مباراة الجلد المنفوخ بين مصر والجزائر ,,
من المفارقات المضحكة المبكية في الوقت نفسه أن فريقي مصر والجزائر ينتميان إلى فرق العالم الثالث في كرة القدم، بينما حظيت مباراتهما الفاصلة التي تؤهل الفائز إلى نهائيات كأس العالم باهتمام إعلامي وفضائي عربي وعالمي لا تحظى به حتى مباريات فرق العالم المتقدم في الكرة مثل البرازيل وإيطاليا مثلا.
هذا الاهتمام الهائل الذي استغرق غابات من الورق وبحارا من الحبر وساعات من البث المباشر كان وراءه ماكينة الإعلام الجهنمية، وعلى رأسها الفضائيات التي حولتها إلى مباراة في الجلد المنفوخ، كما يطلق الفقهاء على كرة القدم، أشبه ما تكون بمعركة كرامة وطنية لتحرير تراب الوطن من الاستعمار. إنها المرة الأولى التي أشاهد فيها مباراة في كرة القدم بهذا الشكل، فقد حول الجنود السودانيون الملعب إلى ثكنة عسكرية.
معركة
ولأن الأمر تحول إلى معركة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلا عجب أن يتم وصف المباراة بالمصطلحات الحربية بدلا من المصطلحات الكروية، ولأن المعركة {مقدسة}، فقد كان الجميع مدعوا للجهاد في سبيل الله في هذه المعركة التاريخية.
وكان أن بدأ الجميع الجهاد على طريقته عبر منابر الفضائيات، لقد شاركت كل طوائف المجتمعين المصري والجزائري في المعركة: السياسيون والرياضيون والإعلاميون والفنانون ورجال الدين، راح الجميع يمارس جهاده عبر الفضائيات كل بطريقته، وتورطت أسماء كبيرة في مستنقع المعركة الوهمية بعد أن فقدت عقلها، وكان الجميع يحمل شعار «من ليس معنا فهو ضدنا».
مراهقة
الإعلامي «الكبير» عمرو أديب على شاشة أوربت يدعو على الجزائريين بالنكد، والروائية «الكبيرة» أحلام مستغانمي تشارك في المولد وتعاير المصريين بالعلم الإسرائيلي فوق ضفاف النيل، وبعض المراهقين يشنون هجوما على المطربة وردة لأنها تمنت الفوز لمنتخبها وأعلنت أنها لن ترضى عنه بديلا، ومراهقو الجزائر يشنون الحرب على نانسي عجرم لأنها تعاطفت مع المنتخب المصري.
بينما قناة العربية تستعيد أجواء الحرب بين السلفادور وهندوراس التي اندلعت قبل 40 عاما بسبب مباراة في كرة القدم، وكأنها تلمح إلى أمكان نشوب حرب بين مصر والجزائر بعد أن أعلنتا عن قيام طائرات حربية بنقل الجماهير ومرافقة رجال من الأمن لهم، والجزيرة بدلا من التعليق على المباراة بمعلق محايد يهدئ من الأجواء الملتهبة تذيعها بمعلقين مصري وجزائري كمشهد أخير من مشاهد المعركة.
فضيحة
ما حدث في الأيام الماضية على شاشات الفضائيات مهزلة وفضيحة كاملة الدسم، لا يجب أن تمر هكذا بكل بساطة. لم تكن أبدا مباراة في كرة القدم بل كانت مباراة في الكراهية وغسل المخ بين بلدين شقيقين بعد أن تحول الجلد المنفوخ إلى أفيون للشعوب عبر الفضائيات.
ستظل هذه الفتنة مشتعلة بين الشعبين الجزائري والمصري لسنوات طويلة، وتذكروا كلامي هذا إن تقابل الفريقان قريبا في بطولة الأمم الأفريقية بأنغولا، هذه الفتنة مرشحة للاندلاع مرة أخرى بين أي بلدين عربيين آخرين، ولذا يجب معاقبة كل مثيري الفتنة من بهوات الفضائيات في البلدين كي لا يشعلوا فتنا أخرى..
مع التحيه
منقول
من المفارقات المضحكة المبكية في الوقت نفسه أن فريقي مصر والجزائر ينتميان إلى فرق العالم الثالث في كرة القدم، بينما حظيت مباراتهما الفاصلة التي تؤهل الفائز إلى نهائيات كأس العالم باهتمام إعلامي وفضائي عربي وعالمي لا تحظى به حتى مباريات فرق العالم المتقدم في الكرة مثل البرازيل وإيطاليا مثلا.
هذا الاهتمام الهائل الذي استغرق غابات من الورق وبحارا من الحبر وساعات من البث المباشر كان وراءه ماكينة الإعلام الجهنمية، وعلى رأسها الفضائيات التي حولتها إلى مباراة في الجلد المنفوخ، كما يطلق الفقهاء على كرة القدم، أشبه ما تكون بمعركة كرامة وطنية لتحرير تراب الوطن من الاستعمار. إنها المرة الأولى التي أشاهد فيها مباراة في كرة القدم بهذا الشكل، فقد حول الجنود السودانيون الملعب إلى ثكنة عسكرية.
معركة
ولأن الأمر تحول إلى معركة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلا عجب أن يتم وصف المباراة بالمصطلحات الحربية بدلا من المصطلحات الكروية، ولأن المعركة {مقدسة}، فقد كان الجميع مدعوا للجهاد في سبيل الله في هذه المعركة التاريخية.
وكان أن بدأ الجميع الجهاد على طريقته عبر منابر الفضائيات، لقد شاركت كل طوائف المجتمعين المصري والجزائري في المعركة: السياسيون والرياضيون والإعلاميون والفنانون ورجال الدين، راح الجميع يمارس جهاده عبر الفضائيات كل بطريقته، وتورطت أسماء كبيرة في مستنقع المعركة الوهمية بعد أن فقدت عقلها، وكان الجميع يحمل شعار «من ليس معنا فهو ضدنا».
مراهقة
الإعلامي «الكبير» عمرو أديب على شاشة أوربت يدعو على الجزائريين بالنكد، والروائية «الكبيرة» أحلام مستغانمي تشارك في المولد وتعاير المصريين بالعلم الإسرائيلي فوق ضفاف النيل، وبعض المراهقين يشنون هجوما على المطربة وردة لأنها تمنت الفوز لمنتخبها وأعلنت أنها لن ترضى عنه بديلا، ومراهقو الجزائر يشنون الحرب على نانسي عجرم لأنها تعاطفت مع المنتخب المصري.
بينما قناة العربية تستعيد أجواء الحرب بين السلفادور وهندوراس التي اندلعت قبل 40 عاما بسبب مباراة في كرة القدم، وكأنها تلمح إلى أمكان نشوب حرب بين مصر والجزائر بعد أن أعلنتا عن قيام طائرات حربية بنقل الجماهير ومرافقة رجال من الأمن لهم، والجزيرة بدلا من التعليق على المباراة بمعلق محايد يهدئ من الأجواء الملتهبة تذيعها بمعلقين مصري وجزائري كمشهد أخير من مشاهد المعركة.
فضيحة
ما حدث في الأيام الماضية على شاشات الفضائيات مهزلة وفضيحة كاملة الدسم، لا يجب أن تمر هكذا بكل بساطة. لم تكن أبدا مباراة في كرة القدم بل كانت مباراة في الكراهية وغسل المخ بين بلدين شقيقين بعد أن تحول الجلد المنفوخ إلى أفيون للشعوب عبر الفضائيات.
ستظل هذه الفتنة مشتعلة بين الشعبين الجزائري والمصري لسنوات طويلة، وتذكروا كلامي هذا إن تقابل الفريقان قريبا في بطولة الأمم الأفريقية بأنغولا، هذه الفتنة مرشحة للاندلاع مرة أخرى بين أي بلدين عربيين آخرين، ولذا يجب معاقبة كل مثيري الفتنة من بهوات الفضائيات في البلدين كي لا يشعلوا فتنا أخرى..
مع التحيه
منقول