<P style="TEXT-ALIGN: center; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; RIGHT: auto" dir=rtl id=yui_3_2_0_19_1332587418000218 class=yiv1581138539MsoNormal align=center>سيارات مدرعة وقصور محصنة <P style="TEXT-ALIGN: center; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal align=center> <P style="TEXT-ALIGN: center; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal align=center>ترى متى تشعرون بأوجاعنا ؟؟؟ <P style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; RIGHT: auto" dir=rtl id=yui_3_2_0_19_1332587418000219 class=yiv1581138539MsoNormal> <P style="TEXT-ALIGN: center; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal align=center>جريدة المستقبل 27/2/2012 <P style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal> <P style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; RIGHT: auto" dir=rtl id=yui_3_2_0_19_1332587418000220 class=yiv1581138539MsoNormal> <P style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal>كاظم فنجان الحمامي <P style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal> <P style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal> <P style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal>لا علاقة للبورجوازية الأوربية وأدوارها القديمة بطبقات البورجوازية العراقية الناشئة, التي ظهرت في السنوات الأخيرة داخل التشكيلات العليا وخارجها, ويتعين على علماء الاصطلاح (التيرمنولوجي Terminology) البحث عن مصطلح بديل يشير إلى مفهوم محدد, يتلاءم مع طبيعة هذه الطبقات المنتفخة المتعالية, التي جمعت بين ملامح الإقطاع القديم وملامح الأمراء والقياصرة الممزوجة بالنزعات الرأسمالية. . <P style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal>إنها برجوازية هجينة اختارت العزلة والانعزال عن عامة الناس بمحض إرادتها, فتقوقعت على نفسها, وفضلت العيش في الأبراج العالية, وتميزت بنسجها لعلاقات معقدة ومتشابكة مع مختلف أجهزة الدولة, وأحيانا نراها تميل إلى العوالم الداخلية للسلطة, إما عن طريق الارتماء في أحضان الأحزاب لولوج قبة البرلمان, أو عن طريق الإبحار بقوارب الجهازين (الأمني والعسكري), حتى أصبحت البورجوازية الجديدة من الدولة والى الدولة, بيد ان الخبر الذي ينبغي أن يضاف إلى المبتدأ هو كلمة (شرهة), فالشراهة من أقوى خصالها, فهي شرهة في امتلاك أجمل المساكن, وشرهة في تناول أشهى الأطعمة, وارتداء أحلى الملابس, والسفر إلى أغنى المنتجعات, واقتناء أثمن الحلي والمجوهرات, وركوب أفخم العربات, ولا يطيب لها السير في شوارع مدننا إلا في مواكب مهيبة تحف بها الحمايات الراجلة والمجوقلة والمهرولة. . <P style="TEXT-ALIGN: center; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; RIGHT: auto" dir=rtl id=yui_3_2_0_19_1332587418000229 class=yiv1581138539MsoNormal align=center> <P style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; RIGHT: auto" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal>لقد وضعت البرجوازية الأوربية ثقلها كله في ثلاثية (الاقتصاد والسياسة والثقافة), فلعبت في هذا الحيز ولم تبرحه, إما البرجوازية العراقية الجديدة فقد اختارت العزف على إيقاعات ثلاثية متداخلة, مقتبسة من العصور الحجرية, فلعبت في الملاعب المغلقة على أوتار (الطائفية, والفساد, والبطر). . <P style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; RIGHT: auto" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal>تحولت قصورهم إلى ثكنات عسكرية, محصنة بكتل كونكريتية عملاقة, فبسطوا نفوذهم على الأرصفة والأزقة الخدمية, وأغلقوا مداخل الطرق المؤدية إلى قصورهم في المدن والأحياء السكنية, ووزعوا نقاط التفتيش المعززة بالحراسات المسلحة على الجهات الأربعة, ثم تمادوا في استعراض قوتهم الضاربة, فنشروا الأسلاك الشائكة, والعوارض الأنبوبية, والمعرقلات البلاستيكية, والمطبات الحجرية, ونصبوا مجموعة من الأبراج والكاميرات المخصصة للرصد والمراقبة حول مقراتهم. . <P style="TEXT-ALIGN: center; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; RIGHT: auto" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal align=center> <P style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal>ثم تفجرت شرايين شراهتهم في كل الاتجاهات فحصلوا على الامتيازات المالية السخية, ووضعوا الجوازات الدبلوماسية في جيب, وسندات تمليك الأراضي في جيب, والتحقت بهم مجاميع جديدة من ذوي الرؤوس الحليقة, وأصحاب النظارات المعتمة, والعضلات المفتولة, والوجوه المقنعة. . <P style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal>ثم جاءت منحة الوقاية والحماية والرعاية, وبات من المؤمل حصول كل مسؤول منهم على عربة مدرعة, رباعية الدفع, متعددة النفع, من طراز 2012, بمواصفات دفاعية كاملة, تقيهم من شرور الكمائن, والعبوات اللاصقة, والأحزمة الناسفة والقذائف الموجهة, تصد عنهم عياران القنص. تحميهم من عيون الحساد والمتطفلين. . <P style="TEXT-ALIGN: center; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal align=center> <P style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal>سيارات مدرعة وقصور محصنة لحماية نخبة من الشعب, انتخبها أفراد الشعب, فعزلت نفسها عنهم, وحصنت نفسها من الألغام والمتفجرات, وتركتهم يواجهون الموت بصدور عارية وبطون خاوية. . <P style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal>سيارات مدرعة وقصور محصنة لوقاية فئة قليلة من أصحاب الجاه والوجاهة والسعادة والسمو, الذين عزت عليهم أنفسهم فاسترخصوا دماء الناس, ووصل بهم البطر إلى المستوى الذي جعلهم يفكرون في حماية أنفسهم وأولادهم, من دون أن يلتفتوا إلى مصير شعب بكامله ينتظره الموت في السوق والمقهى والمسجد, ويطارده حتى في المقبرة. . <P style="TEXT-ALIGN: center; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal align=center> <P style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; RIGHT: auto" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal>فمتى يتعلم هؤلاء من سيد الشهداء الذي استرخص دمه في مواجهة الظلم والطغيان, فسكن الخلد, وأضحى مشعلا يقتدي به كل مجاهد, فمن أراد أن يستعصم فليستعصم بالله, ويتمسك بشريعته, ويجاهد نفسه, ومن كان يريد العزة فلله العزة جميعاً, ومن لا يخشى المواجهة لا يعزل نفسه عن الناس. . <P style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal>ألا يفترض بالمسؤول أن يكون أول المضحين في سبيل شعبه وأبناء جلدته, وأن يتقدمهم بخطوات ثابتة لا تعرف الخوف ولا التردد ؟, أليس هذا غاية الجود ؟, أليس الجود بالنفس أقصى غاية الجود ؟, ألا يعلم هؤلاء إن المسؤول الأناني هو الذي لا يبالي بمشاعر الآخرين, ولا يقيم لهم وزناً, ولا يرى أحداً غيره يستحق العيش. . <P style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal>ورحم الله القائل: اللهم أعطنا القوة لندرك أن الخائفين لا يصنعون الحرية، والضعفاء لا يخلقون الكرامة، والمترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء. . . <P style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal> <P style="TEXT-ALIGN: center; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal align=center>حكمة مفخخة <P style="TEXT-ALIGN: center; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir=rtl class=yiv1581138539MsoNormal align=center>الأمان فكرة خرافية لا يمكن أن توفرها السيارات المدرعة ولا القصور المحصنة, وإن الاختباء خلف الحواجز المصفحة لتجنب الخطر ليست خطوة سديدة على المدى الطويل, فالحياة السياسية إما مغامرة تخوضها بشجاعة, أو لا شيء. . . |
منقول