الرئيسية
في البدء كانت ا
أحدث الصور
دخول
العمل/ المهنة : 
الموقع : السبت 28 . 04 . 2012
| البنك المركزي العراقي.. منطقة تماس مهمة |
عبد الرزاق المياحي
مصرفي متقاعد
عزيزي السيد مدير موقع صوت العراق المحترم
تحية وتقدير
تابعت منذ فترة ما ينشر في موقعكم ومواقع اخرى عن بعض المسؤولين في
البنك المركزي العراقي.. وآخرها ما نُشر يوم 24 نيسان 2012 تحت عنوان
(امرأة هزت عرش البنك المركزي العراقي) بقلم السيد حسين الفضلي.
وما دفعني للكتابة، اللغة التي تُكتب بها تلك الامور.. لغة تذهب الى
السب والتجريح لايصال فكرة معينة..
وبصرف النظر عن قيمة الفكرة او صدقيتها او نواياها، فان ادب الخطاب
الذي يغيب عنها، يفقدها القيمة والموثوقية وعدالة القضية.. ولي بعض
الملاحظات ارجو ان تتفضلوا باحتمالها، مع انها ليست للدفاع عن البنك
المركزي او مسؤوليه:
- ان المستهدف بالكلام السيء والجارح هو المحافظ الدكتور سنان محمد رضا
الشبيبي.. وليت امتنا العراقية تلد مجددا شخصية عظيمة مثل الشيخ محمد
رضا الشبيبي.. الوطني والشاعر والاديب والانسان.. وليت شعبنا يعرف ان
الشيخ الشبيبي اول وزير في الدولة العراقية يحتج على اجراء للمحتل
البريطاني ويترك الوزارة بموقف قد تتاح الفرصة للتعريف به.
- وليت شعبنا يعرف بحجم التضحيات التي قدمتها عائلة الشبيبي، اخوان
الدكتور سنان واولاد عمه الذي دفعوا حياتهم قربانا للعراق.
- وليت امتنا تنجب كفاءات واناس مَهَرة بوزن الدكتور سنان الشبيبي..
- وليت الوطنية تعرف طريقها لبعض مسؤولي الدولة العراقية فتضعهم بمستوى
الوطنية التي تصرّف بها الدكتور سنان منذ سبعينات القرن الماضي، ولم
يزل يتصرف بهذا المستوى..
- ان نعت الدكتور سنان باوصاف غير لائقة من نوع (ضعيف..) هي محاولة، قد
لا تكون مقصودة، للمناداة بمسؤولين من نوعية السيد سمير الشيخلي او
السيد حسين كامل، حيث كانت المؤسسات تُدار بالسياط، وهناك جوقة من
جواسيس الوزير في كل مفصل من مفاصل الوزارة.. اما الدكتور سنان، ومن هم
على شاكلته من الطراز الجديد من المسؤولين، الذين خبروا انماطا اخرى من
التعامل مع الناس، فوصفهم بالضعف او الفشل هو إضرار بفرص جديدة لادارة
الدولة. فابن الشبيبي ليس ضعيفا، بل هو من مدرسة الادب الغنية التي لا
يمكن ان تنفصل عنه عندما يكون في موقع السلطة. فهل نتوقع منه سب الموظف
عندما يخطيء او يتحدث او يقترح. انا اعرف الدكتور سنان منذ سبعينات
القرن الماضي وعايشته عن قرب.. لم اجد فيه تغييرا نحو الادنى إلا اللهم
في المشيب وهذا ناموس الحياة.. ومقاييس الفشل والنجاح تحتاج الى فهم
الادوار والمنجزات، واحسب ان الدكتور سنان من الاهلية بحيث يصبح القول
عنه بهذه اللغة حراما وعيبا.
صدقوني انا عملت نجارا وسائق تكسي وموظف حكومي وصحفي والقليل من
السياسة وكتابة الشعر.. وقرأت في المال والاقتصاد والحروب والدين.. لم
اجد شخصية قوية وصلبة مثل الدكتور سنان.. صحيح انه لا يُظهر ردة فعل
سريعة في بعض الامور، بل يتأمل فيها ويدرسها، إلا ان هذه حسنة وليس
مثلبة.
- وحتى اختلافه مع السلطة التنفيذية، هو اختلاف على المفاهيم، وعلى
تطبيق مباديء القانون، وليس على حجم الاخلاص في الاداء او نوعيته..
فالحكومة تعرف من هو الدكتور سنان، وتعرف علميته واخلاصة للوطن. وتعرف
ان شخصية اخرى لن تدير البنك بهذا التجرد والمهنية.
ولن اتحدث عن التحول في وظيفة البنك المركزي والانجازات التي تحققت
للعراق وامواله وسعر الفائدة وكبح التضخم.. فهذه امور واضحة لمن هو على
اطلاع بما كانت قبل 2003 وكيف اصبحت بعده.
- لاحظت ايضا ادراج اسم احدى موظفات البنك في حملة التشهير بالبنك
والمحافظ.. وفي الوقت الذي اعيب على ابناء شعبنا ان ينزلوا في الكلام
الى مستوى هابط في الحديث عن امرأة، أي امرأة، فاني استغرب ان ينشر
موقعكم مثل هذه المواد دون التدخل في محتواها.. ففي الوقت الذي قلت فيه
ان الدكتور سنان شخصية قوية وصلبة يصعب تمرير اي راي او مقترح عليه دون
قناعته، اجد من غير المعقول ان يُساء الى هذا الرجل بهذه الكيفية، اذ
يقول كاتب المقال ان السيدة التي ذكرها تؤثر في قراراته.. الخ.
كما ان الصاق تُهم بهذه السيدة يجعلكم تتحملون وزر الاساءة للناس دون
دليل. فلقد سألت عن هذه السيدة عندما ذكر اسمها.. وتأكدت مما ورد في
المقال من انها عاصرت عشرة محافظين.. وهذه شهادة على ديمومة وفاءها
للعمل وقدرتها على الخدمة العامة بكفاءة. وقد ابلغني من سألتهم
بمعلومات اخرى عن هذه السيدة ليس فيها إلا الخير والوفاء لمؤسستها.
وبعيدا عن كل هذا فهي ابنة البنك ولا يجوز اقحام اسمها في اساءات
تفقدنا الصلة بالدين والاخلاق.
ارجو ان يفهم الناس ان مؤسسات خطيرة مثل البنك المركزي والمؤسسة
الامنية ووزارة المالية هي مناطق تماس مهمة مع حياتنا وحاضرنا
ومستقبلنا، وان تحقيرها او تحقير المسؤولين عنها انما هو تحقير
لامانينا وثقتنا بالحاضر والمستقبل.
كما ان تحقير الرموز الوطنية الخالدة لامتنا هو تحقير لتأريخ العراق
ومجده.
ارجو تفضلكم بنشر هذه المادة في موقعكم دعما لحرية النشر.
مع خالص تقديري
عبد الرزاق المياحي
مصرفي متقاعد
http://www.alsaymar.org/all%20maqallat/28042012maq288.htm
