(مؤتمرات اتحاد المحامين العرب السبعة 1958 – 1970)
إصدار جديد للمؤرخ والمحامي جواد الظاهر
إصدار جديد للمؤرخ والمحامي جواد الظاهر
الغلاف الخارجي للإصدار الجديد للمؤرخ جواد الظاهر
كتب المحامي وليد محمد الشبيبي
بغداد – 22 آيار/مايو 2012
بغداد – 22 آيار/مايو 2012
صدر مؤخراً ببغداد الكتاب الموسوم بـ(مؤتمرات اتحاد المحامين العرب السبعة 1958 – 1970) للمؤرخ والمحامي جواد الظاهر ، هذا الاصدار الجديد يتناول اتحاد المحامين العرب ومؤتمراتهم ونشاطاتهم في الفترة المحصور بين (1958 – 1970) وهو يأتي ضمن سلسلة اصدارات سياسية وادبية وحقوقية للمؤلف نفسه والذي يواصل بدوره مسعاه الحثيث لإصدارات جديدة تتناول الحقب الزمنية التي عاشها المؤلف خصوصاً انها تغطي مرحلة هامة وحرجة من حياة الشعب العراقي والشعوب العربية وهي تمر بفترات انتقالية هامة ومصيرية من التحرر الوطني من الاستعمار والاحتلال الاجنبيين إلى مرحلة الحكم الوطني في تلك البلدان العربية ،وكعادة المؤلف في مؤلفاته السابقة، فقد واصل نهجه في التأليف من حيث الابتعاد عن التخصص المهني البحت وعدم جعل مؤلفاته تلك مرجعاً للحقوقيين فحسب بل جعل هذه المؤلفات عبارة عن كتب شاملة جامعة لأدب الرحلات والتوثيق التأريخي والوثائقي فضلا عن الالمام بالوضع السياسي والحياة المهنية للمحامين العرب في بلدانهم وطبعا على رأسها بلده (العراق) ،كما ان المؤلف الصادر حديثا قد احتوى على العديد من الصور النادرة والبعض منها لم يسبق نشره في أي كتاب او مطبوع اخر وهي صور خاصة للمؤلف نفسه والذي احتفظ بها طوال تلك السنين، وهي صور توثق لتلك المؤتمرات المحصورة للفترة بين 1959 – 1970 ،
لا يفوتنا ان نذكر بأن المؤلف هذا من توزيع دار الكتاب العربي – شارع المتنبي ، بغداد (رقم الايداع في دار الكتب والوثائق ببغداد 918 لسنة 2012، ط 1 ، 1433 هـ - 2012 م) وهو يحتوي على 320 صفحة من القطع المتوسط (الحجم المتوسط) وكما اسلفنا فأن المؤلف هذا لم يختص بتلك المؤتمرات كما قد يشي العنوان ، بل تطرق الى الاوضاع السياسية والاجتماعية والقانونية وغيرها التي كانت تمر بها منطقتنا العربية آنذاك وبحسب ما جاء في تصديره في الصفحة الأخيرة من الغلاف الخارجي للكتاب ،كما ان الرحلات السبع لهذه المؤتمرات فيها نموذج لطيف من أدب الرحلات معززة بالصور والزيارات المشوقة لستة عواصم من الوطن العربي في مشرقه ومغربه ، كما جاء في التصدير المذكور انفا ، والمؤتمرات تلك التي غطاها مؤلفنا هذا هي كالآتي :
1 – المؤتمر الخامس في بيروت – عام 1959
2 – المؤتمر السادس في القاهرة – عام 1961
3 – المؤتمر السابع في بغداد – عام 1964
4 – المؤتمر الثامن في القدس – عام 1965
5 – المؤتمر التاسع في القاهرة ايضا – عام 1967 "انعقد في 28/2/1967 أي قبيل نكسة حزيران بحوالي ثلاثة اشهر ونيف"
6 – المؤتمر العاشر في دمشق – عام 1968
7 – المؤتمر الحادي عشر في الجزائر – عام 1970
كما دأب المؤلف في تناول الوضع السياسي في العراق عند انعقاد تلك المؤتمرات السبعة خصوصا انها انعقدت في الفترة المذكورة بالعنوان وهي حقبة شهدت تحولات سياسية هامة ومصيرية في العراق وبقية البلدان العربية كما اوردنا ، من تحرر وطني وتجاذب الولاءات بين القوتين العظميين في فترة الحرب الباردة ووجود كتلة ثالثة بينهما حاولت ان تتحرر من وصاية وهيمنة تلك القوتين وان كان هذا الاستقلال عنهما شكلياً ، وهي حركة عدم الانحياز ،
جدير بالذكر الى ان المؤلف نفسه كان احد صانعي هذا التأريخ ولم يكن مجرد مراقبا وموثقا له ، فهو على الاقل كان عضوا في نقابة المحامين العراقيين طوال تلك العقود من السنين وكان من المحامين المعروفين في الاوساط المهنية والحقوقية في العراق والوطن العربي وحضر كل تلك المؤتمرات السبعة التي غطاها مؤلفه الموسوم هذا وهذا ما يجعله مؤلفا ذا قيمة وثائقية وتأريخية ولا غنى عنه لكل باحث ومهتم ومثقف واما سبب اهميته للمحامين العراقيين فهو قد وثق لانتخابات نقابة المحامين العراقيين في السنوات (1959 – 1960/1961 – 1962 – 1965 – 1966 – 1968 – 1974) ورغم ان هناك مراجع اخرى قد غطت انتخابات المحامين العراقيين منذ تأسيسها في عام 1933 كأعداد مجلة القضاء المتوقفة عن الصدور حاليا والتي كانت تصدرها نقابة المحامين العراقيين وايضا مؤلف موجز (بالقطع الصغير يتكون من 120 صفحة) للمحامي المرحوم احمد زكي الخياط صدر عام 1973 ، الا ان المؤلف جواد الظاهر في مؤلفه هذا قد تطرَّق الى التجاذبات والولاءات السياسية التي القت بظلالها على تكتلات المحامين والقوائم المرشحة والتي اصطبغ كل منها بصبغة سياسية كانت تتصارع للسيطرة على الشارع العراقي انذاك كما بين المؤلف تلك الاتجاهات الايديولوجية والسياسية و"ما وراء الكواليس" في تلك الانتخابات والتي بينت بأن تلك الاحزاب السياسية انذاك كانت تريد ان تجيَّر نقابة المحامين وقيادتها وان تتغلغل اليها من خلال تلك الانتخابات ، وهذا ما انفرد به المؤلف عن غيره والشارع السياسي انذاك كان منقسما بين الشيوعية من جانب والقومية والبعثية من جانب اخر وهذا ما القى بظلاله بقوة على النخبة المثقفة في العراق والممثلة بالمحامين ولم يستطع المؤلف هنا ان يحتفظ بحياديته في تلك الصراعات كونه كان من عاش تلك الفترة وتبنى (كغيره من المثقفين العراقيين) منهجا وفكرا سياسية لم يستطع ان يخفيه في هذا المؤلف من خلال تناوله للأحداث والمصطلحات والعبارات التي استخدمها فيه ،
المؤلف هذا بالاضافة الى اهميته للباحثين والمؤرخين والحقوقيين في العراق والوطن العربي ، فهو ايضا ممتع ومفيد حتى للقارئ العادي والمثقف بشكل عام لما ضمه من اداب الرحلات ومعلومات متنوعة وقيمة ،
بقي ان نشير الى ان العواصم التي انعقدت فيها مؤتمرات اتحاد المحامين العرب كانت ستة وكما هو واضح (وليس كما ورد في تصدير الكتاب في الصفحة الأخيرة من غلافه الخارجي) اذ ان عاصمة مصر (القاهرة) أحتضنت مؤتمرين منها (المؤتمر السادس عام 1961 والمؤتمر التاسع عام 1967) ، كما ان المؤتمر الخامس المنعقد في بيروت عام 1959 هو المؤتمر الأول الذي يبدأ به مؤلفنا في توثيقه وسجل فيه متابعاته ومذكراته وبه استهل مؤلفه القيّم هذا ولعل سائل يسأل: لماذا كان عنوان المؤلف منحصرا بين العامين 1958 – 1970 رغم ان مؤتمر بيروت انعقد عام 1959 ؟ وهنا يكون الجواب "ربما" لأن هناك قصدية في اختيار العام 1958 وما يعنيه للعراق وللوطن العربي وفيه شهد ثورة 14 تموز 1958 وانهيار الحكم الملكي بالعراق والاطاحة بأحد أهم اركان الانظمة الحليفة لبريطانيا والولايات المتحدة آنذاك والذي انهار معه الاتحاد الهاشمي (بين العراق والاردن) وكذلك (حلف بغداد) ، وهذين التشكيلين كانا وسيلة هامة من وسائل الغرب الرأسمالي للتصدي للمد الأحمر (بحسب الوصف الرأسمالي الغربي آنذاك) وايقاف زحف الفكر الاشتراكي والماركسي الذي كانت الكتلة الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي السابق تحاول تصديره لتلك البلدان العربية في اطار الحرب الباردة آنذاك بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي والذي شهد تكالبهما للوصول (لمياه الخليج الدافئة !) بحسب الأدبيات السياسية التي كانت شائعة في تلك الحقبة من الزمن .
جدير بالذكر إلى ان مؤلفنا الأستاذ جواد الظاهر سبق ان صدرت له إصدارات عديدة في مجال الأدب والسياسة والقانون وهو عاكف حالياً على اصدار مؤلفات جديدة ستشهد النور تباعاً بإذن الله تعالى (*) .
____________________
(*) تكرمّ علينا المؤلف الاستاذ جواد الظاهر واهدانا نسخة من مؤلفه القيم هذا عندما التقينا في مقر نقابة المحامين العراقيين في بغداد يوم 8/5/2012 وقد ضم مؤلفه مقال لكاتب السطور عن كيفية اجراء اول انتخابات لنقابة المحامين العراقيين كان قد نشر في احد الصحف العراقية المحلية وضمه الكتاب في الصفحتين 215 – 216 .