الرهينة البريطاني بيتر مور: "كل ما أريده الآن هو البكاء"
آخر تحديث: الخميس, 31 ديسمبر/ كانون الأول, 2009, 04:16 GMT
"طلب مور تناول اكلة بريطانية قبل ان يكلم اهله بالهاتف"
افردت الصحف البريطانية مساحات واسعة لاطلاق سراح الرهينة البريطاني بيتر مور وعودته الى بلده من العراق. ومن جملة ما كتب في الموضوع ما جاء في صحيفة الاندبندنت، حيث قالت ان اختطاف مور كان مدروسا لتامين اطلاق سراح القيادي المتشدد قيس الخزعلي الذي كان الامريكيون يابون الافراج عنه.
ويقول كاتب المقال باتريك كوكبرن ان "الملحمة امتدت لفترة طويلة لان الاميركيين كانوا يكرهون فكرة الافراج عن الزعيم الشيعي المتشدد، فهم يتهموه بالهجوم على قاعدتهم في كربلاء عام 2007 الذي قتل فيه خمسة جنود امريكيين."
ويقول كوكبرن ان اختطاف مور واربعة من حراس الامن البريطانيين "يختلف عن معظم عمليات الخطف في العراق، ولو انها تحصى بالالاف، لان معظمها كان من اجل المال او لعرض وجهة نظر سياسية، لكن خطف مور في وزارة المالية العراقية في بغداد كانت مدروسة بحيث تستخدم كورقة سياسية من اجل اطلاق سراح زعماء حركة عصائب اهل الحق الشيعية المدعومة من ايران.
ويتساءل الكاتب لم قتل الخاطفون ثلاثة او اربعة من رجال الامن البريطانيين الذين كانوا يرافقون مور، ليجيب بان الاندبندنت علمت من زعماء من التيار الصدري في بغداد ان ذلك كان ردا على ما تردد الى مسامع الخاطفين، بان رفاقهم في الاسر تعرضوا للتعذيب مما ادى الى مقتل احدهم. ولو انهم قتلوا البريطانيين انتقاما، الا انهم عاملوا مور بطريقة مختلفة."
وتعنون الاندبندنت مقالها: "كل ما اريده الان هو البكاء". وهي الكلمات الاولى التي نطق بها مور ساعة وصوله الى مقر السفارة البريطانية في بغداد بعدما امضى واحدا وثلاثين شهرا في قبضة الخاطفين. وطلب مور بعد ذلك تناول اكلة بريطانية قبل ان يكلم اهله بالهاتف.
وتقول الصحيفة انها علمت ان مور اخبر سفارة بلاده بانه وضع رهن الحجز الانفرادي بعيدا عن حراسه الاربعة وانه علم بمقتل ثلاثة منهم في وقت لاحق وظل شبح الخوف يطارده منذ ذلك الوقت خصوصا عندما نودي عليه وهو معصوب العينين لتسليمه لسفارة بلاده.
واعتبرت الحكومة البريطانية ان الافراج عن بيتر مور ثمرة لسياسة المصالحة الوطنية التي تنتهجها الحكومة العراقية. وتضيف الصحيفة ان الافراج عنه كان مقررا ان يتم في عيد الاضحى، الا ان الخاطفين اوقفوا المفاوضات بسبب ما اسموه تاخر القوات الامريكية في الافراج عن قيس الخزعلي.
في نفس الموضوع، تكشف الغارديان عن معلومات تحصلت عليها تفيد بان من نفذ عملية الاختطاف التي تعرض لها بيتر مور وحراسه هو الحرس الثوري الايراني.
وتقول الصحيفة نقلا عن مصادر قالت انها موثوقة في كل من العراق وايران، ان الرهائن نقلوا الى ايران بعد يوم واحد من اختطافهم ووضعوا في سجون تشرف عليها وحدة القدس التابعة للحرس الثوري، وهي الوحدة المكلفة بالعمليات الخارجية.
وحسب الغارديان، فان الخاطفين اقدموا على قتل الحراس الثلاثة بعد ان رفضت الخارجية البريطانية اخذ مطالب الفدية التي تقدموا بها على محمل الجد.
وتضيف الغارديان ان استهداف مور كان بسبب تخصصه في تقنيات الكمبيوتر حيث كان بصدد وضع نظام الكتروني يرصد كيفية تحويل اموال طائلة من المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي للعراق الى ميليشيات تابعة لايران في العراق.
وفي التايمز مقال بعنوان "اوباما يفكر في توجيه ضربات عسكرية انتقامية بعد محاولة تفجير الطائرة الامريكية".
وحسب كاتب المقال جيل ويتل مراسل الصحيفة في واشنطن، فان البنتاجون شرع في وضع خطط عاجلة للتعاون العسكري مع اليمن بما في ذلك شن هجمات انتقامية ضد اهداف لتنظيم القاعدة بحيث تنجح تلك الخطط في شل تحركات المتشددين دون اثارة غضب الشارع العربي.
وتمضي التايمز قائلة ان الولايات المتحدة لم تعترف ابدا بشكل علني بزيادة حضورها العسكري في اليمن والمناطق المجاورة الا بدءا من العام الماضي.
وتنقل الصحيفة عن بعض المصادر قولها ان الضربات التي وجهتها القوات الحكومية اليمنية لمواقع القاعدة لم تكن ممكنة دون مساعدة امريكية من ناحية الخبرة والعتاد العسكري، وهو ما يعني ان الضربات المقبلة قد تشمل الصواريخ الامريكية من دون طيار والصواريخ الموجهة والطائرات المقاتلة.
وتختم الصحيفة بالقول ان مساعدي الرئيس اوباما الذي ما زال يقضي اجازته الشتوية في هاواي يعلمون ان اصراره على الجمع ما بين ادارة هذه الازمة والاستجمام بممارسة رياضاته المفضلة هناك ضربة كارثية لصورة الرئيس.
وفي شان مرتبط، تعرض الديلي تلغراف للنقاش الدائر في بريطانيا حول استخدام اجهزة المسح الضوئي التي اعلنت كل من نيجيريا وهولندا العزم في تزويد مطاراتها بها في الاسابيع القليلة المقبلة.
وتقول ان الحكومة تعرضت لانتقادات شديدة بسبب ترددها حتى الان في استخدام هذه الاجهزة في المطارات البريطانية واعتبر المنتقدون ان هذا التردد يضع حياة البريطانيين في خطر.
وتقول التلغراف انها علمت من مصادرها ان هناك اربعة اجهزة من هذا النوع في مطار هيثرو لكن يمنع على الموظفين استخدامها.
وتقول الحكومة البريطانية انه ليس بامكانها الشروع في استخدام هذه الاجهزة التي تبلغ كلفة الواحد منها مائة الف جنيه استرليني قبل الحصول على ترخيص من الاتحاد الاوروبي الذي سيعقد اجتماعا في هذا الشان الاسبوع المقبل، الا ان المعارضين يقولون ان المسالة سيادية ولا تحتاج الى ترخيص اوروبي.
اما الحكومة فتعتبر القرار الذي اتخذته كل من نيجيريا وهولندا بهذا الخصوص مجرد محاولة للتستر على مكامن الخلل في التدابير الامنية بمطاراتهما.
وفي مقال بعنوان "ومضة نادرة من الديموقراطية"، تصف الفاينانشل تايمز كيف ان عددا من سكان ابو ظبي تدفق نحو مدخل قصر المؤتمرات ملفوفين في اعلام دولة الامارات لتذوق طعم الديمقراطية النادر في امارهم.
"وبينما ردد البعض شعارات تنادي بتقوية اقتصاد ابو ظبي، وزع البعض الاخر مطبوعات بينما ردد المرشحون وعودهم الانتخبية." ويوضح الكاتب ان الامر هنا لا يتعلق بالانتخابات البرلمانية التي لا تزال نادرة ورمزية في المنطقة، على حد قول الصحيفة، بل يسعى المرشحون لكسب عضوية مجلس ادارة غرفة ابو ظبي للتجارة والصناعة.
وتذكر الفاينانشل تايمز بانه رغم كون الامارات لديها هيئة تشريعية منتخبة، وهو المجلس الوطني الاتحادي، فان نصف اعضائه يختارون من قبل شيوخ البلاد، والباقون، كما في عام 2006، تنتخبهم اقلية من المواطنين، كانوا بدورهم معينين من طرف الحكام.
وتمضي الصحيفة الى القول ان التزايد السريع لسكان البلاد في العقود الاخيرة يمارس ضغطا على النظام التقليدي، مما جعل بعض المعلقين الاماراتيين يطالبون الحكومة بدعم دور التمثيل الشعبي في سياسات البلاد، وذلك لاستباق اية مطالب اكثر الحاحا بالمشاركة في تنظيم الحكم.
وفي صفحة الراي والتحليل، تنشر الغارديان مقالا بعنوان: "مع تزايد التهديدات وتشتت القوى، العقد الجديد في امس الحاجة الى المثالية الواقعية"، يقول كاتبه تيموثي غارتون اش ان خطر التطرف الاسلامي كبير وحقيقي، ويتطلب صراعا طويلا لتقليصه الى حد يمكن تحمله، مع قدر من المهارة اكبر مما كان عليه في السنين العشر الاخيرة.
لكن مشكلة العقد الجديد، يقول الكاتب، ان هناك عددا من الاخطار الاخرى التي لا تقل خطورة، والتي تهدد الحريات ونمط الحياة الذي ينعم به الكثيرون. فبريطانيا مثلا تتهددها اخطار مصدرها دول اخرى، ولا يمكن مواجهتها الا بالتعاون الدولي. وينطبق ذلك على الازمة الاقتصادية والجريمة المنظمة والهجرة والتغير المناخي والاوبئة وغيرها.
وفي راي غارتون اش، فان "الحاجة الى التعاون والتنسيق الدوليين اكبر مما كانت عليه في اي وقت مضى، لكنها اصبحت صعبة المنال في مجالات كثيرة مهمة. فمن اهم اسباب هذه لصعوبة كون السلطة تنتشر افقيا وعموديا، فرغم الامر يتعلق هنا بالبلدان والتعاون الدولي، فان سلطة الحكومات تضعفها سطوة الشركات متعددة الجنسيات والمصارف والاسواق ووسائل الاعلام والمنظمات غير الحكومية، اضافة الى تزايد سلطة المدن والاقاليم الواقعة تحتها في هرم السلطة، والمنظمات الدولية التي تعلوها،" وهذا ما يقصد الكاتب بالانتشار العمودي للسلطة.
اما عن الانتشار الافقي، فيقصد به الانتقال الافقي للسلطة، اي من الغرب والشمال الى الشرق والجنوب، مع ظهور قوى جديدة تنافس الولايات المتحدة واوروبا وروسيا. ويتناول الكاتب مثال الصين الذي يعتبره الاكثر اهمية، لكنه ايضا يذكر الهند والبرازيل وجنوب افريقيا، وغيرها.
http://www.bbc.co.uk/arabic/inthepress/2009/12/091230_az_press_tc2.shtml