وزير الدفاع العراقي الاسبق
حردان التكريتي يروي في مذكراته
كيفية قتل الشيخ عبد العزيز البدري السامرائي
في السجن اواخر الستينات في القرن المنصرم
حردان التكريتي يروي في مذكراته
كيفية قتل الشيخ عبد العزيز البدري السامرائي
في السجن اواخر الستينات في القرن المنصرم
حردان التكريتي
اعداد وكتابة المحامي وليد محمد الشبيبي
بغداد 19 يناير/كانون الثاني 2013
بغداد 19 يناير/كانون الثاني 2013
صورة من هذا الكتيب (المذكرات)
صدام حسين
الشيخ عبد العزيز البدري السامرائي
السيد محسن الحكيم
من اليمين : حماد شهاب ، احمد حسن البكر ، حردان التكريتي في استعراض عسكري بتاريخ 17 تموز 1969
عقب دخول العراق وجيشه الكويت في 2 اب/اغسطس 1990 بدأت الحملات الاعلامية في مصر ضد النظام العراقي انذاك ومنها مساعدتها للمعارضة العراقية انذاك في نشر مطبوعاتها ضد النظام السابق ومنها مساعدتها في نشر مذكرات وزير الدفاع العراقي الاسبق حردان عبد الغفار التكريتي (الذي اغتيل في 30 مارس 1971 في الكويت) والتي صدرت بشكل صغير (من القطع الصغير) بـ(116) صفحة حمل عنوان (مذكرات سياسي عراقي – كنا عصابة من اللصوص والقتلة خلف مليشيات صدام للإعدام !) بقلم حردان التكريتي وزير الدفاع العراقي السابق ، دراسة أحمد رائف (مفكر اسلامي اخواني مصري توفي يوم الخميس الموافق 27/1/2011 عن عمر يناهز السبعون عاما)، مطابع الزهراء للاعلام العربي – القاهرة ، 1411 هـ - 1990 م ويلاحظ ان هذه المذكرات قد سبقها احمد رائف بمقدمة هاجمت النظام العراقي عام 1990 ولا يخفى العنوان نفسه كان يجسد موقفه من النظام ورئيسه الاسبق الراحل صدام حسين في حين ان مذكرات الراحل حردان التكريتي (ان صحت دقتها وامانتها التاريخية ؟) كانت دوما تستهدف قيادة الرئيس العراقي الاسبق الراحل احمد حسن البكر (ابو هيثم) واما صدام حسين فقد كان ضمن حلقة المقربين من ابي هيثم نفسه والذي توقع حردان التكريتي مخطئا في مذكراته هذه من ان (ابو هيثم سيصفي جميع خصومه المحتملين على منصب الرئاسة بمن فيهم ابنه هيثم وكذلك صدام حسين الخ كي يصفو له الحكم) والواقع ان العكس تماما قد حصل كما نعلم ، ثم بعد مقدمة احمد رائف (الصفحات 5 – 18) ممهورة بتوقيعه بتاريخ 12 صفر 1411 هـ/2 سبتمبر 1990 م (أي بعد دخول جيش العراق للكويت بعد شهر واحد فقط فلاحظوا التسرع في كتابة وتأليف هذا الكتيب وطباعته وتوزيعه وهو كما قلنا ضمن الحملة المضادة للنظام العراقي التي قادتها السعودية ومصر في الوطن العربي) وفي الصفحة 19 من هذا الكتيب نطالع (مقدمة) لرفيق درب وصديق طفولة حردان التكريتي وهو (عبد الله طاهر التكريتي) والذي استهدف بدوره من قبل صدام حسين وابعد عن العراق بعد تجريده من مناصبه لقربه من حردان التكريتي ولكونه من المحسوبين عليه هذه المقدمة التي تمتد من الصفحة 19 الى الصفحة 27 تنتهي بتوقيع عبد الله طاهر التكريتي في 1 / آب / 1971 وفيها يبرر سبب تأخر ظهور هذه المذكرات الوجيزة للنور وللعلن بالرغم من مرور اكثر من 19 عاما على اغتيال صديق طفولته ورفيق دربه ومرور 19 عاما على كتابة هذه المقدمة من قبله معللا خشيته من سطوة النظام السابق وسعيها الدؤوب لتصفية خصومها جسديا في أي مكان من العالم كما حصل مع رموز الانظمة السابقة في لندن وغيرها من عواصم العالم وحواضره ، عموما لا يمكن ان يصف حردان التكريتي نفسه بكونه فردا من العصابة مهما كان موقفه من احمد حسن البكر وصدام حسين وتسببهما (خصوصا الاخير) في تسميم زوجته وهي في الطريق الى تونس بالطائرة ووصولها جثة هامدة قبل ان يلحق بها في الدار الاخرة وتتم تصفيته جسديا من قبل اجهزة (العلاقات العامة) وجهاز حنين الخ من اجهزة استخباراتية ومخابراتية كان يديرها الرئيس الاسبق صدام حسين قبيل وصوله لسدة السلطة في 17 تموز 1979 ، والان نطالع في الصفحة 80 من هذا الكتيب (المذكرات) ما كتبه الراحل حردان التكريتي عن كيفية قتل الشيخ عبد العزيز البدري (رحمه الله) :
من اليمين : حسني مبارك ، احمد حسن البكر ، انور السادات ، صدام حسين
احمد حسن البكر
ميشيل عفلق
احمد رائف
احمد حسن البكر وصدام حسين
(... وقد أنهكتنا جبهة رجال الدين أكثر من غيرها من الجبهات ذلك لأننا بعد أن قطعنا الأمل من كسب قضية شط العرب بعد رفض طلب الشيخ الحكيم بدأنا بالانتقام من بعض رجال الدين الذين قاموا ضدنا بعد 18 أيلول 1963 والذين وقفوا إلى جانب الشيخ الحكيم والذين وقفوا إلى جانب الشيخ الحكيم واعتقلنا في يوم واحد خمسة من كبار رجال الدين ، لاتهامهم بالعمالة والتجسس ، وانتزاع الاعترافات منهم ، في محاولة بشن هجوم كاسح عليهم ، وتصفيتهم بصورة نهائية داخل العراق.
وقد أدخلنا الكثير منهم في قصر النهاية ، وهو القصر الخصوصي الذي كان يسكنه عبد الإله ولي عهد الملك فيصل الثاني ، وقد تحول القصر الى مركز تعذيب كبير للسياسيين ورجال الدين والأكراد وبعض التجار فيها ، كنا ننتزع الاعترافات القسرية بالعمالة والتجسس التي ضحك العالم علينا ! بفعلها ! .
ويعلم الله أنني لم أكن راضياً بإجراء التعذيبات ، ولكن ماذا كنا نستطيع أن نفعل غير ذلك لتصفية الحسابات مع المعذَّبين (بالفتح) ؟ وهل كانت هناك طريقة أخرى لتبرير الاعتقالات ، والإعدامات ؟ .
إن ما فعلناه كان نسخة طبق الأصل لما فعله ستالين ، وكان نجاحه في تصفية مناوئيه يغرينا بذلك .
ولكن رجال الدين عندنا لم يعترفوا بشيء مما كنا نطالب به بالرغم من كل أساليب التعذيب المختلفة التي مارسناها معهم ، والتي كان من أبسطها ، التعليق منكوساً لمدة 24 ساعة كاملة .
وقد مات واحد منهم : هو الشيخ عبد العزيز البدري تحت التعذيب ، ووصلت أنباء مقتله إلى خارج العراق ، مما أثار جبهات واسعة ضدنا . كما أن تعذيب واحد آخر منهم هو الشيخ حسن الشيرازي أثار كل شيعة العالم تقريباً ، فوصلت إلى مقر قيادة الثورة ما يقرب من بضعة آلاف برقية استنكار بشأنه من داخل العراق وخارجه . كما قامت ضدنا مظاهرات في الهند وباكستان وإيران .
وفي غمرة حملات الاعتقال التي كانت تتصاعد بصورة مستمرة سألت أحمد حسن البكر :
- إلى متى ستمضي بنا الاعتقالات ؟.
فأجاب : إلى أن يفرغ العراق لحكمنا . أليست خطوة حكيمة ؟ .
قلت : قد يكون ... ولكن العالم لا يستطيع أن يهضم هذه الفكرة .
فقال : المهم أننا نستطيع أن نهضمها .
قلت : إن كثرة المعتقلين سيثقل كاهل الحكومة .
فقال : سنزيد من الضرائب .. وسنأمر بإعطاء وجبة طعام واحدة للمسجونين كل أربع وعشرين ساعة .. هذا يكفي .
وأضاف بلهجة تكريتية خاصة : ((خليّهم يموتون هالتي سية .. شنو عبالك راح انجيبهم بالقصر الجمهوري وأنيّمهم على المندر ؟))
بعد مضي أقل من شهر من اعتقال بعض كبار رجال الدين الشيعة سافر الشيخ محسن الحكيم إلى بغداد بحجة المرض ، وكان يقصد بذلك عرض القوة التي كان يتمتع بها ، وفعلا لقد جاءت إليه الوفود من كل مكان وعندما زاره اثنان من مسؤولينا موفدين من قبل الرئيس خاطبهم بلهجة قاسية مطالبا إياهم الإفراج الفوري عن رجال الدين ، والكف عن ملاحقة آخرين .
وقد أثار هذا الأمر أبو هيثم ، مما دفعه إلى اتخاذ قرار بالقضاء على المرجعية الشيعية قضاء كاملاً في أنحاء العالم.
ودعانا إلى الاجتماع به حيث كلف لجنة مؤلفة من : طه الجزراوي ، وناظم كزار ، وعبد الوهاب كريم ، وشبلي العيسمي ، وصالح مهدي عماش ، بوضع خطة لذلك ، وذكر : إن نجاحنا في ضرب المرجعية الشيعية سيمكننا من التحرك كما نريد لأنه سيصفي لنا الجو بالتخلص من أكبر قدرة لا مصلحة لها في التقرب من الحكم – كما ظهر الآن – وهي قدرة تتمتع بسلطة كبيرة على الشعب ، ولا تبالي بالموت ، وثورة العشرين ضد الاستعمار البريطاني أكبر دليل على ذلك .
ثم أخرج من فتحة الطاولة التي كان يضع فيها مسدسه الخاص ذا اللون الأسود ، رسالة جوابية من عفلق حيث يظهر أنها كانت بشأن المرجعية الشيعية التي بدأت قلق بال الحكومة ، وتثير في وجهها بعض الصعوبات ، وقد قرأ الرسالة التي ذكر فيها عفلق أنه سيصل إلى بغداد قريباً ، ليبحث الموضوع من كل جوانبه.
وفعلاً فقد وصل بعد أقل من أسبوع من تاريخ الرسالة ، واستقبلناه استقبالاً دافئاً اشتركنا فيه جميعاً – سوى الرئيس – ولكنا لم نعلن عن وروده إلا بعد يومين ، لأن ذلك كان ضرورياً للحفاظ على حياته نظراً لسمعته غير الطيبة لدى العراقيين ، الذين كانوا يحملونه مسؤولية إجراءات الحكومة العنيفة. ) (المذكرات اعلاه – الصفحات 80 – 85).
طالع عن مذكرات حردان التكريتي
http://stillmate.blogspot.com/2009/11/blog-post_25.html
http://www.iraker.dk/maqalat10/54.htm
http://www.alnaspaper.com/inp/view.asp?ID=12013
طالع عن حردان التكريتي :
http://www.marefa.org/index.php/%D8%AD%D8%B1%D8%AF%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D9%8A
من هو احمد رائف (في الويكيبيديا)
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%81_%28%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86_%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86%29
خبر وفاته في يوم الخميس الموافق 27/1/2011
http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=286241