حقــــــــوق الزوجــــــــــة على زوجهـــــــــا
فرض الله على الأزواج حقوقاً تجاه زوجاتهم
، فمن حفظها وحافظ عليها وأداها على وجهها ، فقد حفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أهله ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : " استوصوا بالنساء خيراً ، فمن حفظ هذه الحقوق ، وحافظ عليها ، وأدى الذي عليه فيها ، كان من خيار عباد الله المؤمنين ، قال صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي " فعلى الزوج أن ينظر إلى زوجته على أنها سكن له ، تركن إليها نفسه ، وتكمل في جوارها طمأنينته ، وترتبط بالحياة الكريمة معها سعادته ، فهي ليست أداة للزينة ، ولا مطيَّة للشهوة ، ولا غرضاً للنسل فحسب ، بل هي تكملة روحية للزوج ،
وإلى هذا يشير القرآن الكريم في قوله تعالى : "(( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ")) ،
أيها الأزواج : هذه الحقوق العظيمة التي فرضها الله ، لا يقوم بها ولا يرعاها إلا زوج يخاف الله ويتقيه ، ويعلم علم اليقين أنه محاسبه ومجازيه ، هذه الحقوق إذا قام الأزواج بها على وجهها ، كانت السعادة ، وحصلت الطمأنينة ، وشعرت المرأة بفضل زوجها عليها ، وأنه مؤمن بالله ، قائم لله بحقه وحقوق عباده ، وإذا رأت المرأة من زوجها الاستهتار والاستخفاف بحقوقها ، تنكد عيشها ، وتنغصت حياتها ، حتى ربما أنها لا تستطيع أن تقوم بعبادتها على وجهها ، لما ينتابها من الوساوس والخطرات ، وبما تشعر به من الذل والاضطهاد والأذية ،
ألا فاعلموا عباد الله أن من أعظم حقوق المرأة على زوجها ، الأمر بطاعة الله ، وهذا الحق هو أعظم الحقوق وأجلها ، هذا الحق الذي من أجله قام بيت الزوجية ، ومن أجله تستمر الحياة الأسرية ، فالواجب على الزوج أن يأمر زوجته بما أمر الله ، وأن ينهاها عما حرم الله ، وأن يأخذ بحجزها عن عقوبة الله ونار الله ، ولقد أشار الله تعالى إلى هذا الحق العظيم بقوله : (( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ))
فعلى الزوج أن يكون في البيت آمراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر ، إذا رأى خيراً ثبت قلب المرأة عليه ، وإذا رأى حراماً صرفها عنه ، وحذرها ووعظها وذكرها ، وإلا أخذها بالقوة ، وأطرها على الحق أطراً ، وقسرها عليه قسراً ، حتى يقوم حق الله في بيته ، بنيان سعادة كثير من الأسر ،
ولذلك كان من وصية الله لعباده المؤمنين إذا أرادوا الزواج ، أن يختاروا المرأة الدينة ، المؤمنة الصالحة ، لأنها هي التي تقيم بيتها على أمر الله ، وما فرض الله عليها ، قال صلى الله عليه وسلم : " تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولجمالها ، ولحسبها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " ، فذات الدين غنيمة عظيمة ، إن أمرها زوجها بطاعة الله أئتمرت ، وإن نهاها عن حدود الله ومحارمه انزجرت ، وإذا ضيع الزوج حق الله تعالى وطاعته ، خذله الله في بيته ، وخيب أمله مع زوجه ، وبدد أحلامه مع أهله وأولاده ، فيسلبه الله الكرامة ، ويجعله في مذلة ومهانة
ومن حقوق الزوجة على زوجها ، حق النفقة وهذا الحق دل عليه دليل الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة ، قال الله في كتابه ( لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً } ، ولكم على نسائكم حقاً ، فأما حقكم على نسائكم إن لا يوطئن فرشكم من تكرهون ، وألا يَأذَنَّ في بيوتكم لمن تكرهون ، وأما حقهم عليكم أن تحسنوا إليهن في طعامهن وكسوتهن " ، وفي حديث معاوية رضي الله عنه وأرضاه : أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما حق امرأتي علي ؟ قال : " تطعمها مما تطعم ، وتكسوها مما تكتس " ، وأجمع العلماء على أن الزوج يجب عليه أن ينفق على زوجته بالمعروف ، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله : " استوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عندكم عوان " ، وعوان : أي أسيرات قال تعالى : (( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } فاستحقت أن تأخذ أجرها على ما يكون منها من القيام بحق بعلها في فراشه ، فلهذا كله أوجب الله على الرجال الإنفاق على النساء والقيام بحقوقهن .
ربما كان بعض الأزواج شحيحاً بخيلاً ، وهي صفة مذمومة ، مقبوحة مرفوضة ، وعند الله ممقوتة ، فمن كانت تلك صفته ، وتلك همته ، فيجوز للمرأة أن تأخذ من ماله ما يكفيها ويكفي بنيها بالمعروف ، ،
ألا وإن من حقوق المرأة على زوجها ، ألا يضرب ضرباً مبرحاً ، وألا يقبح ، وألا يستخدم أساليب التجريح في المعاملة ، والكلمات القاسية ، والألفاظ النابية ، والأوامر الصارمة ، والتهديدات الفاضحة ، فذلكم خارج عن تعاليم الإسلام والشرع الحنيف ، فلا يضرب المرأة على أتفه الأسباب ، إلا رجل سيئ الخلق ، ناقص العقل والفهم ، قاصر التفكير والتأمل ، مريض معتوه ، غير عارف بدين الله الصحيح ، ولقد جاء في الأثر : " ما أهانهن إلا لئيم ، وما أكرمهن إلا كريم " ،، فعلى ذلك من أعظم حقوق المرأة على زوجها أن ينبسط معها في البيت ، فيهش للقائها ، ويستمع إلى حديثها ، ويمازحها ويداعبها تطييباً لقلبها ، وإيناساً لها في وحدتها ، وإشعاراً لها بمكانتها من نفسه ، وقربها من قلبه ، وربما ظن بعض الجاهلين أنّ مداعبة الزوجة وممازحتها مما يتنافى مع الورع أو الوقار أو الهيبة التي يجب أن تستشعرها الزوجة نحو زوجها ، ولا ريب أن ذلك خطأ فاحش ، ودليل على غلظ الطبع ، وقسوة القلب ، وجهل الشريعة ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو العابد الخاشع ، القائد الحاكم ، من أفكه الناس مع زوجاته ، وأحسنهم خلقاً ، كان يمزح معهن بما يدخل السرور إلى قلوبهن ، ويقص لهن القصص ، ويستمع إلى قصصهن ، وكان يسابق عائشة رضي الله عنها ، ومن هنا قال عليه الصلاة والسلام : " أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله ، وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع : " واتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله " ، وقد جاءت أحاديث كثيرة صحيحة في الوصية بهن ، وبيان حقوقهن ، والتحذير من التقصير في ذلك ، فالله الله بالنساء ، أوصيكم بهن خيراً ، فهن الزوجات ، والأمهات ، والأخوات ، والبنات ، فاتقوا في النساء ،
ومن حقوق الزوجة على زوجها ، أن يعينها على صلة رحمها ، واتصالها بأهلها ، وزيارة أقربائها ، ألا وإن من حقوق الزوجة على زوجها ، أن يسكنها في سكنٍ خاص بها ، لا يشاركها فيه أحد ، كي تأخذ حريتها في منزلها ، وراحتها في بيتها ، تنظيفاً وترتيباً ، وتكميلاً وتكييفاً ، لا سيما إذا كان للزوج أكثر من زوجة ، فالواجب عليه شرعاً العدل بين زوجاته ، وإسكان كل زوجة في سكن مستقل بها ، هكذا أفتى به جمهور أهل العلم ، بل ساق بعضهم إجماع العلماء على ذلك
، فاتقوا الله أيها الأزواج في زوجاتكم ، وإياكم وظلمهن ،اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة "
قال صلى الله عليه وسلم :
" استوصوا بالنساء خيراً ، فمن حفظ هذه الحقوق ، وحافظ عليها ، وأدى الذي عليه فيها ، كان من خيار عباد الله المؤمنين ، قال صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي "
ومن حقوق الزوجة على زوجها ، أن يعينها على صلة رحمها ، واتصالها بأهلها ، وزيارة أقربائها ، ألا وإن من حقوق الزوجة على زوجها ، أن يسكنها في سكنٍ خاص بها ، لا يشاركها فيه أحد ، كي تأخذ حريتها في منزلها ، وراحتها في بيتها ، تنظيفاً وترتيباً ، وتكميلاً وتكييفاً ، لا سيما إذا كان للزوج أكثر من زوجة ، فالواجب عليه شرعاً العدل بين زوجاته ، وإسكان كل زوجة في سكن مستقل بها ، هكذا أفتى به جمهور أهل العلم ، بل ساق بعضهم إجماع العلماء على ذلك
منقول