الفنانة التشكيلية سوسن العقابي
من هي سوسن العقابي كعراقية وفنانة ؟
سوسن عبد الجبار سلمان العقابي من مواليد 1964 \ بغداد \ الكرخ تخرجت من أكاديمية الفنون الجميلة سنة 85 اخترت الرسم لأنه ينقل بواقعية إحساس الفنان في داخلي إلى الناس وأعتقد ان الرسم اقرب الفنون التي استطيع من خلالها عزف أنشودة العراق الممزوجة بألوان الطيف الخيالي والمذابة بخليط لا تدركه فنون الأرض مجتمعة لكن بعض منها قد أدركه بريشة أطلق لها العنان فتتجلى خطوط تختفي خلفها أسرار جمال العراق
س//متى بدأت سوسن بمسك القلم أو الريشة؟
كان أول قلم يصل بين أناملي حينما عرفت لأول مرة وظيفة القلم صارت الخطوط الجامحة تسابق يدي على حيطان بيتنا وأوراق والدي ورحت أطرز الأوراق التي تقع تحت رحمتي بأشكال لازلت أجهل معانيها لكنني كنت أحاول تقليد لوحات رسمها والدي أمام عيني الصغيرتان حين ذاك
س//هل كان للمدرسة دور في صقل موهبتك، وكيف؟وهل يوجد من أسرتك
فنان أو فنانة تشكيلية؟و كان دور أسرتك في تأسيسك كفنانة؟
في الحقيقة لم يكن للمدرسة اي دور في تنمية موهبتي لسبب واحد ان اتجاهي كان علمي اسوة بباقي افراد عائلتي وكانت ورغبتي في التخصص في الهندسة الكيمياوية بالرغم من ولعي الشديد بالتاريخ والحضارة وكل ما يمت بصلة الى الماضي العتيق , لكن في النهاية كانت رغبة الوالد في ذلك ولبيت الدعوة حبا , واخترت اكاديمية الفنون الجميلة \ جامعة بغداد , لذلك كانت اكاديمية الفنون الجميلة هي رفد لهذه الموهبة بالجانب العلمي ووالدي هو رسام معروف واستاذ في معهد الفنون الجميلة وكان اهم حافز ودافع جعلني اتشبث بموهبتي بالاضافة لوالدي كانت هناك عائلتي معي كما كانت مع والدي سابقا .
انا الوحيدة من العائلة تخصصت في الفن التشكيلي اما باقي افراد العائلة فكان
اتجاههم علمي مع الاهتمام بالفن التشكيلي وتذوقهم العالي للموسيقى .
س//بمن تأثرتي من الفنانين العالميين والمحليين؟
الاسلوب الفني هو الذي يحدد الخيارات ويجسدها واقعا لغة يترجمها الفنان كباقي اللغات وصراحة من اسلوبي الواضح في لوحاتي يتضح للمتلقي انني لم اتأثر باي مدرسة فنية تركت بصماتها بصورة مباشرة على اسلوبي الفني .
تأثري الاول والاخير كان من والدي وكان هو مدرستي اللونية من حيث خبرته لخمسة عقود مضت في اللون , كما ان التدرج اللوني والالوان الدافئة جاء كنتيجة لتاملي للابداع اللوني للخالق.
س// لماذا نرى أن بعض الأعمال الغربية تشترى في المزادات العالمية بأسعار خيالية، بينما لا نجد هذه الأسعار تذهب إلى إبداعات الفنان العربي؟
العالم العربي ينظر إلى الأعمال الغربية باعتبارها تحف فنية صاغتها أيادي فنانين سبقونا بمراحل كبيرة وأصبحوا يمثلون قدوة للفنانين العرب، وهذا مع الأسف من أكثر الأخطاء الشائعة عند العرب وهذا بفعل الهوة الشاسعة بين ما يتعلمه المواطن العربي وما وصل إليه المجتمع الغربي.. ولهذا تجد الفنانين العرب الأكثر فقراً بين فناني العالم... وهناك دوائر ومؤسسات غربية تعنى بالجانب الفني وتنظم المزادات والمعارض التي تصب لمصلحة الفنان من ناحية الشهرة على المستوى العالمي ودخول أعماله في بورصة الأعمال الفنية المسجلة لدى المتاحف والموثقة بشكل يؤمن له حماية موروثه الفني من جهة والعوائد المادية من جهة أخرى، ونحن لم نصل مع الأسف في بلداننا العربية إلى هذا المستوى ولم تصل نظرة المواطن العربي للفنان التشكيلي إلى الحد الذي يؤمن للفنان وضع اجتماعي خاص كما هو الحال مع المطرب على سبيل المثال.
س//البعض يعتقد أن بعض اللوحات الفنية لا يفهمها أحد، و يصر الفنان والفنانة على تقديم عمل لا يفهمه أغلب الناس؟
كل فنان له طريقة في التعبير عن الفكرة التي يحاول أن يطرحها من خلال لوحة تجسد تلك الفكرة لكن التفاوت بين سلاسة الفكرة وصعوبتها يفرضها الفارق بين ثقافة فنان وفنان آخر والصعوبة في فهم فكرة اللوحة له علاقة بتطور الإدراك النفسي عند بعض الفنانين الذي يصل إلى حالة من فهم الطلاسم الحياتية إلى الحد الذي يتعامل مع الجميع بمنظور حسي واحد مما يعقد فهم خطوطه الإيحائية على المتلقي من الوسط العادي، والتكرار في طرح الفكرة على هذا النحو لا يمكن أن نعده إصرار على تقديم عمل لا يفهمه أغلب الناس، إنما هو قناعة الفنان برقي فنه وتصميم على أن تصل الفكرة بكل عمقها التعقيدي لتلك الأرواح التي تسكن ظلال خطوط اللوحة فتكتمل عظمة ألوانها بفيض الألق المنثور على أديمها.
س//كيف تجمعين بين الفن والسياسة ؟
السياسة ليست بعيدة عن عالم الفن فطالما عالج الفنانين قضايا سياسية من خلال لوحات وأعمال اعتبرت ملاحم بطولية لأحداث سياسية كثيرة، وأعتقد أن الفنان والشاعر والصحفي هم أكثر الناس تأثيرا بالحالة السياسية في بلدانهم، وفي العراق أصبحت السياسة الخبز اليومي للمواطن العادي فكيف بالفنان الذي ظلم وعذب وهجر من بلده بسبب السياسة، وأنا لا أجمع بين الفن والسياسة بل الفن هو الذي يجمعني بالسياسة.
س//يقولون أن ّ المرأةَ العراقية عاجزةٌ عن الانخراطِ في صناعةِ القرارِ السّياسيِّ،ونرى أنّها مُسيّسةٌ ومحدودةُ الخطواتِ؟ماتعليقك؟؟؟
أعتقد أنك تقصدين أن المرأة عاجزة عن المشاركة في صناعة القرار السياسي.. وأنا هنا لا أريد أن أقلل من جهود الرجال في المجال السياسي ولكن يحق لي أن أسأل ماذا قدم لنا الرجال على المستوى السياسي في الفترة الماضية منذ سقوط الصنم وحتى الآن؟ البعض يقول أن المرأة عاطفية ولا تصلح للسياسة.. وأنا أعتقد ان العراق أحوج للعاطفة منه للسياسة التي بعثرت أموالنا وجهود بعض السياسيين المخلصين للعراق.. هل السياسي الجيد هو من يضع العراق أمام عينيه أم من يسرق أمواله ويهرب كالمحتلين؟ هل الوزير السياسي المحنك الذي يسرق بلده أفضل أم امرأة تحاول أن تمد يدها لأطفال العراق من خلال لوحات سهرت من أجلها الليالي بلا مقابل إلا أن يكون أطفال العراق في حل مما يخطط له السياسيين.
أذا كان معنى التسييس أن تتحدث المرأة في البرلمان كما تابعنا في جلسات البرلمان عن أهداف القائمة التي جاءت بها أو تنفيذها لأجندات سياسية تفرضها عليها القائمة أو الحزب الذي خاضت معه الانتخابات على حساب مصلحة المواطن العراقي فأنا معك في هذا.. لأنني كامرأة تعيش معاناة الشارع العراقي لحظة بلحظة رغم المسافة التي تبعدني عن العراق لا يمكن أن أقف مع قائمتي في قرار ضد مصلحة شعبي وهذا قمة الوفاء لعراقيتي وهو من وجهة نظر السياسيين ضعف في الخبرة السياسية ولكني أحبذ أن أتحمل صفة ضعف الخبرة على أن أخذل أبناء بلدي.
س// صوتِ المرأة للرَّجُل....هل يكمنُ السببُ بغيرةِ المرأةِ من المرأة، أو الخوفِ منها، أو عدم الثقة بقيادتِها وسيادتِها؟
لا ينطبق هذا على معظم النساء فنحن لا نأخذ هذا من الجانب النفسي وما تشعر به المرأة حيال مرأة أخرى لكن صوت المرأة للرجل يأتي من خلال طبيعة المرأة العراقية وتمسكها بالتقاليد العراقية حيث يبقى الرجل هو المهيمن في البيت وتقريبا معظم تصرفات المرأة في القالب الاجتماعي يبقى مرهون برعاية الرجل وهذا يعني ان من يصوت له الرجل ستصوت له المرأة خاصة ونحن مجتمع حديث العهد بالديمقراطية والانتخابات والمرأة لن تكون مخالفة لرغبات زوجها في انتخابات لم تطرق أبوابنا إلا قبل مدة لم تكفي بعد لتثقيف المرأة على كيفية خوضها والاقتراع فيها.
س//هل هناك مقوِّماتُ تُؤهّلَ النساء وتُمكّنَهن مِن دخولِ المجالِ السّياسيِّ وبجدارة؟
بالطبع هناك مقومات عديدة يفترض أن تحملها المرأة قبل أن تخوض غمار التجربة السياسية من أهمها قبل كل شي الذكاء السياسي الذي سيمنع الآخرين من تمرير إراداتهم الخبيثة عبرها.. وثقافة المرأة أحد أعمدة تخطيها عقبات المجال السياسي.. والخبرة في التفاوض السياسي يعتبر كذلك رافد من روافد النجاح السياسي فإمكانية الإقناع والتواصل مع الآخرين أهم عنصر يمكن ان يفيد المرأة في تجربتها السياسية ناهيك عن مقومات أخرى تتعلق بشخصيتها.
س//بدون الكوتا ..هل تصل المرأة الى المقاعدالسياسية بجدارة ؟
رغم أني ضد نسبة الــ 25% التي حددها الدستور لأن المرأة العراقية تشكل النسبة الأكثر في المجتمع العراقي لكني على ثقة أن المرأة بدون الكوتا ستثبت وجودها وستشكل الثقل الأكبر بالمعادلة السياسية خاصة وأن الساحة الآن مكتظة بالمعوقات الدخيلة على البيت العراقي والتي تحاول تعطيل العملية السياسية
س//الغربة ماذا تعني لسوسن العقابي؟وكيف تصفين المرأةالمغتربة ؟
تشكل الحسرات خلفية معبرة بصدق عند جواب أي عراقي على هذا السؤال لأن الغربة في عرف العراقيين فطام قاتل للروح عن صدر العراق والمرأة العراقية أكثر اغتراباً منها للرجل فهي بحكم كونها امرأة وأم تستشعر الغربة بموازين مختلفة عن الرجل الذي يتمتع بصلابة المشاعر وشدة الصبر على الفراق بينما تكابد المرأة الاغتراب بطريقة أشبه ما تكون بطقوس مقدسة تكون فيها الدموع قرابين المقتول على مذبح آلام البعد عن الوطن وهي وسيلة التقرب إلى الخالق باستجابة دعاء الغريب أن يكون بعض تراب الوطن الغالي
س//أمنيات بسيطة؟
أن يعم الأمن والأمان على العراق والعراقيين وأن يأخذ العراق مكانه الطبيعي في قمة هرم الدول التي تنعم شعوبها بالخير والرخاء
منقووول
من هي سوسن العقابي كعراقية وفنانة ؟
سوسن عبد الجبار سلمان العقابي من مواليد 1964 \ بغداد \ الكرخ تخرجت من أكاديمية الفنون الجميلة سنة 85 اخترت الرسم لأنه ينقل بواقعية إحساس الفنان في داخلي إلى الناس وأعتقد ان الرسم اقرب الفنون التي استطيع من خلالها عزف أنشودة العراق الممزوجة بألوان الطيف الخيالي والمذابة بخليط لا تدركه فنون الأرض مجتمعة لكن بعض منها قد أدركه بريشة أطلق لها العنان فتتجلى خطوط تختفي خلفها أسرار جمال العراق
س//متى بدأت سوسن بمسك القلم أو الريشة؟
كان أول قلم يصل بين أناملي حينما عرفت لأول مرة وظيفة القلم صارت الخطوط الجامحة تسابق يدي على حيطان بيتنا وأوراق والدي ورحت أطرز الأوراق التي تقع تحت رحمتي بأشكال لازلت أجهل معانيها لكنني كنت أحاول تقليد لوحات رسمها والدي أمام عيني الصغيرتان حين ذاك
س//هل كان للمدرسة دور في صقل موهبتك، وكيف؟وهل يوجد من أسرتك
فنان أو فنانة تشكيلية؟و كان دور أسرتك في تأسيسك كفنانة؟
في الحقيقة لم يكن للمدرسة اي دور في تنمية موهبتي لسبب واحد ان اتجاهي كان علمي اسوة بباقي افراد عائلتي وكانت ورغبتي في التخصص في الهندسة الكيمياوية بالرغم من ولعي الشديد بالتاريخ والحضارة وكل ما يمت بصلة الى الماضي العتيق , لكن في النهاية كانت رغبة الوالد في ذلك ولبيت الدعوة حبا , واخترت اكاديمية الفنون الجميلة \ جامعة بغداد , لذلك كانت اكاديمية الفنون الجميلة هي رفد لهذه الموهبة بالجانب العلمي ووالدي هو رسام معروف واستاذ في معهد الفنون الجميلة وكان اهم حافز ودافع جعلني اتشبث بموهبتي بالاضافة لوالدي كانت هناك عائلتي معي كما كانت مع والدي سابقا .
انا الوحيدة من العائلة تخصصت في الفن التشكيلي اما باقي افراد العائلة فكان
اتجاههم علمي مع الاهتمام بالفن التشكيلي وتذوقهم العالي للموسيقى .
س//بمن تأثرتي من الفنانين العالميين والمحليين؟
الاسلوب الفني هو الذي يحدد الخيارات ويجسدها واقعا لغة يترجمها الفنان كباقي اللغات وصراحة من اسلوبي الواضح في لوحاتي يتضح للمتلقي انني لم اتأثر باي مدرسة فنية تركت بصماتها بصورة مباشرة على اسلوبي الفني .
تأثري الاول والاخير كان من والدي وكان هو مدرستي اللونية من حيث خبرته لخمسة عقود مضت في اللون , كما ان التدرج اللوني والالوان الدافئة جاء كنتيجة لتاملي للابداع اللوني للخالق.
س// لماذا نرى أن بعض الأعمال الغربية تشترى في المزادات العالمية بأسعار خيالية، بينما لا نجد هذه الأسعار تذهب إلى إبداعات الفنان العربي؟
العالم العربي ينظر إلى الأعمال الغربية باعتبارها تحف فنية صاغتها أيادي فنانين سبقونا بمراحل كبيرة وأصبحوا يمثلون قدوة للفنانين العرب، وهذا مع الأسف من أكثر الأخطاء الشائعة عند العرب وهذا بفعل الهوة الشاسعة بين ما يتعلمه المواطن العربي وما وصل إليه المجتمع الغربي.. ولهذا تجد الفنانين العرب الأكثر فقراً بين فناني العالم... وهناك دوائر ومؤسسات غربية تعنى بالجانب الفني وتنظم المزادات والمعارض التي تصب لمصلحة الفنان من ناحية الشهرة على المستوى العالمي ودخول أعماله في بورصة الأعمال الفنية المسجلة لدى المتاحف والموثقة بشكل يؤمن له حماية موروثه الفني من جهة والعوائد المادية من جهة أخرى، ونحن لم نصل مع الأسف في بلداننا العربية إلى هذا المستوى ولم تصل نظرة المواطن العربي للفنان التشكيلي إلى الحد الذي يؤمن للفنان وضع اجتماعي خاص كما هو الحال مع المطرب على سبيل المثال.
س//البعض يعتقد أن بعض اللوحات الفنية لا يفهمها أحد، و يصر الفنان والفنانة على تقديم عمل لا يفهمه أغلب الناس؟
كل فنان له طريقة في التعبير عن الفكرة التي يحاول أن يطرحها من خلال لوحة تجسد تلك الفكرة لكن التفاوت بين سلاسة الفكرة وصعوبتها يفرضها الفارق بين ثقافة فنان وفنان آخر والصعوبة في فهم فكرة اللوحة له علاقة بتطور الإدراك النفسي عند بعض الفنانين الذي يصل إلى حالة من فهم الطلاسم الحياتية إلى الحد الذي يتعامل مع الجميع بمنظور حسي واحد مما يعقد فهم خطوطه الإيحائية على المتلقي من الوسط العادي، والتكرار في طرح الفكرة على هذا النحو لا يمكن أن نعده إصرار على تقديم عمل لا يفهمه أغلب الناس، إنما هو قناعة الفنان برقي فنه وتصميم على أن تصل الفكرة بكل عمقها التعقيدي لتلك الأرواح التي تسكن ظلال خطوط اللوحة فتكتمل عظمة ألوانها بفيض الألق المنثور على أديمها.
س//كيف تجمعين بين الفن والسياسة ؟
السياسة ليست بعيدة عن عالم الفن فطالما عالج الفنانين قضايا سياسية من خلال لوحات وأعمال اعتبرت ملاحم بطولية لأحداث سياسية كثيرة، وأعتقد أن الفنان والشاعر والصحفي هم أكثر الناس تأثيرا بالحالة السياسية في بلدانهم، وفي العراق أصبحت السياسة الخبز اليومي للمواطن العادي فكيف بالفنان الذي ظلم وعذب وهجر من بلده بسبب السياسة، وأنا لا أجمع بين الفن والسياسة بل الفن هو الذي يجمعني بالسياسة.
س//يقولون أن ّ المرأةَ العراقية عاجزةٌ عن الانخراطِ في صناعةِ القرارِ السّياسيِّ،ونرى أنّها مُسيّسةٌ ومحدودةُ الخطواتِ؟ماتعليقك؟؟؟
أعتقد أنك تقصدين أن المرأة عاجزة عن المشاركة في صناعة القرار السياسي.. وأنا هنا لا أريد أن أقلل من جهود الرجال في المجال السياسي ولكن يحق لي أن أسأل ماذا قدم لنا الرجال على المستوى السياسي في الفترة الماضية منذ سقوط الصنم وحتى الآن؟ البعض يقول أن المرأة عاطفية ولا تصلح للسياسة.. وأنا أعتقد ان العراق أحوج للعاطفة منه للسياسة التي بعثرت أموالنا وجهود بعض السياسيين المخلصين للعراق.. هل السياسي الجيد هو من يضع العراق أمام عينيه أم من يسرق أمواله ويهرب كالمحتلين؟ هل الوزير السياسي المحنك الذي يسرق بلده أفضل أم امرأة تحاول أن تمد يدها لأطفال العراق من خلال لوحات سهرت من أجلها الليالي بلا مقابل إلا أن يكون أطفال العراق في حل مما يخطط له السياسيين.
أذا كان معنى التسييس أن تتحدث المرأة في البرلمان كما تابعنا في جلسات البرلمان عن أهداف القائمة التي جاءت بها أو تنفيذها لأجندات سياسية تفرضها عليها القائمة أو الحزب الذي خاضت معه الانتخابات على حساب مصلحة المواطن العراقي فأنا معك في هذا.. لأنني كامرأة تعيش معاناة الشارع العراقي لحظة بلحظة رغم المسافة التي تبعدني عن العراق لا يمكن أن أقف مع قائمتي في قرار ضد مصلحة شعبي وهذا قمة الوفاء لعراقيتي وهو من وجهة نظر السياسيين ضعف في الخبرة السياسية ولكني أحبذ أن أتحمل صفة ضعف الخبرة على أن أخذل أبناء بلدي.
س// صوتِ المرأة للرَّجُل....هل يكمنُ السببُ بغيرةِ المرأةِ من المرأة، أو الخوفِ منها، أو عدم الثقة بقيادتِها وسيادتِها؟
لا ينطبق هذا على معظم النساء فنحن لا نأخذ هذا من الجانب النفسي وما تشعر به المرأة حيال مرأة أخرى لكن صوت المرأة للرجل يأتي من خلال طبيعة المرأة العراقية وتمسكها بالتقاليد العراقية حيث يبقى الرجل هو المهيمن في البيت وتقريبا معظم تصرفات المرأة في القالب الاجتماعي يبقى مرهون برعاية الرجل وهذا يعني ان من يصوت له الرجل ستصوت له المرأة خاصة ونحن مجتمع حديث العهد بالديمقراطية والانتخابات والمرأة لن تكون مخالفة لرغبات زوجها في انتخابات لم تطرق أبوابنا إلا قبل مدة لم تكفي بعد لتثقيف المرأة على كيفية خوضها والاقتراع فيها.
س//هل هناك مقوِّماتُ تُؤهّلَ النساء وتُمكّنَهن مِن دخولِ المجالِ السّياسيِّ وبجدارة؟
بالطبع هناك مقومات عديدة يفترض أن تحملها المرأة قبل أن تخوض غمار التجربة السياسية من أهمها قبل كل شي الذكاء السياسي الذي سيمنع الآخرين من تمرير إراداتهم الخبيثة عبرها.. وثقافة المرأة أحد أعمدة تخطيها عقبات المجال السياسي.. والخبرة في التفاوض السياسي يعتبر كذلك رافد من روافد النجاح السياسي فإمكانية الإقناع والتواصل مع الآخرين أهم عنصر يمكن ان يفيد المرأة في تجربتها السياسية ناهيك عن مقومات أخرى تتعلق بشخصيتها.
س//بدون الكوتا ..هل تصل المرأة الى المقاعدالسياسية بجدارة ؟
رغم أني ضد نسبة الــ 25% التي حددها الدستور لأن المرأة العراقية تشكل النسبة الأكثر في المجتمع العراقي لكني على ثقة أن المرأة بدون الكوتا ستثبت وجودها وستشكل الثقل الأكبر بالمعادلة السياسية خاصة وأن الساحة الآن مكتظة بالمعوقات الدخيلة على البيت العراقي والتي تحاول تعطيل العملية السياسية
س//الغربة ماذا تعني لسوسن العقابي؟وكيف تصفين المرأةالمغتربة ؟
تشكل الحسرات خلفية معبرة بصدق عند جواب أي عراقي على هذا السؤال لأن الغربة في عرف العراقيين فطام قاتل للروح عن صدر العراق والمرأة العراقية أكثر اغتراباً منها للرجل فهي بحكم كونها امرأة وأم تستشعر الغربة بموازين مختلفة عن الرجل الذي يتمتع بصلابة المشاعر وشدة الصبر على الفراق بينما تكابد المرأة الاغتراب بطريقة أشبه ما تكون بطقوس مقدسة تكون فيها الدموع قرابين المقتول على مذبح آلام البعد عن الوطن وهي وسيلة التقرب إلى الخالق باستجابة دعاء الغريب أن يكون بعض تراب الوطن الغالي
س//أمنيات بسيطة؟
أن يعم الأمن والأمان على العراق والعراقيين وأن يأخذ العراق مكانه الطبيعي في قمة هرم الدول التي تنعم شعوبها بالخير والرخاء
منقووول