الحلف تعظيم وتقديس لله تعالى , ومن هنا جاءت أهمية الايمان في الاسلام , فالتعظيم والتقديس لا يجوزان لغير الله , ولا يليق أن يكونا على غير وجه حق , وأمرنا المولى عز وجل بأن نتقي الله في الأيمان وان كان المرء لابد حالفا فليحلف باسم من أسماء الله تعالى وهو صادق واثق في قرارة نفسه عما يحلف عنه .
اليمين الغموس ماهي؟
هي التي يتجرأ صاحبها على الكذب فيها مستخفا والعياذ بالله بالاسم المعظم فكل من حلف بالله كاذبا متعمدا قاصدا للحصول على غير حقه أو نحو ذلك سميت يمينه غموسا لأنها تغمس صاحبها في الاثم الذي يستحق به أن يغمس والعياذ بالله في نار جهنم.
وهذه اليمين لايكفرها عتق أو صيام أو صدقة , بل لابد من التوبة النصوح الصادقة والندم على الحقوق والاستقامة بعدم العودة لمثلها.
وقد سأل أعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اليمين الغموس فقال عليه الصلاة والسلام ( الذي يقتطع مال امريء ) بيمين هو فيها كاذب
قال صلى الله عليه و سلم: "من حلف على يمين وهو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان" رواه البخاري (2285)، ومسلم (138) من حديث ابن مسعود –رضي الله عنه-
وهذه اليمين من كسب القلوب التي يؤاخذ عليها العبد كما جاء في قوله تعالى ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم) أي يعاقب الله سبحانه وتعالى العبد بما كسب قلبه أي بما اكتسبه واقترفه من الاثم والقصد الى الكذب في اليمين أن يحلف على أمر مضى يعلم أنه على خلاف مايقوله فتلك هي اليمين الغموس.
اليمين المنعقدة ماهي؟
من الأيمان التي يقصدها وينويها الحالف اليمين المنعقدة وهي التي وضحها المولى عز وجل في قوله تعالى: ( لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ) المائدة 89.وهي اليمين التي يؤكد بها الحالف عزمه على أمر مباح يريد عمله في المستقبل العاجل او الآجل كأن يقول والله لأفعلن ذلك غدا .
فاذا بر الحالف وأوفى فلا شيء عليه , أمنا اذا لم يوف وحنث في يمينه ورجع عنها لمصلحة دينية أو دنيوية فيها خير يعينه على طاعة الله أو يكفيه شر أو يمنعه عن أذى لعباد الله فانه يكفر عن يمينه باطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة فاذا لم يقدر على واحدة منها فانه يصوم ثلاثة أيام ,قال تعالى: ( فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ )المائدة 89 .
ولنا في رسول الله قدوة حسنة حيث قال صلى الله عليه وسلم ( اني والله -ان شاء الله- لا احلف على يمين ثم أرى خيرا منها الاكفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير) صحيح,مختصر مسلم1018, حيث أن الانسان حينما يحلف على شيء مستقبل لا يدري ماذا يقع بانه وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه.
منقول