مرض الرجل فجأة ومات ،
رحمه الله ما زال شابا
حياة ليس لها أمان
عبارات تخرج من أفواه المستغربين وكأن الخبر وقع على مسامعهم كدوى القنابل صعقوا ، تحوقلوا ضربوا الكف على الكف
، شلال الدموع انهمر من المقربين
تعالت الصيحات والآهات وبعد التعب والإرهاق لا بد من دفن الجسد.
رحت ابحث عن حفار القبور وما آن وصلت بيته ، وقبل الإمساك بدقاقة الباب سمعته يكلم نفسه ويقول ........
تبا لهذه البلد ، ما أطول أعمار أهلها
لا يموتون بكثرة ، منذ عشرة أيام لم احفر قبرا واحدا
ولكن الداية أم محمود تقاضت مئات الدنانير من الولادات ،لك الله يا أم محمود لو انني زوجك لتغيرت الحياة إلى الأفضل ،..ثم تابع يهذي........ ولكن زوجك يأبي الموت......... وان فعلها سأحفر له القبر بلا مقابل وسأغسله بالماء والثلج وأكفنه على حسابي .
آه أصبحت عسيرة هذه الحياة ........أردف قائلا
رفعت يدي لأطرق الباب ولكني أمسكت حتى اسمع باقي الكلام فتابع يقول ........ أيعقل إن ينام ملك الموت عزرائيل ؟ أوف ......وكأنه يخشى المجيء إلى هذه البلدة المعمرون أهلها ، ما الذي يمنعه من قبض روح أبو حسان الذي فاق المائة وعشر ولم يسقط سنا واحدا . وأبو إبراهيم فاق التسعين والشيخ جمعه الذي غسل نصف أهل البلد وكفنهم .
ولكن ماذا ساعد فالبلد تعج بأمثال هؤلاء . ثم رفع يداه للسماء وقال يارب.......... يسر ولا تعسر......... . وما أن أكمل هذا الدعاء حتى طرقت الباب وفتح بسرعة وكأنه يركن ظهره للباب الصدئ المهتريء تكاد ترى أسفله دروبا للفئران ومسالك للصراصير
أهلا ....أهلا تفضل....تفضل ....قال الرجل
شكرا ولكني أتيتك لتحفر قبرا .
بلهفة أجاب الرجل ها .. على الرحب والسعة حالا..... حالا ا سأذهب
ومن فرحة الرجل لم يسال عن المتوفى ودخل يجهز أدواته وهو يحمد الله على هذا الرزق
جئنا بالجنازة بعد الصلاة عليها لتستقر في أعماق الأرض ...........
نظرت إلى الحضور .....مجموعة هنا ........ومجموعة هناك .......... شخص جالس وآخر واقف
ذاك يتأفف من الحر ......... وذاك يقول بصمت .. هيا بسرعة لقد تعبنا الشمس لافحة لا طاقة لنا على الانتظار أكثر
وآخر يقول ما بال هؤلاء ؟ أيزخرفون القبر ..لقد طال الانتظار؟؟؟؟؟؟............
لقد تعبت من النظر في وجوههم ......ذلك حزين .........وذاك لا يبدو عليه الحزن... وآخر يمل الانتظار وآخر يخشع لمنظر القبر ويتساءل ....أين سيكون مكاني بينهم ؟؟؟
عجبا الدنيا زائلة، وهؤلاء لا يعتبرون من الموت، يسارعون بدفن الجسد الذي فارقهم بلا عودة، وغاب عن النور إلى ظلمات الأرض، ذهاب بلا رجوع.. وداع بلا لقاء ....إلى مصير مجهول .............
يتناسون أن العمر غفلة تمر به الأيام مسرعة ............... أيلحقهم نفس المصير
رحمه الله ما زال شابا
حياة ليس لها أمان
عبارات تخرج من أفواه المستغربين وكأن الخبر وقع على مسامعهم كدوى القنابل صعقوا ، تحوقلوا ضربوا الكف على الكف
، شلال الدموع انهمر من المقربين
تعالت الصيحات والآهات وبعد التعب والإرهاق لا بد من دفن الجسد.
رحت ابحث عن حفار القبور وما آن وصلت بيته ، وقبل الإمساك بدقاقة الباب سمعته يكلم نفسه ويقول ........
تبا لهذه البلد ، ما أطول أعمار أهلها
لا يموتون بكثرة ، منذ عشرة أيام لم احفر قبرا واحدا
ولكن الداية أم محمود تقاضت مئات الدنانير من الولادات ،لك الله يا أم محمود لو انني زوجك لتغيرت الحياة إلى الأفضل ،..ثم تابع يهذي........ ولكن زوجك يأبي الموت......... وان فعلها سأحفر له القبر بلا مقابل وسأغسله بالماء والثلج وأكفنه على حسابي .
آه أصبحت عسيرة هذه الحياة ........أردف قائلا
رفعت يدي لأطرق الباب ولكني أمسكت حتى اسمع باقي الكلام فتابع يقول ........ أيعقل إن ينام ملك الموت عزرائيل ؟ أوف ......وكأنه يخشى المجيء إلى هذه البلدة المعمرون أهلها ، ما الذي يمنعه من قبض روح أبو حسان الذي فاق المائة وعشر ولم يسقط سنا واحدا . وأبو إبراهيم فاق التسعين والشيخ جمعه الذي غسل نصف أهل البلد وكفنهم .
ولكن ماذا ساعد فالبلد تعج بأمثال هؤلاء . ثم رفع يداه للسماء وقال يارب.......... يسر ولا تعسر......... . وما أن أكمل هذا الدعاء حتى طرقت الباب وفتح بسرعة وكأنه يركن ظهره للباب الصدئ المهتريء تكاد ترى أسفله دروبا للفئران ومسالك للصراصير
أهلا ....أهلا تفضل....تفضل ....قال الرجل
شكرا ولكني أتيتك لتحفر قبرا .
بلهفة أجاب الرجل ها .. على الرحب والسعة حالا..... حالا ا سأذهب
ومن فرحة الرجل لم يسال عن المتوفى ودخل يجهز أدواته وهو يحمد الله على هذا الرزق
جئنا بالجنازة بعد الصلاة عليها لتستقر في أعماق الأرض ...........
نظرت إلى الحضور .....مجموعة هنا ........ومجموعة هناك .......... شخص جالس وآخر واقف
ذاك يتأفف من الحر ......... وذاك يقول بصمت .. هيا بسرعة لقد تعبنا الشمس لافحة لا طاقة لنا على الانتظار أكثر
وآخر يقول ما بال هؤلاء ؟ أيزخرفون القبر ..لقد طال الانتظار؟؟؟؟؟؟............
لقد تعبت من النظر في وجوههم ......ذلك حزين .........وذاك لا يبدو عليه الحزن... وآخر يمل الانتظار وآخر يخشع لمنظر القبر ويتساءل ....أين سيكون مكاني بينهم ؟؟؟
عجبا الدنيا زائلة، وهؤلاء لا يعتبرون من الموت، يسارعون بدفن الجسد الذي فارقهم بلا عودة، وغاب عن النور إلى ظلمات الأرض، ذهاب بلا رجوع.. وداع بلا لقاء ....إلى مصير مجهول .............
يتناسون أن العمر غفلة تمر به الأيام مسرعة ............... أيلحقهم نفس المصير