الثلاثاء، 24 يوليو، 2012
القسوة لدى صدام حسين... "شوارب ونرجسية"
السكرتير الصحفي -السلام عليكم خطوها وفق السياق ووافوني بها
مطبوعة.
"كان العرب عبر تأريخهم المجيد
وانتم فيهم يجعلون من شوارب الرجال محط التزامهم ورمز استعدادهم لتحمل مسؤولية
جنسهم حيثما كان التفرد على أساس هذه الصفة من واجبات الرجال وحدهم في كل ما يعز الأهل
والشعب والوطن ...ولقد أعزنا الله واعز فينا شواربنا وكل شارب غيور على أمته
والوطن والشعب ومع كثرة وتعدد أنواع والوان المنازلات حتى صارت بعضها وكأنها عندما
تذكر نوع من أنواع خيال العقل ، وليس واقعاً قد حصل فعلاً ضد العراق وخرج من
امتحانها العراق عزيزاً معافى بأذن الله ، واخفق العدو بأذن الله أيضاً أن يلوي
شجاعة أهل العراق وهذه الشعيرات في شوارب من قادهم في محناتها وسوح الوغى مثلما
قادهم في سوح البناء والاعمار والفضيلة والمجد. واليوم اذ أضع هذه الشعرات من
شواربي وديعة لديكم في جامع أم المعارك ، فأنني في هذا أردت أن تتذكرون الى جانب
كل المعاني التي اودعتها اليكم تأريخي وهو جزء من فضائل فعلكم وجليل أعمالكم ،
ولكي تنتخون بها وبمعاني ما تتحمله بعد أن تتكلون على الواحد الأحد القادر الصمد
كلما حاول أجنبي ضد معانيكم الجليلة أو انحرف منحرف عن طريق العزة والكرامة
والايمان والمجد ، طريق الشعب والامة ، وان تحموا شعرات هذه الشوارب مع حماية
العراق وان تعزوها بعزه وبعز أمتكم ودينكم، والله أكبر....الله أكبر....الله
أكبر..."
صدام حسين ٢٠/٥/٢٠٠٢
تميز عهد الرئيس صدام بظاهرة ، وهي وان وجدت في سنوات سابقة لحكمه
، لكنها تميزت في عهده بوصولها الى مستويات غير مسبوقة في تأريخ العراق الحديث
وربما غير مسبوقة في تأريخ أي بلد آخر وهي ظاهرة عبادة الشخصية.
دراسة هذه الظاهرة تتطلب استعراض
ثلاثة عوامل لعبت دوراً في بناء هذه الظاهرة، الاول رغبة الرئيس نفسه وحاجته
المتأصلة لأعلاء الذات على الأخرين ، والثاني تملق أجهزة الدولة والحزب واعلامها
الرسمي والعامل الثالث دور العوام في ارساء صرح عبادة الشخصية.
١- دور الرئيس
لعب الرئيس دوراً في ترسيخ عبادة الفرد ,ابتدأ ذلك بخطوات محسوبة في
السبعينات عندما
كان بمنصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ,فمثلاً أورد ابراهيم الزبيدي في كتابه دولة
الأذاعة هذه الحادثة "زارنا صدام حسين واجتمع برؤساء أقسام الأذاعة
والتلفزيون في الصالة الكبرى الواقعة فوق الكافتيريا. كان مايزال في أول السلم
ولايفقه شيئاً من أمر الأجتماعات وغير معروف من أغلب الناس. لكنه كان عازماً على
مباشرة طريق صعوده نحو القمة. كان يشغله آنذاك أمران : الأول حمل الناس على
اعتباره الرئيس القادم ، ومعاملته بما يليق بهيبة الرئيس ، وهذا لا يأتي ألا
بالمزيد من الجدية والصرامة والعبوس وتصنع الوقار. والثاني عكس ذلك تماماً. اغراء
الناس بحبه والتعلق به كمنقذ ومخلص طيب القلب يعطف على الصغير قبل الكبير ويساعد
الضعيف قبل القوي.
بدأ الأجتماع بطلب منه بأن ينطلق الحاضرون في عرض مشاكل الأعلام
والعقبات التي تحول دون انطلاق مسيرة أعلامية مزدهرة ناشطة. والح على ألا نتهيب أو
نتردد في المصارحة ، باعتبارنا خبراء وصناع القرار في مجال الأعلام - على حد قوله-
فنهض رمضان قاطع ، وكان يومها رئيساً لقسم الريف في الأذاعة ، وبعثياً متزلفاً ،
منافقاً ، أمياً في علم الأذاعة وفي شؤون الريف على حد سواء.
فخاطب صدام قائلاً : أبا عدي .
فرد عليه صدام لست أبا عدي.
فقال رفيق صدام.
فرد عليه : لسنا في اجتماع حزبي
لتناديني ب(رفيق) .
فاحتار رمضان وقال له : أستاذ صدام.
فرد عليه أنا لست أستاذاً .
وازداد ارتباكه وحيرته ، وهنا بادر محمد سعيد الصحاف قائلاً : قل
السيد النائب ،
فقال سيادة النائب .
فرد صدام بابتسامة خفية : تفضل".
وبعد صعود نجمه التدريجي أجتمع السيد النائب مع مجموعة من الكتاب فخرجت رواية الأيام
الطويلة لعبد الأمير معلة التي تتحدث عن حياته
ودوره في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم .كانت أسماء شخصيات الرواية مستعارة
اختارها عبد الأمير معلة عدا أسم بطل الرواية فقد أختاره السيد النائب لنفسه وكان
محمد الصقر. فالصقر في رأيه هو طائر مفترس شجاع يقوم بمهاجمة الطريدة فاختار
التشبه به.
وبعد أن اجرت مجلة المرأة لقاء معه وعائلته في عام ١٩٧٨ خصصت مجلة الف
باء ١٨ صفحة لحوار معه تحت عنوان ١٠٠ ساعة مع صدام حسين وكان ذلك في عام ١٩٧٩.
عندما كان بمنصب النائب كان الرئيس صدام يركزفي أحاديثه على مبدأ
القيادة الجماعية للحزب لكن هذا المبدأ اختفى بصورة كاملة بعد ازاحة الرئيس البكر
وحل محله مبدأ القائد الرمز.
وبعد أن تولى منصب الرئيس تطرق في عدة أحاديث له عن دوره ورغبته في تخليد عصره
بعد رحيله وللاف السنين حيث قال في أحدى المرات «المنهج الذي بنيناه نحن، ليس
منهجاً لعشر سنين او عشرين او ثلاثين سنة. من الممكن ان يصل عمر صدام حسين الى
سبعين، ثمانين سنة، اكثر، اقل ـ وان كان لدينا واحد من أعمامنا عاش ١٢٥ سنة وهو
يمتطي الفرس وظهره غير منحن. اذا عاش صدام سبعين او ثمانين سنة، او عدنان خير
الله، او طه الجزراوي، او عزة ابراهيم او فلان رفيق... فلن ينتهي هذا المنهج
بانتهاء اعمارنا. اذا انتهى بانتهاء اعمارنا، فلا خير فينا. هذا المنهج سيرفع عمله
الذين لم يولدوا بعد في العراق. هو الحالة المستخرجة من ضميرنا ومن عقلنا الانساني
بكل عمقها عبر ٦٠٠٠ سنة ماضية، والى ٦٠٠٠ سنة قادمة".
وفي مرة أخرى قال" نحب
..نفرح.... لمن شعبنا يكول علينا شي زين بس نفرح أكثر لما نعتقد انو بعد ٥٠٠ أو
ستمئة سنة أو اربعمئة سنة راح يقال عنا واحنا في ذمة التاريخ... يقال عنا شي
أيجابي..واظن مثل هذا الطموح مشروع ..محد يزعل علينا ولا أحد يعتبرو طموح غير
مشروع ".
وورد أيضاً في حديث له في جريدة
الثورة الصادرة بتأريخ ٢٥/٦/١٩٨٣ "نحن أهم ما نعني
به هو ليس الحاضر بكل مميزاته التي نعتز بها فحسب وانما الأساس هو ما سيقوله
التاريخ بعد مئات السنين من الان...هذا يهمنا أكثر من الحاضر."
لفت الأهتمام الأعلامي بالرئيس
انتباه عدة صحفيين ففي مقابلة مع صحفيين كويتيين عام ١٩٨٢ وجه برجس البرجس هذا
السوأل "سيادة الرئيس أرجو أن تسمح لي في التعقيب ولو أنه انتقاد للذات..نحن
نجلس مع السيد الرئيس صدام حسين وهو واحد منا وهو على قمة الهرم في العراق ولابد
أن يطلع على مايدور في الساحة والقاعدة..أنتم بحاجة الى أراء القاعدة..واريد أن
اتحدث عن الأعلام العربي العام والاعلام العراقي بصيغة خاصة..وانا اعتبره انتقاداً
ذاتياً أرجو أن يقبل مني..من الملاحظ أن كل الأعلاميين في العراق هم اخوان واعزاء
واحبة...لكن الاعلام العراقي مسخر لابراز السيد الرئيس صدام حسين مع العلم أن الذي
يدير المعركة وضحى وحمل السلاح كل فرد في العراق سواء كان امراة أم رجل..الكل سخر
امكانياته لخدمة المعركة..فينبغي على الاعلام العراقي أن يبرز هذه الناحية.
صدام حسين ماهو الا منفذ لطلبات الشعب ورغباته..والقيادة العليا
مسخرة أيضاً لتنفيذ طلبات الشعب ورغباته..وماهو حاصل قد يكون بسبب المشاغل
والمسؤوليات الكبيرة فالاعلام بيد الدولة ولكن تسمع حتى في الغرب مع الأسف الشديد
حيث كنت في زيارة لاوربا أن أجهزة الأعلام تعتم على أخبار العراق وبشكل مقصود..في
حالة حرب صحيح هناك جانب ضروري ابرازه قد يصدقون ما أقول طبعاً نحن في الكويت
نتبنى جميع الأخبار العراقية ونتائج المعارك بصياغة قد تختلف عن الصياغة التي يصاغ
بها الخبر أنما يجب أن يسخر الأعلام لابراز دور الشعب العراقي في هذا الموضوع آسف
لهذه النقط.
الرئيس : أبداً أبداً أنا مسرور جداً طبعاً الأعلام العراقي من المؤكد أن الأعلام الكويتي انجح منه في تناول الموضوعات بسبب أن الاعلام الكويتي
ليس أعلام دولة وانما يتفاعل مع الدولة والاعلام العراقي أعلام دولة ويتفاعل مع
الدولة..فثقل الدولة عليه موجود بقدر أو بآخر..هذه حقيقة وطالما أنه أعلام دولة
يجب أن نتوقع أن هناك ثقلاً واقعاً عليه من حلقات الدولة..ترتيب الوظيفة
والموظف..هامش الأبداع فيه ليس كهامش الأبداع في اعلامكم لكن يبقى العراقيون في
الأعلام هم مواطنون من الشعب يتصرفون مثلما يتصرف الشعب.
ليس المهم أن أجيب وانما المهم أنت كعربي تريد اجابة تصل الى عقلك
وتريدها أن تضيف معلومات في الحركة للامام في ضميرك المتفاعل مع العراق في عقلك أو
في يدك. الشيء الأكيد أن الاعلاميين في موضوع صدام حسين يتصرفون كمواطنين والشيء
الأكيد أن صدام حسين قال لهم انكم تسيرون أكثر
مما ينبغي ومنذ زمن.. من سبع سنوات كنت قد ضغطت عليهم وهم يحاولون
الأفلات من هذا الأطار في الحديث عن صدام حسين ودخلت معهم نقاشاً وفتحت معهم
الموضوع كما نتحدث الان أنا عندي انتقادات على الأعلام كمواطن عراقي أسمه صدام
حسين في هذا الموضوع في نقطة صدام حسين اجاباتهم هي أن صدام حسين ينبغي أن يكون
رمزاً لكل العراقيين لأن العراقي يحتاج للرمز أكثر...ربما مما تحتاجه موسكو الأن
ذلك لأن حالة التكون حالة جديدة وحالة التخلف حالة عميقة. ولأن في العراق أدياناً
وطوائف وقوميات أذن ينبغي في الأعلام أو في التصرف أن يكون لصدام
حسين حصة لكل هولاء..فاذا ما رأينا أن كل هولاء يعتبرونه حصتهم
لابد من ابرازه كحالة تزيد عملية التفاعل بين الأحساس والواقع..ويناقشونني..يقولون
لي طيب اعلامنا لا يتحدث عن صدام حسين..نحن نقول أن الكاتب الفلاني يكتب مقالاً
على الأساس أنه موظف دولة..هل رأيت طفلة في يوم ما قرأت نشيداً ليس فيه أسم صدام
حسين طيب هل هذه موظفة في الدولة..أقول لا طيب هل رأيت شاعراً قرأ قصيدة لايوجد
فيها صدام حسين كذا مرة..وهل رأيت فلاحاً يتحدث عن الثورة دون ذكر صدام حسين أو
عامل بسيط أو أمرأة فقدت زوجها في المعركة أو فقدت ابنها..الحرب ليست دفاعاً عن
صدام حسين..هي دفاع عن العراق..دفاع عن الأمة..في كل مكونات الحالة..أنت اذهب الى
النساء الى أرامل الشهداء لن يقلن لك زوجها فداء للوطن أول ما تقول فداء لصدام
حسين..ثم يأتي الوطن ثم الثورة".
وفي لقاء مع الصحفيين الأسبان والبرتغاليين بتأريخ ٢٦/١/١٩٨٣ دار
هذا الحوار
"الصحفي : لدي معرفة بهذا البلد منذ عدة سنوات ونود أن نعرف
اسلوبكم بالعمل فقد قرأت خطاباتكم واريد أن أفاجكم مفاجأة صغيرة، ما يبدو لنا بسبب
عقليتنا الغربية ، بما يشبه نوعاً من احترام الزعامة ، مثلاً أحياناً يدعونكم سيدي
الرئيس ، الزعيم الموهوب، الزعيم البطل وهذه الصفات لم تذكر سابقاً في هذا البلد.
وفي أسبانيا يقال أن هناك اناساً هم أنصار البابا، أكثر من البابا نفسه، هل هذا
صحيح وينطبق على العراق؟
الرئيس : بشكل أو بآخر...نعم...منذ أكثر من ثمانمائة سنة عاش
العراق في ظلام دامس حتى ثورة تموز عام ١٩٦٨..فكان أما تحت الاحتلال الأجنبي أو
تحت حكم أنظمة تقود السلطة على أساس أنها أنظمة عراقية وطنية، الا أن الشرار الذي
يتطاير من مركز السلطة من الكثافة بحيث يحرق مناطق واسعة من العراق، تسفر عن نتائج
مماثلة للنتائج التي يحصدها العراق عندما يحكمه الأجنبي بصورة مباشرة.
لقد دفع العراقيون ثمناً غالياً في هذه التجارب المرة على حساب
كرامتهم وما ينبغي تهيئته للشخصية الوطنية المستقلة..ومن هنا يبدو أن العراقيين
وجدوا أن صدام حسين يختلف عن كل التجارب التي مروا بها، وانه جزء منهم، يفكر
لمصلحتهم، وان أخطأ لا يخطىء بقصد مسبق، كما أنه لا يأخذ استشارة من أجنبي، ويريد
للعراقيين العز والمجد والرفعة والحياة السعيدة المستقرة الهانئة.
هذا هو تفسيري وبامكانكم أن تجدوا هذا التفسير بأنفسكم، فعندما
تسألون الناس البسطاء، الفلاح، العامل، سائق التاكسي، طالب الابتدائية، الصغار،
الشيوخ العجائز، سوف ترونهم يجيبونكم بنفس الأتجاه، وان أخذت تعبيراتهم شكلاً
آخر".
وكان جوابه في لقاء مع دايان سوير
من محطة ABC عام ١٩٩٠ عن سؤالها لكثرة صوره في الشارع العراقي "صدام حسين
موجود في أي كمية حليب تعطى للطفل ، وموجود في أي جاكيت نظيف وجديد يرتديه العراقي
ألان وكان محروماً منه قبل الثورة ، وموجود في أي وجبة غذاء أفضل مما كان يتناولها
العراقي قبل الثورة وموجود في القرار الذي حول نفط العراق للعراقيين بعد أن كان
يذهب الى الأجانب ، وموجود في كل التسهيلات التي تقدم للمرأة العراقية التي تضع
طفلها في مستشفى بينما كان ترمي طفلها على الأرض في مزرعة ".
"ولذلك هم يضعون الصور وليس نحن الذين نجبرهم على وضع
الصور". أما هاديا سعيد فكتبت في مذكراتها " سنوات مع الخوف العراقي
" عن تعليق صور كل من الرئيس البكر ونائبه صدام في بيوت الناس " في
المكاتب كان الولاء يترجم بعبارات وقياسات في نشر الصور ومواقع الأخبار للزعيمين ،
أما في الاحياء السكنية فكانت تصلنا الأوامر بطرق واساليب لا أعتقد أنها موجودة في
أي بقعة في العالم، فهناك في كل حي أشخاص من معارف أو أقارب أو أنسباء لاصحاب
البيوت ، نعرف أن لهم علاقة ما بالمخابرات . كيف؟ لأنهم كانوا يسهلون للسكان
معاملاتهم ، من توقيع على وثيقة أو حصول على رخصة بناء أونقل مدرسي أو تجديد طلب
الخ...هولاء كانوا يعرفون كيف يمررون أوامر عجيبة ، منها كلام عابر ، لكنه مركز :
ففي زيارة احدهم -مثلاً- لأهل الدار وامام صينية الكباب والتمن والمرق يرفع رأسه
ويجول بنظره على الجدران : أرى انكم لا تضعون صورة الرئيس والسيد النائب في
الصالون ؟ لماذا ؟ " يا معودين كلهم ديعلقوها " يعني...أنا أقول أفضل...احتياط
يعني...شلكم بوجع الرأس ؟! وكان الذكي -وكل الشعب العراقي ذكي ولماح، ومعظمه مقهور- يعرف ما وراء
هذا الكلام ، وهكذا تضطر الأم أو الأخت أن تطلب من الناصح والمرشد صورة.. أعني
صورتين لتعلقهما وتخلص !
ولعل القبضة قد خففت نفسها ذات فترة
، اذ صدرت صور الرئيس أو النائب داخل ساعات حائطية وكأنها تقول : معكم كل دقيقة! ".
عندما فر زوج ابنته حسين كامل الى
الأردن قارن نفسه وشبهها بالمسيح حيث ورد في خطابه في عام ١٩٩٥ "تعرفون كيف
خان يهوذا السيد المسيح ، مع أنه كان الشخص الحادي عشر من الحواريين ، وربما توهم
، والطمع والغيرة يأكلان فيه الضمير والوجدان والعنوان بأن مجرد أن تحقق في مظهره
بارادة الله ، مايجعله يشبه السيد المسيح يكفي ليجعله خليفة السيد المسيح عن طريق
الخيانة فيصعد درجة في سلم الدنيا ، بعد أن يكون قد تلطخ بالعار وهكذا خان يهوذا.
وقد يكون الجواب المختصر الدال على سبب خيانة يهوذا ، مع أنه من الحواريين ، هو أن
يهوذا خان لانه من الحواريين. ذلك لأن طمعه قد قتله عندما أصبح من الحواريين ، وجعل الأعداء يستهدفون
فيه ثغرات في النفس والعقل ، والضمير فاهتز ايمانه فطبع على السيد المسيح قبلة
الرياء الكاذبة ، فكانت اشارته الى الكفار والضالين ، ليعرفوا من هو السيد المسيح
، بعد أن أختلط عليهم الشكل في القرار ألفصل".
" وقد يقول قائل منكم ولكن لماذا لم تحسنوا الأختيار ، في
معناه المطلق ، لمن تختارون ؟، فنقول لكم أن المعنى المطلق والدراية المطلقة هما
حصة الجليل ، الرحمن الرحيم وحده ، وان انحراف المنحرف ومرض المريض ، بالنتيجة
النهائية، قد لا يلغيان دائماً صواب اختيار البداية أو موضوعية ودقة أسسها ، وأن
نوحاً عليه السلام ما كان مخطئاً عندما تزوج من لم تطعه فكانت في الهاوية وليس
لابراهيم عليه السلام من خطيئة لأن أباه كان من الضالين ولم يهتد". وفي خطاب له قبل بدء المؤتمر القطري الثامن عشر لحزب البعث في عام
٢٠٠٠
عدد الرئيس صفات من يجب على المجتمعين اختياره لقيادة قطر العراق فقال
"اذا اخترتم قائدا او حاديا في
جمعكم، فاختاروه من الذين اذا تعبتم ينتخي لكم ليقويكم، واذا تمكنتم انتخى بكم
ليدافع عن حقكم، واذا ضعفتم يسندكم ويقويكم بما ترونه من قوة همته، واذا طمعتم عف،
واذا تخليتم، او ضعف تمسككم بما هو اساس، ازداد تمسكا به والدعوة اليه.. يحفظ
الامانة، ويرعى الذمم، تفتخرون به في الملمات، ويفتخر بكم بين الامم والشعوب،
لايعجزه طول الطريق، ولايعييه كثرة الاعداء، ولاتصيب مباهج الحياة عيونه وضميره
وعقله، بغشاوة، او صدأ، او عشو، ولايقدم عليكم من لايصلح ليكونه مقدمكم، واذا تعذر
عليكم ان تتبينوا فاختاروا من هو الافضل في الصفات بين من تعرفون صفاتهم المميزة.
وفي كل الاحوال، ليكن من تختارونه قائدا في جمعكم اعلى صفات منكم،
او مثل من هو الافضل بينكم بسيفه وعقله، وعفة نفسه، وان يخجل من الدنية، ويعتبر
الهزيمة عارا، وليس من بين من يغالط ليقلب وصف الالوان والحقائق، فيخلط بين الابيض
والاسود، او يساوي وفق قياساته بين الشريف وغير الشريف.. او بين المناضل وغير
المناضل، او لايجفل من طمع الاجنبي في الامة، وحقها لتكون وفق اختيارها.. او يتخلى
عنها عندما تكبو، وينتسب اليها عندما ترتقي.. او ينسب الى نفسه ميزة ليست فيه..
وان لايكون كلامه مناقضا لفعله.
وفي ادنى ما يتوجب، ينبغي ان يكون قوله دستوره، وقراره ملزما لنفسه
اولا، والا فالافضل نسبيا، والحامل من هذه الصفات ما هو افضل من غيره، واقلهم هنات
بينهم.. واضحة خلفيته ومواقفه، لايعيبكم الاعداء به، او يستصغرون شأنكم عندما
يمثلكم او يتولى دور القائد فيكم.
على من يحمل صفة قائد او موجه في المجتمع، ان لايتحرك مدا وجزرا في
قناعاته وموقفه في ضوء حركة العامة من الناس، حسب متغيرات الهوى، او ما يصيب النفس
من اضطراب جراء صعوبات الطريق، او يصيب العقل من بلبلة جراء اشاعات او دعايات
يطلقها من يطلقها عبثا او لاغراض بعينها، وانما في ضوء كنز الحقيقة الذي يستند
اليه مما يعرف عن موقف حزبه الاصيل، ومسيرة ثورته الشجاعة الامينة، وان يتذكر انه،
وليس غيره، بوصلة الطريق، اذا تاه التائهون في صحارى الجدب الذي يصيب روح من يصيبه
او فكره او بناءه النفسي، او تصاب عيناه بغشاوة..وعليه ينبغي ان لايتخلى عن دوره
وموقفه، ويركض مع الراكضين الى امام او ارتدادا الى الخلف وليس غير اهلها من يتوجب
عليهم اصلاح الحياة او مركبها اذا ما اصابهما عطب وليس من بين واجبات وسمات اهلها
التخلي او الوقوف مع المنتظرين او المبهوتين بموقف او حال لم يكونوا يتوقعونه.
وفي كل الاحوال ليس لمن هو بهذه الصفة ان يكون ممن يقفز من مركب
الحياة او الموقف خارجهما، وانما عليه تقع مسؤولية الاصلاح، ليستمر الابحار موفقا
وامينا، فانه يحرك الاخرين، بعد ان يرسم لهم ببوصلته المعهودة خط المسيرة واهدافه،
وليس من يحركه الحال من الخارج، سلبا او ايجابا، بما يبعده عن علامات الطريق الذي
اختاره لنفسه، او تختاره له قيادته، التي منحها ثقته، وفق اختبار الزمن الصعب،
والطريق الطويل."
بعد هذا الخطاب "اكد المؤتمر
بالاجماع تجديد الثقة والمحبة للقائد المنصور بالله لمواصلة مسيرة البناء
والجهاد".
وهوان لم يتحدث عن نفسه فيشير الى غيره من السياسيين على أنهم أقل مرتبة منه أو قدرة على الجدال أو الاقناع فقد تحدى
الرئيس بوش عام ١٩٩٠ للدخول في مناظرة تلفيزيونية معه ، وهاجم السياسيين من غيره
ووصفهم باصحاب العنوانين الكبيرة في العالم كله قائلاً " يصعب علي أن أقول أن
هناك خيراً أو مؤمنا فيها ، وربما يأخذ بعضهم علي هذا ، خصوصاً من الناحية
الدبلوماسية" وشدد على أنه من الخيرين وان قيادته من الشعب مضيفاً "
عندما ينظر المرء للسياسة في العالم يجد أنه يشمئز منها واحيانا يتكبر عن الحديث
فيها ، أي أن ينأى بنفسه عن الايغال في سياسة هذا الزمان والسياسة هي الحكمة في
تصريف الأمور في الداخل على القياسات الداخلية الوطنية، وفي الخارج وفق قياسات
التعامل مع الشعوب والامم طبقاً لاستحقاق المرؤة والانصاف والحق ، أما ألان فلم
تعد هناك سياسة وانما صارت كلها لعباً ودجلاً ، وكل واحد يتربص بالاخر ليغلبه
واصبحت فرصة وقدرة وليست حقاً وفق المعاني التي نفهما نحن وليس طبقاً للمعاني التي
يفهما الأخرون ".
التكملة تحت
http://saddamscruelty.blogspot.com/2012/07/blog-post.html
القسوة لدى صدام حسين... "شوارب ونرجسية"
السكرتير الصحفي -السلام عليكم خطوها وفق السياق ووافوني بها
مطبوعة.
"كان العرب عبر تأريخهم المجيد
وانتم فيهم يجعلون من شوارب الرجال محط التزامهم ورمز استعدادهم لتحمل مسؤولية
جنسهم حيثما كان التفرد على أساس هذه الصفة من واجبات الرجال وحدهم في كل ما يعز الأهل
والشعب والوطن ...ولقد أعزنا الله واعز فينا شواربنا وكل شارب غيور على أمته
والوطن والشعب ومع كثرة وتعدد أنواع والوان المنازلات حتى صارت بعضها وكأنها عندما
تذكر نوع من أنواع خيال العقل ، وليس واقعاً قد حصل فعلاً ضد العراق وخرج من
امتحانها العراق عزيزاً معافى بأذن الله ، واخفق العدو بأذن الله أيضاً أن يلوي
شجاعة أهل العراق وهذه الشعيرات في شوارب من قادهم في محناتها وسوح الوغى مثلما
قادهم في سوح البناء والاعمار والفضيلة والمجد. واليوم اذ أضع هذه الشعرات من
شواربي وديعة لديكم في جامع أم المعارك ، فأنني في هذا أردت أن تتذكرون الى جانب
كل المعاني التي اودعتها اليكم تأريخي وهو جزء من فضائل فعلكم وجليل أعمالكم ،
ولكي تنتخون بها وبمعاني ما تتحمله بعد أن تتكلون على الواحد الأحد القادر الصمد
كلما حاول أجنبي ضد معانيكم الجليلة أو انحرف منحرف عن طريق العزة والكرامة
والايمان والمجد ، طريق الشعب والامة ، وان تحموا شعرات هذه الشوارب مع حماية
العراق وان تعزوها بعزه وبعز أمتكم ودينكم، والله أكبر....الله أكبر....الله
أكبر..."
صدام حسين ٢٠/٥/٢٠٠٢
تميز عهد الرئيس صدام بظاهرة ، وهي وان وجدت في سنوات سابقة لحكمه
، لكنها تميزت في عهده بوصولها الى مستويات غير مسبوقة في تأريخ العراق الحديث
وربما غير مسبوقة في تأريخ أي بلد آخر وهي ظاهرة عبادة الشخصية.
دراسة هذه الظاهرة تتطلب استعراض
ثلاثة عوامل لعبت دوراً في بناء هذه الظاهرة، الاول رغبة الرئيس نفسه وحاجته
المتأصلة لأعلاء الذات على الأخرين ، والثاني تملق أجهزة الدولة والحزب واعلامها
الرسمي والعامل الثالث دور العوام في ارساء صرح عبادة الشخصية.
١- دور الرئيس
لعب الرئيس دوراً في ترسيخ عبادة الفرد ,ابتدأ ذلك بخطوات محسوبة في
السبعينات عندما
كان بمنصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ,فمثلاً أورد ابراهيم الزبيدي في كتابه دولة
الأذاعة هذه الحادثة "زارنا صدام حسين واجتمع برؤساء أقسام الأذاعة
والتلفزيون في الصالة الكبرى الواقعة فوق الكافتيريا. كان مايزال في أول السلم
ولايفقه شيئاً من أمر الأجتماعات وغير معروف من أغلب الناس. لكنه كان عازماً على
مباشرة طريق صعوده نحو القمة. كان يشغله آنذاك أمران : الأول حمل الناس على
اعتباره الرئيس القادم ، ومعاملته بما يليق بهيبة الرئيس ، وهذا لا يأتي ألا
بالمزيد من الجدية والصرامة والعبوس وتصنع الوقار. والثاني عكس ذلك تماماً. اغراء
الناس بحبه والتعلق به كمنقذ ومخلص طيب القلب يعطف على الصغير قبل الكبير ويساعد
الضعيف قبل القوي.
بدأ الأجتماع بطلب منه بأن ينطلق الحاضرون في عرض مشاكل الأعلام
والعقبات التي تحول دون انطلاق مسيرة أعلامية مزدهرة ناشطة. والح على ألا نتهيب أو
نتردد في المصارحة ، باعتبارنا خبراء وصناع القرار في مجال الأعلام - على حد قوله-
فنهض رمضان قاطع ، وكان يومها رئيساً لقسم الريف في الأذاعة ، وبعثياً متزلفاً ،
منافقاً ، أمياً في علم الأذاعة وفي شؤون الريف على حد سواء.
فخاطب صدام قائلاً : أبا عدي .
فرد عليه صدام لست أبا عدي.
فقال رفيق صدام.
فرد عليه : لسنا في اجتماع حزبي
لتناديني ب(رفيق) .
فاحتار رمضان وقال له : أستاذ صدام.
فرد عليه أنا لست أستاذاً .
وازداد ارتباكه وحيرته ، وهنا بادر محمد سعيد الصحاف قائلاً : قل
السيد النائب ،
فقال سيادة النائب .
فرد صدام بابتسامة خفية : تفضل".
وبعد صعود نجمه التدريجي أجتمع السيد النائب مع مجموعة من الكتاب فخرجت رواية الأيام
الطويلة لعبد الأمير معلة التي تتحدث عن حياته
ودوره في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم .كانت أسماء شخصيات الرواية مستعارة
اختارها عبد الأمير معلة عدا أسم بطل الرواية فقد أختاره السيد النائب لنفسه وكان
محمد الصقر. فالصقر في رأيه هو طائر مفترس شجاع يقوم بمهاجمة الطريدة فاختار
التشبه به.
وبعد أن اجرت مجلة المرأة لقاء معه وعائلته في عام ١٩٧٨ خصصت مجلة الف
باء ١٨ صفحة لحوار معه تحت عنوان ١٠٠ ساعة مع صدام حسين وكان ذلك في عام ١٩٧٩.
عندما كان بمنصب النائب كان الرئيس صدام يركزفي أحاديثه على مبدأ
القيادة الجماعية للحزب لكن هذا المبدأ اختفى بصورة كاملة بعد ازاحة الرئيس البكر
وحل محله مبدأ القائد الرمز.
وبعد أن تولى منصب الرئيس تطرق في عدة أحاديث له عن دوره ورغبته في تخليد عصره
بعد رحيله وللاف السنين حيث قال في أحدى المرات «المنهج الذي بنيناه نحن، ليس
منهجاً لعشر سنين او عشرين او ثلاثين سنة. من الممكن ان يصل عمر صدام حسين الى
سبعين، ثمانين سنة، اكثر، اقل ـ وان كان لدينا واحد من أعمامنا عاش ١٢٥ سنة وهو
يمتطي الفرس وظهره غير منحن. اذا عاش صدام سبعين او ثمانين سنة، او عدنان خير
الله، او طه الجزراوي، او عزة ابراهيم او فلان رفيق... فلن ينتهي هذا المنهج
بانتهاء اعمارنا. اذا انتهى بانتهاء اعمارنا، فلا خير فينا. هذا المنهج سيرفع عمله
الذين لم يولدوا بعد في العراق. هو الحالة المستخرجة من ضميرنا ومن عقلنا الانساني
بكل عمقها عبر ٦٠٠٠ سنة ماضية، والى ٦٠٠٠ سنة قادمة".
وفي مرة أخرى قال" نحب
..نفرح.... لمن شعبنا يكول علينا شي زين بس نفرح أكثر لما نعتقد انو بعد ٥٠٠ أو
ستمئة سنة أو اربعمئة سنة راح يقال عنا واحنا في ذمة التاريخ... يقال عنا شي
أيجابي..واظن مثل هذا الطموح مشروع ..محد يزعل علينا ولا أحد يعتبرو طموح غير
مشروع ".
وورد أيضاً في حديث له في جريدة
الثورة الصادرة بتأريخ ٢٥/٦/١٩٨٣ "نحن أهم ما نعني
به هو ليس الحاضر بكل مميزاته التي نعتز بها فحسب وانما الأساس هو ما سيقوله
التاريخ بعد مئات السنين من الان...هذا يهمنا أكثر من الحاضر."
لفت الأهتمام الأعلامي بالرئيس
انتباه عدة صحفيين ففي مقابلة مع صحفيين كويتيين عام ١٩٨٢ وجه برجس البرجس هذا
السوأل "سيادة الرئيس أرجو أن تسمح لي في التعقيب ولو أنه انتقاد للذات..نحن
نجلس مع السيد الرئيس صدام حسين وهو واحد منا وهو على قمة الهرم في العراق ولابد
أن يطلع على مايدور في الساحة والقاعدة..أنتم بحاجة الى أراء القاعدة..واريد أن
اتحدث عن الأعلام العربي العام والاعلام العراقي بصيغة خاصة..وانا اعتبره انتقاداً
ذاتياً أرجو أن يقبل مني..من الملاحظ أن كل الأعلاميين في العراق هم اخوان واعزاء
واحبة...لكن الاعلام العراقي مسخر لابراز السيد الرئيس صدام حسين مع العلم أن الذي
يدير المعركة وضحى وحمل السلاح كل فرد في العراق سواء كان امراة أم رجل..الكل سخر
امكانياته لخدمة المعركة..فينبغي على الاعلام العراقي أن يبرز هذه الناحية.
صدام حسين ماهو الا منفذ لطلبات الشعب ورغباته..والقيادة العليا
مسخرة أيضاً لتنفيذ طلبات الشعب ورغباته..وماهو حاصل قد يكون بسبب المشاغل
والمسؤوليات الكبيرة فالاعلام بيد الدولة ولكن تسمع حتى في الغرب مع الأسف الشديد
حيث كنت في زيارة لاوربا أن أجهزة الأعلام تعتم على أخبار العراق وبشكل مقصود..في
حالة حرب صحيح هناك جانب ضروري ابرازه قد يصدقون ما أقول طبعاً نحن في الكويت
نتبنى جميع الأخبار العراقية ونتائج المعارك بصياغة قد تختلف عن الصياغة التي يصاغ
بها الخبر أنما يجب أن يسخر الأعلام لابراز دور الشعب العراقي في هذا الموضوع آسف
لهذه النقط.
الرئيس : أبداً أبداً أنا مسرور جداً طبعاً الأعلام العراقي من المؤكد أن الأعلام الكويتي انجح منه في تناول الموضوعات بسبب أن الاعلام الكويتي
ليس أعلام دولة وانما يتفاعل مع الدولة والاعلام العراقي أعلام دولة ويتفاعل مع
الدولة..فثقل الدولة عليه موجود بقدر أو بآخر..هذه حقيقة وطالما أنه أعلام دولة
يجب أن نتوقع أن هناك ثقلاً واقعاً عليه من حلقات الدولة..ترتيب الوظيفة
والموظف..هامش الأبداع فيه ليس كهامش الأبداع في اعلامكم لكن يبقى العراقيون في
الأعلام هم مواطنون من الشعب يتصرفون مثلما يتصرف الشعب.
ليس المهم أن أجيب وانما المهم أنت كعربي تريد اجابة تصل الى عقلك
وتريدها أن تضيف معلومات في الحركة للامام في ضميرك المتفاعل مع العراق في عقلك أو
في يدك. الشيء الأكيد أن الاعلاميين في موضوع صدام حسين يتصرفون كمواطنين والشيء
الأكيد أن صدام حسين قال لهم انكم تسيرون أكثر
مما ينبغي ومنذ زمن.. من سبع سنوات كنت قد ضغطت عليهم وهم يحاولون
الأفلات من هذا الأطار في الحديث عن صدام حسين ودخلت معهم نقاشاً وفتحت معهم
الموضوع كما نتحدث الان أنا عندي انتقادات على الأعلام كمواطن عراقي أسمه صدام
حسين في هذا الموضوع في نقطة صدام حسين اجاباتهم هي أن صدام حسين ينبغي أن يكون
رمزاً لكل العراقيين لأن العراقي يحتاج للرمز أكثر...ربما مما تحتاجه موسكو الأن
ذلك لأن حالة التكون حالة جديدة وحالة التخلف حالة عميقة. ولأن في العراق أدياناً
وطوائف وقوميات أذن ينبغي في الأعلام أو في التصرف أن يكون لصدام
حسين حصة لكل هولاء..فاذا ما رأينا أن كل هولاء يعتبرونه حصتهم
لابد من ابرازه كحالة تزيد عملية التفاعل بين الأحساس والواقع..ويناقشونني..يقولون
لي طيب اعلامنا لا يتحدث عن صدام حسين..نحن نقول أن الكاتب الفلاني يكتب مقالاً
على الأساس أنه موظف دولة..هل رأيت طفلة في يوم ما قرأت نشيداً ليس فيه أسم صدام
حسين طيب هل هذه موظفة في الدولة..أقول لا طيب هل رأيت شاعراً قرأ قصيدة لايوجد
فيها صدام حسين كذا مرة..وهل رأيت فلاحاً يتحدث عن الثورة دون ذكر صدام حسين أو
عامل بسيط أو أمرأة فقدت زوجها في المعركة أو فقدت ابنها..الحرب ليست دفاعاً عن
صدام حسين..هي دفاع عن العراق..دفاع عن الأمة..في كل مكونات الحالة..أنت اذهب الى
النساء الى أرامل الشهداء لن يقلن لك زوجها فداء للوطن أول ما تقول فداء لصدام
حسين..ثم يأتي الوطن ثم الثورة".
وفي لقاء مع الصحفيين الأسبان والبرتغاليين بتأريخ ٢٦/١/١٩٨٣ دار
هذا الحوار
"الصحفي : لدي معرفة بهذا البلد منذ عدة سنوات ونود أن نعرف
اسلوبكم بالعمل فقد قرأت خطاباتكم واريد أن أفاجكم مفاجأة صغيرة، ما يبدو لنا بسبب
عقليتنا الغربية ، بما يشبه نوعاً من احترام الزعامة ، مثلاً أحياناً يدعونكم سيدي
الرئيس ، الزعيم الموهوب، الزعيم البطل وهذه الصفات لم تذكر سابقاً في هذا البلد.
وفي أسبانيا يقال أن هناك اناساً هم أنصار البابا، أكثر من البابا نفسه، هل هذا
صحيح وينطبق على العراق؟
الرئيس : بشكل أو بآخر...نعم...منذ أكثر من ثمانمائة سنة عاش
العراق في ظلام دامس حتى ثورة تموز عام ١٩٦٨..فكان أما تحت الاحتلال الأجنبي أو
تحت حكم أنظمة تقود السلطة على أساس أنها أنظمة عراقية وطنية، الا أن الشرار الذي
يتطاير من مركز السلطة من الكثافة بحيث يحرق مناطق واسعة من العراق، تسفر عن نتائج
مماثلة للنتائج التي يحصدها العراق عندما يحكمه الأجنبي بصورة مباشرة.
لقد دفع العراقيون ثمناً غالياً في هذه التجارب المرة على حساب
كرامتهم وما ينبغي تهيئته للشخصية الوطنية المستقلة..ومن هنا يبدو أن العراقيين
وجدوا أن صدام حسين يختلف عن كل التجارب التي مروا بها، وانه جزء منهم، يفكر
لمصلحتهم، وان أخطأ لا يخطىء بقصد مسبق، كما أنه لا يأخذ استشارة من أجنبي، ويريد
للعراقيين العز والمجد والرفعة والحياة السعيدة المستقرة الهانئة.
هذا هو تفسيري وبامكانكم أن تجدوا هذا التفسير بأنفسكم، فعندما
تسألون الناس البسطاء، الفلاح، العامل، سائق التاكسي، طالب الابتدائية، الصغار،
الشيوخ العجائز، سوف ترونهم يجيبونكم بنفس الأتجاه، وان أخذت تعبيراتهم شكلاً
آخر".
وكان جوابه في لقاء مع دايان سوير
من محطة ABC عام ١٩٩٠ عن سؤالها لكثرة صوره في الشارع العراقي "صدام حسين
موجود في أي كمية حليب تعطى للطفل ، وموجود في أي جاكيت نظيف وجديد يرتديه العراقي
ألان وكان محروماً منه قبل الثورة ، وموجود في أي وجبة غذاء أفضل مما كان يتناولها
العراقي قبل الثورة وموجود في القرار الذي حول نفط العراق للعراقيين بعد أن كان
يذهب الى الأجانب ، وموجود في كل التسهيلات التي تقدم للمرأة العراقية التي تضع
طفلها في مستشفى بينما كان ترمي طفلها على الأرض في مزرعة ".
"ولذلك هم يضعون الصور وليس نحن الذين نجبرهم على وضع
الصور". أما هاديا سعيد فكتبت في مذكراتها " سنوات مع الخوف العراقي
" عن تعليق صور كل من الرئيس البكر ونائبه صدام في بيوت الناس " في
المكاتب كان الولاء يترجم بعبارات وقياسات في نشر الصور ومواقع الأخبار للزعيمين ،
أما في الاحياء السكنية فكانت تصلنا الأوامر بطرق واساليب لا أعتقد أنها موجودة في
أي بقعة في العالم، فهناك في كل حي أشخاص من معارف أو أقارب أو أنسباء لاصحاب
البيوت ، نعرف أن لهم علاقة ما بالمخابرات . كيف؟ لأنهم كانوا يسهلون للسكان
معاملاتهم ، من توقيع على وثيقة أو حصول على رخصة بناء أونقل مدرسي أو تجديد طلب
الخ...هولاء كانوا يعرفون كيف يمررون أوامر عجيبة ، منها كلام عابر ، لكنه مركز :
ففي زيارة احدهم -مثلاً- لأهل الدار وامام صينية الكباب والتمن والمرق يرفع رأسه
ويجول بنظره على الجدران : أرى انكم لا تضعون صورة الرئيس والسيد النائب في
الصالون ؟ لماذا ؟ " يا معودين كلهم ديعلقوها " يعني...أنا أقول أفضل...احتياط
يعني...شلكم بوجع الرأس ؟! وكان الذكي -وكل الشعب العراقي ذكي ولماح، ومعظمه مقهور- يعرف ما وراء
هذا الكلام ، وهكذا تضطر الأم أو الأخت أن تطلب من الناصح والمرشد صورة.. أعني
صورتين لتعلقهما وتخلص !
ولعل القبضة قد خففت نفسها ذات فترة
، اذ صدرت صور الرئيس أو النائب داخل ساعات حائطية وكأنها تقول : معكم كل دقيقة! ".
عندما فر زوج ابنته حسين كامل الى
الأردن قارن نفسه وشبهها بالمسيح حيث ورد في خطابه في عام ١٩٩٥ "تعرفون كيف
خان يهوذا السيد المسيح ، مع أنه كان الشخص الحادي عشر من الحواريين ، وربما توهم
، والطمع والغيرة يأكلان فيه الضمير والوجدان والعنوان بأن مجرد أن تحقق في مظهره
بارادة الله ، مايجعله يشبه السيد المسيح يكفي ليجعله خليفة السيد المسيح عن طريق
الخيانة فيصعد درجة في سلم الدنيا ، بعد أن يكون قد تلطخ بالعار وهكذا خان يهوذا.
وقد يكون الجواب المختصر الدال على سبب خيانة يهوذا ، مع أنه من الحواريين ، هو أن
يهوذا خان لانه من الحواريين. ذلك لأن طمعه قد قتله عندما أصبح من الحواريين ، وجعل الأعداء يستهدفون
فيه ثغرات في النفس والعقل ، والضمير فاهتز ايمانه فطبع على السيد المسيح قبلة
الرياء الكاذبة ، فكانت اشارته الى الكفار والضالين ، ليعرفوا من هو السيد المسيح
، بعد أن أختلط عليهم الشكل في القرار ألفصل".
" وقد يقول قائل منكم ولكن لماذا لم تحسنوا الأختيار ، في
معناه المطلق ، لمن تختارون ؟، فنقول لكم أن المعنى المطلق والدراية المطلقة هما
حصة الجليل ، الرحمن الرحيم وحده ، وان انحراف المنحرف ومرض المريض ، بالنتيجة
النهائية، قد لا يلغيان دائماً صواب اختيار البداية أو موضوعية ودقة أسسها ، وأن
نوحاً عليه السلام ما كان مخطئاً عندما تزوج من لم تطعه فكانت في الهاوية وليس
لابراهيم عليه السلام من خطيئة لأن أباه كان من الضالين ولم يهتد". وفي خطاب له قبل بدء المؤتمر القطري الثامن عشر لحزب البعث في عام
٢٠٠٠
عدد الرئيس صفات من يجب على المجتمعين اختياره لقيادة قطر العراق فقال
"اذا اخترتم قائدا او حاديا في
جمعكم، فاختاروه من الذين اذا تعبتم ينتخي لكم ليقويكم، واذا تمكنتم انتخى بكم
ليدافع عن حقكم، واذا ضعفتم يسندكم ويقويكم بما ترونه من قوة همته، واذا طمعتم عف،
واذا تخليتم، او ضعف تمسككم بما هو اساس، ازداد تمسكا به والدعوة اليه.. يحفظ
الامانة، ويرعى الذمم، تفتخرون به في الملمات، ويفتخر بكم بين الامم والشعوب،
لايعجزه طول الطريق، ولايعييه كثرة الاعداء، ولاتصيب مباهج الحياة عيونه وضميره
وعقله، بغشاوة، او صدأ، او عشو، ولايقدم عليكم من لايصلح ليكونه مقدمكم، واذا تعذر
عليكم ان تتبينوا فاختاروا من هو الافضل في الصفات بين من تعرفون صفاتهم المميزة.
وفي كل الاحوال، ليكن من تختارونه قائدا في جمعكم اعلى صفات منكم،
او مثل من هو الافضل بينكم بسيفه وعقله، وعفة نفسه، وان يخجل من الدنية، ويعتبر
الهزيمة عارا، وليس من بين من يغالط ليقلب وصف الالوان والحقائق، فيخلط بين الابيض
والاسود، او يساوي وفق قياساته بين الشريف وغير الشريف.. او بين المناضل وغير
المناضل، او لايجفل من طمع الاجنبي في الامة، وحقها لتكون وفق اختيارها.. او يتخلى
عنها عندما تكبو، وينتسب اليها عندما ترتقي.. او ينسب الى نفسه ميزة ليست فيه..
وان لايكون كلامه مناقضا لفعله.
وفي ادنى ما يتوجب، ينبغي ان يكون قوله دستوره، وقراره ملزما لنفسه
اولا، والا فالافضل نسبيا، والحامل من هذه الصفات ما هو افضل من غيره، واقلهم هنات
بينهم.. واضحة خلفيته ومواقفه، لايعيبكم الاعداء به، او يستصغرون شأنكم عندما
يمثلكم او يتولى دور القائد فيكم.
على من يحمل صفة قائد او موجه في المجتمع، ان لايتحرك مدا وجزرا في
قناعاته وموقفه في ضوء حركة العامة من الناس، حسب متغيرات الهوى، او ما يصيب النفس
من اضطراب جراء صعوبات الطريق، او يصيب العقل من بلبلة جراء اشاعات او دعايات
يطلقها من يطلقها عبثا او لاغراض بعينها، وانما في ضوء كنز الحقيقة الذي يستند
اليه مما يعرف عن موقف حزبه الاصيل، ومسيرة ثورته الشجاعة الامينة، وان يتذكر انه،
وليس غيره، بوصلة الطريق، اذا تاه التائهون في صحارى الجدب الذي يصيب روح من يصيبه
او فكره او بناءه النفسي، او تصاب عيناه بغشاوة..وعليه ينبغي ان لايتخلى عن دوره
وموقفه، ويركض مع الراكضين الى امام او ارتدادا الى الخلف وليس غير اهلها من يتوجب
عليهم اصلاح الحياة او مركبها اذا ما اصابهما عطب وليس من بين واجبات وسمات اهلها
التخلي او الوقوف مع المنتظرين او المبهوتين بموقف او حال لم يكونوا يتوقعونه.
وفي كل الاحوال ليس لمن هو بهذه الصفة ان يكون ممن يقفز من مركب
الحياة او الموقف خارجهما، وانما عليه تقع مسؤولية الاصلاح، ليستمر الابحار موفقا
وامينا، فانه يحرك الاخرين، بعد ان يرسم لهم ببوصلته المعهودة خط المسيرة واهدافه،
وليس من يحركه الحال من الخارج، سلبا او ايجابا، بما يبعده عن علامات الطريق الذي
اختاره لنفسه، او تختاره له قيادته، التي منحها ثقته، وفق اختبار الزمن الصعب،
والطريق الطويل."
بعد هذا الخطاب "اكد المؤتمر
بالاجماع تجديد الثقة والمحبة للقائد المنصور بالله لمواصلة مسيرة البناء
والجهاد".
وهوان لم يتحدث عن نفسه فيشير الى غيره من السياسيين على أنهم أقل مرتبة منه أو قدرة على الجدال أو الاقناع فقد تحدى
الرئيس بوش عام ١٩٩٠ للدخول في مناظرة تلفيزيونية معه ، وهاجم السياسيين من غيره
ووصفهم باصحاب العنوانين الكبيرة في العالم كله قائلاً " يصعب علي أن أقول أن
هناك خيراً أو مؤمنا فيها ، وربما يأخذ بعضهم علي هذا ، خصوصاً من الناحية
الدبلوماسية" وشدد على أنه من الخيرين وان قيادته من الشعب مضيفاً "
عندما ينظر المرء للسياسة في العالم يجد أنه يشمئز منها واحيانا يتكبر عن الحديث
فيها ، أي أن ينأى بنفسه عن الايغال في سياسة هذا الزمان والسياسة هي الحكمة في
تصريف الأمور في الداخل على القياسات الداخلية الوطنية، وفي الخارج وفق قياسات
التعامل مع الشعوب والامم طبقاً لاستحقاق المرؤة والانصاف والحق ، أما ألان فلم
تعد هناك سياسة وانما صارت كلها لعباً ودجلاً ، وكل واحد يتربص بالاخر ليغلبه
واصبحت فرصة وقدرة وليست حقاً وفق المعاني التي نفهما نحن وليس طبقاً للمعاني التي
يفهما الأخرون ".
التكملة تحت
http://saddamscruelty.blogspot.com/2012/07/blog-post.html