هجمات عنيفة ضد القرضاوي لمناشدته أمريكا مهاجمة سورية واتهامه بمساندة الكفار ضد المسلمين والتحول إلى مفت للناتو
حسنين كروم
May 9, 2013
القاهرة ـ ‘القدس
العربي’الموضوعات والأخبار الرئيسية في الصحف الصادرة امس الخميس 9
ايار/مايو كانت عن ردود الأفعال على التعديل الوزاري، وانفجار أول مشكلة
خطيرة بسبب وزير الثقافة الجديد الدكتور علاء عبدالعزيز، بإعلان الفضائيات
ان هناك دعوى سيتم رفعها ضده، بسبب قيامه بأفعال خادشة للحياء مع إحدى
الطالبات، في أكاديمية الفنون، وأنه سبق تقديمه للرقابة الإدارية، ومن
الذين أثاروا القضية، المحامي الشهير مرتضى منصور مساء الأربعاء في قناة
التحرير مع زميلنا وصديقنا بـ’الأهرام’ أحمد موسى في برنامجه (الشعب يريد)
الذي حظي بنسبة مشاهدة عالية، ولكن موسى توسل إليه أن لا يذكر للمشاهدين
ماذا جاء في السي دي، حرصاً على الأخلاق الحميدة، وشن مرتضى هجوماً عنيفاً
ضد الرئيس مرسي ومما قاله له، ابقى خليك أد كلامك.
كما هاجم المستشار
بجاتو وأبدى أسفه لما انتهى إليه بقبوله منصب وزير دولة للشؤون القانونية،
وهو نائب رئيس المحكمة الدستورية، وطلب عرض شريط أدائه القسم امام الرئيس،
وقال عن تقدمه مشياً نحو الرئيس:
شوف، عامل زي العمدة في أوبريت الليلة
الكبيرة، كما تعهد أحمد موسى بأنه يوم الأحد سوف يذيع في برنامجه مصائب
موثقة بالأسماء والأرقام عن الذين تفاوضوا مع رجال أعمال مبارك.
كما
تواصلت الهجمات ضد التعديل، لدرجة أن حزب الوطن الذي يعمل لمصلحة الإخوان،
وانشق عن حزب النور السلفي، سخر من التعديل، كما أخبرني زميلنا وصديقنا
الرسام والفنان الكبير جمعة فرحات، انه اثناء سيره في الشارع شاهد اثنين
يقول أحدهما وهو يضحك للثاني، ما العلاقة بين الحكومة والزبالة، فرد عليه
هما ‘الاتنين زي بعض مش عارفين نتخلص منهم’، وعقدت قوى ثورية وسياسية
مؤتمرا تعهدت فيه بالتصدي للإخوان بسبب عمليات الاعتقال والتعذيب التي تقوم
بها الشرطة، بينما قامت النيابة بالإفراج بكفالة عن الإخواني علاء حمزة،
الذي يتم التحقيق معه في قيامه بتعذيب المواطنين امام قصر الاتحادية، وهو
ما كشفته الفيديوهات المصورة، بينما تم حبس أحمد دومة خمسة عشر يوما، ورفضت
محكمة النقض طعن النيابة العامة على أحكام محكمة الجنايات ببراءة المتهمين
في موقعة الجمل لأنها قدمته بعد المدة القانونية وأصدرت محكمة الجنايات
حكماً بسجن صبري نخنوع وهو ابن منطقتنا ثمانية وعشرين عاما، ونشرت الصحف
ايضا عن زيارة وفد من جمعية الدعوة السلفية برئاسة ياسر برهامي وحزب النور
برئاسة يونس مخيون لشيخ الأزهر والإعلان عن تأييده ضد محاولات أخونة
الأزهر.
وإلى بعض مما عندنا:
تزوير التاريخ
ونبدأ بحلقة
أخرى من حلقات تزوير التاريخ، التي نستهدف من ورائها وضع الحقائق التاريخية
المجردة أمام القارئ لمقالات بعض من يزيفونها عن عمد، أو يكتبونها عن جهل
لخدمة أهداف سياسية، خاصة أن هناك ومن مدة صراعا على عقل المواطن في مصر
والعالم العربي، على إمداده بمعلومات كاذبة لدفعه لاتخاذ موقف مؤيد لمن
يقومون بهذه العملية، التي زادت بسبب صعود التيار الديني في العالم العربي،
وبدأ تنفيذ خططه ضد القومية والوحدة العربية، وضد الالتزام بديمقراطية
حقيقية، ومن بين الادعاءات التي يروجها الإخوان انهم ضحايا كل العهود لا
لشيء إلا لأنهم مسلمون ويطالبون بالإسلام، والأنظمة تحاربهم وتضطدهم لأنها
تحارب الإسلام، ويركزون هجماتهم على عهد خالد الذكر، وقد كشف المرشد العام
السابق خفيف الظل محمد مهدي عاكف في الحلقة الخامسة من ذكرياته يوم
الثلاثاء قبل الماضي، الموافق 30 نيسان/أبريل في الملحق الذي تخصصه له
جريدة ‘الحرية والعدالة’، ومما قاله:
‘أصدر النقراشي قراراً بحل جماعة
الإخوان المسلمين في 8 كانون الاول/ديسمبر 1948 وسيق الإخوان أفواجاً
أفواجاً إلى المعتقلات، ودماؤهم لم تجف بعد في فلسطين،
فما كان من الأخ عبدالمجيد أحمد حسن وزملائه إلا أن دبروا قتل النقراشي في
28 ديسمبر. وكان الأخ عبدالمجيد طالباً بكلية الطب البيطري يتميز بالنشاط
وقلة الكلام والالتزام الدقيق، سواء في الوقت أو التدريب، وبعد مقتل
النقراشي حورب الإخوان وقبض عليَّ في 29 ديسمبر 1948 وظننت أني سأتهم في
هذه القضية لأنني كنت أعرب عبدالمجيد وأحمد فؤاد والأخير كان ضابطاً وقد
قتلوه وهم يطاردونه في بنها، لأنهم اعتبروه مشاركاً لعبدالمجيد في قتل
النقراشي، ولكني فوجئت أنهم لم يحققوا معي في هذه القضية وأرسلوني إلى
معتقل الهايكستب، ثم معسكر الطور بعدها، هذا المعسكر التربوي الإجباري الذي
سعدنا بوجود الكثير من مشايخنا الأفاضل فيه أمثال: الشيخ محمد الغزالي
والشيخ سيد سابق والدكتور يوسف القرضاوي وغيرهم.
وكان معتقل الطور مكانا
يتوقف فيه حجاج البواخر للكشف عليهم بعد عودتهم من الحج، فيما يسمى ‘الحجر
الصحي’ فتم تحويل هذا المكان الى معتقل للإخوان، كان عدد الإخوان في سجن
الطور حوالي ثلاثة آلاف، وكانوا يقيمون في ‘الحزاءات’ التي كانوا يستقبلون
فيها الحجاج وكنت أنا في حزاء2′ الذي كان به حوالي خمسمئة طالب، وعندما
أتذكرهم وقد صاروا فيما بعد من كبار علماء مصر وعظماء العالم في كل
المجالات، سواء في الهندسة أو الاقتصاد أو التجارة أدرك عظمة هذا الشعب.
وكانت
معنا مجموعة طيبة من إخواننا الذين يكبروننا سناً، مثل الشيخ سيد سابق،
والشيخ محمد الغزالي، والأستاذ محمد عبدالحميد والرجل الطيب طاهر منير وكان
مسؤولا عن إخوان السويس، والأخ عبدالرحمن حسب الله أحد الستة الأوائل
الذين بايعوا الإمام حسن البنا والشيخ الشعشاعي رضي الله عنه وأرضاه، وكان
يوقظنا للفجر بعصاه لأنه كان ضريرا، والحاج إبراهيم كروم فتوة بولاق وضابط
يسمى محمد علي وكان حكمداراً طريفاً لطيفاً من المحلة، ومجموعات أخرى من
الذين اعتقلوهم مثل عائلة الشيخ جبر التميمي، حيث كانوا أحيانا يعتقلون
العائلة بأكملها، في أثناء وجودنا بمعتقل الطور أرسل البوليس السياسي كثيرا
من عيونه فكانوا موجودين وسط الإخوان، وكنا نسميهم ‘البسابس′ وكانوا
يحاولون بلبلة أذهاننا بألاعيب مكشوفة تثير الضحك لدرجة أن مجموعة منهم
كانوا إذا جاء المغرب
يخرجون الى الباب ويهتفون يعيش جلالة الملك، وعندما ضقنا بهم قررنا أن
تسكن كل شعبة منفردة في حجرة، فانكشف أفراد البوليس السياسي فرداً فرداً،
وسكنوا في حجرة بمفردهم، ثم قام إبراهيم كروم ومجموعة معه بضربهم ضرباً
مبرحاً وحكم عليه بسبب ضربهم بالسجن ستة أشهر وانتهى أمرهم على ذلك، وأتذكر
حملات تفتيش اللواء عباس عسكر ـ قائد معسكر الطور ـ على الحزاءات’.
مرشد الاخوان العام يعترف في ذكرياته
بقتل الإخوان النقراشي باشا
هذا
ما كتبه مهدي عاكف الذي يتميز بالإضافة الى خفة ظله وأنه ابن نكتة وهذه
ميزة لو تعلمون عظيمة وفريدة بين الإخوان الذين يتميز أغلبهم بثقل الظل
والجهامة.
فانه يتميز بدرجة عالية من الصراحة في الكشف عن حقيقة أهداف
الجماعة، أي لا يراوغ ولا يخادع ولا يكذب مثل غالبية قياداتهم الساحقة، وهو
هنا يعترف صراحة بانهم الذين قتلوا رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي،
وكان بين صفوفهم ضباط، جيش وبوليس، وأن الاعتقالات أيام الملك كانت
بالآلاف، وقد نسي عاكف ذكر اسم شاعر الإخوان وناقدهم الأدبي صديقنا الدكتور
جابر قميحة، أما بخصوص حادثة عمي الحاج إبراهيم كروم وقيادته مجموعة من
الإخوان لضرب جواسيس القلم السياسي، مباحث أمن الدولة في ما بعد، الذين
سماهم الإخوان بسابس، أي جمع بسبس.
وكان الشيوعيون يسمونهم كوكو، وذكر
اسم قائد المعتقل اللواء عباس عسكر، فقد أخبرني جابر، أن عباس هذا كان
يتفنن في إيذاء الإخوان، وكان يعتبر نفسه فتوة، ويتمتع بقوة بدنية، ولما
سمع عن وجود فتوة من الإخوان في المعتقل وأخبروه أنه إبراهيم كروم اعتبر
ذلك تحدياً له، فطلب علناً من عمي الدخول معه في مصارعة، وقبل وما أن
تشابكا حتى وجد عسكر نفسه محمولاً بين يدي عمي، ورأسه لأسفل فسأله عمي:
ـ ها: اضرب رأسك في الأرض ولا تروح سليم، فقال له:
لأ، أروح سليم.
وقام
واحتضن عمي وقبله، وكان يأمر بصرف تعيين مخصوص له، هذه رواية الدكتور جابر
قميحة، عليه رحمة الله، أما ما حدث بعد ذلك من ضربه لبسابس، فهذه قصة
تالية، وأعود وأذكر، بأنه لا يمكن أن يكون هذا حالهم قبل ثورة يوليو
وبعدها، وهم أبرياء، ملائكة.
والأمر المدهش انه في نفس اليوم ـ الثلاثاء
30 أبريل نشرت الصحف عن المؤتمر الصحافي الذي عقده محافظ الإسكندرية
المستشار محمد عطا عباس وهاجم فيه نائبه الإخواني الدكتور حسن البرنس
علناً، واستنكر ما قام به من وراء ظهره، وقال عنه انه أخذ مجموعة من
الإخوان المسلمين، وعلقوا يافطة على كوبري ابيس تحمل اسم حزب الحرية
والعدالة، وأعلن افتتاح الكوبري بعد تطويره، وصرخ المحافظ، الكوبري لم يتم
استكماله ولم يتم تحديد موعد افتتاحه.
أي انهم لم يزوروا التاريخ وإنما في المشروعات المقامة بوضع اسمهم عليها، فما رأيكم في هؤلاء الناس؟
سورية ومصر
وإلى
أبرز ردود الأفعال على الغارة الإسرائيلية ضد سورية، التي تركزت على اتهام
الإسلاميين بالاشتراك في مخطط تدمير الدول العربية وتقسيمها بالتعاون مع
إسرائيل، والتحذير من امتداد عملية التدمير والتقسيم إلى مصر، وقال عنها
يوم الثلاثاء زميلنا وصديقنا ونقيب الصحافيين الأسبق جلال عارف (ناصري) في
جريدة ‘التحرير’:
‘لا ينبغي أن نفقد انتباهنا لحظة واحدة، فزرع الإرهاب
في سيناء ليس بعيدا عن هذا المخطط ومحاولة استنزاف قواتنا المسلحة في معارك
مفتعلة أمر مقصود، والحملة لتشويه جيش مصر الوطني في هذا الوقت بالذات، له
مغزاه، وحين يتوافق موقف الإخوان بهذا الشأن مع الموقف الأمريكي، كما
عكسته تصريحات السفيرة الأمريكية مؤخرا، فليس في الأمر مصادفة، وحين يتم
الدفع ببعض الصعاليك من هنا أو هناك لإطلاق لتصريحات التي تسيء الى الجيش
وقياداته، من دون أن تتحرك السلطات الرسمية لمواجهة ذلك، فعلينا أن نترك
الصعاليك ونمسك بالفاعل الأساسي، وآخر الرسائل لتوضيح المواقف جاءت من
الصديق الوفي، رئيس الكيان الصهيوني شيمعون بيريز بالأمس، قال انه يقدر
الصعوبات التي واجهها الرئيس المصري ويتمنى له كل التوفيق والنجاح، ولا
أعرف كيف سيرد الأخ الرئيس على أمنيات السفاح الإسرائيلي، ولكن أعرف أن
علينا شعباً وجيشاً أن نستعد لكل الاحتمالات.
ومن ‘التحرير’ إلى ‘الشروق’ بنفس اليوم وزميلنا محمد عصمت وقوله:
‘نحن
نسابق الزمن بسرعة للحاق بالسيناريو السوري، حيث يلعب الإخوان المسلمون
دور البطولة في هذا السباق الذي يدفعوننا دفعاً إلى الاقتتال الداخلي،
برغبتهم المحمومة في السيطرة على أجهزة الدولة بالعديد من السياسات
الممنهجة، ويتجاهل الإخوان أنهم بسياساتهم هذه يسدون كل الطرق أمام الحلول
الديمقراطية، ليمهدوا الطريق أمام العنف، وهو ما بدأت بشائره تهل علينا
بالفعل بإعلان العديد من القوى السياسية انهم سيلجأون للسلاح لمواجهة قمع
الإخوان’.
ومن ‘الشروق’ إلى ‘الوطن’، يوم الثلاثاء أيضاً، ومستشارها
وأستاذ الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور محمود خليل، الذي كان
ميالاً للإخوان ثم تاب وأناب، ورضي الله عن توبته، كما علمنا منه منذ
أسبوع قال: وأنعم بما قال وسيقول طوال الشهر الحالي:
هجمات عنيفة ضد يوسف القرضاوي
لمناشدته أمريكا مهاجمة سورية
‘قفزت
الى ذهني وأنا أتابع الهجوم الإسرائيلي الأخير على سورية العبارات التي
سبق ورددها الشيخ يوسف القرضاوي منذ عدة أيام ودعا فيها أمريكا إلى:
‘أن تقف وقفة رجولة، وقفة لله، وقفة للحق وللخير وتتدخل للدفع عن الشعب السوري’.
لست
أدري كيف تمكن الشيخ من نطق مثل هذه العبارات التي تحمل دعوة صريحة
للولايات المتحدة الأمريكية كي تتعاون مع الجيش السوري لإنقاذ السوريين من
بطش بشار الأسد، ويبدو أن أمريكا أنصتت جيدا للشيخ القرضاوي فوقفت وقفة لله
وتحركت برجولة مفرطة، وسلطت حليفتها إسرائيل على سورية، فهاجمتها أكثر من
مرة خلال الساعات الماضية، وقتلت المئات من جنود الجيش السوري وكله ببركة
الشيخ، الشيخ البركة لا يجد غضاضة في أن يستعين الجيش الحر في سورية
بالولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل من أجل التخلص من نظام بشار الدموي،
ليحل محله نظام إخواني شبيه بالنظام الحاكم لمصر حاليا، كل ما أخشاه وأنا
أجد أمريكا وإسرائيل تستجيبان لدعوة القرضاوي، أن تجد في الأمور أمور،
فتشهد مصر ـ لا سمح الله ـ أوضاعاً شبيهة بسورية، ليجد جيش الإخوان نفسه
مضطرا إلى مواجهة الشعب المصري، الخوف في هذه الحالة أن يخرج علينا الشيخ
داعيا الولايات المتحدة الأمريكية من جديد إلى أن تقف وقفة لله وتدعم جيش
الإخوان في مواجهة الطغمة الفاسدة التي تريد القضاء عليها’.
وفي اليوم
التالي الأربعاء شنت الجميلة الرقيقة زميلتنا سناء السعيد في ‘العالم
اليوم’ هجوماً عنيفاً ضد القرضاوي بسبب تصريحاته، قالت فيه:
‘كيف رضي لنفسه أن يخرج بتصريحات شائهة ويظهر في ثوب مزر مخجل بفتوى مستهجنة على غرار الفتوى التي خرج بها في المعمعة التي خاضتها ليبيا للإطاحة بالقذافي، يومها أطلق دعوة نشازا بالنسبة لرجل دين، عندما أباح ابان أحداث ليبيا
دم العقيد القذافي قائلا: من استطاع ان يقتل القذافي فليقتله ومن يتمكن من
ضربه بالنار فليفعل ليريح الناس والأمة من شر هذا المجنون، يومها أجاز
الاستعانة بقوات الناتو ومن ثم لقبه البعض بمفتي الناتو، كيف بعالم إسلامي
متفقه في الدين أن يستعين بالمشركين؟
ألم يدر بأنه قد خالف صحيح الإسلام
واستعجل موت المسلمين في سورية على أيدي الكفرة، ان التاريخ سيسجل أوراق
حياته بمخازي يندى لها الجبين وأنه عندما يمضي إلى حتفه ستلاحقه لعنة
الكبار والصغار إلى يوم الدين بعد هذه الفتوى’.
الحرب على شيخ الأزهر
وإلى
معارك الإسلاميين، والحرب المكشوفة التي يشنها الإخوان المسلمون علناً ضد
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، لإبعاده وإحلال إخواني محله، إما الشيخ
القرضاوي أو مفتي الجماعة الدكتور الشيخ عبدالرحمن البر أو وزير الأوقاف
الدكتور الشيخ طلعت عفيفي، أو الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام
للجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة وعضو مجمع البحوث
الإسلامية، بالأزهر، وإذا كان الإخوان ينفون تآمرهم على الشيخ الطيب بأن
الدستور يمنع عزله، هناك اسلوب آخر معروف، وهو أن يطلب منه الاستقالة
لأسباب صحية من تلقاء نفسه تجنباً لصدام مع رأس الدولة، أو إذا رأى هو ألا
داعي للاستمرار في ظل هذا التوتر، وهو ما حدث من قبل مع شيخ الأزهر
عبدالمجيد سليم والملك فاروق.
وقد كشف كل من القرضاوي وطلعت والمهدي عن
نواياهم بطريق غير مباشر عندما لم يدافعوا عن شيخ الأزهر أمام المظاهرات
التي حركها الإخوان لطلبتهم في المدينة الجامعية بجامعة الأزهر، بعد نقل
أعداد منهم إلى المستشفيات بعد تناولهم وجبة الغذاء، وتواطؤ الشرطة معهم
بأن تركتهم يقتحمون بوابة المشيخة ويصلون الى بعد امتار من مكتب الشيخ
الطيب والهتاف ضده والمطالبة بعزله، وسوف اكتفي بالإشارة إلى مواقف للثلاثة
على التوالي، فيوم الاثنين الموافق 22 أبريل الماضي نشرت ‘اليوم السابع′
في صفحتها الثامنة حديثاً لوزير الأوقاف، وهو في مسقط عاصمة سلطنة عُمان
لحضور مؤتمر هناك، أجراه معه زميلنا محمد سعد، لم يتناول فيه الإساءة التي
تعرض لها شيخ الأزهر، ولم يستنكر ما حدث له بينما كان مهتماً بالهجوم على
المعارضين للإخوان بقوله:
‘هناك من يريد أن يرجع البلد إلى الوراء وهناك
من يتبنى الثورة المضادة، وهناك من لهم مصالح مع النظام القديم، وهم
يعملون بإعلامهم وأموالهم وإمكانياتهم كي يسقط البلد، والله تعالى يقول لنا
‘إن الله لا يصلح عمل المفسدين’.
أي اننا أمام خصم سياسي للمعارضة ويوجه نفس الاتهامات التي توجهها جماعته إليهم، أما ما حدث للأزهر وشيخه فلا كلمة.
ويوم
الخميس 25 أبريل، نشرت الصحيفة حديثاً آخر مع الشيخ يوسف القرضاوي، أجراه
في مسقط ايضاً زميلنا محمد سعد، حاصره فيه بالأسئلة عما حدث سأله:
ماذا تقول عما حدث في الأزهر مؤخراً؟
فقال:
‘لم أكن موجوداً، ولا أعرف ولم أسمع عنه شيئاً، لكنني أقول انه لابد من
الإصغاء لصوت العقل، ولو امتنعنا عن المشاكل وأصغينا لبعضنا البعض وتفاهمنا
وتسامحنا فسيكون ذلك في صالح مصر، ولابد من تدريس الأخلاق في المدارس،
والجامعات وأهم من ذلك، تدريس الإسلام، فمن خلال الدين ترسخ الأخلاق فلا
أخلاق بدون دين’. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟ ماذا فهمتهم من
هذا الكلام؟ وهل جامعة الأزهر لا تدرس الإسلام لطلابها؟
كنت أتوقع أن
يعبر الشيخ القرضاوي عن سعادته وسروره لما حدث من طلاب الإخوان في المدينة
الجامعية من اقتحام مقر المشيخة بتواطؤ من الشرطة والهتاف ضد شيخها على بعد
أمتار من مكتبه، وهو موجود فيه وإسماعه الشتائم، بدلا من أن يقول انه لم
يكن حاضرا في المظاهرة ولا سمع عنها شيئاً، حتى يتهرب من إدانتها؟ الدنيا
كلها ولأيام عديدة ظلت تتابع المهزلة وردود الأفعال عليها، سواء من مسارعة
الرئيس بعد ساعات قليلة لزيارة الطلاب المصابين من تناول الطعام في
المستشفى، إلى المظاهرات التي استمرت أياماً في أكثر من محافظة لاستنكار ما
حدث لشيخ الأزهر ودعمه في مواجهة محاولات الإخوان عزله من منصبه وإهانته،
والقرضاوي لم يسمع ولم يقرأ، رغم انه عضو في هيئة كبار العلماء بالأزهر!
كان
الله في عونه، وأنا أصدقه بعد أن علمت أن الأطباء أعطوه حقنة منومة لمدة
أسبوع، بناء على طلبه؟ هل هذا كلام يجوز سواء منه أو مني أو من الأطباء؟
وسئل القرضاوي أيضا:
شاركتم في ندوة العلماء الأزهريين والعلمانيين بسلطنة عُمان، ما تقييمكم للندوة؟
قال:
هذه
الدعوة سعت إلى لم شمل المسلمين في وقت تعاني فيه الأمة الإسلامية من
التفرق ‘ان هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاعبدون’ وتشكل هذه التجمعات
وسيلة للتعبد والتقرب إلى الله، وعلى كل عالم وداعية ومن يحمل هم هذه الأمة
أن يسعى لجمع المسلمين والعلماء ليتكاتفوا بإقامة مثل هذه الدعوة التي
تبنتها جامعة السلطان قابوس، والتي تسعى لتوحيد الأمة مهما اختلفت مذاهبها،
وبالتحديد في هذه الفترة التي يسعى فيها البعض إلى تشتيتها وتمزيق
وحدتها’.
وتناسى القرضاوي إشعاله من سنوات الفتنة بين السنة والشيعة.
وزير الاوقاف يهاجم الاعلام
أما
الشيخ المختار المهدي الذي يكتب كل ثلاثاء مقالا في الصفحة التاسعة، من
جريدة ‘عقيدتي’، ورغم انه استاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث، فلم يقترب
بكلمة دفاعاً عن شيخه وانشغل يوم الثلاثاء الماضي، وقبل الماضي، بتطبيق
آيات القرآن على الأحداث الراهنة للدفاع عن النظام ومهاجمة المعارضة، وما
أن عاد وزير الأوقاف من مسقط حتى شارك بصفته نائب محمد المختار المهدي في
استخدام مساجدها لمهاجمة المعارضة، ونظم ندوة تحدث فيها وقال بالنص نقلا
عن اللواء الإسلامي يوم الخميس 25 أبريل:
‘الإعلام أصبح وسيلة للتربح
والمكسب وما نعيشه اليوم وما نراه في عدد من الفضائيات وبعض الصحف وغيرها
خير دليل على ذلك، حيث صار يتحدث بالباطل ويروج الأكاذيب والشائعات فتكونت
ثقافة مجتمعية هدامة تعطل مسيرة البناء’. واصطحب الوزير معه وكيل أول
الوزارة الدكتور عبده مقلد والدكتور مجدي عبدالغفار الأستاذ بجامعة الأزهر
ورئيس لجنة الدعوة بالجمعية الشرعية وقالا نفس ما قاله.
والغريب أن
الوزير كان قد أوقف الشيخ مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم بحجة انه يتحدث في
السياسة، بعد ان شكل مظهر جبهة الدفاع عن الأزهر وشيخه.
هذا، وكدت
أنسى، وما أنساني إلا الشيطان والإخوان والشيخوخة طبعاً، حكاية أعضاء
ومشايخ الإخوان مع كاتب الأمة الساخر والمتميز بسخريته الجميلة لأنها
تعيدني إلى طفولتي وصباي وشبابي في حواري حي بولاق أبو العلا بالقاهرة، حيث
ولدت ونشأت وكبرت، وكنت استخدم واسمع نفس المصطلحات التي يستخدمها الآن
الرفاعي، الذي قال مبدياً اعجابه بمشايخ الإخوان وغيرهم:
‘من عمائم
المماليك المسخرة الى عمائم المشايخ الفضيحة قاموس من السفالة والبذاءة
وثقافة الانحطاط، ومن سيوف المماليك الجراكسة المغروسة في رقاب العباد الى
سيوف ومطاوي وسنج المشايخ المغروسة في عين الثورة والوطن، مساحة من الدم
والخيانة والانتهازية، ما كدنا ننتهي من زفة الرضاعة لصاحبها الحاج هشام
قنديل بتاع لبن السرسوب أحلى من الخروب، حتى بدأنا مهزلة جديدة لصاحبها
الوزير المتحرش، الذي يبدو انه متأثر بأغنية شادية وعبدالحليم حافظ، تعالى
أقولك، لذلك يظل سيادته يكررها عمال على بطال على طريقة عبدالفتاح القصري،
نورماندي تو، من دون أن يشعر بالخجل رغم انه وزير للإعلام وليس سباكا ضارب
نفسين بانجو، ويبدو أن سيادة الوزير يؤمن إيمانا راسخاً بأنه راجل فكهي
وابن نكتة وأجدع من شكوكو، وهو يقصد زميلنا وصديقنا وزير الإعلام الإخواني
صلاح عبدالمقصود، وأنس الفقي هو وزير الإعلام في عهد مبارك المسجون الآن،
وأما شكوكو والتماثيل والقزايز، فقد ذكرنا بها محمد، وكان باعة الروبابيكيا
يجوبون الحواري وهم ينادون على شراء الأشياء القديمة، أواني، كراسي،
زجاجات فارغة، أما مقابل فلوس، أو تمثال للفنان الراحل محمود شكوكو، وهو
الوحيد الذي صنعت له تماثيل صغيرة كنا نشتريها، وكانوا ينادون عليها، شكوكو
بقزازة.
كما كان هناك ارتباط بين شكوكو وعروض الأراجوز وله أغنية
مشهورة يقول فيها، الأراجوز النوز، النوز ييا سلام سلم، محمود شكوكو
المتكلم، الأراجوز النوز، النوز.
إييه، أيام، ذكرني بها الرفاعـــي، أما
جملته الأخيرة، أنا في انتظارك مليت، فهي من أغنــــية لأم كلــــثوم،
وأما إشارته الى رئيـــس الوزراء هشام قنديل وسرسوب اللــــبن، أي اللبن
المتدفــــق من ثــدي الأم، فلأنه كــــان في مؤتمر قد قال ان الســـيدات
في الفيوم قبل إرضاع أطــــفالهن لا ينظفــــن صدورهن مما ينقل الأمراض
لهم، وأزواجــــه يتركهن يذهبن للحقول وهناك يتعرضن للاغتصاب، ومع ذلك أبقى
عليه الرئيس المؤمن محمد مرسي.
http://elw3yalarabi.org/modules.php?name=News&file=article&sid=13963
حسنين كروم
May 9, 2013
القاهرة ـ ‘القدس
العربي’الموضوعات والأخبار الرئيسية في الصحف الصادرة امس الخميس 9
ايار/مايو كانت عن ردود الأفعال على التعديل الوزاري، وانفجار أول مشكلة
خطيرة بسبب وزير الثقافة الجديد الدكتور علاء عبدالعزيز، بإعلان الفضائيات
ان هناك دعوى سيتم رفعها ضده، بسبب قيامه بأفعال خادشة للحياء مع إحدى
الطالبات، في أكاديمية الفنون، وأنه سبق تقديمه للرقابة الإدارية، ومن
الذين أثاروا القضية، المحامي الشهير مرتضى منصور مساء الأربعاء في قناة
التحرير مع زميلنا وصديقنا بـ’الأهرام’ أحمد موسى في برنامجه (الشعب يريد)
الذي حظي بنسبة مشاهدة عالية، ولكن موسى توسل إليه أن لا يذكر للمشاهدين
ماذا جاء في السي دي، حرصاً على الأخلاق الحميدة، وشن مرتضى هجوماً عنيفاً
ضد الرئيس مرسي ومما قاله له، ابقى خليك أد كلامك.
كما هاجم المستشار
بجاتو وأبدى أسفه لما انتهى إليه بقبوله منصب وزير دولة للشؤون القانونية،
وهو نائب رئيس المحكمة الدستورية، وطلب عرض شريط أدائه القسم امام الرئيس،
وقال عن تقدمه مشياً نحو الرئيس:
شوف، عامل زي العمدة في أوبريت الليلة
الكبيرة، كما تعهد أحمد موسى بأنه يوم الأحد سوف يذيع في برنامجه مصائب
موثقة بالأسماء والأرقام عن الذين تفاوضوا مع رجال أعمال مبارك.
كما
تواصلت الهجمات ضد التعديل، لدرجة أن حزب الوطن الذي يعمل لمصلحة الإخوان،
وانشق عن حزب النور السلفي، سخر من التعديل، كما أخبرني زميلنا وصديقنا
الرسام والفنان الكبير جمعة فرحات، انه اثناء سيره في الشارع شاهد اثنين
يقول أحدهما وهو يضحك للثاني، ما العلاقة بين الحكومة والزبالة، فرد عليه
هما ‘الاتنين زي بعض مش عارفين نتخلص منهم’، وعقدت قوى ثورية وسياسية
مؤتمرا تعهدت فيه بالتصدي للإخوان بسبب عمليات الاعتقال والتعذيب التي تقوم
بها الشرطة، بينما قامت النيابة بالإفراج بكفالة عن الإخواني علاء حمزة،
الذي يتم التحقيق معه في قيامه بتعذيب المواطنين امام قصر الاتحادية، وهو
ما كشفته الفيديوهات المصورة، بينما تم حبس أحمد دومة خمسة عشر يوما، ورفضت
محكمة النقض طعن النيابة العامة على أحكام محكمة الجنايات ببراءة المتهمين
في موقعة الجمل لأنها قدمته بعد المدة القانونية وأصدرت محكمة الجنايات
حكماً بسجن صبري نخنوع وهو ابن منطقتنا ثمانية وعشرين عاما، ونشرت الصحف
ايضا عن زيارة وفد من جمعية الدعوة السلفية برئاسة ياسر برهامي وحزب النور
برئاسة يونس مخيون لشيخ الأزهر والإعلان عن تأييده ضد محاولات أخونة
الأزهر.
وإلى بعض مما عندنا:
تزوير التاريخ
ونبدأ بحلقة
أخرى من حلقات تزوير التاريخ، التي نستهدف من ورائها وضع الحقائق التاريخية
المجردة أمام القارئ لمقالات بعض من يزيفونها عن عمد، أو يكتبونها عن جهل
لخدمة أهداف سياسية، خاصة أن هناك ومن مدة صراعا على عقل المواطن في مصر
والعالم العربي، على إمداده بمعلومات كاذبة لدفعه لاتخاذ موقف مؤيد لمن
يقومون بهذه العملية، التي زادت بسبب صعود التيار الديني في العالم العربي،
وبدأ تنفيذ خططه ضد القومية والوحدة العربية، وضد الالتزام بديمقراطية
حقيقية، ومن بين الادعاءات التي يروجها الإخوان انهم ضحايا كل العهود لا
لشيء إلا لأنهم مسلمون ويطالبون بالإسلام، والأنظمة تحاربهم وتضطدهم لأنها
تحارب الإسلام، ويركزون هجماتهم على عهد خالد الذكر، وقد كشف المرشد العام
السابق خفيف الظل محمد مهدي عاكف في الحلقة الخامسة من ذكرياته يوم
الثلاثاء قبل الماضي، الموافق 30 نيسان/أبريل في الملحق الذي تخصصه له
جريدة ‘الحرية والعدالة’، ومما قاله:
‘أصدر النقراشي قراراً بحل جماعة
الإخوان المسلمين في 8 كانون الاول/ديسمبر 1948 وسيق الإخوان أفواجاً
أفواجاً إلى المعتقلات، ودماؤهم لم تجف بعد في فلسطين،
فما كان من الأخ عبدالمجيد أحمد حسن وزملائه إلا أن دبروا قتل النقراشي في
28 ديسمبر. وكان الأخ عبدالمجيد طالباً بكلية الطب البيطري يتميز بالنشاط
وقلة الكلام والالتزام الدقيق، سواء في الوقت أو التدريب، وبعد مقتل
النقراشي حورب الإخوان وقبض عليَّ في 29 ديسمبر 1948 وظننت أني سأتهم في
هذه القضية لأنني كنت أعرب عبدالمجيد وأحمد فؤاد والأخير كان ضابطاً وقد
قتلوه وهم يطاردونه في بنها، لأنهم اعتبروه مشاركاً لعبدالمجيد في قتل
النقراشي، ولكني فوجئت أنهم لم يحققوا معي في هذه القضية وأرسلوني إلى
معتقل الهايكستب، ثم معسكر الطور بعدها، هذا المعسكر التربوي الإجباري الذي
سعدنا بوجود الكثير من مشايخنا الأفاضل فيه أمثال: الشيخ محمد الغزالي
والشيخ سيد سابق والدكتور يوسف القرضاوي وغيرهم.
وكان معتقل الطور مكانا
يتوقف فيه حجاج البواخر للكشف عليهم بعد عودتهم من الحج، فيما يسمى ‘الحجر
الصحي’ فتم تحويل هذا المكان الى معتقل للإخوان، كان عدد الإخوان في سجن
الطور حوالي ثلاثة آلاف، وكانوا يقيمون في ‘الحزاءات’ التي كانوا يستقبلون
فيها الحجاج وكنت أنا في حزاء2′ الذي كان به حوالي خمسمئة طالب، وعندما
أتذكرهم وقد صاروا فيما بعد من كبار علماء مصر وعظماء العالم في كل
المجالات، سواء في الهندسة أو الاقتصاد أو التجارة أدرك عظمة هذا الشعب.
وكانت
معنا مجموعة طيبة من إخواننا الذين يكبروننا سناً، مثل الشيخ سيد سابق،
والشيخ محمد الغزالي، والأستاذ محمد عبدالحميد والرجل الطيب طاهر منير وكان
مسؤولا عن إخوان السويس، والأخ عبدالرحمن حسب الله أحد الستة الأوائل
الذين بايعوا الإمام حسن البنا والشيخ الشعشاعي رضي الله عنه وأرضاه، وكان
يوقظنا للفجر بعصاه لأنه كان ضريرا، والحاج إبراهيم كروم فتوة بولاق وضابط
يسمى محمد علي وكان حكمداراً طريفاً لطيفاً من المحلة، ومجموعات أخرى من
الذين اعتقلوهم مثل عائلة الشيخ جبر التميمي، حيث كانوا أحيانا يعتقلون
العائلة بأكملها، في أثناء وجودنا بمعتقل الطور أرسل البوليس السياسي كثيرا
من عيونه فكانوا موجودين وسط الإخوان، وكنا نسميهم ‘البسابس′ وكانوا
يحاولون بلبلة أذهاننا بألاعيب مكشوفة تثير الضحك لدرجة أن مجموعة منهم
كانوا إذا جاء المغرب
يخرجون الى الباب ويهتفون يعيش جلالة الملك، وعندما ضقنا بهم قررنا أن
تسكن كل شعبة منفردة في حجرة، فانكشف أفراد البوليس السياسي فرداً فرداً،
وسكنوا في حجرة بمفردهم، ثم قام إبراهيم كروم ومجموعة معه بضربهم ضرباً
مبرحاً وحكم عليه بسبب ضربهم بالسجن ستة أشهر وانتهى أمرهم على ذلك، وأتذكر
حملات تفتيش اللواء عباس عسكر ـ قائد معسكر الطور ـ على الحزاءات’.
مرشد الاخوان العام يعترف في ذكرياته
بقتل الإخوان النقراشي باشا
هذا
ما كتبه مهدي عاكف الذي يتميز بالإضافة الى خفة ظله وأنه ابن نكتة وهذه
ميزة لو تعلمون عظيمة وفريدة بين الإخوان الذين يتميز أغلبهم بثقل الظل
والجهامة.
فانه يتميز بدرجة عالية من الصراحة في الكشف عن حقيقة أهداف
الجماعة، أي لا يراوغ ولا يخادع ولا يكذب مثل غالبية قياداتهم الساحقة، وهو
هنا يعترف صراحة بانهم الذين قتلوا رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي،
وكان بين صفوفهم ضباط، جيش وبوليس، وأن الاعتقالات أيام الملك كانت
بالآلاف، وقد نسي عاكف ذكر اسم شاعر الإخوان وناقدهم الأدبي صديقنا الدكتور
جابر قميحة، أما بخصوص حادثة عمي الحاج إبراهيم كروم وقيادته مجموعة من
الإخوان لضرب جواسيس القلم السياسي، مباحث أمن الدولة في ما بعد، الذين
سماهم الإخوان بسابس، أي جمع بسبس.
وكان الشيوعيون يسمونهم كوكو، وذكر
اسم قائد المعتقل اللواء عباس عسكر، فقد أخبرني جابر، أن عباس هذا كان
يتفنن في إيذاء الإخوان، وكان يعتبر نفسه فتوة، ويتمتع بقوة بدنية، ولما
سمع عن وجود فتوة من الإخوان في المعتقل وأخبروه أنه إبراهيم كروم اعتبر
ذلك تحدياً له، فطلب علناً من عمي الدخول معه في مصارعة، وقبل وما أن
تشابكا حتى وجد عسكر نفسه محمولاً بين يدي عمي، ورأسه لأسفل فسأله عمي:
ـ ها: اضرب رأسك في الأرض ولا تروح سليم، فقال له:
لأ، أروح سليم.
وقام
واحتضن عمي وقبله، وكان يأمر بصرف تعيين مخصوص له، هذه رواية الدكتور جابر
قميحة، عليه رحمة الله، أما ما حدث بعد ذلك من ضربه لبسابس، فهذه قصة
تالية، وأعود وأذكر، بأنه لا يمكن أن يكون هذا حالهم قبل ثورة يوليو
وبعدها، وهم أبرياء، ملائكة.
والأمر المدهش انه في نفس اليوم ـ الثلاثاء
30 أبريل نشرت الصحف عن المؤتمر الصحافي الذي عقده محافظ الإسكندرية
المستشار محمد عطا عباس وهاجم فيه نائبه الإخواني الدكتور حسن البرنس
علناً، واستنكر ما قام به من وراء ظهره، وقال عنه انه أخذ مجموعة من
الإخوان المسلمين، وعلقوا يافطة على كوبري ابيس تحمل اسم حزب الحرية
والعدالة، وأعلن افتتاح الكوبري بعد تطويره، وصرخ المحافظ، الكوبري لم يتم
استكماله ولم يتم تحديد موعد افتتاحه.
أي انهم لم يزوروا التاريخ وإنما في المشروعات المقامة بوضع اسمهم عليها، فما رأيكم في هؤلاء الناس؟
سورية ومصر
وإلى
أبرز ردود الأفعال على الغارة الإسرائيلية ضد سورية، التي تركزت على اتهام
الإسلاميين بالاشتراك في مخطط تدمير الدول العربية وتقسيمها بالتعاون مع
إسرائيل، والتحذير من امتداد عملية التدمير والتقسيم إلى مصر، وقال عنها
يوم الثلاثاء زميلنا وصديقنا ونقيب الصحافيين الأسبق جلال عارف (ناصري) في
جريدة ‘التحرير’:
‘لا ينبغي أن نفقد انتباهنا لحظة واحدة، فزرع الإرهاب
في سيناء ليس بعيدا عن هذا المخطط ومحاولة استنزاف قواتنا المسلحة في معارك
مفتعلة أمر مقصود، والحملة لتشويه جيش مصر الوطني في هذا الوقت بالذات، له
مغزاه، وحين يتوافق موقف الإخوان بهذا الشأن مع الموقف الأمريكي، كما
عكسته تصريحات السفيرة الأمريكية مؤخرا، فليس في الأمر مصادفة، وحين يتم
الدفع ببعض الصعاليك من هنا أو هناك لإطلاق لتصريحات التي تسيء الى الجيش
وقياداته، من دون أن تتحرك السلطات الرسمية لمواجهة ذلك، فعلينا أن نترك
الصعاليك ونمسك بالفاعل الأساسي، وآخر الرسائل لتوضيح المواقف جاءت من
الصديق الوفي، رئيس الكيان الصهيوني شيمعون بيريز بالأمس، قال انه يقدر
الصعوبات التي واجهها الرئيس المصري ويتمنى له كل التوفيق والنجاح، ولا
أعرف كيف سيرد الأخ الرئيس على أمنيات السفاح الإسرائيلي، ولكن أعرف أن
علينا شعباً وجيشاً أن نستعد لكل الاحتمالات.
ومن ‘التحرير’ إلى ‘الشروق’ بنفس اليوم وزميلنا محمد عصمت وقوله:
‘نحن
نسابق الزمن بسرعة للحاق بالسيناريو السوري، حيث يلعب الإخوان المسلمون
دور البطولة في هذا السباق الذي يدفعوننا دفعاً إلى الاقتتال الداخلي،
برغبتهم المحمومة في السيطرة على أجهزة الدولة بالعديد من السياسات
الممنهجة، ويتجاهل الإخوان أنهم بسياساتهم هذه يسدون كل الطرق أمام الحلول
الديمقراطية، ليمهدوا الطريق أمام العنف، وهو ما بدأت بشائره تهل علينا
بالفعل بإعلان العديد من القوى السياسية انهم سيلجأون للسلاح لمواجهة قمع
الإخوان’.
ومن ‘الشروق’ إلى ‘الوطن’، يوم الثلاثاء أيضاً، ومستشارها
وأستاذ الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور محمود خليل، الذي كان
ميالاً للإخوان ثم تاب وأناب، ورضي الله عن توبته، كما علمنا منه منذ
أسبوع قال: وأنعم بما قال وسيقول طوال الشهر الحالي:
هجمات عنيفة ضد يوسف القرضاوي
لمناشدته أمريكا مهاجمة سورية
‘قفزت
الى ذهني وأنا أتابع الهجوم الإسرائيلي الأخير على سورية العبارات التي
سبق ورددها الشيخ يوسف القرضاوي منذ عدة أيام ودعا فيها أمريكا إلى:
‘أن تقف وقفة رجولة، وقفة لله، وقفة للحق وللخير وتتدخل للدفع عن الشعب السوري’.
لست
أدري كيف تمكن الشيخ من نطق مثل هذه العبارات التي تحمل دعوة صريحة
للولايات المتحدة الأمريكية كي تتعاون مع الجيش السوري لإنقاذ السوريين من
بطش بشار الأسد، ويبدو أن أمريكا أنصتت جيدا للشيخ القرضاوي فوقفت وقفة لله
وتحركت برجولة مفرطة، وسلطت حليفتها إسرائيل على سورية، فهاجمتها أكثر من
مرة خلال الساعات الماضية، وقتلت المئات من جنود الجيش السوري وكله ببركة
الشيخ، الشيخ البركة لا يجد غضاضة في أن يستعين الجيش الحر في سورية
بالولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل من أجل التخلص من نظام بشار الدموي،
ليحل محله نظام إخواني شبيه بالنظام الحاكم لمصر حاليا، كل ما أخشاه وأنا
أجد أمريكا وإسرائيل تستجيبان لدعوة القرضاوي، أن تجد في الأمور أمور،
فتشهد مصر ـ لا سمح الله ـ أوضاعاً شبيهة بسورية، ليجد جيش الإخوان نفسه
مضطرا إلى مواجهة الشعب المصري، الخوف في هذه الحالة أن يخرج علينا الشيخ
داعيا الولايات المتحدة الأمريكية من جديد إلى أن تقف وقفة لله وتدعم جيش
الإخوان في مواجهة الطغمة الفاسدة التي تريد القضاء عليها’.
وفي اليوم
التالي الأربعاء شنت الجميلة الرقيقة زميلتنا سناء السعيد في ‘العالم
اليوم’ هجوماً عنيفاً ضد القرضاوي بسبب تصريحاته، قالت فيه:
‘كيف رضي لنفسه أن يخرج بتصريحات شائهة ويظهر في ثوب مزر مخجل بفتوى مستهجنة على غرار الفتوى التي خرج بها في المعمعة التي خاضتها ليبيا للإطاحة بالقذافي، يومها أطلق دعوة نشازا بالنسبة لرجل دين، عندما أباح ابان أحداث ليبيا
دم العقيد القذافي قائلا: من استطاع ان يقتل القذافي فليقتله ومن يتمكن من
ضربه بالنار فليفعل ليريح الناس والأمة من شر هذا المجنون، يومها أجاز
الاستعانة بقوات الناتو ومن ثم لقبه البعض بمفتي الناتو، كيف بعالم إسلامي
متفقه في الدين أن يستعين بالمشركين؟
ألم يدر بأنه قد خالف صحيح الإسلام
واستعجل موت المسلمين في سورية على أيدي الكفرة، ان التاريخ سيسجل أوراق
حياته بمخازي يندى لها الجبين وأنه عندما يمضي إلى حتفه ستلاحقه لعنة
الكبار والصغار إلى يوم الدين بعد هذه الفتوى’.
الحرب على شيخ الأزهر
وإلى
معارك الإسلاميين، والحرب المكشوفة التي يشنها الإخوان المسلمون علناً ضد
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، لإبعاده وإحلال إخواني محله، إما الشيخ
القرضاوي أو مفتي الجماعة الدكتور الشيخ عبدالرحمن البر أو وزير الأوقاف
الدكتور الشيخ طلعت عفيفي، أو الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام
للجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة وعضو مجمع البحوث
الإسلامية، بالأزهر، وإذا كان الإخوان ينفون تآمرهم على الشيخ الطيب بأن
الدستور يمنع عزله، هناك اسلوب آخر معروف، وهو أن يطلب منه الاستقالة
لأسباب صحية من تلقاء نفسه تجنباً لصدام مع رأس الدولة، أو إذا رأى هو ألا
داعي للاستمرار في ظل هذا التوتر، وهو ما حدث من قبل مع شيخ الأزهر
عبدالمجيد سليم والملك فاروق.
وقد كشف كل من القرضاوي وطلعت والمهدي عن
نواياهم بطريق غير مباشر عندما لم يدافعوا عن شيخ الأزهر أمام المظاهرات
التي حركها الإخوان لطلبتهم في المدينة الجامعية بجامعة الأزهر، بعد نقل
أعداد منهم إلى المستشفيات بعد تناولهم وجبة الغذاء، وتواطؤ الشرطة معهم
بأن تركتهم يقتحمون بوابة المشيخة ويصلون الى بعد امتار من مكتب الشيخ
الطيب والهتاف ضده والمطالبة بعزله، وسوف اكتفي بالإشارة إلى مواقف للثلاثة
على التوالي، فيوم الاثنين الموافق 22 أبريل الماضي نشرت ‘اليوم السابع′
في صفحتها الثامنة حديثاً لوزير الأوقاف، وهو في مسقط عاصمة سلطنة عُمان
لحضور مؤتمر هناك، أجراه معه زميلنا محمد سعد، لم يتناول فيه الإساءة التي
تعرض لها شيخ الأزهر، ولم يستنكر ما حدث له بينما كان مهتماً بالهجوم على
المعارضين للإخوان بقوله:
‘هناك من يريد أن يرجع البلد إلى الوراء وهناك
من يتبنى الثورة المضادة، وهناك من لهم مصالح مع النظام القديم، وهم
يعملون بإعلامهم وأموالهم وإمكانياتهم كي يسقط البلد، والله تعالى يقول لنا
‘إن الله لا يصلح عمل المفسدين’.
أي اننا أمام خصم سياسي للمعارضة ويوجه نفس الاتهامات التي توجهها جماعته إليهم، أما ما حدث للأزهر وشيخه فلا كلمة.
ويوم
الخميس 25 أبريل، نشرت الصحيفة حديثاً آخر مع الشيخ يوسف القرضاوي، أجراه
في مسقط ايضاً زميلنا محمد سعد، حاصره فيه بالأسئلة عما حدث سأله:
ماذا تقول عما حدث في الأزهر مؤخراً؟
فقال:
‘لم أكن موجوداً، ولا أعرف ولم أسمع عنه شيئاً، لكنني أقول انه لابد من
الإصغاء لصوت العقل، ولو امتنعنا عن المشاكل وأصغينا لبعضنا البعض وتفاهمنا
وتسامحنا فسيكون ذلك في صالح مصر، ولابد من تدريس الأخلاق في المدارس،
والجامعات وأهم من ذلك، تدريس الإسلام، فمن خلال الدين ترسخ الأخلاق فلا
أخلاق بدون دين’. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟ ماذا فهمتهم من
هذا الكلام؟ وهل جامعة الأزهر لا تدرس الإسلام لطلابها؟
كنت أتوقع أن
يعبر الشيخ القرضاوي عن سعادته وسروره لما حدث من طلاب الإخوان في المدينة
الجامعية من اقتحام مقر المشيخة بتواطؤ من الشرطة والهتاف ضد شيخها على بعد
أمتار من مكتبه، وهو موجود فيه وإسماعه الشتائم، بدلا من أن يقول انه لم
يكن حاضرا في المظاهرة ولا سمع عنها شيئاً، حتى يتهرب من إدانتها؟ الدنيا
كلها ولأيام عديدة ظلت تتابع المهزلة وردود الأفعال عليها، سواء من مسارعة
الرئيس بعد ساعات قليلة لزيارة الطلاب المصابين من تناول الطعام في
المستشفى، إلى المظاهرات التي استمرت أياماً في أكثر من محافظة لاستنكار ما
حدث لشيخ الأزهر ودعمه في مواجهة محاولات الإخوان عزله من منصبه وإهانته،
والقرضاوي لم يسمع ولم يقرأ، رغم انه عضو في هيئة كبار العلماء بالأزهر!
كان
الله في عونه، وأنا أصدقه بعد أن علمت أن الأطباء أعطوه حقنة منومة لمدة
أسبوع، بناء على طلبه؟ هل هذا كلام يجوز سواء منه أو مني أو من الأطباء؟
وسئل القرضاوي أيضا:
شاركتم في ندوة العلماء الأزهريين والعلمانيين بسلطنة عُمان، ما تقييمكم للندوة؟
قال:
هذه
الدعوة سعت إلى لم شمل المسلمين في وقت تعاني فيه الأمة الإسلامية من
التفرق ‘ان هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاعبدون’ وتشكل هذه التجمعات
وسيلة للتعبد والتقرب إلى الله، وعلى كل عالم وداعية ومن يحمل هم هذه الأمة
أن يسعى لجمع المسلمين والعلماء ليتكاتفوا بإقامة مثل هذه الدعوة التي
تبنتها جامعة السلطان قابوس، والتي تسعى لتوحيد الأمة مهما اختلفت مذاهبها،
وبالتحديد في هذه الفترة التي يسعى فيها البعض إلى تشتيتها وتمزيق
وحدتها’.
وتناسى القرضاوي إشعاله من سنوات الفتنة بين السنة والشيعة.
وزير الاوقاف يهاجم الاعلام
أما
الشيخ المختار المهدي الذي يكتب كل ثلاثاء مقالا في الصفحة التاسعة، من
جريدة ‘عقيدتي’، ورغم انه استاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث، فلم يقترب
بكلمة دفاعاً عن شيخه وانشغل يوم الثلاثاء الماضي، وقبل الماضي، بتطبيق
آيات القرآن على الأحداث الراهنة للدفاع عن النظام ومهاجمة المعارضة، وما
أن عاد وزير الأوقاف من مسقط حتى شارك بصفته نائب محمد المختار المهدي في
استخدام مساجدها لمهاجمة المعارضة، ونظم ندوة تحدث فيها وقال بالنص نقلا
عن اللواء الإسلامي يوم الخميس 25 أبريل:
‘الإعلام أصبح وسيلة للتربح
والمكسب وما نعيشه اليوم وما نراه في عدد من الفضائيات وبعض الصحف وغيرها
خير دليل على ذلك، حيث صار يتحدث بالباطل ويروج الأكاذيب والشائعات فتكونت
ثقافة مجتمعية هدامة تعطل مسيرة البناء’. واصطحب الوزير معه وكيل أول
الوزارة الدكتور عبده مقلد والدكتور مجدي عبدالغفار الأستاذ بجامعة الأزهر
ورئيس لجنة الدعوة بالجمعية الشرعية وقالا نفس ما قاله.
والغريب أن
الوزير كان قد أوقف الشيخ مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم بحجة انه يتحدث في
السياسة، بعد ان شكل مظهر جبهة الدفاع عن الأزهر وشيخه.
هذا، وكدت
أنسى، وما أنساني إلا الشيطان والإخوان والشيخوخة طبعاً، حكاية أعضاء
ومشايخ الإخوان مع كاتب الأمة الساخر والمتميز بسخريته الجميلة لأنها
تعيدني إلى طفولتي وصباي وشبابي في حواري حي بولاق أبو العلا بالقاهرة، حيث
ولدت ونشأت وكبرت، وكنت استخدم واسمع نفس المصطلحات التي يستخدمها الآن
الرفاعي، الذي قال مبدياً اعجابه بمشايخ الإخوان وغيرهم:
‘من عمائم
المماليك المسخرة الى عمائم المشايخ الفضيحة قاموس من السفالة والبذاءة
وثقافة الانحطاط، ومن سيوف المماليك الجراكسة المغروسة في رقاب العباد الى
سيوف ومطاوي وسنج المشايخ المغروسة في عين الثورة والوطن، مساحة من الدم
والخيانة والانتهازية، ما كدنا ننتهي من زفة الرضاعة لصاحبها الحاج هشام
قنديل بتاع لبن السرسوب أحلى من الخروب، حتى بدأنا مهزلة جديدة لصاحبها
الوزير المتحرش، الذي يبدو انه متأثر بأغنية شادية وعبدالحليم حافظ، تعالى
أقولك، لذلك يظل سيادته يكررها عمال على بطال على طريقة عبدالفتاح القصري،
نورماندي تو، من دون أن يشعر بالخجل رغم انه وزير للإعلام وليس سباكا ضارب
نفسين بانجو، ويبدو أن سيادة الوزير يؤمن إيمانا راسخاً بأنه راجل فكهي
وابن نكتة وأجدع من شكوكو، وهو يقصد زميلنا وصديقنا وزير الإعلام الإخواني
صلاح عبدالمقصود، وأنس الفقي هو وزير الإعلام في عهد مبارك المسجون الآن،
وأما شكوكو والتماثيل والقزايز، فقد ذكرنا بها محمد، وكان باعة الروبابيكيا
يجوبون الحواري وهم ينادون على شراء الأشياء القديمة، أواني، كراسي،
زجاجات فارغة، أما مقابل فلوس، أو تمثال للفنان الراحل محمود شكوكو، وهو
الوحيد الذي صنعت له تماثيل صغيرة كنا نشتريها، وكانوا ينادون عليها، شكوكو
بقزازة.
كما كان هناك ارتباط بين شكوكو وعروض الأراجوز وله أغنية
مشهورة يقول فيها، الأراجوز النوز، النوز ييا سلام سلم، محمود شكوكو
المتكلم، الأراجوز النوز، النوز.
إييه، أيام، ذكرني بها الرفاعـــي، أما
جملته الأخيرة، أنا في انتظارك مليت، فهي من أغنــــية لأم كلــــثوم،
وأما إشارته الى رئيـــس الوزراء هشام قنديل وسرسوب اللــــبن، أي اللبن
المتدفــــق من ثــدي الأم، فلأنه كــــان في مؤتمر قد قال ان الســـيدات
في الفيوم قبل إرضاع أطــــفالهن لا ينظفــــن صدورهن مما ينقل الأمراض
لهم، وأزواجــــه يتركهن يذهبن للحقول وهناك يتعرضن للاغتصاب، ومع ذلك أبقى
عليه الرئيس المؤمن محمد مرسي.
http://elw3yalarabi.org/modules.php?name=News&file=article&sid=13963