فيلم (المريض الأنكليزي)
The English Patient
صفعة الحياة لمجرمي الحروب
The English Patient
صفعة الحياة لمجرمي الحروب
بطلا الفيلم رالف فينيس (أولماشي)
وكرستن سكوت توماس (كاثرين كلفتون)
وكرستن سكوت توماس (كاثرين كلفتون)
أن مايجعل هذا الفيلم يستحق المشاهدة أكثر من مرة ليس قصته الرومانسية الهادئة في أجواء حرب مجنونة مدمرة فحسب بل لاداء الممثلين الصادق والرائع وبالاخص الممثلة الفرنسية جولييت بينوش (بدور الممرضة هانا) ، فهؤلاء الممثلون الذين لم يبلغوا حد النجومية في هووليود (قبل هذا الفيلم) (عدا بينوش) الا أنهم أستطاعوا (بقيادة مخرجهم بيتر ماركهام ـ Peter Markham) تجسيد شخصيات هذا الفيلم بأداء رائع وصادق ، نخص منهم بالذكر العاشق (اولماشي) والمعشوقة (الزوجة كاثرين كلفتون) وطبعا بينوش (الممرضة هانا) ، كذلك كان الاخراج رائعا والمونتاج مع موسيقى تصويرية رائعة حزينة وهادئة والتي في أصلها مستقاة من التراث الهنغاري (وهي أيضا تتحدث عن قصة حب كما يقول أولماشي في الفيلم ) ويكاد المرء يظن أنها موسيقى عربية (كما أعتقدت كاثرين في الفيلم) وأولماشي هو كونت هنغاري يجيد عدة لغات ويعمل في الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية قبيل نشوب الحرب العالمية الثانية في شمال أفريقيا ويلتقي بزميليه الزوجين الانكليزيين (جيفري كلفتون وكاثرين) قبل أن يقيم مع الزوجة علاقة حب سرية ، وفي النهاية تكون نهايتهم مأساوية فقد كانوا حطبا (كالآخرين) لهذه الحرب المدمرة ، الفيلم يستحق بجدارة جائزة الاوسكار والشهرة التي نالها ، لموضوعه ولاداء الممثلين والاخراج والموسيقى التصويرية ، علما أنه قد أنتج سنة 1996 وقد صوّرت مشاهده في تونس وأيطاليا ، ولأنه فيلم يدين الحرب والدمار الذي تسببه وينتقد بشدة المرضى المهووسين بالقتل والتدمير وسفك الدماء فأنه لا يرضي تجار الحروب ، وفي العراق لم يتم عرض هذا الفيلم في القنوات الرسمية الى الان رغم شهرته العاميه وحصده اغلب جوائز الاوسكار سنة عرضه في 1996 بل عرض مرة واحدة فقط في تلفزيون الشباب السابق الذي كان يديره ابن الرئيس العراقي الاسبق عدي ، ويذكر أن بعض شخصيات هذا الفيلم هي شخصيات حقيقية في ذلك التاريخ ، أما قصة هذا الفيلم (المريض الأنكليزي ـ The English Patient) فهي تتحدث عن قصة حب بين رجل وامرأة متزوجة وعندما يكتشف زوجها هذه العلاقة السرية المحرمة يقرر الأنتقام والانتحار(سوية) أذ أنه لم يزل يحب زوجته الخائنة ، ومع ذلك ، ليست هذه الفكرة التي يريد أن يوصلها منتجو الفيلم للمتلقّي ؟ الفيلم يظهر لنا بشاعة الحرب وقسوتها (تجري أحداثه اثناء أندلاع الحرب العالمية الثانية في شمال أفريقيا وجنوب أوروبا) تلك التي تنشب بسبب مجرمين وطغاة غير أسوياء فيكون الناس الابرياء حطبا لها فتأتي على حياتهم وعلاقاتهم ومشاعرهم ، حيث تظهر لنا علاقة الحب هذه (والتي جاءت في الوقت غير المناسب والمكان غير المناسب بل والاشخاص غير المناسبين أيضا ، بأعتبار أن المرأة متزوجة) مدى المفارقات التي يعيشها المرء في ظل حرب شرسة تسحق كل شيء جميل ونقي وبريء (رغم العلاقة الاثمة بمقياس الاعراف والاديان) الا أن علاقة الحب هذه أنتصرت في النهاية على حرب بشعة من خلال مقولة ترد في مذكرات البطل العاشق تنص على (( أن الخيانة في السلم أبشع وأعظم من الخيانة في الحرب)) وهكذا أخلص البطل لمعشوقته حتى النهاية وبر بوعده لها (رغم فوات الاوان وموتها) ورغم أن ثمن هذا الوفاء أيضا كان حياته ، فلم يأبه ومضى الى مصيره مسجّلا أدانته للحرب ولكل المرضى المهووسين بالقتل والدمار والموت والمتعطّشين للدماء من الطغاة والمجرمين ، فأستحق هذا الفيلم جائزة الأوسكار بحق . ومن المهم الاشارة الى أبطال هذا الفيلم وهم كما يلي:
1. رالف فينيس (Ralph Fiennes) بدور العاشق (أولماشي ـ Almasy).
2. جولييت بينوشي (Juliette Binoche) بدور الممرضة الكندية(هانا ـHana)
3. وليم دافو (Willem Dafoe ) بدور (كارافاجيو ـ Caravaggio) .
4. كرستن سكوت توماس (Kristin Scott Thomas) بدور الزوجة الانكليزية المعشوقة ( كاثرين كلفتون ـ Katharine Clifton).
5. نافين اندروس (Naveen Andrews) بدور الضابط (الهندي) في الجيش الانكليزي ( كيب ـ Kip) .
6. كولن فيرث (Colin Firth) بدور الزوج الانكليزي (جيفري كلفتون ـ Geoffrey Clifton) .
7. جوليان وادهام (Julian Wadham) بدور صديق وزميل أولماشي الأنكليزي(مادوكس ـ Madox) الذي مات منتحرا .
وليد محمد الشبيـبي
(ملاحظة: كاتب السطور من المولعين بهذا الفلم الإنساني الرائع وشاهده عشرات المرات ولا زال يذكر الايام الاولى من القصف الغاشم على بغدادنا الحبيبة من قبل المحتل الامريكي في آذار/ مارس 2003 حيث كانت الانفجارات والهزات وارتجاج الجدران والنوافذ بعنف عندما كان يتابع بشغف هذا الفلم ويكرره كرد فعل رافض باللاشعور لتجار ومجرمي الحروب والشيء نفسه يقال عندما كان القصف الامريكي/ البريطاني الغاشم متواصل على بغداد التي كانت تغرق في الظلام الدامس في ليالي كانون الثاني الباردة من عام 1991 عندما كان يطالع بشغف مؤلفات (كفاحي/ لهتلر) (البيروسترويكا والغلاسنوست/ لغورباتشوف) و(الأوذيسة الشهيرة الخ) كرد فعل على الهجمة المغولية الجديدة) ! لكل من يود ان يطلع على لقطات من الفلم موضوعنا هنا يستطيع ان يكتب اسمه ببساطة في موقع يو تيوب YouTube ).