السلام عليكم
القول في الغضب و الرضا :
و هاتان صفتان لا تصح حقيقتهما إلا في المخلوق لأن الغضب هو نفورالطباع و الرضا ميلها و سكون النفس و وصف الله تعالى بالغضب و الرضا أنما هو مجازو المراد بذلك ثوابه و عقابه فرضاه وجود ثوابه و غضبه وجود عقابه فإذا قلنا رضيالله عنه فإنما نعني أثابه الله تعالى و إذا قلنا غضب الله عليه فإنما نريد عاقبهالله فإذا علق الغضب و الرضا بأفعال العبد فالمراد بهما الأمر و النهي نقول إنالله يرضى الطاعة بمعنى يأمر بها و يغضب من المعصية بمعنى ينهى عنها .
القول في الحب و البغض :
و هاتان الصفتان أنما يوصف الله تعالى بها مجازا لأن المحبة فيالحقيقة ارتياح النفس إلى المحبوب و البغض ضد ذلك من الأوزاع و التنفر الذي لايجوز على القديم فإذا قلنا إن الله عز و جل يحب المؤمن و يبغض الكافر فإنما نريدبذلك أنه ينعم على المؤمن و يعذب الكافر و إذا قلنا إنه يحب من عباده
الطاعة و يبغض منهم المعصية جرى ذلك مجرى الأمر و النهي أيضا على المعنىالذي قدمنا في الغضب و الرضا .
القول في سميع و بصير :
اعلم أن السميع في الحقيقة هو مدرك الأصوات بحاسة سمعه و البصير هومدرك المبصرات بحاسة بصره و هاتان صفتان لا يقال حقيقتهما في الله تعالى لأنه يدركجميع المدركات بغير حواس و لا آلات فقولنا إنه سميع أنما معناه لا تخفى عليهالمسموعات و قولنا بصير معناه أنه لا يغيب عنه شيء من المبصرات و أنه يعلمالأشياء على حقائقها بنفسه لا بسمع و بصر و لا بمعان زائدة على معنى العلم.
منقول
حسين الفيلي