الجمعة، 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2009، آخر تحديث 20:55 (GMT+0400)
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال المصور الصحفي الفلسطيني، طلال أبورحمة، الذي كُرّم الخميس عبر منحه جائزة "روري بيك" المرموقة، إن المناسبة مثلت "نهاية رحلة العذاب" والانتقادات التي طالته بعد تصويره مقتل الطفل محمد الدرة، الذي أصبحت صورته عام 2000 الرمز الأساسي لما عرف بـ"الانتفاضة الثانية."
وفي حديث لـCNN بالعربية، قال أبو رحمة، الذي رشحته شبكة CNN للجائزة بسبب تغطيته المتميزة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة مطلع 2009، إن أصعب لحظات حياته كانت تصويره لدبابة إسرائيلية خلال قصف اتضح لاحقاً أنه استهدف منزله وكاد يقضي على عائلته، كما تحدث بألم عن انقسام الصحافة الفلسطينية بموازاة انقسام الشارع.
وعن نيله الجائزة التي تمنح للمصورين الصحفيين تقديراً لأعمالهم البارزة في مناطق الحروب، قال أبو رحمة، الذي يعمل متعاوناً مع CNN: "هذه الجائزة هي نهاية رحلة عذابي مع محمد الدرة وتصوير مقتله، وما رافق ذلك من تكذيب وهجوم شنه علي بعض المتطرفين الذين يكرهون الحقيقة."
وأضاف قائلاً: "الجائزة قدمت للعالم دليلاً ملموساً على أنني صحفي محترف وغير متحيز، وقد سبق هذه المناسبة حصولي على 23 جائزة أخرى، كانت بمعظمها تدور حول حادثة الدرة، لذلك فإن حصولي على روري بيك يخرجني من الثوب الذي لبسته منذ ذاك الحين."
وتحدث أبو رحمة عن المصاعب التي رافقت خروجه من قطاع غزة، قائلاً: "أعيش بغزة تحت الحصار مثل سائر الفلسطينيين بالقطاع، وبعد أن رشحتني CNN للجائزة، وعدتني بالعمل لمساعدتي في الخروج من غزة واستلامها في الحفل المقرر بالعاصمة البريطانية لندن، وهنا بدأت رحلة أخرى من المصاعب."
وتابع المصور الفلسطيني: "قدمت للتأشيرة في غزة مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني، والحفل كان مقرراً في 19 من الشهر عينه، والطلب ينقل من غزة إلى القدس ومنها إلى عمّان ويعود بالطريقة عينها، وحصلت على الموافقة في 11 نوفمبر، لكنني لم أتسلم التأشيرة في غزة إلا بعد ستة أيام، دون أن يسمح لي الجانب الإسرائيلي بالسفر."
وأضاف: "تابعت CNN ضغطها، وبدأ الإعلام يكتب حول القضية، ما دفع الجيش الإسرائيلي للطلب مني عدم التحدث في الموضوع، قبل أن يعود فيوافق على سفري في 18 نوفمبر الساعة 12 ظهراً، فذهبت إلى عمّان ومنها إلى لندن حتى أحضر الحفل."
وتحدث أبو رحمة عن المشاعر الإنسانية التي تنتاب الصحفي الذي يتابع تغطية الحروب في بلده وسط تهديدات قد تطال عائلته، مستعرضاً تجربته الشخصية بالقول: "القصة بدأت ليل انطلاق العمليات العسكرية، وكنت أريد البقاء للعمل في الفترة المسائية لأن الظلام يقدم فرصة أفضل لالتقاط الصور والحرائق."
وتابع بالقول: "كنت ألاحق بالكاميرا إحدى الدبابات التي ما إن قامت بإطلاق قذيفة من مدفعها حتى صرخ مساعدي 'هذه في بيتك'، ومع معرفتي بأنني وطاقمي بات لدينا القدرة على معرفة موقع سقوط القنابل بحكم معرفتنا بجغرافيا المنطقة وتعودنا على عمليات القصف، فقفزت إلى سلم المبنى الذي نعمل فيه على الطابق 11 ونزلت جرياً لأن الكهرباء كانت مقطوعة."
وأضاف أبو رحمة: "عندما وصلت إلى مدخل الشارع الذي أقطن فيه رأيت الناس متجمعة وعناصر الإطفاء في المبنى والدخان يتصاعد من منزلي، فلم أتكلم مع أحد لأنني لم أرد سوى رؤية عائلتي، وكان هناك 70 إلى 80 شخصاً في المنزل فزاحمتهم حتى وصلت إلى أفراد عائلتي الذين نجوا بأعجوبة، ونقلتهم إلى منزل والدي.
وكشف المصور الفلسطيني أنه لم يكن يعرف معنى الخوف قبل هذه الحادثة، وقد ازدادت مشاعر الرعب لديه حتى بعد أن نقل عائلته إلى منزل والده، الذي لجأ إليه أيضاً عائلات أشقائه، قائلاً: "لو أن إحدى هذه القنابل ضربت المنزل لخسرت كل من أحب، وبقيت وحيداً في هذه الدنيا، لأنني رأيت ماذا فعلت القنابل العمياء في عزبة عبد ربه، ومناطق أخرى بغزة."
كما تحدث أبو رحمة عن المشاهد المروعة التي تابعها في غزة خلال العملية الإسرائيلية، قائلاً: "أكثر ما أثر فيّ لم يكن الجثث والمنازل المهدمة، بل حادث قصف مركز الأونروا الذي وصلنا إليه كطاقم CNN قبل كل المؤسسات الأخرى، ورأيت على الطريق 500 أو 600 شخص يأتون من خلف المبنى، وهم يزحفون حفاة ويريدون الفرار، لكن الفرار كان مستحيلاً لأن العملية الإسرائيلية كانت على شكل كماشة، ولا مكان يقصدونه، وقلت لنفسي، أين سيذهب أولئك الناس، أيرمون أنفسهم في البحر؟"
وأعرب أبو رحمة عن أسفه لعدم قدرة زميله المصور أشرف المشهرواي على تسلم جائزته بسبب عدم حصوله على موافقة الجانب الإسرائيلي المتحكم بمنافذ غزة، قائلاً: "أنا فخور لأن CNN أخرجتني لتسلم الجائزة، لأنها أشعرتني أني جزء من عائلتها، وكنت أتمنى على القناة الرابعة البريطانية ان تساعد أشرف للخروج أيضاً."
ولفت المصور إلى أن معارك غزة الأخيرة كانت تفوق كل ما تعرض له خلال الأحداث التي سبقتها، بما في ذلك الانتفاضة، قائلاً: "معاملة الجيش الإسرائيلي للصحافة اختلفت بين الانتفاضة والحرب على غزة، صحيح أنهم لم يرحمونا في الانتفاضة، ولكن في الحرب الأمر كان أصعب، بدليل أن أعداد القتلى بين الصحفيين كانت أكبر مما سقط على الأراضي الفلسطينية خلال 20 عاماً."
ولم يخف أبو رحمة تأثير الأوضاع السياسية الراهنة في الأراضي الفلسطينية على الصحافة، قائلاً: "الشارع الفلسطيني المنقسم هو لب الموضوع، لأنه عندما ينقسم ينعكس ذلك على الصحافة."
http://arabic.cnn.com/2009/entertainment/11/20/talal.aburahma/index.html
جائزة لمصور محمد الدرة: أصعب اللحظات قصف عائلتي بغزة
أبو رحمة يرفع جائزته في لندن
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال المصور الصحفي الفلسطيني، طلال أبورحمة، الذي كُرّم الخميس عبر منحه جائزة "روري بيك" المرموقة، إن المناسبة مثلت "نهاية رحلة العذاب" والانتقادات التي طالته بعد تصويره مقتل الطفل محمد الدرة، الذي أصبحت صورته عام 2000 الرمز الأساسي لما عرف بـ"الانتفاضة الثانية."
وفي حديث لـCNN بالعربية، قال أبو رحمة، الذي رشحته شبكة CNN للجائزة بسبب تغطيته المتميزة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة مطلع 2009، إن أصعب لحظات حياته كانت تصويره لدبابة إسرائيلية خلال قصف اتضح لاحقاً أنه استهدف منزله وكاد يقضي على عائلته، كما تحدث بألم عن انقسام الصحافة الفلسطينية بموازاة انقسام الشارع.
وعن نيله الجائزة التي تمنح للمصورين الصحفيين تقديراً لأعمالهم البارزة في مناطق الحروب، قال أبو رحمة، الذي يعمل متعاوناً مع CNN: "هذه الجائزة هي نهاية رحلة عذابي مع محمد الدرة وتصوير مقتله، وما رافق ذلك من تكذيب وهجوم شنه علي بعض المتطرفين الذين يكرهون الحقيقة."
وأضاف قائلاً: "الجائزة قدمت للعالم دليلاً ملموساً على أنني صحفي محترف وغير متحيز، وقد سبق هذه المناسبة حصولي على 23 جائزة أخرى، كانت بمعظمها تدور حول حادثة الدرة، لذلك فإن حصولي على روري بيك يخرجني من الثوب الذي لبسته منذ ذاك الحين."
وتحدث أبو رحمة عن المصاعب التي رافقت خروجه من قطاع غزة، قائلاً: "أعيش بغزة تحت الحصار مثل سائر الفلسطينيين بالقطاع، وبعد أن رشحتني CNN للجائزة، وعدتني بالعمل لمساعدتي في الخروج من غزة واستلامها في الحفل المقرر بالعاصمة البريطانية لندن، وهنا بدأت رحلة أخرى من المصاعب."
وتابع المصور الفلسطيني: "قدمت للتأشيرة في غزة مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني، والحفل كان مقرراً في 19 من الشهر عينه، والطلب ينقل من غزة إلى القدس ومنها إلى عمّان ويعود بالطريقة عينها، وحصلت على الموافقة في 11 نوفمبر، لكنني لم أتسلم التأشيرة في غزة إلا بعد ستة أيام، دون أن يسمح لي الجانب الإسرائيلي بالسفر."
وأضاف: "تابعت CNN ضغطها، وبدأ الإعلام يكتب حول القضية، ما دفع الجيش الإسرائيلي للطلب مني عدم التحدث في الموضوع، قبل أن يعود فيوافق على سفري في 18 نوفمبر الساعة 12 ظهراً، فذهبت إلى عمّان ومنها إلى لندن حتى أحضر الحفل."
وتحدث أبو رحمة عن المشاعر الإنسانية التي تنتاب الصحفي الذي يتابع تغطية الحروب في بلده وسط تهديدات قد تطال عائلته، مستعرضاً تجربته الشخصية بالقول: "القصة بدأت ليل انطلاق العمليات العسكرية، وكنت أريد البقاء للعمل في الفترة المسائية لأن الظلام يقدم فرصة أفضل لالتقاط الصور والحرائق."
وتابع بالقول: "كنت ألاحق بالكاميرا إحدى الدبابات التي ما إن قامت بإطلاق قذيفة من مدفعها حتى صرخ مساعدي 'هذه في بيتك'، ومع معرفتي بأنني وطاقمي بات لدينا القدرة على معرفة موقع سقوط القنابل بحكم معرفتنا بجغرافيا المنطقة وتعودنا على عمليات القصف، فقفزت إلى سلم المبنى الذي نعمل فيه على الطابق 11 ونزلت جرياً لأن الكهرباء كانت مقطوعة."
وأضاف أبو رحمة: "عندما وصلت إلى مدخل الشارع الذي أقطن فيه رأيت الناس متجمعة وعناصر الإطفاء في المبنى والدخان يتصاعد من منزلي، فلم أتكلم مع أحد لأنني لم أرد سوى رؤية عائلتي، وكان هناك 70 إلى 80 شخصاً في المنزل فزاحمتهم حتى وصلت إلى أفراد عائلتي الذين نجوا بأعجوبة، ونقلتهم إلى منزل والدي.
وكشف المصور الفلسطيني أنه لم يكن يعرف معنى الخوف قبل هذه الحادثة، وقد ازدادت مشاعر الرعب لديه حتى بعد أن نقل عائلته إلى منزل والده، الذي لجأ إليه أيضاً عائلات أشقائه، قائلاً: "لو أن إحدى هذه القنابل ضربت المنزل لخسرت كل من أحب، وبقيت وحيداً في هذه الدنيا، لأنني رأيت ماذا فعلت القنابل العمياء في عزبة عبد ربه، ومناطق أخرى بغزة."
كما تحدث أبو رحمة عن المشاهد المروعة التي تابعها في غزة خلال العملية الإسرائيلية، قائلاً: "أكثر ما أثر فيّ لم يكن الجثث والمنازل المهدمة، بل حادث قصف مركز الأونروا الذي وصلنا إليه كطاقم CNN قبل كل المؤسسات الأخرى، ورأيت على الطريق 500 أو 600 شخص يأتون من خلف المبنى، وهم يزحفون حفاة ويريدون الفرار، لكن الفرار كان مستحيلاً لأن العملية الإسرائيلية كانت على شكل كماشة، ولا مكان يقصدونه، وقلت لنفسي، أين سيذهب أولئك الناس، أيرمون أنفسهم في البحر؟"
وأعرب أبو رحمة عن أسفه لعدم قدرة زميله المصور أشرف المشهرواي على تسلم جائزته بسبب عدم حصوله على موافقة الجانب الإسرائيلي المتحكم بمنافذ غزة، قائلاً: "أنا فخور لأن CNN أخرجتني لتسلم الجائزة، لأنها أشعرتني أني جزء من عائلتها، وكنت أتمنى على القناة الرابعة البريطانية ان تساعد أشرف للخروج أيضاً."
ولفت المصور إلى أن معارك غزة الأخيرة كانت تفوق كل ما تعرض له خلال الأحداث التي سبقتها، بما في ذلك الانتفاضة، قائلاً: "معاملة الجيش الإسرائيلي للصحافة اختلفت بين الانتفاضة والحرب على غزة، صحيح أنهم لم يرحمونا في الانتفاضة، ولكن في الحرب الأمر كان أصعب، بدليل أن أعداد القتلى بين الصحفيين كانت أكبر مما سقط على الأراضي الفلسطينية خلال 20 عاماً."
ولم يخف أبو رحمة تأثير الأوضاع السياسية الراهنة في الأراضي الفلسطينية على الصحافة، قائلاً: "الشارع الفلسطيني المنقسم هو لب الموضوع، لأنه عندما ينقسم ينعكس ذلك على الصحافة."
http://arabic.cnn.com/2009/entertainment/11/20/talal.aburahma/index.html