تحليل: كيف سيكون مستقبل سوريا في 2013؟
بقلم الزميلين نيك والش، ونيك روبرتسون
الخميس ، 03 كانون الثاني/يناير 2013، آخر تحديث 19:27 (GMT+0400)
دبي،
الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مع استمرار الحرب الأهلية في سوريا
لمدة تقترب من عامين، ومع مقتل أكثر من 60 ألف شخص، وفق إحصاءات لهيئة حقوق
الإنسان التابعة للأمم المتحدة، تتزايد الأسئلة حول النهاية المتوقعة
للنظام، وحول مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي بعد انهيار نظام بشار
الأسد.
التحليل التالي ذكر توقعات كل من أفراد طاقم الـ CNN، نيك باتون والش، ونيك روبرتسون، لمستقبل سوريا، وجاء فيه ما يلي:
هل سيهزم الثوار نظام الأسد؟
يشير والش إلى احتمالية كبيرة بفوز الثوار، ولكن ذلك لن يتم بأن
تتغير الأعلام المرفوعة في دمشق خلال ليلة وضحاها، ويضيف: "لن تتشكل
الحكومة التي يريدها الشعب بانقلاب الحكومة 180 درجة، لكن النظام شهد
الكثير من الضربات الموجعة في الأسابيع الأخيرة، ونتائج ذلك لم تنعكس داخل
النظام فحسب، بل أثرت في القائمين على هذا النظام مما رفع معنويات الثوار،"
وأضاف: "لا يوجد أي محلل يمكنه أن يقول في هذا الوقت أن نظام الأسد يحتمل
المكوث لمدة أطول."
هل سيقاتل الأسد حتى النهاية كما ادعى؟ أم سيتنازل عن الرئاسة؟
يرى روبرتسون أن "الثوار صرحوا بأنهم لن يرتاحوا حتى يزول نظام
الأسد كلياً، وأنهم غير مستعدين للتفاوض على الإطلاق، ولكن النظام لا يعطي
مؤشرات على قرب رحيله."
وأشار إلى أن "النظام السوري دخل مرحلة
جديدة الآن بحيث أصبح يقاتل للحصول على موقف تفاوضي أفضل في المستقبل،
عوضاً عن مقاتلته للتشبث بكل شيء."
أما والش أشار إلى أن "السؤال الأكبر في هذه المرحلة يتمثل في
كم الفوضى التي ستشهدها البلاد في المرحلة النهائية من نظام الأسد"، وأن
المشكلة النهائية ستتمثل في كيفية تعامل القوات الثورية مع المحتجزين من
العلويين."
كيف ستكون مرحلة ما بعد الأسد؟
يرى والش بأن سوريا ستشهد حالة "فراغ تام وحالة من الفوضى، وقد
نرى حالات تظهر إلى الساحة كأسياد الحروب"، ولكن "ردة فعل العديد من
السوريين تشير إلى تفاؤلهم لأنهم أشخاص متعلمون ووسطيون من حيث قيمهم
الإسلامية، إذ يجب التذكير بأن هذه الثورة قامت للتخلص من نظامٍ عمم الفساد
والظلم، وليس لتعميم القيم الإسلامية، فهي ليست إيران أو أفغانستان."
ما هي المساعدات التي ستحتاجها سوريا في مرحلة ما بعد النظام؟
يشير روبرتسون إلى حالة الاقتصاد السوري "مدمر كلياً،" وأن
إنعاشه سيستغرق عدة أعوام، ولكنه توقع بأن البلاد ستشهد في عام 2013 "عودة
لعددٍ كبير من اللاجئين، ملايين منهم داخل البلاد، وسنرى تشرد عشرات أو
مئات أو الألوف من الأشخاص الذين خسروا منازلهم، إذ تم تدمير مساحات واسعة
من دمشق وحمص وحماة وحلب، وسيحتاج هؤلاء الناس الذين ظلوا دون مأوى أو
طعام.
أما والش فيرى أنه "ما إن تضع الحرب أوزارها فإن البلاد
ستشهد عودة المساعدات والغذاء، وذلك بسبب موقع سوريا الجغرافي والدول
المحيطة بها".
ويضيف روبرتسون أن هناك مشكلة تتعلق بالمعارضة، إذ أن المناوئين
للنظام في الخارج لم يتواصلوا بالشكل المطلوب مع المعارضة الداخلية، لذا
من الصعب توقع ماذا ينجم عن اجتماعهم، إذ أن الموقف الوحيد الذي يمكننا أن
نراه الآن هو أنهم لن يتوقفوا عن القتال حتى زوال نظام بشار الأسد، ولا
يوجد حديث للآن عن الديمقراطية، لذا من الصعب توقع ما سيحدث من أفراد
يرفضون التنازل منذ الآن."
كيف سيتعامل العالم مع سوريا الجديدة؟
يرى والش بأن العملية بدأت أصلاً، وذلك من خلال المحاولات
الأمريكية في التأثير بالحكومة الجديدة المتشكلة خارج سوريا، ومن خلال
اجتماع قادة المعارضة في الدوحة أو تركيا، للتفاوض حول شكل الحكومة
الجديدة.
ولكنه أشار إلى أن "التحدي الأكبر سيتمثل بكيفية سد الفجوة بين
رجال السياسة الذين يرتدون البدلات وبين الأشخاص الذي يتضورون جوعاً في
ساحة قتال دامت لعامين."
كما أشار روبرتسون إلى أن انعدام الثقة بالغرب موجود أصلاً في
الثقافة السورية، سواء تسبب بتكوينها حكم آل الأسد للبلاد لمدة 40 عاماً،
أو أتت من رؤيتهم لما يحصل في البلدان الأخرى، أو تصريحات الإسلاميين
المتشددين بتصرفات الغرب مع المسلمين.
وفي ظل هذه الخلفية الثقافية، يرى روبرتسون أن "الغرب لم يتدخل
في الوضع السوري الحالي، لذا فإن الشعب غاضب، و أعتقد بأننا سنكوّن صداقات
سريعة في سوريا، ولن نتمكن من كسب الثقة بسرعة"، وأضاف أن ذلك يمكن أن
يصعّب من وقوع التغييرات التي يرغب المجتمع الدولي بتحقيقها في سوريا.
http://arabic.cnn.com/2013/middle_east/1/3/Syria-2013-outlook-1/index.html
بقلم الزميلين نيك والش، ونيك روبرتسون
الخميس ، 03 كانون الثاني/يناير 2013، آخر تحديث 19:27 (GMT+0400)
دبي،
الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مع استمرار الحرب الأهلية في سوريا
لمدة تقترب من عامين، ومع مقتل أكثر من 60 ألف شخص، وفق إحصاءات لهيئة حقوق
الإنسان التابعة للأمم المتحدة، تتزايد الأسئلة حول النهاية المتوقعة
للنظام، وحول مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي بعد انهيار نظام بشار
الأسد.
التحليل التالي ذكر توقعات كل من أفراد طاقم الـ CNN، نيك باتون والش، ونيك روبرتسون، لمستقبل سوريا، وجاء فيه ما يلي:
هل سيهزم الثوار نظام الأسد؟
يشير والش إلى احتمالية كبيرة بفوز الثوار، ولكن ذلك لن يتم بأن
تتغير الأعلام المرفوعة في دمشق خلال ليلة وضحاها، ويضيف: "لن تتشكل
الحكومة التي يريدها الشعب بانقلاب الحكومة 180 درجة، لكن النظام شهد
الكثير من الضربات الموجعة في الأسابيع الأخيرة، ونتائج ذلك لم تنعكس داخل
النظام فحسب، بل أثرت في القائمين على هذا النظام مما رفع معنويات الثوار،"
وأضاف: "لا يوجد أي محلل يمكنه أن يقول في هذا الوقت أن نظام الأسد يحتمل
المكوث لمدة أطول."
هل سيقاتل الأسد حتى النهاية كما ادعى؟ أم سيتنازل عن الرئاسة؟
يرى روبرتسون أن "الثوار صرحوا بأنهم لن يرتاحوا حتى يزول نظام
الأسد كلياً، وأنهم غير مستعدين للتفاوض على الإطلاق، ولكن النظام لا يعطي
مؤشرات على قرب رحيله."
وأشار إلى أن "النظام السوري دخل مرحلة
جديدة الآن بحيث أصبح يقاتل للحصول على موقف تفاوضي أفضل في المستقبل،
عوضاً عن مقاتلته للتشبث بكل شيء."
أما والش أشار إلى أن "السؤال الأكبر في هذه المرحلة يتمثل في
كم الفوضى التي ستشهدها البلاد في المرحلة النهائية من نظام الأسد"، وأن
المشكلة النهائية ستتمثل في كيفية تعامل القوات الثورية مع المحتجزين من
العلويين."
كيف ستكون مرحلة ما بعد الأسد؟
يرى والش بأن سوريا ستشهد حالة "فراغ تام وحالة من الفوضى، وقد
نرى حالات تظهر إلى الساحة كأسياد الحروب"، ولكن "ردة فعل العديد من
السوريين تشير إلى تفاؤلهم لأنهم أشخاص متعلمون ووسطيون من حيث قيمهم
الإسلامية، إذ يجب التذكير بأن هذه الثورة قامت للتخلص من نظامٍ عمم الفساد
والظلم، وليس لتعميم القيم الإسلامية، فهي ليست إيران أو أفغانستان."
ما هي المساعدات التي ستحتاجها سوريا في مرحلة ما بعد النظام؟
يشير روبرتسون إلى حالة الاقتصاد السوري "مدمر كلياً،" وأن
إنعاشه سيستغرق عدة أعوام، ولكنه توقع بأن البلاد ستشهد في عام 2013 "عودة
لعددٍ كبير من اللاجئين، ملايين منهم داخل البلاد، وسنرى تشرد عشرات أو
مئات أو الألوف من الأشخاص الذين خسروا منازلهم، إذ تم تدمير مساحات واسعة
من دمشق وحمص وحماة وحلب، وسيحتاج هؤلاء الناس الذين ظلوا دون مأوى أو
طعام.
أما والش فيرى أنه "ما إن تضع الحرب أوزارها فإن البلاد
ستشهد عودة المساعدات والغذاء، وذلك بسبب موقع سوريا الجغرافي والدول
المحيطة بها".
ويضيف روبرتسون أن هناك مشكلة تتعلق بالمعارضة، إذ أن المناوئين
للنظام في الخارج لم يتواصلوا بالشكل المطلوب مع المعارضة الداخلية، لذا
من الصعب توقع ماذا ينجم عن اجتماعهم، إذ أن الموقف الوحيد الذي يمكننا أن
نراه الآن هو أنهم لن يتوقفوا عن القتال حتى زوال نظام بشار الأسد، ولا
يوجد حديث للآن عن الديمقراطية، لذا من الصعب توقع ما سيحدث من أفراد
يرفضون التنازل منذ الآن."
كيف سيتعامل العالم مع سوريا الجديدة؟
يرى والش بأن العملية بدأت أصلاً، وذلك من خلال المحاولات
الأمريكية في التأثير بالحكومة الجديدة المتشكلة خارج سوريا، ومن خلال
اجتماع قادة المعارضة في الدوحة أو تركيا، للتفاوض حول شكل الحكومة
الجديدة.
ولكنه أشار إلى أن "التحدي الأكبر سيتمثل بكيفية سد الفجوة بين
رجال السياسة الذين يرتدون البدلات وبين الأشخاص الذي يتضورون جوعاً في
ساحة قتال دامت لعامين."
كما أشار روبرتسون إلى أن انعدام الثقة بالغرب موجود أصلاً في
الثقافة السورية، سواء تسبب بتكوينها حكم آل الأسد للبلاد لمدة 40 عاماً،
أو أتت من رؤيتهم لما يحصل في البلدان الأخرى، أو تصريحات الإسلاميين
المتشددين بتصرفات الغرب مع المسلمين.
وفي ظل هذه الخلفية الثقافية، يرى روبرتسون أن "الغرب لم يتدخل
في الوضع السوري الحالي، لذا فإن الشعب غاضب، و أعتقد بأننا سنكوّن صداقات
سريعة في سوريا، ولن نتمكن من كسب الثقة بسرعة"، وأضاف أن ذلك يمكن أن
يصعّب من وقوع التغييرات التي يرغب المجتمع الدولي بتحقيقها في سوريا.
http://arabic.cnn.com/2013/middle_east/1/3/Syria-2013-outlook-1/index.html