27/09/2012 - 06:37لماذا عاقبوا أبو تريكة وكانوتيه.. ولماذا أحضروا شاليط؟
أعلن
برشلونة بطل كأس ملك إسباني لكرة القدم رسميا أنه وجه الدعوة للجندي
الإسرائيلي السابق جلعاد شاليط لحضور مباراة الكلاسيكو ضد ريال مدريد بطل
الليغا وكاس السوبر، والمقررة بعد 10 أيام في معقل كتالونيا كامب نو ضمن
الجولة السابعة من رحلة ذهاب الدوري المحلي.
ليس هذا فحسب، بل أعلن رسميا انه عرض مقعدا داخل المقصورة الرئيسية
على الجندي الذي أسرته المقاومة الفلسطينية على ظهر دبابة في قطاع غزة
المحتل والمحاصر منذ سنوات.. غير أن الجندي "رقيق المشاعر" والمتواضع رفض
هذا العرض السخي وطلب أن يجلس على مقعد عادي "متسخ" قريبا من الملعب،
ليتمكن "يا حرام" من مشاهدة اللاعبين الذين يعشقهم حد الثمالة عن قرب ويملأ
نظره بهم.
أعلم وجهة نظر الكثيرين من قراء "يوروسبورت عربية".. خصوصا عشاق
الفريق الكتالوني، الذين لا يجدون حرجا في الدفاع عن فريقهم الذي يشجعوه
ويدعموه حبا في كرة القدم الجميلة التي يقدمها ميسي ورفاقه.. وهذا حق، ولست
هنا في معرض البحث عن أسباب لتغيير وجهات النظر التي احترمها على
اختلافها.
ولكن .. أليس من حقي أن أتساءل، عن هذا العبث الكبير في الموازين والمباديء التي يتبجحون بها ليل نهار؟
قالوا لنا أن كرة القدم هي ساحة للتنافس الرياضي ولا مكان فيها
للسياسة أو المواقف التي يكون من شأنها الترويج لجهة سياسية أو طائفية أو
حزبية، وأنتم العرب جهلاء وتستحقون الجلوس في مقاعد الدرس لتعلم هذه القيم
من أساتذتكم، فقلنا سمعا وطاعة.!
وقالوا لنا أن النجم المصري محمد أبو تريكة ارتكب خطأ فادحا عندما
رفع عن قميصه وأظهر شعار "لا للحصار على قطاع غزة"، لأن ذلك من شأنه "أيها
العرب المتخلفون" إقحام الرياضة في السياسة، على حد قولهم، وهددوه.. إذا
فعلتها ثانية فسوف تطرد من المعلب على الفور، فخاف أبو تريكة المسكين.. ولم
يفعلها منذ ذلك الحين.
وعندما فعلها المهاجم المالي الفذ فريدريك كانوتيه لاعب اشبيلية
الاسباني السابق وأظهر كلمة فلسطين فقط مكتوبة بأربع لغات، عاقبوه.. وبمثل
ما طالبوا أبو تريكة طالبوه، فانصاع الرجل رغما عن "أنف أبوه".
والآن يقولون لنا أن دعوة شاليط إلى ملعب الكامب نو، ليس إقحاما
للسياسة في ملاعب كرة القدم، وإنما هي حالة إنسانية لهذا المسكين الذي لم
يشاهد انجازات برشلونة العظيمة في عهد غوارديولا.. يا حرام.
فما رأيكم إذا بدعوة سكان قطاع غزة إلى الكامب نو أيضا، فهم لم
يشاهدوا.... لا برشلونة ولا غيره بسبب انقطاع الكهرباء عنهم منذ سنوات،
نتيجة الحصار الظالم المفروض عليهم.
قالوا لنا أن الفيلم المسيء للرسول الكريم، وهو فلم ملفق بالكامل،
هو حرية رأي ولا نستطيع منع من يقومون بذلك من تكرار ما يفعلوه، ولكن عندما
عرضت مجلة فرنسية صورا لأميرة بريطانيا عارية، وهي صور أصلية وليست
مفبركة، تم على الفور استصدار أمر قضائي بمنع النشر وتم توقيف رئيس تحرير
المجلة وتقديم اعتذار رسمي للأميرة البريطانية.
هذه هي الموازين التي يحكمون بها العالم.. ويحكمون بها عقولنا حتى
ننطق بألسنتهم ونكرر كلامهم الفارغ من كل مضمون.. وسيأتي من يقول مرة
جديدة.. ما دخل الرياضة بالسياسة؟!.
من: حسام بركات
http://eurosport.anayou.com/Fast-break_blog186/_post1860423/ar-blogpostfull.shtml