لقد كنا في جسد واحد وروح واحدة وهي أعظم الأرواح ، فجثا علينا اللعين شمراً وقطعنا وفصلنا عن بعضنا البعض بعشرة ضربات متواليات متصلات ، فذهب الرأس من الآلام يعني وهو يبكي لفراقي ، وبقيت أنا أصارع لحالي
الجسد :
: ماذا حصل لك أيها الرأس المقدس بعدما انفصلت عني ؟؟؟
الرأس :
: لقد تناثرت مني الدماء وقد أثخنت من الآلام والجراح ، أوردتي مقطعه وشرايني مفصولة ودمائي تنزف وتصب . ولساني يبس من الظمأ ، والأعداء يتشمتون بي وعلى حالي
الجسد :
: أما أنا فلم يرحمني الأعداء وقد مزقت من كل جانب ومكان بالنبال والسهام والرماح ، وبعد ذلك أتت السيوف علي كرشق المطر ، حتى أذاقوني حر الحديد ، جسدي ممزق وحتى خنصري مقطوع
وقد ندبوا عشرة مجرمين بخيولهم ليدوسوا صدري ،الذي كان رسول الله (ص) يقبله
عظامي مسحوقة، وجسدي مرضوض ، وجلدي مسلوخ ، ودمائي جارية من كل الجراح ، وأنا في صراع مع الآلام والأحزان ، وأبكي لإنفصالك عني أيها الرأس المقدس
الرأس :
أما أنا فقد حملوني على أسنة الرماح وحملوا معي الهموم والآلام من بلاد إلى بلاد ومن ظالم إلى شر ظالم ، أعاني ما أعاني ، ومن يراني يبكي على حالي ، ويقاد من خلفي عائلتي وأيتامي فبالسياط يجلدون والسب والشتم يواجهون ، وفوق نياق هزل يقادون
الجسد :
تركوني عارياً ومرمي ثلاث أيام بلا غسل ولا أكفان تصهرني حرارة الشمس ولم يراعوا هؤلاء المجرمين حالي
الرأس :
: لقد وضعوني في ( طشت ) وأدخلوني
على يزيد (اللعين ) فقام ينكثني ويضربني و أحضروا منديلاً وغطوني ، وما كشفوني ، إلى أن أحضروا ( رقية بنت الحسين ) فأفجعوها بي وقد أخذت تقبلني وهي تبكي وتإن حتى ماتت علي