وصلني اليوم الاربعاء 22/4/2009 على بريدي الالكتروني بريد حركة القوميين العرب ومعها هذا المقال ولأهميته اضعه بين اياديكم ، مع تقديري لكم
وليد محمد الشبيبي
الدجل الأمريكي... عظمة وبؤس العم سام
تأليف: جون فيليب ايمارجيون
عرض وترجمة: بشير البكر
الجزء الاول
علينا أن نعترف بأن الكاتب جون فيليب إيمارجيون ليس ودوداً مع الولايات الأمريكية، وقد عبر عن الأمر في العديد من مؤلفاته ومقالاته، وهو موقف يشبه مواقف شرائح كبيرة ومتزايدة من الكّتاب والصحافيين والمثقفين الفرنسيين الحريصين على الاستقلالية الفرنسية. إلا انه في كتابه الجديد “الدجل الأمريكي: عظمة وبؤس العم سام”، الصادر عن دار نشر “بورين” في باريس، يدعو إلى اخراج امريكا من التاريخ، لأنه ببساطة لن تكون ثمة امريكا مرة ثانية. وهو يرى في جميع الأحوال أنه لا يهم ان يكون المرء موالياً أو معادياً لامريكا، ولكن المهم أن يكون لا أمريكيا.
هزيمة أمريكا حتمية نتيجة ما زرعته خلال عقدين
يقدم الكاتب في مستهل الكتاب نظرة بعيدة لما كانت عليه امريكا في قديم الزمان، ويرى أن “ألكسي دي توكفيل” المنظّر الأول للديمقراطية الأمريكية، كان محقّا حين أكد أن نمط تفكيرها العقلاني سيحقق نجاحا لأنه يداعب الميول الطبيعية للعقل البشري وذوقه نحو نوع من التراخي العقلي. ويقول ان أمريكا لم تكن أبدا سوى امبراطورية العقلانية المنتصرة. لكن أمَا وقد عشنا هذا القرن الأمريكي، فإن هذا الوعد ترك ذوقا غير مكتمل. ويضيف كتب جان جيرودو بأنّ أمريكا عبارة عن نادٍ، واستعاد التعريف من بعده دونيز دي روجمونت. فيما أضافت المفكّرة حنه أرندت بأنها ليست أمة، لأنه ينقضها هيكل الحضارات العتيقة. أمريكا عبارة عن صفقة أجريت مع كل الذين ينتمون إلى الدستور. بهذا المعنى فنحن جميعا أمريكيون، سواء تمتعنا بالجنسية الأمريكية أو لم نتمتع بها. لكن من الضروري تنفيذ جميع بنود هذه الصفقة، لأنه إن لم يتم الإيفاء بها فلن يتبقّ أي رباط تعويضي آخر يمكنه أن يجعلنا نتمثل بأمريكا، فالويسترن والجاز وكوكا كولا لا تؤسس حضارة كونية. والآن، وقد مضى جورج بوش، فإن باراك أوباما، الذي وضِع على كاهله الكثير من الأمل، يعرف أنه من الآن فصاعدا عاجز عن تلبية شروط الصفقة.
هزيمة النموذج الأمريكي
ويواصل الكاتب، كان المبدأ الأمريكي نموذجا خلال قرنين. لم يكن ثمة نموذج آخر مثله مفيداً للبشرية في فترة قصيرة جدا. لقد جذب انتباه العالم كما لم تستطع أن تفعل ذلك إلا حضارات بشرية نادرة. لقد كانت أمريكا، خلال فترة قصيرة من الزمن، الوردة التي جعلت أمير “سانت إكزوبيري” الصغير يصبح كبيرا. لقد نجحت في تحريك التاريخ، في الوقت الذي كانت تدّعي أنها تضع له حدّا. إن خطأها يكمن في كونها اعتقدت في موضوعية العالم وفي كونها تصورت أنه أصبح أمريكياً. إنها لم تفكر في نفسها باعتبارها امبراطورية، تصورت العالم باعتباره امبراطورية. ولهذا السبب يتوجب على هذا العالم أن يصبح عالمها. هذا السبب الإمبراطوري (بالمعنى الفلسفي أكثر منه بالمعنى السياسي) أثبت نجاعته، ولكن الفرضية أصبحت متَجَاوَزَة، اليوم. العالَم لم يَعد ذلك العالَمَ الذي كانت تحلم به، ولن يكونه أبدا. الخطأ الأمريكي لم يكن سوى الفظاعة العقلانية، على الرغم من أن المرور بهذه الحقبة كان ضرورةً. إن أي نظام، حتى إن كان معيبا، يمكنه أن يكون مفيدا وفعّالا في سياق معيّن، ثم يخرج، بعنف، من التاريخ. حينها نبحث عن الخطأ الذي يمكن أن يكون قد ارتكبه، فنعثر عليه دائما. نبحث عن الآفة التي يمكن أن تحتويه، ونعثر عليها أيضا. لكن لِمَ هذا الخطأ في هذه اللحظة، وليس في لحظة أخرى من قبل أو فيما بعد؛ ولماذا أصبحت هذه الآفة، التي كانت في فترة سابقة مفيدةً، قاتلة بشكل مفاجئ؟
وليد محمد الشبيبي
الدجل الأمريكي... عظمة وبؤس العم سام
تأليف: جون فيليب ايمارجيون
عرض وترجمة: بشير البكر
الجزء الاول
علينا أن نعترف بأن الكاتب جون فيليب إيمارجيون ليس ودوداً مع الولايات الأمريكية، وقد عبر عن الأمر في العديد من مؤلفاته ومقالاته، وهو موقف يشبه مواقف شرائح كبيرة ومتزايدة من الكّتاب والصحافيين والمثقفين الفرنسيين الحريصين على الاستقلالية الفرنسية. إلا انه في كتابه الجديد “الدجل الأمريكي: عظمة وبؤس العم سام”، الصادر عن دار نشر “بورين” في باريس، يدعو إلى اخراج امريكا من التاريخ، لأنه ببساطة لن تكون ثمة امريكا مرة ثانية. وهو يرى في جميع الأحوال أنه لا يهم ان يكون المرء موالياً أو معادياً لامريكا، ولكن المهم أن يكون لا أمريكيا.
هزيمة أمريكا حتمية نتيجة ما زرعته خلال عقدين
يقدم الكاتب في مستهل الكتاب نظرة بعيدة لما كانت عليه امريكا في قديم الزمان، ويرى أن “ألكسي دي توكفيل” المنظّر الأول للديمقراطية الأمريكية، كان محقّا حين أكد أن نمط تفكيرها العقلاني سيحقق نجاحا لأنه يداعب الميول الطبيعية للعقل البشري وذوقه نحو نوع من التراخي العقلي. ويقول ان أمريكا لم تكن أبدا سوى امبراطورية العقلانية المنتصرة. لكن أمَا وقد عشنا هذا القرن الأمريكي، فإن هذا الوعد ترك ذوقا غير مكتمل. ويضيف كتب جان جيرودو بأنّ أمريكا عبارة عن نادٍ، واستعاد التعريف من بعده دونيز دي روجمونت. فيما أضافت المفكّرة حنه أرندت بأنها ليست أمة، لأنه ينقضها هيكل الحضارات العتيقة. أمريكا عبارة عن صفقة أجريت مع كل الذين ينتمون إلى الدستور. بهذا المعنى فنحن جميعا أمريكيون، سواء تمتعنا بالجنسية الأمريكية أو لم نتمتع بها. لكن من الضروري تنفيذ جميع بنود هذه الصفقة، لأنه إن لم يتم الإيفاء بها فلن يتبقّ أي رباط تعويضي آخر يمكنه أن يجعلنا نتمثل بأمريكا، فالويسترن والجاز وكوكا كولا لا تؤسس حضارة كونية. والآن، وقد مضى جورج بوش، فإن باراك أوباما، الذي وضِع على كاهله الكثير من الأمل، يعرف أنه من الآن فصاعدا عاجز عن تلبية شروط الصفقة.
هزيمة النموذج الأمريكي
ويواصل الكاتب، كان المبدأ الأمريكي نموذجا خلال قرنين. لم يكن ثمة نموذج آخر مثله مفيداً للبشرية في فترة قصيرة جدا. لقد جذب انتباه العالم كما لم تستطع أن تفعل ذلك إلا حضارات بشرية نادرة. لقد كانت أمريكا، خلال فترة قصيرة من الزمن، الوردة التي جعلت أمير “سانت إكزوبيري” الصغير يصبح كبيرا. لقد نجحت في تحريك التاريخ، في الوقت الذي كانت تدّعي أنها تضع له حدّا. إن خطأها يكمن في كونها اعتقدت في موضوعية العالم وفي كونها تصورت أنه أصبح أمريكياً. إنها لم تفكر في نفسها باعتبارها امبراطورية، تصورت العالم باعتباره امبراطورية. ولهذا السبب يتوجب على هذا العالم أن يصبح عالمها. هذا السبب الإمبراطوري (بالمعنى الفلسفي أكثر منه بالمعنى السياسي) أثبت نجاعته، ولكن الفرضية أصبحت متَجَاوَزَة، اليوم. العالَم لم يَعد ذلك العالَمَ الذي كانت تحلم به، ولن يكونه أبدا. الخطأ الأمريكي لم يكن سوى الفظاعة العقلانية، على الرغم من أن المرور بهذه الحقبة كان ضرورةً. إن أي نظام، حتى إن كان معيبا، يمكنه أن يكون مفيدا وفعّالا في سياق معيّن، ثم يخرج، بعنف، من التاريخ. حينها نبحث عن الخطأ الذي يمكن أن يكون قد ارتكبه، فنعثر عليه دائما. نبحث عن الآفة التي يمكن أن تحتويه، ونعثر عليها أيضا. لكن لِمَ هذا الخطأ في هذه اللحظة، وليس في لحظة أخرى من قبل أو فيما بعد؛ ولماذا أصبحت هذه الآفة، التي كانت في فترة سابقة مفيدةً، قاتلة بشكل مفاجئ؟