23/04/2013 - 09:588 أوتار رنانة في ريال مدريد وبروسيا دورتموند
يعتمد
ريال مدريد بطل الدوري الإسباني لكرة القدم وبروسيا دورتموند الذي فقد
لقبه الألماني، طرفا نصف النهائي الثاني من دوري أبطال أوروبا هذا الموسم،
على مجموعة من اللاعبين الكبار على الساحة الأوروبية والدولية، من ضمنهم:
دييغو لوبير بديل إيكر كاسياس، ماتس هاملز، سيرجيو راموس، إلكاي غوندوغان،
رفائيل فاران، لوكاس بيزيك، تشابي ألونسو... إلخ.
لكن تبقى القوة الكبيرة في الخط الهجومي لكلا الفريقين،
اللذين سجلا أهدافا كثيرة في دوري الأبطال هذا الموسم، فهما يمتلكان
الفنيات والمهارات العالية لصناعة الأهداف وزعزعة دفاعات الخصوم، فتلك
الأسماء الثمانية الرّنانة في تشكيلتي الفريقين، لا تفوّت شيئاً أمام
المرمى، ما عدا بعض الفرص القليلة.
صانع الألعاب: مسعود أوزيل و ماريو غوتزه
لا شك في أنهما من أفضل اللاعبين بالعالم في مركزهما،
فالألمانيان أثبتا نفسيهما في منتخب المانشافت، ودفعا المدير الفني خواكيم
لوف للاعتماد عليهما معاً، رغم القاسم المُشترك بينهما (يلعبان في نفس
المركز). ففي المنتخب الألماني، يشغل أوزيل الجهة اليمنى من خط الهجوم،
بينما يميل غوتزه للجهة اليسرى، لكن ذلك لم يمنعهما أبداً من التألق في غير
مركزيهما الحقيقيين، بغض النظر عن عدم إمكانية زحزحتهما عن مركز "صانع
الألعاب" في ناديهما ريال مدريد وبروسيا دورتموند.
ومنذ وصوله إلى ريال مدريد في صيف العام 2010 قادماً من
فيردير بريمن الألماني، نجح مسعود أوزيل في كسب ودّ وتعاطف المشجعين،
وساعده في ذلك، أسلوب لعبه المميز ويساريته الساحرة، فهو أكثر لاعب صنع
فرصاً للتسجيل في الليغا الإسبانية خلال المواسم الثلاثة الأخيرة. وما
يميّز أكثر اللاعب التركي-كردي الأصل، نظرته الثاقبة للملعب، وقدرته على
وضع زملائه وجهاً لوجه أمام المرمى من تمريرة واحدة. ذكاؤه الخارق وتعامله
السهل مع الكرة، يجعلان منه "سلاحاً فتاكاً" خلف المهاجمين.
وفي الجانب الآخر، هناك مواطنه ماريو غوتزه ابن مدرسة
بروسيا دورتموند، والذي ليس لديه دافع للحقد على زميله في منتخب المانشافت،
بعدما حقّق حلمه ونجح في قيادة فريقه لبلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا
لأول مرة منذ عقد من الزمن. فهو اللاعب الذي إن غاب عن هجوم بروسيا، شعر
زملاؤه بالحزن وغابت عنهم أهدافهم الجميلة.
الجناح الأيسر: كريستيانو رونالدو وماركو ريوس
تبدو مقارنةً غير عادلة، ليس بسبب ضعف مستوى النجم
الألماني ريوس، الذي يحظى بشهرة عالمية مع منتخب بلاده، إنما بسبب التفوق
الواضح للنجم البرتغالي، الذي يبصم على مشوار رائع منذ بداية السنة
الجديدة، متفوقاً حتى على مهاجم برشلونة ليونيل ميسي، فهو اللاعب "الأكثر
حسماً" مع فريقه في الأشهر القليلة الماضية، بينما لا يقل ماركو ريوس
أهميةً عن زملائه في الخط الأمامي للمارد الأصفر.
ولا يحتاج قائد منتخب البرتغال وهدّاف ريال مدريد،
كرستيانو رونالدو، لأي تقديم، فهو الذي نافس ليونيل ميسي على جائزة الكرة
الذهبية بشراسة في السنوات الأربعة الماضية، ويكفي أيضاً التذكير بأنه أغلى
لاعب في تاريخ كرة القدم العالمية، بانتقاله من مانشستر يونايتد إلى ريال
مدريد في صيف العام 2009 مقابل 94 مليون جنيه إسترليني.
هذا المبلغ، يُساوي ميزانية بعض الأندية الأوروبية
المهمة؟ ولكن الإجابة واضحة، فالدون كرستيانو هو اللاعب الذي يتمناه أي
مدرب في فريقه، لأنه قادر بفضل إمكانياته البدنية والفنية، على حسم أي
مباراة، وفي أي توقيت كان.
أما ماركو ريوس، فهو من تلك النوعية من اللاعبين الذين
يميلون لتقديم "الأدوار الاعتيادية" على طرف الملعب، ولا يمتاز بالنزعة
التهديفية التي يمتلكها الدون كرستيانو، غير أن فاعليته بالقرب من المرمى،
وتحركاته المُقلقة للدفاع، تضعه في خانة اللاعبين الأكثر أهميةً في تشكيلة
بروسيا دورتموند. ويبقى هذا الفتى الواعد، من أهم المفاتيح في خطط يورغن
كلوب، بتفوقه الكبير على نظرائه في هذا المركز، من الناحية التكتيكية.
الجناح الأيمن: أنخيل دي ماريا و ياكوب بلازيكوفسكي
ليسا الأفضل بالعالم في مركزيهما، لكنهما يحظيان بأهمية
كبيرة في تشكيلتي فريقيهما، شخصيتهما في الملعب وأسلوب لعبهما مختلفان
تماماً، لكن لكل واحد منهما نقاطه السلبية والإيجابية، ويلعب كل منهما
أدوار هجومية فعّالة مع فريقيهما، وأحياناً يستطيعان حسم المباريات بتمريرة
حاسمة أو هدف قاتل في الدقائق الأخيرة، وهما –بشهادة الكثيرين- من مفاتيح
اللعب الأساسية في خطط مورينيو ويورغن كلوب.
وأكثر ما يميّز النجم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا، سرعته
في الانطلاق خلال الهجمات المرتدة، وقدرته العالية في الوصول إلى منطقة
الجزاء والبحث عن مساحات للركض والتسديد على المرمى، كما أن عرضياته عادةً
ما تكون مُتقنة. ربما ما يعيبه أحياناً، لياقته البدنية المنخفضة، خاصةً في
الموسمين الأخيرين، بعد تعرضه لسلسلة من الإصابات، التي أثرت كثيراً على
مستواه في الأشهر الماضية.
أما ياكوب بلازيكوفسكي، فهو "الأشهر والمفضّل" لدى جماهير
سيغنال إيدونا بارك، بحصوله على دعم الجماهير الحماسية التي تملأ عادةً
جنبات هذا الملعب. ويحظى اللاعب الدولي البولندي بعلاقة طيبة مع مشجعي
بروسيا دورتموند، ويعود ذلك إلى أسلوب لعبه "الحماسي" داخل الملعب،
واستثارته للجماهير في معظم حركاته، كما أن "قتاليته" على القميص الأصفر
تجعل منه واحداً من رموز النادي في الوقت الحالي.
المهاجم: كريم بنزيمة وروبيرت ليفاندوفسكي
تبدو هذه المقارنة عادلةً بين نجمي ريال مدريد وبروسيا
دورتموند، إذ يُعدان من خيرة اللاعبين في أوروبا في مركزيهما. هما الآن
شابان في الـ25 والـ24 من عمرهما على التوالي، وأمامهما الكثير لتقديمه
للكرة الأوروبية. وقد يرى البعض أن الأفضلية تميل لكفة بنزيمة في مقارنته
مع ليفاندوفسكي، لكننا لن ننسى مدى تطور المهاجم البولندي في السنوات
الأخيرة، والمردود الكبير الذي قدّمه مع فريقه لكسر هيمنة بايرن ميونيخ على
المستوى المحلي.
http://eurosport.anayou.com/Tactics-AR_blog206/Tactics-AR_post2060462/ar-blogpostfull.shtml