مدونات: لاجئة سورية.. وسيارة بلغارية.. وصدام عارياً
الأحد، 02 كانون الأول/ديسمبر 2012، آخر تحديث 17:15 (GMT+0400)
دبي،
الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حفلت صفحات المدونين العرب على شبكة
الإنترنت بالكثير من القضايا التي تشغل اهتمامات القارئ العربي، جاء في
مقدمتها الملفان السوري والمصري، اللذان مازالا يتصدران تلك الاهتمامات، في
حين تحدث أحد المدونين عما وصفه بـ"الغباء الوراثي" لدى كثير من الساسة في
مصر.
فمن سوريا، أبرزت مدونة "كبريت" صورة لامرأة تقوم بإعداد الخبز على موقد بدائي، بينما كان رضيعها الجالس على أحد فخذيها، يكافح لهيب النيران.. مع عنوان يقول: أمنا اللاجئة السورية.. والسيارة البلغارية.. وكتب المدون محمد كناص، تحت هذا العنوان قائلاً:
تلك المرأة تقع بين دخان الحطب، الذي يقمر خبزها، وحرارة النار
والشمس التي تلسع بشرة وجهها، وهي ورضيعها الذي يتقلب على فخذها، (مرميان)
على شريط حدودي، في مدرسة تغير عنوانها، من اسم شهيد، إلى عنوان لجوء
بعيد.. أردت أن أضبط العدسة لأحيط بجغرافية معاناتها، وحاولت توسيع فتحة
العدسة، إلا أن الدمع ضرب ستاره على عيوني، فتعسرت الرؤية، وغابت خلف موج
من الدخان.
الألم أحاط بها، والأمل تيبس في عيونها، كما تيبس الحطب الذي
تلتهمه نارها.. تقلب رغيف الخبز على وجه "الصاج"، فيحمر فتلقيه في سلتها،
ثم تعود لطفلها فتضع يدها على وجهه، تقيه حرارة الشمس، بعدما كانت يدها فوق
جحيم النار.. على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، تعد تلك المرأة الخبز؛
لتتقاسمه مع بشر نزحوا من بيوتهم إلى مدرسة بعيدة باردة، أصبحت كشركة
قابضة تصدر حاويات القهر والتشرد إلى كل موانئ العالم، عبر صور الصحافة،
وبواخر البث الفضائي.
تلك المرأة اختزلت برغيف الخبز الذي تخطفه من فم النار والدخان،
معاناة عشرات بل مئات بل آلاف من الأشخاص المشردين، الذين ينتظرون دورهم
في الإعلام لينهشهم الصحفيون بكلامهم وصورهم، كتجارة مربحة قد تأتي لهؤلاء
السوريين برغيف خبز من خليج أو محيط بعيد.
مئات الأمتار تفصل بين تلك المرأة السورية وسوريين آخرين، لا
يعرفون من المعاناة سوى الألم الحاصل نتيجة تغيير جو الرفاهية بين بلدين
بعد خروجهم من سوريا إلى تركيا!.. في الريحانية الحدودية، وفي عدد من
ساحاتها العامة، يتجمع يومياً سوريون، ليسوا كهؤلاء السوريين على الشريط
الحدودي المقابل!.. فكل ما يهم هؤلاء هو شراء سيارة آخر طراز، قادمة من
بلغاريا، عن طريق تجار سوريين أيضاً!.
السيارات تلك تباع بأرخص الأثمان، فالسيارة الكورية موديل
العام، التي كانت تباع سابقاً قي سورية بـ800 ألف ليرة سورية، تشتري اليوم
من تلك البازارات البلغارية سيارتين من طراز مرسيدس!.. ثم يدخلها التاجر
للمشتري إلى الأراضي السورية، وهناك يبرئ التاجر ذمته منها، ويذهب المشتري
بالسيارة يترفه بعيداً عن هموم الثورة، وضرائب الحرية في المناطق المحررة!.
ومن المغرب، وضع عبد الرزاق التابعي على مدونته "عقرب النت" عنواناً لافتاً، يقول: صور لصدام حسين بـ"الملابس الداخلية" تثير التحقيق.. وكتب تحت العنوان:
حين تصل الاستهانة بحقوق وخصوصية الأفراد حداً مبالغاً فيه، و
إلى درجة يمكن التخلي فيها عن القيم و المبادئ التي طالما تغنى بها الغرب
وطالب العالم العربي باحترامها؛ يكون علينا الوقوف ملياً عند هذه المنظومة
الإعلامية الغربية، التي تتعامل بعدة وجوه ومعايير، فمؤسسة "نيوز
كوربوريشن"، التي يملكها روبرت مردوخ، تتعرض للتحقيق بسبب دفعها مبالغ
مالية لجندي أمريكي مقابل حصولها على صور للرئيس العراقي السابق صدام حسين،
مرتدياً ملابسه الداخلية، بينما كان معتقلاً لدى القوات الأمريكية.
وكانت صحيفة "صن" وصحيفة "نيويورك بوست" المملوكتان لشركة
مردوخ، قد نشرتا عام 2005 صوراً للرئيس صدام حسين بملابسه الداخلية وهو
داخل زنزانته على أغلفتهما، بالإضافة إلى وضع صور أخرى له في الصفحات
الداخلية.
أما المدون محمد حمدي، فكتب على مدونة "دماغي"، تحت عنوان: سبعة ونص.. يقول:
الساسة العرب عموماً، والمصريين على وجه الخصوص، بيثبتوا يوماً
بعد يوم أن جينات الغباء السياسي متوطنة بداخلهم من قديم الأزل.. من الممكن
ألتمس العذر لمبارك، عاش فرعون لمدة 30 سنة، ولم يتوقع أن تطيح بيه ثورة
"عيال" النت، والبتاع ده اللى بيسموه فيس بوك، إنما مرسى، مش لاقى أي مبرر
أو عذر منطقي للبطء الشديد اللي بيدير بيه الأزمة اللي خلقها بنفسه!..
نفس البطء والغباء السياسي اللي أطاحت بمن قبله هتطيح به، وهو
مصمم على إتباع نفس الأسلوب السياسي المتباطئ والعنيد منذ بداية الأزمة،
وأنا ضد المطالبة برحيل مرسى لأكثر من سبب، ومع ضرورة رجوعه عن الإعلان
الدستوري، لكن مع الوقت بفقد تعاطفي ويشاركني في نفس الشعور فئات ضخمة من
الشعب، ما زهقتش من الطغيان السياسي، بقدر زهقها من الغباء السياسي.
http://arabic.cnn.com/2012/blogs/12/2/arab.blogs02Dec/index.html
الأحد، 02 كانون الأول/ديسمبر 2012، آخر تحديث 17:15 (GMT+0400)
دبي،
الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حفلت صفحات المدونين العرب على شبكة
الإنترنت بالكثير من القضايا التي تشغل اهتمامات القارئ العربي، جاء في
مقدمتها الملفان السوري والمصري، اللذان مازالا يتصدران تلك الاهتمامات، في
حين تحدث أحد المدونين عما وصفه بـ"الغباء الوراثي" لدى كثير من الساسة في
مصر.
فمن سوريا، أبرزت مدونة "كبريت" صورة لامرأة تقوم بإعداد الخبز على موقد بدائي، بينما كان رضيعها الجالس على أحد فخذيها، يكافح لهيب النيران.. مع عنوان يقول: أمنا اللاجئة السورية.. والسيارة البلغارية.. وكتب المدون محمد كناص، تحت هذا العنوان قائلاً:
تلك المرأة تقع بين دخان الحطب، الذي يقمر خبزها، وحرارة النار
والشمس التي تلسع بشرة وجهها، وهي ورضيعها الذي يتقلب على فخذها، (مرميان)
على شريط حدودي، في مدرسة تغير عنوانها، من اسم شهيد، إلى عنوان لجوء
بعيد.. أردت أن أضبط العدسة لأحيط بجغرافية معاناتها، وحاولت توسيع فتحة
العدسة، إلا أن الدمع ضرب ستاره على عيوني، فتعسرت الرؤية، وغابت خلف موج
من الدخان.
الألم أحاط بها، والأمل تيبس في عيونها، كما تيبس الحطب الذي
تلتهمه نارها.. تقلب رغيف الخبز على وجه "الصاج"، فيحمر فتلقيه في سلتها،
ثم تعود لطفلها فتضع يدها على وجهه، تقيه حرارة الشمس، بعدما كانت يدها فوق
جحيم النار.. على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، تعد تلك المرأة الخبز؛
لتتقاسمه مع بشر نزحوا من بيوتهم إلى مدرسة بعيدة باردة، أصبحت كشركة
قابضة تصدر حاويات القهر والتشرد إلى كل موانئ العالم، عبر صور الصحافة،
وبواخر البث الفضائي.
تلك المرأة اختزلت برغيف الخبز الذي تخطفه من فم النار والدخان،
معاناة عشرات بل مئات بل آلاف من الأشخاص المشردين، الذين ينتظرون دورهم
في الإعلام لينهشهم الصحفيون بكلامهم وصورهم، كتجارة مربحة قد تأتي لهؤلاء
السوريين برغيف خبز من خليج أو محيط بعيد.
مئات الأمتار تفصل بين تلك المرأة السورية وسوريين آخرين، لا
يعرفون من المعاناة سوى الألم الحاصل نتيجة تغيير جو الرفاهية بين بلدين
بعد خروجهم من سوريا إلى تركيا!.. في الريحانية الحدودية، وفي عدد من
ساحاتها العامة، يتجمع يومياً سوريون، ليسوا كهؤلاء السوريين على الشريط
الحدودي المقابل!.. فكل ما يهم هؤلاء هو شراء سيارة آخر طراز، قادمة من
بلغاريا، عن طريق تجار سوريين أيضاً!.
السيارات تلك تباع بأرخص الأثمان، فالسيارة الكورية موديل
العام، التي كانت تباع سابقاً قي سورية بـ800 ألف ليرة سورية، تشتري اليوم
من تلك البازارات البلغارية سيارتين من طراز مرسيدس!.. ثم يدخلها التاجر
للمشتري إلى الأراضي السورية، وهناك يبرئ التاجر ذمته منها، ويذهب المشتري
بالسيارة يترفه بعيداً عن هموم الثورة، وضرائب الحرية في المناطق المحررة!.
ومن المغرب، وضع عبد الرزاق التابعي على مدونته "عقرب النت" عنواناً لافتاً، يقول: صور لصدام حسين بـ"الملابس الداخلية" تثير التحقيق.. وكتب تحت العنوان:
حين تصل الاستهانة بحقوق وخصوصية الأفراد حداً مبالغاً فيه، و
إلى درجة يمكن التخلي فيها عن القيم و المبادئ التي طالما تغنى بها الغرب
وطالب العالم العربي باحترامها؛ يكون علينا الوقوف ملياً عند هذه المنظومة
الإعلامية الغربية، التي تتعامل بعدة وجوه ومعايير، فمؤسسة "نيوز
كوربوريشن"، التي يملكها روبرت مردوخ، تتعرض للتحقيق بسبب دفعها مبالغ
مالية لجندي أمريكي مقابل حصولها على صور للرئيس العراقي السابق صدام حسين،
مرتدياً ملابسه الداخلية، بينما كان معتقلاً لدى القوات الأمريكية.
وكانت صحيفة "صن" وصحيفة "نيويورك بوست" المملوكتان لشركة
مردوخ، قد نشرتا عام 2005 صوراً للرئيس صدام حسين بملابسه الداخلية وهو
داخل زنزانته على أغلفتهما، بالإضافة إلى وضع صور أخرى له في الصفحات
الداخلية.
أما المدون محمد حمدي، فكتب على مدونة "دماغي"، تحت عنوان: سبعة ونص.. يقول:
الساسة العرب عموماً، والمصريين على وجه الخصوص، بيثبتوا يوماً
بعد يوم أن جينات الغباء السياسي متوطنة بداخلهم من قديم الأزل.. من الممكن
ألتمس العذر لمبارك، عاش فرعون لمدة 30 سنة، ولم يتوقع أن تطيح بيه ثورة
"عيال" النت، والبتاع ده اللى بيسموه فيس بوك، إنما مرسى، مش لاقى أي مبرر
أو عذر منطقي للبطء الشديد اللي بيدير بيه الأزمة اللي خلقها بنفسه!..
نفس البطء والغباء السياسي اللي أطاحت بمن قبله هتطيح به، وهو
مصمم على إتباع نفس الأسلوب السياسي المتباطئ والعنيد منذ بداية الأزمة،
وأنا ضد المطالبة برحيل مرسى لأكثر من سبب، ومع ضرورة رجوعه عن الإعلان
الدستوري، لكن مع الوقت بفقد تعاطفي ويشاركني في نفس الشعور فئات ضخمة من
الشعب، ما زهقتش من الطغيان السياسي، بقدر زهقها من الغباء السياسي.
http://arabic.cnn.com/2012/blogs/12/2/arab.blogs02Dec/index.html