بطل مسلسل "عمر" يبحث عن أدوار جديدة ومعاصرة
أجرى المقابلة: محمد الأزن
الجمعة، 25 كانون الثاني/يناير 2013، آخر تحديث 00:17 (GMT+0400)
الفنان السوري سامر اسماعيل
دبي،
الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال الفنّان السوري سامر إسماعيل إنّه
يستبعد الأدوار التاريخية من قائمة خياراته الفنّية في المستقبل القريب،
مشيرا إلى رغبته بالمشاركة بعمل معاصر يبرز ملامح جديدة من شخصيته كممثل،
وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه مع موقع CNN بالعربية:
ماذا بعد "عمر؟" وإلى أي درجة تبدو خياراتك الفنية صعبة في المرحلة المقبلة؟
- بالتأكيد تبدو صعبة، لم أتوقع أن أكون في هذا المكان فور
تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، الأمر الذي جعلني أشعر
بصعوبة في اختيار الأدوار للمرحلة المقبلة، فبعد الأًصداء الجيّدة التي
حققها المسلسل، بدأت تنهال عليّ عروض العمل، لكنني اعتذرت عن عدم المشاركة
فيها، لأنها لا تتناسب مع الخط الذي أرغب فيه حالياً، رغم أن من بينها
أدوار كنت أحلم بأدائها.
هل لنا أن نأخذ فكرة عن اتجاهاتك لاختيار الأدوار في المستقبل القريب؟
- الأدوار التاريخية مستبعدة بالنسبة لي في المرحلة المقبلة،
أرغب بالمشاركة بعمل معاصر يبرز ملامح جديدة من شخصيتي كممثل، حتى صوتي لم
يظهر في مسلسل "عمر،" كما كنت مقيّداً بتفاصيل محددة تتعلق بتلك الشخصية
الكبيرة، ولم يكن لدي المساحة لإضافة الشيء الكثير، رغم أن مساحة الاجتهاد
في الأداء كانت موجودة، ولكن بما لا يتعارض مع ما هو مرسوم على الورق الذي
كتبه د. وليد سيف، وأسعى مستقبلاً للمشاركة بعمل يمنحني الحرية نوعاً ما
بالتعاطي مع الخيال في بناء الشخصيّة التي أقدّمها، أنا بانتظار أدوار يمكن
أن تشبهني أكثر.
في مقابلاتك التلفزيونية بعد عرض مسلسل "عمر" ظهرت للمتلقي
كشخصية معاصرة بكل ما تعني الكلمة، هل كان لديك هاجس كسر الهالة التي
أحاطت بتجسيدك لتلك الشخصية الكبيرة في التاريخ الإسلامي؟
- لاشك أنّه كان لدي هذا الهاجس، أن أظهر كممثل جديد لديه مشروع
فني يسعى للعمل عليه، كما كنت حريصاً في لقاءاتي التلفزيونية أن أظهر على
طبيعتي، وليس كما يتخيلني المشاهد، كيف أفكر، وأعيش، ببساطة، ودون زيادة،
إلا أن تلك الإطلالات الإعلامية لا تختصر الإجابة عن سؤال "مين بيكون سامر
اسماعيل؟" أما شخصية "عمر بن الخطاب" التي أعطاني المخرج حاتم علي الفرصة
لتجسيدها فكانت بالنسبة لي بمثابة جواز سفر للتعبير عن نفسي كممثل من
خلالها، ولأثبت للناس أن هناك ممثلين جدد قد يكونوا جالسين في بيوتهم، ولا
يعرف الجمهور عنهم كثيراً، لكن يمكنهم أن يقدموا له شيئاً مختلفاً على صعيد
التمثيل.
بالعودة إلى مسلسل "عمر" ما هي المحطات الأكثر رسوخاً من كواليس المسلسل في ذاكرتك، على المستوى الإنساني؟
- منذ بداية اختبارات الماكياج، وحتى انتهاء التصوير، وخلال
العرض وبعده، كانت تجربة مسلسل "عمر" غنيّة بالتفاصيل، التي كنت أتعلم منها
كل يوم درساً جديداً في الفن أو الحياة، ردة فعل الناس الذين التقيتهم
خلال سفري في عدة بلدان عربية، كانت إيجابية، ومربكة بالنسبة لي، جميلة
جداً، لكنّها تدعوني للتفكير فيما يحدث معي، إذ لا يمكن أن أتعامل مع
الموضوع بشكل عابر، أما عن المحطات الأكثر رسوخاً في ذاكرتي، ربما حين
قالوا لي إنهم سيقصون شعري عند مقدّمة الرأس، فوافقت، ولم يحتمل الموضوع
معهم أكثر من دقائق معدودة، لأظهر بشكل غريب تماماً بالنسبة لي.
عرفت النجومية كممثل سوري بسرعة، ولكن في وقتٍ يخشى صنّاع الدراما السورية أفول حقبتها الذهبية، هل تتفق مع هذه المخاوف؟
- لدي بالتأكيد مخاوف على مستقبل الدراما السورية، ولكنها تعود
إلى ما قبل الظروف التي تشهدها سوريا مؤخراً، لأنّ هذه الدراما وصلت إلى
مكانة ممتازة، ثم مررنا في مرحلة قدّمنا فيها عدد هائل من الإنتاجات من حيث
الكم، مع قلّة الانتباه على النوع، فقبل الأحداث التي تمر بها البلاد
بفترة، كان ثّمة ما ينتقص من تلك المكانة بسبب دخول التجارة الرخيصة على خط
الإنتاج، أما على المستوى الشخصي، لا أخشى على مستقبلي كممثل بسبب ما
يجري، ولا أفكّر بمسألة النجومية، ما يهمني أكثر في هذه المرحلة هو ما يجري
في بلادي.
هل تخشى من توقف هذه الصناعة، صناعة الدراما السورية في ظل ما تشهده سوريا منذ عامين تقريباً؟
- لا أظن ذلك، ربما تخف كميّة الإنتاجات، لكننا سننتقل بالتأكيد
لنوعٍ جديد من الأعمال على مستوى المضمون، إذ لا يمكن أن نقدّم للمشاهد
السوري والعربي بعد ما حدث في البلاد، مسلسلات تشبه مسلسلاتنا السابقة، كما
لا يمكننا تجاهل المخاوف التي تعطّل حرية الحركة والتنقل بالنسبة لمختلف
القائمين على صناعة الدراما السورية في هذه المرحلة، لكن بعد انتهاء الأزمة
سنعود بشكل مختلف، يلامس المواطن السوري أكثر، وبشكل حقيقي.
نوهت في حديثك لنا عن المسرح قائلاً "كممثلين مسرحيين بالدرجة الأولى"، هل يبدو المسرح بالنسبة لك أهم من التلفزيون؟
- المسرح بالنسبة لي هو المكان الأساسي الذي تورطت بحبّه بعمرٍ
صغير، منذ انطلاقتي مع فرقة "اشبيليا" المسرحية بحمص، وقبلها، ولا يمكن أن
أتخيل نفسي دون الاشتغال بالمسرح، وأرى أنه سيبقى ملازماً لحياتي بالكامل،
أنا أعمل مع مجموعة من الأصدقاء في مختبر دمشق المسرحي، وقبل تصاعد الأحداث
بدمشق مؤخراً، كنّا نحضر لعرض بعنوان "أحمر.. وأسود وجاهل" للكاتب
الإنكليزي إدوارد بوند كتبه في ثمانينيات القرن الماضي، ويتحدث عما يشبه ما
يجري في البلاد، إلا أننا توقفنا عن البروفات بسبب صعوبة الحركة، والتنقل،
ثم انشغلت بعرض مسلسل "عمر."
هل يمكن أن يستقطب المسرح الجمهور السوري في ظل الظروف التي يعيشونها مؤخراً؟
- نعم، فخلال فترة تواجدي في دمشق حضرت أكثر من مرّة أحد العروض
بمسرح "الحمراء،" وبدا ملفتاً أن المسرح كان يمتلئ عن آخره بالحضور
يومياً، رغم القصف والتفجيرات، العرض يتحدث عن فكرة الهجرة، وشاهدت الناس
يبكون، رغم أنّه عرض راقص، ويصعب للمتلقي السوري التواصل معه، لأن الرقص
المعاصر ليس أساسياً في ثقافتنا كشعب، ذلك الجمهور الذي توافد للمسرح
يومياً رغم المخاطر، يستحق أن نقدّم له شيئاً.
هل ستبقى في البلاد خلال المرحلة المقبلة، ورغم كل ما يجري؟
- بالنسبة لي، لم أقدر أن أكون مرتاحاً خارج سوريا، جربت السفر
للكثير من البلدان العربية بقصد الاستقرار فيها، لكنني لم أحس بالراحة،
وبالمقابل لم أشعر بالضغط الشديد المترتب على بقائي هنا، وما يمكن أن يحدث
لي، يمكن أن يحدث لكل السوريين الذين ليس لديهم إلا خيار البقاء بالبلاد،
أصدقائي، وعائلتي، كلهم في دمشق، وسأبقى فيها إلى أن أحس بفقدان الأمل،
لكنني مازلت أحس بأمل ما.
http://arabic.cnn.com/2013/enter.celeb/1/25/Samer.Ismael.interview/index.html
أجرى المقابلة: محمد الأزن
الجمعة، 25 كانون الثاني/يناير 2013، آخر تحديث 00:17 (GMT+0400)
الفنان السوري سامر اسماعيل
دبي،
الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال الفنّان السوري سامر إسماعيل إنّه
يستبعد الأدوار التاريخية من قائمة خياراته الفنّية في المستقبل القريب،
مشيرا إلى رغبته بالمشاركة بعمل معاصر يبرز ملامح جديدة من شخصيته كممثل،
وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه مع موقع CNN بالعربية:
ماذا بعد "عمر؟" وإلى أي درجة تبدو خياراتك الفنية صعبة في المرحلة المقبلة؟
- بالتأكيد تبدو صعبة، لم أتوقع أن أكون في هذا المكان فور
تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، الأمر الذي جعلني أشعر
بصعوبة في اختيار الأدوار للمرحلة المقبلة، فبعد الأًصداء الجيّدة التي
حققها المسلسل، بدأت تنهال عليّ عروض العمل، لكنني اعتذرت عن عدم المشاركة
فيها، لأنها لا تتناسب مع الخط الذي أرغب فيه حالياً، رغم أن من بينها
أدوار كنت أحلم بأدائها.
هل لنا أن نأخذ فكرة عن اتجاهاتك لاختيار الأدوار في المستقبل القريب؟
- الأدوار التاريخية مستبعدة بالنسبة لي في المرحلة المقبلة،
أرغب بالمشاركة بعمل معاصر يبرز ملامح جديدة من شخصيتي كممثل، حتى صوتي لم
يظهر في مسلسل "عمر،" كما كنت مقيّداً بتفاصيل محددة تتعلق بتلك الشخصية
الكبيرة، ولم يكن لدي المساحة لإضافة الشيء الكثير، رغم أن مساحة الاجتهاد
في الأداء كانت موجودة، ولكن بما لا يتعارض مع ما هو مرسوم على الورق الذي
كتبه د. وليد سيف، وأسعى مستقبلاً للمشاركة بعمل يمنحني الحرية نوعاً ما
بالتعاطي مع الخيال في بناء الشخصيّة التي أقدّمها، أنا بانتظار أدوار يمكن
أن تشبهني أكثر.
في مقابلاتك التلفزيونية بعد عرض مسلسل "عمر" ظهرت للمتلقي
كشخصية معاصرة بكل ما تعني الكلمة، هل كان لديك هاجس كسر الهالة التي
أحاطت بتجسيدك لتلك الشخصية الكبيرة في التاريخ الإسلامي؟
- لاشك أنّه كان لدي هذا الهاجس، أن أظهر كممثل جديد لديه مشروع
فني يسعى للعمل عليه، كما كنت حريصاً في لقاءاتي التلفزيونية أن أظهر على
طبيعتي، وليس كما يتخيلني المشاهد، كيف أفكر، وأعيش، ببساطة، ودون زيادة،
إلا أن تلك الإطلالات الإعلامية لا تختصر الإجابة عن سؤال "مين بيكون سامر
اسماعيل؟" أما شخصية "عمر بن الخطاب" التي أعطاني المخرج حاتم علي الفرصة
لتجسيدها فكانت بالنسبة لي بمثابة جواز سفر للتعبير عن نفسي كممثل من
خلالها، ولأثبت للناس أن هناك ممثلين جدد قد يكونوا جالسين في بيوتهم، ولا
يعرف الجمهور عنهم كثيراً، لكن يمكنهم أن يقدموا له شيئاً مختلفاً على صعيد
التمثيل.
بالعودة إلى مسلسل "عمر" ما هي المحطات الأكثر رسوخاً من كواليس المسلسل في ذاكرتك، على المستوى الإنساني؟
- منذ بداية اختبارات الماكياج، وحتى انتهاء التصوير، وخلال
العرض وبعده، كانت تجربة مسلسل "عمر" غنيّة بالتفاصيل، التي كنت أتعلم منها
كل يوم درساً جديداً في الفن أو الحياة، ردة فعل الناس الذين التقيتهم
خلال سفري في عدة بلدان عربية، كانت إيجابية، ومربكة بالنسبة لي، جميلة
جداً، لكنّها تدعوني للتفكير فيما يحدث معي، إذ لا يمكن أن أتعامل مع
الموضوع بشكل عابر، أما عن المحطات الأكثر رسوخاً في ذاكرتي، ربما حين
قالوا لي إنهم سيقصون شعري عند مقدّمة الرأس، فوافقت، ولم يحتمل الموضوع
معهم أكثر من دقائق معدودة، لأظهر بشكل غريب تماماً بالنسبة لي.
عرفت النجومية كممثل سوري بسرعة، ولكن في وقتٍ يخشى صنّاع الدراما السورية أفول حقبتها الذهبية، هل تتفق مع هذه المخاوف؟
- لدي بالتأكيد مخاوف على مستقبل الدراما السورية، ولكنها تعود
إلى ما قبل الظروف التي تشهدها سوريا مؤخراً، لأنّ هذه الدراما وصلت إلى
مكانة ممتازة، ثم مررنا في مرحلة قدّمنا فيها عدد هائل من الإنتاجات من حيث
الكم، مع قلّة الانتباه على النوع، فقبل الأحداث التي تمر بها البلاد
بفترة، كان ثّمة ما ينتقص من تلك المكانة بسبب دخول التجارة الرخيصة على خط
الإنتاج، أما على المستوى الشخصي، لا أخشى على مستقبلي كممثل بسبب ما
يجري، ولا أفكّر بمسألة النجومية، ما يهمني أكثر في هذه المرحلة هو ما يجري
في بلادي.
هل تخشى من توقف هذه الصناعة، صناعة الدراما السورية في ظل ما تشهده سوريا منذ عامين تقريباً؟
- لا أظن ذلك، ربما تخف كميّة الإنتاجات، لكننا سننتقل بالتأكيد
لنوعٍ جديد من الأعمال على مستوى المضمون، إذ لا يمكن أن نقدّم للمشاهد
السوري والعربي بعد ما حدث في البلاد، مسلسلات تشبه مسلسلاتنا السابقة، كما
لا يمكننا تجاهل المخاوف التي تعطّل حرية الحركة والتنقل بالنسبة لمختلف
القائمين على صناعة الدراما السورية في هذه المرحلة، لكن بعد انتهاء الأزمة
سنعود بشكل مختلف، يلامس المواطن السوري أكثر، وبشكل حقيقي.
نوهت في حديثك لنا عن المسرح قائلاً "كممثلين مسرحيين بالدرجة الأولى"، هل يبدو المسرح بالنسبة لك أهم من التلفزيون؟
- المسرح بالنسبة لي هو المكان الأساسي الذي تورطت بحبّه بعمرٍ
صغير، منذ انطلاقتي مع فرقة "اشبيليا" المسرحية بحمص، وقبلها، ولا يمكن أن
أتخيل نفسي دون الاشتغال بالمسرح، وأرى أنه سيبقى ملازماً لحياتي بالكامل،
أنا أعمل مع مجموعة من الأصدقاء في مختبر دمشق المسرحي، وقبل تصاعد الأحداث
بدمشق مؤخراً، كنّا نحضر لعرض بعنوان "أحمر.. وأسود وجاهل" للكاتب
الإنكليزي إدوارد بوند كتبه في ثمانينيات القرن الماضي، ويتحدث عما يشبه ما
يجري في البلاد، إلا أننا توقفنا عن البروفات بسبب صعوبة الحركة، والتنقل،
ثم انشغلت بعرض مسلسل "عمر."
هل يمكن أن يستقطب المسرح الجمهور السوري في ظل الظروف التي يعيشونها مؤخراً؟
- نعم، فخلال فترة تواجدي في دمشق حضرت أكثر من مرّة أحد العروض
بمسرح "الحمراء،" وبدا ملفتاً أن المسرح كان يمتلئ عن آخره بالحضور
يومياً، رغم القصف والتفجيرات، العرض يتحدث عن فكرة الهجرة، وشاهدت الناس
يبكون، رغم أنّه عرض راقص، ويصعب للمتلقي السوري التواصل معه، لأن الرقص
المعاصر ليس أساسياً في ثقافتنا كشعب، ذلك الجمهور الذي توافد للمسرح
يومياً رغم المخاطر، يستحق أن نقدّم له شيئاً.
هل ستبقى في البلاد خلال المرحلة المقبلة، ورغم كل ما يجري؟
- بالنسبة لي، لم أقدر أن أكون مرتاحاً خارج سوريا، جربت السفر
للكثير من البلدان العربية بقصد الاستقرار فيها، لكنني لم أحس بالراحة،
وبالمقابل لم أشعر بالضغط الشديد المترتب على بقائي هنا، وما يمكن أن يحدث
لي، يمكن أن يحدث لكل السوريين الذين ليس لديهم إلا خيار البقاء بالبلاد،
أصدقائي، وعائلتي، كلهم في دمشق، وسأبقى فيها إلى أن أحس بفقدان الأمل،
لكنني مازلت أحس بأمل ما.
http://arabic.cnn.com/2013/enter.celeb/1/25/Samer.Ismael.interview/index.html