الديلي تلغراف: المعارضة السورية المسلحة ترتكب انتهاكات لحقوق الانسان
آخر تحديث: الثلاثاء، 11 سبتمبر/ أيلول، 2012، 03:29 GMT
لا يزال الموضوع السوري مهيمنا على تغطية الصحف
البريطانية لشؤون الشرق الأوسط، إذ أفردت معظم الصحف الصادرة صباح الثلاثاء
مساحات كبيرة لنشاطات المبعوث الدولي الجديد إلى سوريا، الأخضر
الإبراهيمي، الذي سيزور دمشق قريبا لبحث احتمالات إنهاء الصراع الدموي
الدائر هناك منذ عام ونصف تقريبا.
كما
نقلت الصحف خبر حكم الإعدام الصادر على نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي،
وانتخاب رئيس جديد في الصومال وتفاصيل عن اغتيال رجل الاعمال العراقي سعد
الحلي في فرنسا، بين قضايا أخرى.
وتحت عنوان رئيسي تصدر الصفة الدولية لصحيفة
الغارديان: "الإبراهيمي يتوجه إلى سوريا وإيران تطالب بدور في صناعة السلام
"قالت الصحيفة إن المبعوث الدولي الجديد الذي خلف كوفي عنان، قد غادر مقر
المنظمة الدولية في نيويورك إلى القاهرة للتشاور مع الأمين العام للجامعة
العربية، نبيل العربي، في وقت بلغ فيه عدد القتلى في الصراع السوري رقما
قياسيا خلال أغسطس/آب.
ونقلت الغارديان تحذير مسئولة الإغاثة في الأمم المتحدة، السيدة نافي بيلاي، من" الآثار المدمرة" للصراع على المدنيين السورين.
وقالت بيلاي في كلمة أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس
حقوق الإنسان الدولي في جنيف إن "استخدام الحكومة السورية للأسلحة الثقيلة
وقصفها للمناطق المأهولة بالسكان قد تسبب في وقوع عدد كبير من الإصابات
بين المدنيين وتشريد المزيد منهم داخل وخارج البلد مما تسبب في أزمة
إنسانية مدمرة".
وأضافت: "إنني قلقة من أن الانتهاكات قد ترتقي إلى
جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. إنني قلقة بشكل مماثل من الانتهاكات التي
ترتكبها القوات المعارضة للحكومة، بما في ذلك جرائم القتل والتعذيب
والإعدامات المخالفة للقانون بالإضافة إلى تزايد عدد التفجيرات".
وتوقعت بيلاي أن متهمين سوريين سوف يحالون إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي رغم معارضة الصين وروسيا لذلك.
وتشير التقديرات إلى أن 23 ألف سوري قد قتلوا خلال
الأشهر الثمانية عشر الماضية. وتنقل الصحيفة عن الوكالة الرسمية السورية
للأنباء خبر الانفجار في حلب الأحد الماضي والذي ازداد عدد قتلاه إلى
ثلاثين شخصا بينهم أطفال ونساء، بينما بلغ عدد الجرحى 64 شخصا.
وتضيف الصحيفة أن مجلس الأمن أصبح الآن مشلولا
فعليا في ما يتعلق بالملف السوري وذلك بسبب الصراع الدائر بين فرنسا
وبريطانيا من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى.
وتفيد الصحيفة أن هذه الدول منقسمة أيضا إزاء
مقترح إنشاء "مجموعة الاتصال" التي تضم كلا من مصر والسعودية وإيران
وتركيا. وتتابع الصحيفة قائلة "إن السعودية التي تدعم المعارضة وإيران التي
تدعم النظام قد استثنيتا من الجهود العالمية السابقة لصناعة السلام التي
قادها عنان في يوليو/تموز الماضي.
وزار عنان إيران رغم المعارضة الغربية بهدف الضغط على إيران، لكنه فشل في إقناع إيران بالضغط على حليفها القديم، الرئيس بشار الأسد".
وتشير الصحيفة إلى أن الآمال قد ازدادت ببروز دور
فعال لمصر، وهي أكبر الدول العربية وتتسلح الآن بسلطة معنوية بعد نجاح
ثورتها، خصوصا بعد إدانة رئيسها الجديد، محمد مرسي للرئيس السوري بشار
الأسد. لكن الولايات المتحدة وبريطانيا ما تزالان، بحسب الصحيفة، تعارضان
أي دور رسمي لإيران في حل الأزمة السورية وتستشهدان دائما بمساعداتها
السياسية والعسكرية والأمنية لبشار لأسد.
وتعزو الصحيفة لمسئول بريطاني قوله "نحن نشكك بقوة في قدرة إيران على لعب دور بناء في الأزمة السورية".
وتقول الصحيفة إن الأخضر الإبراهيمي سعى لأن يبقي
التوقعات حول نجاح مهمته منخفضة عندما وصف مهمته بأنها "مستحيلة تقريبا".
ونقلت عن الإبراهيمي، الذي وصفته بأنه دبلوماسي مخضرم، قوله إنه سيتوجه إلى
دمشق خلال أيام بهدف "تقديم ما استطيع من مساعدة للشعب السوري رغم أنني
أدرك أن المهمة شبه مستحيلة".
بينما قالت إنه من غير المرجح أن تغير إيران من
دعمها الكبير للأسد ونقلت عن نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين عبد
اللهيان قوله إن طهران سوف تواصل دعمها "للشعب السوري وإصلاحات بشار الأسد
ضمن أطار جبهة المقاومة".
وحول الموضوع نفسه، تفرد صحيفة الديلي تلغراف
تقريرا حول انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي المسلحين السوريين الذين
يحاربون حكومة بشار الأسد.
وتقول الصحيفة إن لواء عسكريا منشقا في حلب اعترف
بارتكاب مجازر جماعية هي الأسوأ منذ بدء الانتفاضة السورية. وتقول الصحيفة
أن فيديو يعرضه موقع يوتيوب يصور عشرين شخصا يرتدون الزي العسكري وهم
معصوبو العيون ومكتوفو الأيدي ويبدو أنهم أعدموا في مخالفة واضحة لأحكام
القضاء. ويقول التعليق المرافق للفيديو إن الرجال هم أعضاء في الأجهزة
الأمنية السورية.
كما غطت الصحف البريطانية بشكل مفصل حادثة مقتل
رجل الأعمال العراقي، سعد الحلي، وعائلته في فرنسا والذي لا تزال تحقق فيه
الشرطة الفرنسية والبريطانية.
وقالت صحيفة التايمز إن سعد الحلي كان قد انتقل
فجأة من مخيم سابق كان يقيم فيه مع عائلته بعد أن هاجمه شخص مسلح في موقف
للسيارات، وكان ذلك قبل يومين فقط من مقتله في المخيم الجديد الذي انتقل
إليه إثر ذلك الحادث.
بينما نقلت الغارديان آخر التطورات حول الجريمة
بما في ذلك تفاصيل السلاح المستخدم وما قاله شاهد بريطاني وصل إلى موقع
الجريمة بعد دقائق وقال إنه رأى سيارة بلون داكن، ربما أخضر، قد غادرت
الموقع متبوعة بدراجة بخارية.
أما صحيفة الإندبندنت فقالت إن البنت الكبرى لسعد
الحلي، زينب، ذات السبع سنين، والتي كانت في حالة إغماء محفز منذ وقوع
الحادثة، قد تحدثت إلى الشرطة عن الجريمة ويبدو أنها تتذكر ما حصل وقد
تساهم في كشف الألغاز المحيطة بها.
وقالت الديلي تلغراف إن الحلي كان يتصرف بغرابة
أثناء عطلته في جبال الألب الفرنسية إذ كان يترك عائلته وحيدة عدة مرات في
اليوم قبل أن يغادر المخيم الذي كان يقيم فيه إلى المخيم الذي قتل فيه مع
عائلته.
كما نال حكم الإعدام الصادر على نائب الرئيس
العراقي الهارب، طارق الهاشمي، اهتمام معظم الصحف البريطانية. الغارديان
نقلت عن الهاشمي، الذي وصفته بـ "نائب الرئيس السني، إعلانه براءته من
التهم الموجهة إليه وقوله إن محاكمة عادلة في العراق مستحيلة في ظل رئيس
الوزراء نوري المالكي "الشيعي".
ونقلت الصحيفة عن الهاشمي، المقيم في العاصمة
التركية، أنقرة، منذ توجيه القضاء العراقي تهما بالإرهاب له: "إن هذا الحكم
مسيّس وغير شرعي ولن اعترف به. إنه وسام أضعه على صدري لأن المالكي وليس
غيره كان وراءه. إنني فخور أن المالكي وليس غيره هو الذي يستهدفني. إن حكم
الإعدام هو الثمن الذي علي أن أدفعه بسبب حبي لبلدي وولائي لشعبي".
وفي صحيفة الفاينانشال تايمز التي تهتم بالشؤون
الاقتصادية، هناك تقريران مفصلان عن الاقتصادين التركي والإيراني. عن
التركي تقول الصحيفة إن النمو الاقتصادي الذي شهدته البلاد خلال العام
المنصرم، والذي يقارب 3%، ما كان ليحصل لولا الانتعاش الاستثنائي للصادرات
التركية إلى الشرق الأوسط. أما عن إيران فتقول الصحيفة إنها تستعد لما سمته
بـ "اقتصاد المقاومة" الذي يعتمد على مبدأ "الاكتفاء الذاتي" لمواجهة
العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وفي الإندبندنت أيضا هناك تقرير مفصل حول تسليم
القوات الأمريكية سجن باغرام، الذي استولت عليه في بداية احتلالها
لأفغانستان، إلى السلطات الأفغانية. وتتساءل الصحيفة إن كان تسليم هذا
السجن السييء الصيت هو بداية للانسحاب الأمريكي الكلي من أفغانستان. وتنقل
الصحيفة عن قادة حاليين وسابقين لحركة طالبان في الخليج قولهم إن قادة
الحركة قد يتفاوضون مع الأمريكيين حول وقف إطلاق النار وقد يقبلون ببقائهم
العسكري في خمس قواعد في البلاد حتى عام 2024.
وفي تقرير آخر في الإندبندنت حول انتخابات الرئاسة
الصومالية، ذكرت الصحيفة إن أستاذا جامعيا عمل مع الأمم المتحدة، هو
البروفيسور حسن الشيخ محمد، قد تمكن على نحو غير متوقع من إلحاق الهزيمة
بالرئيس الحالي الشيخ شريف الشيخ أحمد. وأضافت أن انتخاب الشيخ محمد
للرئاسة يعتبر لحظة مهمة في مسيرة البلاد نحو السلام.
ونختتم تغطية شؤون الشرق الأوسط في الصحف
البريطانية بتقرير للديلي تلغراف تحت عنوان "أحمدي نجاد يقول إن الغرب دمر
سحب الأمطار في إيران"! وينقل التقرير عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد
اتهامه للدول الغربية بتدمير السحب الممطرة المتجهة إلى إيران في محاولة
لإدخال البلاد في جفاف مدمر!. وكان الرئيس الإيراني يتحدث حول المشاكل التي
يسببها انخفاض هطول الأمطار في إيران.
http://www.bbc.co.uk/arabic/inthepress/2012/09/120910_press_tuesday.shtml?s