أحمد عطا
دعا يحيى الحوثي المفاوض السياسي والمتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثيين السعودية إلى الحوار مع جماعته لوقف القتال الدائر على الحدود اليمنية السعودية، معربا عن استعداده لتقديم "كل ما تطلبه الرياض" من إيضاحات تتعلق بجماعته حتى تطمئن بأن الحوثيين لا يعادون المملكة وليسوا امتدادا لإيران.
وأضاف الحوثي في مقابلة خاصة مع "إسلام أون لاين.نت" عبر الهاتف من مقر إقامته في العاصمة الألمانية برلين الإثنين 9 -11 -2009: "حاولت شخصيا الاتصال بمسئولين سعوديين لشرح حقيقة الأمر لهم، لكنهم للأسف لم يستمعوا لي".
وتابع: "الآن أنادي السعودية بأن تتفهم موقفنا.. وإذا كان لديهم أي تخوفات من قبيل دعم إيران لنا كما يزعم البعض فنحن مستعدون لتقديم جميع الإيضاحات". وتتهم السلطات اليمنية والسعودية إيران بدعم الحوثيين الذين ينتمون للمذهب الشيعي الزيدي في تمردهم على الدولة اليمنية.
ولم تصدر طهران أي بيان دعم للحوثيين أو حتى دعوة لوقف القتال منذ أن دخلت السعودية على خط المواجهات.
ورد الحوثي على ذلك بالقول: "لا يوجد بيننا وبينها إيران حدود مشتركة حتى تمدنا بالسلاح، وهي مجاورة للسعودية أكثر من قربها من اليمن.. هذه التهمة صاغها (الرئيس اليمني) عبد الله صالح لتخويف الغرب والسعوديين منا، بغية الحصول على دعم ومساعدات".
وأضاف أن "صالح طلب من إيران التوسط لوقف القتال، وذلك في لقاء مع علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني في صنعاء قبل سبعة أشهر"، موضحا أنه "بعد أن أعلنت إيران موافقتها على التدخل بناء على طلبه، فاجأها بالرفض"، معتبرا أن ذلك "كان تكتيكا من أجل إظهار أن إيران متورطة أو أن لها علاقة بنا".
ورأى الحوثي أن "هذا الأسلوب هو نفسه الذي استخدمه (الرئيس اليمني) في الماضي مع ليبيا التي حاولت الدخول في وساطة بناء على طلبه إبان الحرب الخامسة في عام 2007، وبعدما اتصل بي الزعيم الليبي معمر القذافي طالبا مني الحضور إلى ليبيا من أجل الحوار، ذهب صالح إلى السعودية ليبلغهم بأن ليبيا تدعم الحوثيين".
وحول القتال الدائر حاليا على الحدود السعودية اليمنية بين جماعته والجيش السعودي، وما تردد عن أسر الجماعة لجنود سعوديين، قال الحوثي: "نحن نحارب دفاعا عن أنفسنا بعد هجوم السعوديين علينا، ونستخدم جميع الوسائل من أجل دفع الطرف الآخر إلى وقف القتال".
وشن الطيران الحربي السعودي على مدار الأيام الثلاثة الماضية غارات على مواقع الحوثيين "المتسللين". وقالت الحكومة السعودية في بيان إنها اتخذت سلسلة من الإجراءات للتصدي للحوثيين من بينها: "تنفيذ ضربات جوية مركزة على تواجد المتسللين في جبل الدخان والأهداف الأخرى ضمن نطاق العمليات داخل الأراضي السعودية"، وذلك انطلاقا من محافظة جازان جنوبي المملكة.
ورد الحوثي بالقول إن المقاتلين الحوثيين لم يدخلوا إلى الأراضي السعودية، ولم يتسللوا إليها، مضيفا أن "المسألة كلها في جبل الدخان، ونحن تفاوضنا في مطلع شهر شوال الماضي مع حرس الحدود السعودي، واتفقنا على أن يتم تسليمهم الجبل مقابل عدم السماح للجيش اليمني من المرور عبر الأراضي السعودية لمقاتلتنا، لكننا فوجئنا بالقوات اليمنية تستولي على الجبل وتقوم بمهاجمتنا فقررنا الاشتباك معها وطردها".
وقال إنه ردا على ذلك، لم تكتف السعودية بضرب المناطق الحدودية، لكنها "تقوم حاليا بدك قرى ومديريات مثل غمر التي تبعد 30 كم عن الحدود". ورأى أن السعودية دخلت الحرب بعدما "استشعرت أن صالح سيوقفها بسبب الخسائر التي مني بها، فتدخلت لإنقاذه.. نحن الآن نحارب دولتين".
وحول زعم إسقاط الحوثيين مقاتلة يمنية من طراز سوخوي بواسطة مضادات أرضية، وإذا ما كان ذلك يدل على حصولهم على أسلحة من جهات أجنبية، رد الحوثي بالقول: "لا.. نحن استولينا على هذه المضادات من الجيش اليمني أثناء المواجهات، فهناك من سلموا أسلحتهم مقابل أن نتركهم يرحلون، وهناك من لا يقتنع بالحرب معنا فذهب وترك السلاح".
لكن هل يحارب جيش مجموعة من المسلحين بمدافع مضادة للطيران؟! يرد الحوثي بالقول: "نحن لسنا مجموعة صغيرة تتألف من عشرين فردا، نحن شعب بأكمله في شمالي اليمن ولدينا إمكانياتنا، ونحصل على السلاح من الجيش اليمني نفسه بطرق متعددة.. نحن حصلنا على دباباتهم، وهي أهم من المدافع المضادة للطائرات".
وحول طلب الجماعة الأخير بتدخل دول عربية لوقف الحرب، خاصة بعد دخول السعودية فيها، قال الحوثي: "بالفعل طلبنا من دول عربية التدخل ونحن مستعدون للحديث والحوار".
وبالنسبة لمدى استعدادهم لتقديم تنازلات، أجاب: "بالفعل قدمنا تنازلات خلال اتفاق الدوحة والسلطة كانت هي المستفيدة من الاتفاق.. وكل ما نستطيع تقديمه الآن هو الحوار بدون أي شروط لحل القضية".
الوضع الميداني
ميدانيا، اتهمت جماعة الحوثيين في شمال اليمن الإثنين 9-11-2009 الجيش السعودي بقصف مواقعهم داخل الأراضي اليمنية بقنابل الفسفور الأبيض. وقال محمد عبد السلام المتحدث باسم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي إن: "الجيش السعودي يواصل منذ صباح اليوم قصف قرى يمنية"، نافيا وجود عناصر من جماعته على الجانب السعودي من منطقة جبل دخان الحدودية.
وشدد عبد السلام على أن "المقاتلات السعودية قصفت المناطق الممتدة من منطقة رازح إلى منطقة بركان بعشرات الصواريخ منذ الصباح". وأضاف أن هذه المقاتلات قصفت مواقعهم في منطقة الملاحيظ على بعد سبعة كم داخل الأراضي اليمنية بقنابل الفسفور الأبيض مساء أمس، لافتا إلى أن جماعته وثقت وصورت القصف وستنشره على مواقعها على الإنترنت.
وسبق أن اتهم الحوثيون القوات السعودية باستخدام هذا النوع من القنابل، لكنه لم يتسن التأكد من ذلك من مصادر مستقلة.
على الجانب الآخر، أكدت السعودية على لسان الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع، مقتل 3 من الجنود السعوديين وجرح 15 آخرين في المواجهات التي دارت في المناطق الحدودية، لكنه نفى وقوع أي جندي سعودي في قبضة الحوثيين، مشيرا إلى فقدان أربعة جنود.
وأضاف المسئول السعودي أن القوات السعودية استعادت مواقع كان قد سيطر عليها المتمردون الحوثيون في جبل الدخان والدود داخل أراضي المملكة، واستعادت سيطرتها على كامل الشريط الحدودي، معترفا بوجود تسللات لبعض الحوثيين في مواقع أخرى
دعا يحيى الحوثي المفاوض السياسي والمتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثيين السعودية إلى الحوار مع جماعته لوقف القتال الدائر على الحدود اليمنية السعودية، معربا عن استعداده لتقديم "كل ما تطلبه الرياض" من إيضاحات تتعلق بجماعته حتى تطمئن بأن الحوثيين لا يعادون المملكة وليسوا امتدادا لإيران.
وأضاف الحوثي في مقابلة خاصة مع "إسلام أون لاين.نت" عبر الهاتف من مقر إقامته في العاصمة الألمانية برلين الإثنين 9 -11 -2009: "حاولت شخصيا الاتصال بمسئولين سعوديين لشرح حقيقة الأمر لهم، لكنهم للأسف لم يستمعوا لي".
وتابع: "الآن أنادي السعودية بأن تتفهم موقفنا.. وإذا كان لديهم أي تخوفات من قبيل دعم إيران لنا كما يزعم البعض فنحن مستعدون لتقديم جميع الإيضاحات". وتتهم السلطات اليمنية والسعودية إيران بدعم الحوثيين الذين ينتمون للمذهب الشيعي الزيدي في تمردهم على الدولة اليمنية.
ولم تصدر طهران أي بيان دعم للحوثيين أو حتى دعوة لوقف القتال منذ أن دخلت السعودية على خط المواجهات.
ورد الحوثي على ذلك بالقول: "لا يوجد بيننا وبينها إيران حدود مشتركة حتى تمدنا بالسلاح، وهي مجاورة للسعودية أكثر من قربها من اليمن.. هذه التهمة صاغها (الرئيس اليمني) عبد الله صالح لتخويف الغرب والسعوديين منا، بغية الحصول على دعم ومساعدات".
وأضاف أن "صالح طلب من إيران التوسط لوقف القتال، وذلك في لقاء مع علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني في صنعاء قبل سبعة أشهر"، موضحا أنه "بعد أن أعلنت إيران موافقتها على التدخل بناء على طلبه، فاجأها بالرفض"، معتبرا أن ذلك "كان تكتيكا من أجل إظهار أن إيران متورطة أو أن لها علاقة بنا".
ورأى الحوثي أن "هذا الأسلوب هو نفسه الذي استخدمه (الرئيس اليمني) في الماضي مع ليبيا التي حاولت الدخول في وساطة بناء على طلبه إبان الحرب الخامسة في عام 2007، وبعدما اتصل بي الزعيم الليبي معمر القذافي طالبا مني الحضور إلى ليبيا من أجل الحوار، ذهب صالح إلى السعودية ليبلغهم بأن ليبيا تدعم الحوثيين".
وحول القتال الدائر حاليا على الحدود السعودية اليمنية بين جماعته والجيش السعودي، وما تردد عن أسر الجماعة لجنود سعوديين، قال الحوثي: "نحن نحارب دفاعا عن أنفسنا بعد هجوم السعوديين علينا، ونستخدم جميع الوسائل من أجل دفع الطرف الآخر إلى وقف القتال".
وشن الطيران الحربي السعودي على مدار الأيام الثلاثة الماضية غارات على مواقع الحوثيين "المتسللين". وقالت الحكومة السعودية في بيان إنها اتخذت سلسلة من الإجراءات للتصدي للحوثيين من بينها: "تنفيذ ضربات جوية مركزة على تواجد المتسللين في جبل الدخان والأهداف الأخرى ضمن نطاق العمليات داخل الأراضي السعودية"، وذلك انطلاقا من محافظة جازان جنوبي المملكة.
ورد الحوثي بالقول إن المقاتلين الحوثيين لم يدخلوا إلى الأراضي السعودية، ولم يتسللوا إليها، مضيفا أن "المسألة كلها في جبل الدخان، ونحن تفاوضنا في مطلع شهر شوال الماضي مع حرس الحدود السعودي، واتفقنا على أن يتم تسليمهم الجبل مقابل عدم السماح للجيش اليمني من المرور عبر الأراضي السعودية لمقاتلتنا، لكننا فوجئنا بالقوات اليمنية تستولي على الجبل وتقوم بمهاجمتنا فقررنا الاشتباك معها وطردها".
وقال إنه ردا على ذلك، لم تكتف السعودية بضرب المناطق الحدودية، لكنها "تقوم حاليا بدك قرى ومديريات مثل غمر التي تبعد 30 كم عن الحدود". ورأى أن السعودية دخلت الحرب بعدما "استشعرت أن صالح سيوقفها بسبب الخسائر التي مني بها، فتدخلت لإنقاذه.. نحن الآن نحارب دولتين".
وحول زعم إسقاط الحوثيين مقاتلة يمنية من طراز سوخوي بواسطة مضادات أرضية، وإذا ما كان ذلك يدل على حصولهم على أسلحة من جهات أجنبية، رد الحوثي بالقول: "لا.. نحن استولينا على هذه المضادات من الجيش اليمني أثناء المواجهات، فهناك من سلموا أسلحتهم مقابل أن نتركهم يرحلون، وهناك من لا يقتنع بالحرب معنا فذهب وترك السلاح".
لكن هل يحارب جيش مجموعة من المسلحين بمدافع مضادة للطيران؟! يرد الحوثي بالقول: "نحن لسنا مجموعة صغيرة تتألف من عشرين فردا، نحن شعب بأكمله في شمالي اليمن ولدينا إمكانياتنا، ونحصل على السلاح من الجيش اليمني نفسه بطرق متعددة.. نحن حصلنا على دباباتهم، وهي أهم من المدافع المضادة للطائرات".
وحول طلب الجماعة الأخير بتدخل دول عربية لوقف الحرب، خاصة بعد دخول السعودية فيها، قال الحوثي: "بالفعل طلبنا من دول عربية التدخل ونحن مستعدون للحديث والحوار".
وبالنسبة لمدى استعدادهم لتقديم تنازلات، أجاب: "بالفعل قدمنا تنازلات خلال اتفاق الدوحة والسلطة كانت هي المستفيدة من الاتفاق.. وكل ما نستطيع تقديمه الآن هو الحوار بدون أي شروط لحل القضية".
الوضع الميداني
ميدانيا، اتهمت جماعة الحوثيين في شمال اليمن الإثنين 9-11-2009 الجيش السعودي بقصف مواقعهم داخل الأراضي اليمنية بقنابل الفسفور الأبيض. وقال محمد عبد السلام المتحدث باسم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي إن: "الجيش السعودي يواصل منذ صباح اليوم قصف قرى يمنية"، نافيا وجود عناصر من جماعته على الجانب السعودي من منطقة جبل دخان الحدودية.
وشدد عبد السلام على أن "المقاتلات السعودية قصفت المناطق الممتدة من منطقة رازح إلى منطقة بركان بعشرات الصواريخ منذ الصباح". وأضاف أن هذه المقاتلات قصفت مواقعهم في منطقة الملاحيظ على بعد سبعة كم داخل الأراضي اليمنية بقنابل الفسفور الأبيض مساء أمس، لافتا إلى أن جماعته وثقت وصورت القصف وستنشره على مواقعها على الإنترنت.
وسبق أن اتهم الحوثيون القوات السعودية باستخدام هذا النوع من القنابل، لكنه لم يتسن التأكد من ذلك من مصادر مستقلة.
على الجانب الآخر، أكدت السعودية على لسان الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع، مقتل 3 من الجنود السعوديين وجرح 15 آخرين في المواجهات التي دارت في المناطق الحدودية، لكنه نفى وقوع أي جندي سعودي في قبضة الحوثيين، مشيرا إلى فقدان أربعة جنود.
وأضاف المسئول السعودي أن القوات السعودية استعادت مواقع كان قد سيطر عليها المتمردون الحوثيون في جبل الدخان والدود داخل أراضي المملكة، واستعادت سيطرتها على كامل الشريط الحدودي، معترفا بوجود تسللات لبعض الحوثيين في مواقع أخرى