الأمم المتحدة تصدر تقريرا عن مناطق العراق المتنازع عليها
آخر تحديث:
الخميس 23 أبريل 2009
14:22 GMT
جيم موير
بي بي سي الأخبار- بغداد
قاوم الأكراد لعدة عقود "هيمنة" حكومة بغداد المركزية
بينما يتصاعد النزاع بين العرب والأكراد شمالي العراق، أصدرت الأمم المتحدة تقريرا طال انتظاره عن المناطق المتنازع عليها والذي يؤمل منه المساهمة في تفادي مواجهة.
وكان من آخر علامات التوتر المتصاعد بين العرب والأكراد، نجاة قائد عسكري كردي من الموت في انفجار عبوة ناسفة وضعت على جانب الطريق، وهجوم انتحاري على نقطة تفتيش كردية.
وقد وقع الحادثان في بلدة زمر شمال غرب الموصل.
وتعد البلدة من بين المناطق التي تقطن فيها أغلبية كردية في محافظة نينوى التي امتنعت بالاعتراف بسلطة مجلس محلي جديد، مطالبة بالانضمام إلى كردستان العراق ذات الاستقلال الذاتي.
ويقول أكراد المنطقة إن أغلبية من السنة العرب قد استحوذت على مناصب المجلس الهامة بعد الانتخابات المحلية ليناير/ كانون الثاني الماضي.
ويعتبر الأكراد كركوك عاصمة تاريخية لهم ويطمحمون إلى إلحاقها بكردستان.
لكن هذه المطالب تلقى اعتراضا من قبل إثنيات أخرى وفي مقدمتها العرب والتركمان والمسيحيين.
وبينما كان الأكراد يصرون على أسبقية الانتماء الكردي لكركوك ومنطقتها الغنية بالنفط، عمد صدام حسين إلى تغيير نسيجها السكاني بتهجير عدد من الأكراد والتركمان واستقدام عدد من عرب الجنوب.
وكان من المنتظر استنادا إلى الدستور العراقي الجديد أن "تسوى" وضعية كركوك، بتنظيم إحصاء وإجراء استفتاء عما إذا كان سكانها يرغبون في البقاء تحت سلطلة بغداد، أم يريدون الانضمام إلى كردستان العراق.
لكن لم يتم أي من ذلك بسبب استمرار التوتر وتعاظم النزاعات العقارية.
وتعد هذه القضية غيضا من فيض الخلافات والنزاعات التي تهز المنطقة على طول الخط مابين سنجار على الحدود مع سوريا إلى خانقين قرب الحدود مع إيران.
وتوجد هذه المناطق خارج المحافظات الثلاث التابعة لكردستان العراق الذي اعترفت بغداد باستقلاله الذاتي.
لكن الأكراد اغتنموا فرصة غزو العراق عام 2003 لضم عدد من المناطق يعتبرونها كردية من الناحية التاريخية، ولكنها صارت أيضا موطنا لعدد كبير من العرب والإثنيات الأخرى.
وكشف تقرير الأمم المتحدة عن وجود 15 " منطقة متنازع عليها" عبر الخط المذكور.
وقد رفع مندوب الأمم المتحدة الخاص في العراق ستافان دي ميستورا هذا التقرير إلى رئيس الدولة ورئيس الحكومة وقادة كردستان العراق.
وقد تطلب إعداد التقرير أكثر من سنة، وأعمال خبرة واسعة. وكان يتطلع إليه الكثير بصفته أول دراسة مفصلة حول الموضوع.
وقال دي ميستورا بعد تقديم التقرير: "إننا مدركون للتصعيد الأخير في التوتر في عدد من المناطق المتنازع عليها، كما ندرك أن القضايا هي أكثر من قضايا توزيع أراضي. ونأمل أن تنطلق الآن مفاوضات جادة ومستمرة."
يعتبر الأكراد كركوك منطقة كردية
ولم يكشف عن تفاصيل التقرير، كما من المنتظر أن تتلقى الأمم المتحدة أراء القادة العراقيين بشأنه.
وقال مسؤولون أمميون إن التقرير لا يعرض أي حل، لكنه تضمن اقتراحات لبناء الثقة تمهيدا للدخول في مفاوضات لتسوية النزاعات.
وفيما يتعلق بكركوك يعرض التقرير 4 "خيارات" قال السؤولون إنها "نقط انطلاق" لمحادثات حول مستقبل المنطقة السياسي.
نزاعات على النفط والغاز
والآن وبعد عودة الهدوء إلى المناطق العربية جنوبي العراق بعد بضع سنوات من الاقتتال بين السنة والشيعة، يخشى أن يندلع صراع أهلي جديد بين الأكراد والعرب.
ويتمتع كردستان العراق منذ تسعينيات القرن الماضي باستقلال ذاتي صار له بموجبه حكومة وبرلمان ومطار دولي.
وقد أثار الإقليم انزعاج بغداد بعد أن بادر إلى توقيع صفقات تنقيب عن النفط مع شركات أجنبية.
وقد أخفق الجانبان في التوصل إلى تفاهم بخصوص قانون المحروقات الذي يعد أحد لبنات بناء الدولة العراقية، والذي لا زال حبيس البرلمان العراقي.
ولقد أدى بروز رئيس الوزراء نوري المالكي -الذي يقود حركة سياسية شيعية- كشخصية قوية بعد الانتخابات الجهوية إلى تعاظم مخاوف الأكراد من حكومة مركزية قوية، وإلى اندلاع احتكاكات مسلحة في المناطق الكردية المتنازع عليها بين قوات البشمرجا والجيش العراقي.
ويقاوم الأكراد منذ عقود هيمنة حكومة بغداد المركزية.
وفي ثمانينيات القرن الماضي لقي عشرات الالاف مصرعهم في حملة قادها صدام حسين ضدهم.
وقد مكنتهم سلطات التحالف بعد غزو العراق عام 2003 من تعزيز استقلالهم الذاتي، في نفس الوقت الذي أتاحت لهم المشاركة في الحكومة المركزية على أعلى مستوى. فرئيس الدولة ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أكراد.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_8014000/8014609.stm