الأربعاء، 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2009، آخر تحديث 21:36 (GMT+0400)
إسلام أباد، باكستان (CNN)-- عادت الحياة ببطء لتصبح طبيعية داخل الحرم الجامعي المخصص للنساء في جامعة إسلام أباد الدولية الإسلامية، في باكستان، والتي كانت مسرحاً لعملية انتحارية أسفرت عن مقتل وجرح العشرات.
ومع عودة الطالبات لها، يتذكر الجميع هناك، شجاعة بواب وعامل نظافة يدعى برفيز مسيح، استطاع أن يقف في وجه أحد الانتحاريين ويمنعه من دخول ساحة كانت تحتشد فيها نحو 400 طالبة، مما قلل، بحسب شهود عيان، من الخسائر في الأرواح البشرية.
وقالت عدة طالبات إن البواب برفيز، وينتمي للأقلية المسيحية في البلاد، دخل في جدال مع أحد الانتحاريين، الذي جاء إلى بوابة الجامعة متنكراً بزي امرأة، ومنعه من دخول ساحة مليئة بالطالبات، فما كان من الانتحاري إلا أن فجر نفسه ليودي بحياة برفيز.
وبعد تكشف تلك الحقائق، أعلنت الحكومة الباكستانية برفيز "بطلاً قومياً"، ووعدت بدفع مليون روبية (نحو 12 ألف دولار) إلى عائلته، في حين قالت إدارة الجامعة إنها ستعرض تدريس ابنته "ضياء" مجاناً، وتوفر وظيفة لزوجته شاهين برفيز.
ويقول شهباز بهاتي وزير الأقليات الباكستاني عن برفيز: "إنه بطل قومي فعلاً.. لأنه أنقذ حياة عدد كبير من الطالبات.. ورغم أنه مسيحي وينتمي إلى أقلية.. إلا أنه وقف في وجه مسلحي طالبان ليدافع عن الجامعة الإسلامية."
ومن المفارقة، أن برفيز تسلم وظيفته في الجامعة قبل أسبوع واحد من الهجوم، لقاء مبلغ يعادل 60 دولاراً في الشهر، في حين أنه يعيش في أسرة من سبعة أفراد في غرفة واحدة، في حي مزدحم بمدينة روالبندي.
وقبل وقوع الهجوم، كانت والدة برفيز، وتدعى خورشيد صديق، تعمل خادمة في أحد المنازل، لكنها الآن، توقفت عن العمل، وتقوم يومياً بزيارة قبر ابنها، وتعيش حالة من المرارة، جعلتها غير سعيدة بإعلانه "بطلاً قومياً."
وتقول الأم الثكلى وهي تحمل صورة لولدها "البطل ميت الآن"، في وقت تحوم حفيدتها ضياء حولها وتردد من حين لآخر كلمة "بابا"، وهي تنظر إلى الصورة.
لكن هذا "البطل القومي" لم يحصل فيما يبدو على دفن يليق به، إذ جرى دفنه في منطقة فقيرة، حيث تتجمع النفايات والأوساخ عند قبره، وتقول والدته إنها تريد أن تضع سوراً على قبره وشاهداً يحمل اسمه، في حال وفت الحكومة بوعدها وقدمت الدعم المالي.
ورغم ذلك، فإن كثيرين ممن شهدوا ذلك اليوم يشعرون بالامتنان لبرفيز، إذ يقول الدكتور فاتح محمد مالك، رئيس الجامعة: "برفيز سما فوق التفرقة الطائفية والأنانية وضحى بنفسه لينقذ طالبات مسلمات رغم أنه مسيحي."
يشار إلى أن هجمات الجامعة الإسلامية وقعت في 20 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وراح ضحيتها خمسة أشخاص وأصيب 22 آخرون بجروح، في انفجارين أحدهما وقع في جناح الطلاب الذكور، بينما وقع الثاني في جناح الطالبات.
http://arabic.cnn.com/2009/world/11/11/Pakistan.national.hero/index.html
برفيز.. بواب مسيحي أنقذ العشرات بتفجيرات إسلام أباد
طالبتان تقفان بعيدا عن بوابة الجامعة يوم التفجيرات
إسلام أباد، باكستان (CNN)-- عادت الحياة ببطء لتصبح طبيعية داخل الحرم الجامعي المخصص للنساء في جامعة إسلام أباد الدولية الإسلامية، في باكستان، والتي كانت مسرحاً لعملية انتحارية أسفرت عن مقتل وجرح العشرات.
ومع عودة الطالبات لها، يتذكر الجميع هناك، شجاعة بواب وعامل نظافة يدعى برفيز مسيح، استطاع أن يقف في وجه أحد الانتحاريين ويمنعه من دخول ساحة كانت تحتشد فيها نحو 400 طالبة، مما قلل، بحسب شهود عيان، من الخسائر في الأرواح البشرية.
وقالت عدة طالبات إن البواب برفيز، وينتمي للأقلية المسيحية في البلاد، دخل في جدال مع أحد الانتحاريين، الذي جاء إلى بوابة الجامعة متنكراً بزي امرأة، ومنعه من دخول ساحة مليئة بالطالبات، فما كان من الانتحاري إلا أن فجر نفسه ليودي بحياة برفيز.
وبعد تكشف تلك الحقائق، أعلنت الحكومة الباكستانية برفيز "بطلاً قومياً"، ووعدت بدفع مليون روبية (نحو 12 ألف دولار) إلى عائلته، في حين قالت إدارة الجامعة إنها ستعرض تدريس ابنته "ضياء" مجاناً، وتوفر وظيفة لزوجته شاهين برفيز.
ويقول شهباز بهاتي وزير الأقليات الباكستاني عن برفيز: "إنه بطل قومي فعلاً.. لأنه أنقذ حياة عدد كبير من الطالبات.. ورغم أنه مسيحي وينتمي إلى أقلية.. إلا أنه وقف في وجه مسلحي طالبان ليدافع عن الجامعة الإسلامية."
ومن المفارقة، أن برفيز تسلم وظيفته في الجامعة قبل أسبوع واحد من الهجوم، لقاء مبلغ يعادل 60 دولاراً في الشهر، في حين أنه يعيش في أسرة من سبعة أفراد في غرفة واحدة، في حي مزدحم بمدينة روالبندي.
وقبل وقوع الهجوم، كانت والدة برفيز، وتدعى خورشيد صديق، تعمل خادمة في أحد المنازل، لكنها الآن، توقفت عن العمل، وتقوم يومياً بزيارة قبر ابنها، وتعيش حالة من المرارة، جعلتها غير سعيدة بإعلانه "بطلاً قومياً."
وتقول الأم الثكلى وهي تحمل صورة لولدها "البطل ميت الآن"، في وقت تحوم حفيدتها ضياء حولها وتردد من حين لآخر كلمة "بابا"، وهي تنظر إلى الصورة.
لكن هذا "البطل القومي" لم يحصل فيما يبدو على دفن يليق به، إذ جرى دفنه في منطقة فقيرة، حيث تتجمع النفايات والأوساخ عند قبره، وتقول والدته إنها تريد أن تضع سوراً على قبره وشاهداً يحمل اسمه، في حال وفت الحكومة بوعدها وقدمت الدعم المالي.
ورغم ذلك، فإن كثيرين ممن شهدوا ذلك اليوم يشعرون بالامتنان لبرفيز، إذ يقول الدكتور فاتح محمد مالك، رئيس الجامعة: "برفيز سما فوق التفرقة الطائفية والأنانية وضحى بنفسه لينقذ طالبات مسلمات رغم أنه مسيحي."
يشار إلى أن هجمات الجامعة الإسلامية وقعت في 20 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وراح ضحيتها خمسة أشخاص وأصيب 22 آخرون بجروح، في انفجارين أحدهما وقع في جناح الطلاب الذكور، بينما وقع الثاني في جناح الطالبات.
http://arabic.cnn.com/2009/world/11/11/Pakistan.national.hero/index.html