قراءة الخطوات..يحدد عن طريقها المشاعر ..عاد يعب من الهواء بقدر مايستطيع .
5-
حينما اتى الليل انسل من عقب الباب الى داخل شقته..احتمى بالظلمة ومضى داخلا ..فتح زجاجة الحبر وقذف بنفسه فيها ..اغترف منها مايكفيه وقفز خارجا..ارسل انفه بتشمم رائحة ورقة تصلح للكتابة..رأى واحدة اسفل مقعد قريب..قفز فوقها ..زغردت السطور ورقص الحبر سعيدا ،اما هو فنسى ام حسين وقرارها المتعسف ،ولم يعد يذكر لها وجود.
محمد عباس على