بعد منع بناء المآذن في سويسرا
نحو توقيع اتفاقية جنيف لحظر انتشار المآذن " العابرة للقارات " في أوروبا !!
في بلد الديمقراطية و الحرية سويسرا أقيم استفتاء شعبي يتصل ببناء المآذن بالمساجد الإسلامية ، و كانت النتائج أن أغلبية السويسريين أيدت مبدأ منع بنائها ، و بطبيعة الحال و إيمانا بالديمقراطية و الحرية و مرادفاتهما و مشتقاتهما ينبغي أن تــُـحترم رغبة السويسريين الذين تضايقوا من وجود المآذن و أصبحت تمثل بالنسبة إليهم مسألة حياة أو موت تمنع عنهم الأوكسجين و تصيبهم بغازات سامة ، و اندثرت كل الأخطار التي من الممكن أن تهددهم و لم يبق إلا خطر المآذن جاثما على صدورهم ، و لذلك قرروا بكل شجاعة و حرية و مسؤولية أن يتخلصوا منه بشكل يبدو في الظاهر حضاريا و لكنه ينطوي في الحقيقة على معاداة بينة و أكيدة للإسلام و ينطوي على جهل أو رغبة في تجاهل قيم هذا الدين و تعاليمه ....
إن المؤسف في كل هذا أن الإسلام يتعرض في أوروبا إلى هجمة شرسة و مفضوحة بدعوى الحرية و الديمقراطية، فهل عرض الاستفتاء الخاص بالمآذن على الشعب السويسري كان بريئا لا تشوبه شائبة ؟؟!! و هل تعدّ المآذن من أسلحة الدمار الشامل فينبغي لأجل ذلك منع إنشائها و انتشارها ؟؟!! و هل ظن السويسريون حكومة و شعبا أن تلك المآذن هي بمثابة الصواريخ العابرة للقارات ذات الرؤوس النووية تهدد أمن سويسرا و أمن أوروبا و بقية دول العالم ؟؟!! و ماذا لو أن هذه المآذن كانت لليهود فهل ستجرؤ الديمقراطية و الحرية السويسرية على التفكير مجرد التفكير في منع بناء تلك المآذن ؟؟!! أ و لن تكون تهمة معاداة السامية جاهزة كأحسن ما يكون لتوجه إلى السويسريين و لتنقض عليهم بكل شراسة حتى يراجعوا قرارهم ؟؟!! و ماذا لو أن عدة دول إسلامية بادرت إلى إقرار منع بناء الكنائس و دور العبادة التي تتصل بالأديان الأخرى عامة و منع الموجودة على أراضيها من أداء وظيفتها و القيام بطقوسها الخاصة ؟؟!! ألن ينتفض الغرب و يعتبر أن مثل تلك الإجراءات منافية للحرية عامة و الحرية الدينية خاصة و اعتداء عليها و سيهدد بإقرار مختلف العقوبات و بالويل و الثبور بل سينتقل مباشرة إلى التنفيذ ؟؟!! ثم ألا تكون هذه السابقة السويسرية مقدمة أو مؤشرا لمنع بناء المساجد من أصله مستقبلا في سويسرا خاصة و أوروبا عامة و لمزيد التضييق على المسلمين و لمزيد وضع العراقيل أمامهم حتى يبتعدوا عن دينهم؟؟!! أ و لا يشجع مثل هذا القرار السويسري المعادين للإسلام حتى يستمروا في معاداتهم و في إساءاتهم لهذا الدين المظلوم من قبل أعدائه و أتباعه على حد السواء ؟؟!!
المشكلة أن البادرة السويسرية لم تكن معزولة و لم تأت صدفة و إنما كانت في سياق هجمة شرسة يتعرض إليها الإسلام في أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات و في سياق حملات تشويه متكررة طالته مع سبق الإضمار و الترصد ، و قد تجلت في أشكال و أساليب مختلفة مثل الأشرطة السينمائية التي تنتجها هوليود و الكتب التي يؤلفها مفكرون و مؤرخون يعادون الإسلام و المقالات و التصريحات الصحافية و البرامج التلفزيونية و الإعلانات و البطاقات البريدية و زلات اللسان المقصودة و غير المقصودة. و من حملات التشويه تلك ما هو موجّه إلى الإسلام عامة و منها ما كان موجها إلى الرسول محمد عليه الصلاة و السلام و منها ما تهجّم على القرآن الكريم و ما عبث به ككتاب(ما وقع من تدنيس للمصاحف في العراق و معتقل غوانتنامو من قبل القوات الأمريكية ) و ما سخر منه كآيات كريمة و تعاليم سمحة و منها ما طال المساجد و المراكز الإسلامية في أوروبا و أمريكا من اعتداءات عنصرية. و آخر تلك الحملات ـ و طبعا لن تكون الأخيرة ـ ما يقوم به النائب الهولندي المتطرف وزعيم حزب الحرية اليميني غيرت فيلدرز من إساءة واضحة إلى الإسلام و رموزه بكل إصرار و تحدّ ...
و الحق أن حملات التشويه المتكررة على الإسلام تلك ـ و خاصة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبرـ كانت بدرجة أولى بسبب تهاون المسلمين في الدفاع عن دينهم الحنيف والسكوت عن كل تلك الحملات على الرغم من سعي بعض المنظمات الإسلامية في أوروبا و أمريكا إلى الدفاع عن هذا الدين، و لكن تلك المحاولات غير ذات جدوى و فائدة بما أن الهجمة التي يتعرض لها الإسلام شرسة جدا و أقوى مما نتصوره مثلما أكدنا ذلك آنفا و يتطلب الأمر وقفة حازمة جدا من قبل جميع الحكومات و المنظمات المحلية و الشعوب الإسلامية و بما أن تلك المحاولات لم تكن منظمة بالكيفية المطلوبة ولا تخضع لاستراتيجية واضحة وبما أن تلك الهيئات تفتقر إلى الإمكانيات اللازمة و دعم الدول الإسلامية لها. ثم لا ننسى طبعا أن الجمعيات و المنظمات و المراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا تخضع إلى مراقبة مشددة و محاصرة مستمرة و لصيقة لمنعها من الحصول على الدعم المالي اللازم بدعوى مكافحة الإرهاب و التضييق على الإرهابيين ....
و إنّ الواجب يقتضي أن تتحرك الدول الإسلامية للدفاع عن ديننا الحنيف و رموزه و مقدساته وحمايته من حملات التشويه التي صارت في السنوات الأخيرة أكثر شراسة و عدائية و إساءة " جهارا نهارا". و في هذا السياق أقترح إنشاء مرصد إسلامي عالمي للتصدي لكل من تسول له نفسه الإساءة إلى الإسلام و لكشف كل الحملات التي تستهدفه و التشهير بها و منعها و الرد عليها و تقديم الصورة الحقيقية لهذا الدين الحنيف. فماذا سيبقى لنا نحن المسلمين إذا لم ندافع عن هذا الإسلام و هو عرضة للإهانة و الإساءة و التشويه ؟! ومتى سنتحرك بقوة ونجاعة إذا لم نتحرك الآن ولم ننخرط في حملات مضادة ومنظمة لتقديم صورة مشرقة و وضاءة عن الإسلام عامة و عن القرآن الكريم و بيوت الله خاصة؟! و لماذا تُهدر أموال المسلمين و ثرواتهم في ما لا يعني ، في الملاهي و المراقص و في" الفخفخة الفارغة " و "العنطزة الكذابة " و لا تُرصد نسبة من تلك الأموال للدفاع عن الإسلام ؟! أ و لا يكفي المسلمين ما تعرضوا له من استنفاد لخيراتهم حتى يقع التهجم على دينهم و هويتهم ؟! و هل ننتظر من أعدائنا حتى ينصفوا الإسلام و المسلمين ؟! و الله إن أمرنا لغريب و عجيب !! كل الأمم تدافع عن أديانها بشراسة و عزم و إصرار إلا نحن المسلمين رضينا لأنفسنا الذل و المهانة و رضينا لديننا " البهذلة" و نحن نتفرج كأن الأمر لا يعنينا، كأن الأمر يهم أمة أخرى من المريخ أو من أي كوكب آخر. بينما نرى اليهود يدافعون عن ديانتهم و جنسهم و وجودهم بكل ما أوتوا من قوة و سلطة و ينفقون من أجل ذلك الأموال الطائلة .
كما لا بد من أن نشير إلى أن هناك " جهات" إسلامية عُرفت بتشددها و تطرفها أسهمت بصورة فعالة في الإساءة إلى الإسلام عبر ما اقترفته من أعمال كانت تعتقد أنها لصالح الإسلام و المسلمين و عبر ما صرحت به من أقوال ترى أنها دعم لهذا الدين المهضوم حقه و نصرة له بينما هو في الأصل مساهمة في تشويه صورة الإسلام .
و إذا كان المعنيون بهذا الدين الحنيف لم يقفوا وقفة الرجل الواحد لدعمه و حمايته فماذا ننتظر من أعدائه؟ فلننظر إلى أوروبا و أمريكا كيف يتعاملان مع الدين الإسلامي؟! فكل ما يُحاك حوله من مؤامرات و كل ما يُقاد ضده من حملات الإساءة تضعه الحكومات الغربية في إطار حرية الرأي وبالتالي لا يمكن أن تتدخل لمنعه وذلك إيمانا منها بمبادئ الديمقراطية و حرية التعبير . أما إذا تعلق الأمر باليهود و اليهودية ـ حتى و إن كان النقد متصلا بأعمال إجرامية اقترفها أشخاص معينون ـ فالمسألة تختلف جذريا. فيكفي لأحد في الغرب أن ينتقد إسرائيل أو أن ينتقد أحد مسؤوليها أو أن يشكك في أمر يتصل باليهود و بتاريخهم فستطاله السهام وسيُعاقب بتهمة معاداة السامية. و هنا لا بد أن نستحضر حادثة تشكيك الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في صحة حكاية المحرقة التي تعرض لها اليهود على أيدي النازيين ( وهذا مجرد رأي قابل للنقاش يتنزل في إطار حرية الرأي و التعبير التي يؤمنون بها إيمان العجائز) فقامت القيامة في أوروبا و أمريكا و لم تقعد و وقع تناسي في لحظة من اللحظات مسألة الديمقراطية و حق حرية الرأي و التعبير و كأن هذه الديمقراطية و هذه الحرية لا تحترمان إلا إذا اتصل الأمر بالدين الإسلامي ، بينما يُهان الإسلام ( المتهم دوما بالإرهاب ) يوميا في أوروبا و أمريكا و لا أحد يندد بما يتعرض له هذا الدين أو يستنكره، وبعد ذلك يحدثوننا في الغرب عن حوار الحضارات و الأديان ، فهل بمثل تلك القرارات ( حظر إنشاء المآذن ) و بمثل تلك المواقف ( إبداء العداوة للإسلام و تشويهه و الإساءة إليه ) يمكن أن نضمن وجود حوار الحضارات ؟؟!! و بعد ذلك يـُطلب من المسلمين أن يكونوا متسامحين ، فأيّ تسامح و أعداء الإسلام يتزايدون و يتكاثرون يوما بعد يوم فيكشرون عن أنيابهم و يعلنون عن حقدهم الأسود عليه دون خشية أحد ؟؟!! ألا يعتقد الغرب أن بمثل تلك الممارسات ضد الإسلام تتوفر الفرصة للمتشددين حتى يروجوا لأفكارهم و حتى يجدوا من يستمع إليهم و يؤمن بهم و بما يقولونه و بما يؤمنون به ؟؟!!
ـ ياسين الوسلاتي ـ
weslati.yassine@yahoo.fr
نحو توقيع اتفاقية جنيف لحظر انتشار المآذن " العابرة للقارات " في أوروبا !!
في بلد الديمقراطية و الحرية سويسرا أقيم استفتاء شعبي يتصل ببناء المآذن بالمساجد الإسلامية ، و كانت النتائج أن أغلبية السويسريين أيدت مبدأ منع بنائها ، و بطبيعة الحال و إيمانا بالديمقراطية و الحرية و مرادفاتهما و مشتقاتهما ينبغي أن تــُـحترم رغبة السويسريين الذين تضايقوا من وجود المآذن و أصبحت تمثل بالنسبة إليهم مسألة حياة أو موت تمنع عنهم الأوكسجين و تصيبهم بغازات سامة ، و اندثرت كل الأخطار التي من الممكن أن تهددهم و لم يبق إلا خطر المآذن جاثما على صدورهم ، و لذلك قرروا بكل شجاعة و حرية و مسؤولية أن يتخلصوا منه بشكل يبدو في الظاهر حضاريا و لكنه ينطوي في الحقيقة على معاداة بينة و أكيدة للإسلام و ينطوي على جهل أو رغبة في تجاهل قيم هذا الدين و تعاليمه ....
إن المؤسف في كل هذا أن الإسلام يتعرض في أوروبا إلى هجمة شرسة و مفضوحة بدعوى الحرية و الديمقراطية، فهل عرض الاستفتاء الخاص بالمآذن على الشعب السويسري كان بريئا لا تشوبه شائبة ؟؟!! و هل تعدّ المآذن من أسلحة الدمار الشامل فينبغي لأجل ذلك منع إنشائها و انتشارها ؟؟!! و هل ظن السويسريون حكومة و شعبا أن تلك المآذن هي بمثابة الصواريخ العابرة للقارات ذات الرؤوس النووية تهدد أمن سويسرا و أمن أوروبا و بقية دول العالم ؟؟!! و ماذا لو أن هذه المآذن كانت لليهود فهل ستجرؤ الديمقراطية و الحرية السويسرية على التفكير مجرد التفكير في منع بناء تلك المآذن ؟؟!! أ و لن تكون تهمة معاداة السامية جاهزة كأحسن ما يكون لتوجه إلى السويسريين و لتنقض عليهم بكل شراسة حتى يراجعوا قرارهم ؟؟!! و ماذا لو أن عدة دول إسلامية بادرت إلى إقرار منع بناء الكنائس و دور العبادة التي تتصل بالأديان الأخرى عامة و منع الموجودة على أراضيها من أداء وظيفتها و القيام بطقوسها الخاصة ؟؟!! ألن ينتفض الغرب و يعتبر أن مثل تلك الإجراءات منافية للحرية عامة و الحرية الدينية خاصة و اعتداء عليها و سيهدد بإقرار مختلف العقوبات و بالويل و الثبور بل سينتقل مباشرة إلى التنفيذ ؟؟!! ثم ألا تكون هذه السابقة السويسرية مقدمة أو مؤشرا لمنع بناء المساجد من أصله مستقبلا في سويسرا خاصة و أوروبا عامة و لمزيد التضييق على المسلمين و لمزيد وضع العراقيل أمامهم حتى يبتعدوا عن دينهم؟؟!! أ و لا يشجع مثل هذا القرار السويسري المعادين للإسلام حتى يستمروا في معاداتهم و في إساءاتهم لهذا الدين المظلوم من قبل أعدائه و أتباعه على حد السواء ؟؟!!
المشكلة أن البادرة السويسرية لم تكن معزولة و لم تأت صدفة و إنما كانت في سياق هجمة شرسة يتعرض إليها الإسلام في أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات و في سياق حملات تشويه متكررة طالته مع سبق الإضمار و الترصد ، و قد تجلت في أشكال و أساليب مختلفة مثل الأشرطة السينمائية التي تنتجها هوليود و الكتب التي يؤلفها مفكرون و مؤرخون يعادون الإسلام و المقالات و التصريحات الصحافية و البرامج التلفزيونية و الإعلانات و البطاقات البريدية و زلات اللسان المقصودة و غير المقصودة. و من حملات التشويه تلك ما هو موجّه إلى الإسلام عامة و منها ما كان موجها إلى الرسول محمد عليه الصلاة و السلام و منها ما تهجّم على القرآن الكريم و ما عبث به ككتاب(ما وقع من تدنيس للمصاحف في العراق و معتقل غوانتنامو من قبل القوات الأمريكية ) و ما سخر منه كآيات كريمة و تعاليم سمحة و منها ما طال المساجد و المراكز الإسلامية في أوروبا و أمريكا من اعتداءات عنصرية. و آخر تلك الحملات ـ و طبعا لن تكون الأخيرة ـ ما يقوم به النائب الهولندي المتطرف وزعيم حزب الحرية اليميني غيرت فيلدرز من إساءة واضحة إلى الإسلام و رموزه بكل إصرار و تحدّ ...
و الحق أن حملات التشويه المتكررة على الإسلام تلك ـ و خاصة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبرـ كانت بدرجة أولى بسبب تهاون المسلمين في الدفاع عن دينهم الحنيف والسكوت عن كل تلك الحملات على الرغم من سعي بعض المنظمات الإسلامية في أوروبا و أمريكا إلى الدفاع عن هذا الدين، و لكن تلك المحاولات غير ذات جدوى و فائدة بما أن الهجمة التي يتعرض لها الإسلام شرسة جدا و أقوى مما نتصوره مثلما أكدنا ذلك آنفا و يتطلب الأمر وقفة حازمة جدا من قبل جميع الحكومات و المنظمات المحلية و الشعوب الإسلامية و بما أن تلك المحاولات لم تكن منظمة بالكيفية المطلوبة ولا تخضع لاستراتيجية واضحة وبما أن تلك الهيئات تفتقر إلى الإمكانيات اللازمة و دعم الدول الإسلامية لها. ثم لا ننسى طبعا أن الجمعيات و المنظمات و المراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا تخضع إلى مراقبة مشددة و محاصرة مستمرة و لصيقة لمنعها من الحصول على الدعم المالي اللازم بدعوى مكافحة الإرهاب و التضييق على الإرهابيين ....
و إنّ الواجب يقتضي أن تتحرك الدول الإسلامية للدفاع عن ديننا الحنيف و رموزه و مقدساته وحمايته من حملات التشويه التي صارت في السنوات الأخيرة أكثر شراسة و عدائية و إساءة " جهارا نهارا". و في هذا السياق أقترح إنشاء مرصد إسلامي عالمي للتصدي لكل من تسول له نفسه الإساءة إلى الإسلام و لكشف كل الحملات التي تستهدفه و التشهير بها و منعها و الرد عليها و تقديم الصورة الحقيقية لهذا الدين الحنيف. فماذا سيبقى لنا نحن المسلمين إذا لم ندافع عن هذا الإسلام و هو عرضة للإهانة و الإساءة و التشويه ؟! ومتى سنتحرك بقوة ونجاعة إذا لم نتحرك الآن ولم ننخرط في حملات مضادة ومنظمة لتقديم صورة مشرقة و وضاءة عن الإسلام عامة و عن القرآن الكريم و بيوت الله خاصة؟! و لماذا تُهدر أموال المسلمين و ثرواتهم في ما لا يعني ، في الملاهي و المراقص و في" الفخفخة الفارغة " و "العنطزة الكذابة " و لا تُرصد نسبة من تلك الأموال للدفاع عن الإسلام ؟! أ و لا يكفي المسلمين ما تعرضوا له من استنفاد لخيراتهم حتى يقع التهجم على دينهم و هويتهم ؟! و هل ننتظر من أعدائنا حتى ينصفوا الإسلام و المسلمين ؟! و الله إن أمرنا لغريب و عجيب !! كل الأمم تدافع عن أديانها بشراسة و عزم و إصرار إلا نحن المسلمين رضينا لأنفسنا الذل و المهانة و رضينا لديننا " البهذلة" و نحن نتفرج كأن الأمر لا يعنينا، كأن الأمر يهم أمة أخرى من المريخ أو من أي كوكب آخر. بينما نرى اليهود يدافعون عن ديانتهم و جنسهم و وجودهم بكل ما أوتوا من قوة و سلطة و ينفقون من أجل ذلك الأموال الطائلة .
كما لا بد من أن نشير إلى أن هناك " جهات" إسلامية عُرفت بتشددها و تطرفها أسهمت بصورة فعالة في الإساءة إلى الإسلام عبر ما اقترفته من أعمال كانت تعتقد أنها لصالح الإسلام و المسلمين و عبر ما صرحت به من أقوال ترى أنها دعم لهذا الدين المهضوم حقه و نصرة له بينما هو في الأصل مساهمة في تشويه صورة الإسلام .
و إذا كان المعنيون بهذا الدين الحنيف لم يقفوا وقفة الرجل الواحد لدعمه و حمايته فماذا ننتظر من أعدائه؟ فلننظر إلى أوروبا و أمريكا كيف يتعاملان مع الدين الإسلامي؟! فكل ما يُحاك حوله من مؤامرات و كل ما يُقاد ضده من حملات الإساءة تضعه الحكومات الغربية في إطار حرية الرأي وبالتالي لا يمكن أن تتدخل لمنعه وذلك إيمانا منها بمبادئ الديمقراطية و حرية التعبير . أما إذا تعلق الأمر باليهود و اليهودية ـ حتى و إن كان النقد متصلا بأعمال إجرامية اقترفها أشخاص معينون ـ فالمسألة تختلف جذريا. فيكفي لأحد في الغرب أن ينتقد إسرائيل أو أن ينتقد أحد مسؤوليها أو أن يشكك في أمر يتصل باليهود و بتاريخهم فستطاله السهام وسيُعاقب بتهمة معاداة السامية. و هنا لا بد أن نستحضر حادثة تشكيك الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في صحة حكاية المحرقة التي تعرض لها اليهود على أيدي النازيين ( وهذا مجرد رأي قابل للنقاش يتنزل في إطار حرية الرأي و التعبير التي يؤمنون بها إيمان العجائز) فقامت القيامة في أوروبا و أمريكا و لم تقعد و وقع تناسي في لحظة من اللحظات مسألة الديمقراطية و حق حرية الرأي و التعبير و كأن هذه الديمقراطية و هذه الحرية لا تحترمان إلا إذا اتصل الأمر بالدين الإسلامي ، بينما يُهان الإسلام ( المتهم دوما بالإرهاب ) يوميا في أوروبا و أمريكا و لا أحد يندد بما يتعرض له هذا الدين أو يستنكره، وبعد ذلك يحدثوننا في الغرب عن حوار الحضارات و الأديان ، فهل بمثل تلك القرارات ( حظر إنشاء المآذن ) و بمثل تلك المواقف ( إبداء العداوة للإسلام و تشويهه و الإساءة إليه ) يمكن أن نضمن وجود حوار الحضارات ؟؟!! و بعد ذلك يـُطلب من المسلمين أن يكونوا متسامحين ، فأيّ تسامح و أعداء الإسلام يتزايدون و يتكاثرون يوما بعد يوم فيكشرون عن أنيابهم و يعلنون عن حقدهم الأسود عليه دون خشية أحد ؟؟!! ألا يعتقد الغرب أن بمثل تلك الممارسات ضد الإسلام تتوفر الفرصة للمتشددين حتى يروجوا لأفكارهم و حتى يجدوا من يستمع إليهم و يؤمن بهم و بما يقولونه و بما يؤمنون به ؟؟!!
ـ ياسين الوسلاتي ـ
weslati.yassine@yahoo.fr