15/01/2013 / تونس
مقام سيدي بوسعيد: "أحرقت مصاحف القرآن التي خطها أقرب تلاميذ الولي الصالح"
يوم الأحد ليلة الاحتفال بسقوط الرئيس زين العابدين بن علي، أحرق مقام
سيدي بوسعيد في ضاحية راقية بالعاصمة تونس. ويعبر عالم الأنثروبولوجيا
يوسف الصديق عن غضبه لتخريب تلك المخطوطات الثمينة الموجودة في الضريح.
رغم تدخل عناصر الإطفاء دمر جزء من هذا المعلم والعديد من الموجودات
النفيسة. وقد فتح تحقيق لتحديد مصدر النار لكن أصابع الاتهام موجهة إلى
عناصر تنتمي إلى التيار السلفي – تيار إسلامي متطرف يستمد وجوده من الحركة
الوهابية السعودية.
وهؤلاء الناشطون الأصوليون الذين يتراوح عددهم التقديري بين 3000
و10000 في تونس متهمون بتنظيم سلسلة من العمليات العنيفة منذ الثورة التي
قامت قبل عامين. يتعلق الأمر بالهجوم الثاني عشر على ضريح منذ يناير/كانون
الثاني 2012 على الأراضي التونسية، حسب جمعية توانسة التي تناضل من أجل تعزيز المجتمع المدني واليقظة الديمقراطية.
<table class="aef-em-container" style="width:500px" cellpadding="0" cellspacing="0"> <tr class="aef-em-photo"><td> </td></tr></table> |
<table class="aef-em-container" style="width:500px" cellpadding="0" cellspacing="0"> <tr class="aef-em-photo"><td> </td></tr></table> |
المساهمون
يوسف صديق
"كان علينا أن نحمي تلك الكتب لكن أمناء الأضرحة رفضوا تركها"
يوسف الصديق عالم أنثروبولوجيا في تونس.
حرقت عدة مخطوطات في ذلك الحريق، ولا سيما كتاب "النقد"، وهو جزء من
مجموعة كتب "الوليّ الصالح" الذي بني المقام من أجله [سيدي بوسعيد] ويتناول
الكتاب "طريقة" هذا الوليّ. هذه المخطوطات نادرة حقا ولا يوجد منها أي
نسخ. وقد أحرقت أيضا مصاحف قرآنية وهي كتب ثمينة لأنها خطت بيد أقرب تلميذ
للوليّ سيدي بوسعيد.
<table class="aef-em-container" style="width:500px" cellpadding="0" cellspacing="0"> <tr class="aef-em-photo"><td> </td></tr></table> |
وأمام تواتر الهجمات على الأضرحة، كان على السلطات أن تأخذ تلك
المخطوطات وتحفظها في مكان آمين. غير أن أمناء الأضرحة -وهم عادة من سلالة
الوليّ- رفضوا بتعنّت التخلي عن تلك الكتب. وهم يرفضون حتى أن يطّلع عليها
الباحثون.
أرى أن الوهابيين بلا شك وراء هذا الهجوم وهم بذلك يريدون فرض مذهبهم
المتطرف على التونسيين. هذا ليس صراعا حديثا فمنذ القرن التاسع عشر
والتونسيون يرفضون اتباع هذا التيار. [يحكي رضا بن سلامة في كتابه "جمل
نجد" كيف حاول بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب –مؤسسا الحركة الوهابية-
استمالة الباي حمودة باشا عام 1810 إلى المذهب الوهابي
<table class="aef-em-container" style="width:500px" cellpadding="0" cellspacing="0"> <tr class="aef-em-photo"><td> </td></tr></table> |
هذا المذهب الديني يعتبر أن الحفاظ على الأضرحة والصلاة في مقامات
الأولياء الصالحين ضرب من ضروب الشرك بالله. لكن الناس ليسوا أغبياء. فهم
يعرفون أن الأولياء ليسوا آلهة، بل علماء وأشخاص أتقياء.
<table class="aef-em-container" style="width:500px" cellpadding="0" cellspacing="0"> <tr class="aef-em-photo"><td> </td></tr></table> |
في العشرينات ذهب هؤلاء المتطرفون إلى حد هدم بيوت صحابة الرسول
وقبورهم في المملكة العربية السعودية. حتى أنهم هدموا قبر الرسول شخصيا.
http://observers.france24.com/ar/content/20130115-%D8%A5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%B6%D8%B1%D9%8A%D8%AD-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%8A-%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A3%D8%AD%D8%B1%D9%82%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AE%D8%B7%D9%87%D8%A7-%D8%A3%D9%82%D8%B1%D8%A8-%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3?ns_campaign=nl_obs_ar&ns_mchannel=email_marketing&ns_source=OBS_03_20130116&ns_linkname=20130115_observers_%D8%A5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%82_%D8%B6%D8%B1%D9%8A%D8%AD_%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%8A_%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF_%D8%A3%D8%AD%D8%B1%D9%82%D8%AA_%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D9%81&ns_fee=0&f24_member_id=1028783879510&ns_mail_job=1112047167&ns_mail_uid=1028783879510&ns_robot=partner-emailvision&ns_service=mail